دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت ثانديوي موريو تبلغ الرابعة عشر من عمرها، عندما اكتشفت شغفها بالتصوير الفوتوغرافي.

علّمها والدها كيفية استخدام كاميرا "نيكون" الرقمية الخاصة به، وفي كل يوم بعد المدرسة كانت تسرع إلى المنزل لتنهي واجباتها المدرسية، ثم تقوم بتدريب عدستها على كل ما يمكنها العثور عليه.

ومن خلال هذه الكاميرا القديمة، وجدت موريو متنفّسًا لكل الإبداع الذي كانت تتطلع إلى التعبير عنه.

تصمم موريو أزياء تتناسب مع الأقمشة التي تجدها لخلفياتها.Credit: Thandiwe Muriu

وقالت موريو: "قبل ذلك، كنت أمتلك كل هذا الفن بداخلي، والذي كان يبحث عن منفذ لكن لم يجده بعد. ولم أكن أجيد الرسم، ولكن منذ أول تعامل لي مع الكاميرا، أدركت أن هناك صلة بيني وبين التصوير الفوتوغرافي".

وسرعان ما وجّهت موريو عدستها نحو شقيقاتها.

وكانت إحداهن تجمع مجلات "فوغ"، وسرعان ما أصبحت موريو مهتمة بإنشاء صور كتلك التي رأتها على أغلفة مجلات الأزياء، أي صور للجمال الخالي من العيوب والأزياء الراقية.

وكانت موريو تحضّر جلسات تصوير متقنة لعائلتها في حديقة منزلهم، باستخدام ملاءات الأسرّة كخلفيات ورقائق الألومنيوم لإنشاء عاكسات.

تجمع النظارات في هذه الصورة بين المجوهرات وشريط السباكة كاحتفال فريد من نوعه بالحرفيين الكينيين.Credit: Thandiwe Muriu

لكن، ما لم تدركه موريو في ذلك الوقت أن تلك الصور التي التقطتها لشقيقاتها كانت الخطوة الأولى في فضولها الدائم نحو الجمال والأنوثة الإفريقية.

وقد تحقق هذا الفضول بالكامل في سلسلة "Camo"،  وهو مشروع دام لسنوات قامت به موريو، وهي مصورة فوتوغرافية ومصممة إعلانات وُلدت ونشأت بنيروبي في كينيا.

ومؤخرا أصدرت مجموعة من أعمالها في كتابها الأول.

ذكّرت هذه الصورة موريو برغبتها في الحصول على الضفائر الطويلة عندما كانت فتاة صغيرة. .Credit: Thandiwe Muriu

وأوضحت موريو أن تلك الصور الفوتوغرافية المبكّرة التي التقطتها لشقيقاتها ساهمت في تشكيل رسائل سلسلة "Camo".

وقالت موريو: "لقد علمتني تلك التجربة أن أقدّر جمال البشرة الداكنة، حيث يتمتع الأشخاص في سلسلة Camo ببشرة إفريقية داكنة".

وتابعت: "أردت أن أحتفي بكل ما عانيت منه في رحلتي الجمالية، أي شعري، وبشرتي، وهويتي، كامرأة عصرية تعيش في ثقافة أكثر تقليدية".

في هذه الصورة، تزين أغطية الزجاجات شعر العارضةCredit: Thandiwe Muriu

وأشارت موريو إلى أن سلسلة "Camo" في جوهرها تدور حول الجمال، إذ ترى أن هناك الكثير لنتعلمه عن ثقافة الجمال الكينية في الصور.

وتستعين الصور في سلسلة "Camo" بالخداع البصري، إذ في داخل كل صورة، تمتزج ملابس العارضة والخلفية معًا في بحر من الأنماط والألوان، ما يتسبب في اختفاء  العارضة تقريبًا في العالم المتنوع الذي ابتكرته موريو من حولهن. 

وتستمد السلسلة عنوانها من تأثير التمويه هذا.

وأوضحت موريو أن هذا التأثير يُعد بمثابة "تعليق على كيف يمكننا كأفراد أن نفقد أنفسنا أمام ثقافة التوقّعات التي تُفرض علينا". 

ومع ذلك، رأت موريو أن كل فرد فينا يتمتع بسمات فريدة وجميلة.

وبسبب هذا التأثير الوهمي، تلعب الأقمشة والمنسوجات الموجودة في أعمال موريو دورًا أساسيًا في كيفية بناء كل صورة.

ومن خلال البحث في الكتالوجات ومتاجر الأقمشة على جانب الطريق، تقوم موريو بإنشاء الصور بناءً على القصة التي تراها في الأنماط التعبيرية، