تحذير إسرائيلي: تطورات قضية الغواصات مقدمة لزلزال سياسي.. نتنياهو متهم
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
أوصاف عديدة أطلقها الإسرائيليون على رسائل التحذير المرسلة من لجنة التحقيق في قضية الفساد الخاصة بشراء الغواصات قبل عشر سنوات إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد السابق يوسي كوهين ووزير الحرب السابق موشيه يعلون، أهمها أنها "قاسية وخطيرة"، وهناك من ابتعد أكثر من ذلك ليعتبرها مقدمة لـ"زلزال سياسي"، لأنه سيكون من الصعب أن نرى كيف سيتم تقديم توصيات قاسية ضد هذه الشخصيات الثلاثة، وفي نفس الوقت كيف سيؤثر على فرصة باستمرار عملهم في المجال العام والمناصب الرسمية.
المحامي الأكاديمي ماتان غوتمان خبير القانون الدستوري والإداري بجامعة رايخمان، أشار إلى أنه "طوال العامين الماضيين، كانت لجنة التحقيق الحكومية في قضية شراء الغواصات، التي يرأسها رئيس المحكمة العليا المتقاعد القاضي آشر غرونيس، تعمل بهدوء، وتحت غطاء من السرية، واليوم أسقطت قنبلة قانونية وسياسية، من الصعب تقدير أهميتها وعواقبها وخطورتها، لأن قرارها ورسائلها التحذيرية الأخيرة التي أرسلتها للثلاثة المتورطين في القضية تؤكد أن هناك احتمالا كبيرا بأن يتسبب تقريرها النهائي في زلزال سياسي وقانوني".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21" أنه "يصعب أن نرى كيف سيتصرف نتنياهو ويعلون وكوهين الخروج من هذه الفضية بسلام، لأنه على الجانب النظامي، يبدو من القرار المنشور أن سلاح البحرية حين اشترى هذه الغواصات تصرّف بمعزل عن الجيش ووزارة الحرب لتعزيز المشتريات للبحرية، متجاوزة الآليات العادية فيهما".
وأوضح أن "نص القرار يكشف عن وجود محاولات متكررة من قبل المستوى السياسي ومجلس الأمن القومي للترويج لشراء الغواصات، دون الحاجة لأن يكون هذا الشراء الباهظ متماشيًا مع الاحتياجات التشغيلية التي حددتها الحكومة، وتلك الناشئة عن العمل، أما فيما يتعلق بالموضوع في وزارة الحرب، فقد تم التعامل مع الأطراف الثالثة من قبل المستوى السياسي ومجلس الأمن القومي بطريقة غير منظمة، وعبر قنوات متناقضة، ودون رقابة، بجانب إخفاء بعض المعلومات عن الجهات المعنية، وكل ذلك شكّل خطرا على أمن دولة الاحتلال، وأضرّ بعلاقاتها الخارجية".
وأكد أنه "خلافا لما ادعى نتنياهو في رده على قرار اللجنة، وبموجبه كان على حق في قراره شراء الغواصات، لكن الحقيقة التي كشفتها اللجنة أنه لم يتعامل إطلاقا مع متن القرارات وسلطة السلطة التقديرية لدى صناع القرار، صحيح أن لجنة التحقيق لا تبدي أي موقف بشأن مسألة عدد الغواصات المطلوبة للدولة، لكنها ركزت على الإخفاقات في عمليات اتخاذ القرار، دون الدخول في تفاصيل فنية متمثلة في ضرورة شراء سفن من نوع أو آخر".
ولفت إلى أنه "على الجانب الشخصي، ترى اللجنة إمكانية فرض المسؤولية، أو التوصل لاستنتاجات نهائية ستؤثر على المدانين بها: نتنياهو ويعلون وكوهين، والقائد السابق لسلاح البحرية رام روتنبرغ، وقد بدا لافتا أن اللجنة اختارت استخدام لغة قاسية، وكتبت أن سلوك هؤلاء في القضية ما زالت قيد التحقيق، لأنه أدى إلى اضطراب عميق في سير العمل، وبناء القوة، وأضرّ بآليات اتخاذ القرارات في سلسلة من القضايا الحساسة، ومن خلال قيامهم بذلك، فقد عرّضوا أمن الدولة للخطر، ومسّوا بعلاقاتها الخارجية، ومصالحها الاقتصادية".
وأوضح أنه "فيما يتعلق بـ"يعلون"، فقد تصرف بشكل مخالف لقرار حكومي، وتسبب في تأخير إنشاء نظام الدفاع لمنشآت الغاز، بل وقدم، من بين أمور أخرى، تمثيلا كاذبا في إفادة خطية للمحكمة العليا، مفادها أن جهات أخرى، وليس هو، دفعت لشراء سفن ذات خصائص مختلفة وأغلى من المقدمة والموافقة عليها في الحكومة، مما قد يفرض المسؤولية الشخصية، مصحوبة بعنصر الذنب، بموجبها أدى فعله المباشر أو الإغفال إلى كارثة، أو فشل في تقييم إهمال نتائج أفعاله".
عديدة هي الاستنتاجات التي ستخرج بها لجنة التحقيق في هذه القضية الجديدة من الفساد، لكن أخطرها قد يتمثل في عدم صلاحية أي من المتورطين فيها بشغل مناصب وزارية في الحكومة مستقبلا، وهي التوصية التي ستكون الأكثر جدية، لاسيما وأن هناك سوابق قانونية وقضائية في دولة الاحتلال بهذا الخصوص، وهذا يعني أن قراراتها النهائية المتوقع صدورها بعد أشهر قليلة ستكون مقدمة لزلزال سياسي وقانوني، ويضع مزيدا من العقبات أمام استمرار نتنياهو شخصيا في مهامه الحكومية، مما سيصب مزيدا من الزيت على نار التوتر الإسرائيلي الداخلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الغواصات نتنياهو الاحتلال نتنياهو الاحتلال الغواصات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لجنة التحقیق
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: الرسوم الجمركية الأمريكية تهدد مستقبل اقتصادنا
فيما ظهرت دولة الاحتلال خلال العام والنصف الماضيين من العدوان على غزة، غير قادرة على إنتاج الذخيرة التي يحتاجها جيشها بمفردها، فقد تبين أمرا آخر أكثر خطورة وهو أن القوة الاستراتيجية لأي دولة لا تعتمد على الأسلحة فحسب، بل تعتمد أيضا على المرونة والاستقلال الاقتصادي بشكل عام.
المؤرخ الاسرائيلي ناثانيال فولوش أكد أن "سياسة التعريفات الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستؤثر قريبا على إسرائيل، ومواطنيها، مع العلم أنه أعلن أن الرسوم متبادلة، ويبقى أن نرى ما إذا كنا سنلغي فعليا الرسوم الجمركية التي نفرضها على واردات السلع الأميركية، وما إذا كان ترامب سيوافق نتيجة لذلك حقا على الامتناع عن فرض رسوم جمركية على السلع الإسرائيلية المصدرة للولايات المتحدة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "سياسة التعريفات الجمركية التي ينتهجها ترامب مجرد عرض لظاهرة أوسع نطاقا بكثير، وإن عدم التعامل معها على محمل الجد قد يعرض أمن دولة الاحتلال للخطر في المستقبل غير البعيد، فقد شهدنا في السنوات الأخيرة التفكك التدريجي والمصيري للنظام العالمي الذي بدأ في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي فترة شهدت عددا لا بأس به من الحروب والمعاناة، لكنها في الوقت ذاته شهدت أيضا نموا اقتصاديا، وارتفاعا في مستوى المعيشة، وانتشارا للمبادئ الليبرالية بطريقة غير مسبوقة في تاريخ البشرية".
وأشار إلى أنه "في الوقت نفسه، قبل أربعين عاما تقريبا، اتخذ النظام العالمي خطوة أبعد مما ينبغي في تبنيه الجذري للعولمة، وفي الأمد القريب، بدا أن أغلب العالم استفاد منها، والدليل الأكثر وضوحا على ذلك بالنسبة للإسرائيليين، كباقي سكان البلدان الغربية الأخرى، هو الكم الهائل من السلع الاستهلاكية الرخيصة من مختلف الأنواع التي تغمر أسواقهم، لكن منذ البداية، جاء هذا الازدهار بثمن باهظ، حيث أثرت العولمة سلبا على عيش ملايين البشر حول العالم، خاصة الطبقة العاملة في البلدان المتقدمة".
وضرب مثالا حين "أقدمت إسرائيل على إغلاق مصنع بولجات في كريات غات في 2008، مما شكل قضاء على صناعة النسيج الإسرائيلية بأكملها، وإلحاق الضرر بالعديد من الصناعات الأخرى، واليوم في ضوء السياسة الجمركية الجديدة لواشنطن يمكن لتل أبيب أن تفكر في السيناريو الأسوأ، حيث لا مجال لديها لارتكاب الأخطاء، ولذلك فإن الاعتماد على الولايات المتحدة، الذي أوصله بنيامين نتنياهو، أكثر من أي زعيم آخر، إلى النقطة التي أصبحنا فيها تقريبا محمية لأمريكا، لا يمكن قبوله، وخطر بحد ذاته".
وأكد أنه "إذا استمر العالم أجمع بالتحرك باتجاه تجاري، واعتماد تفضيل الإنتاج المحلي على الواردات، فإن دولة الاحتلال ستجد نفسها في مشكلة خطيرة وخطر وجودي، ولذلك، يجب عليها أن تشجع اليوم الإنتاج المحلي لكل سلعة يمكن إنتاجها فيها، وتنفذ مخزونا ضخما من جميع المواد الخام التي ليس لدينا القدرة على إنتاجها محليا".
وأضاف أننا "كما رأينا خلال العام والنصف الماضيين، فإن الاحتلال غير قادر على إنتاج الذخيرة التي يحتاجها الجيش نفسه، مع أن القوة الاستراتيجية للإسرائيليين لا تعتمد على الأسلحة فحسب، بل على المرونة الاقتصادية، وحقيقة أن لديهم قطاعا مزدهرا للتكنولوجيا الفائقة ليست كافية أيضا".
وختم بالقول أن دولة الاحتلال كالدول الغربية الأخرى، "أصبحت على مر السنين معتمدة بشكل كامل على التجارة الدولية، واستيراد السلع الأساسية مثل الأدوية والسيارات والنفط والحديد والمطاط وغيرها، وإن تدهور العلاقات مع تركيا، الذي تعتمد عليه إسرائيل بشكل كبير على عجزها، علامة سيئة في هذا الصدد، ولمعالجة هذه المشكلة، هناك حاجة لسياسة طويلة الأمد وجادة، ولكن من غير الممكن أن نتوقع ذلك من الحكومة الحالية".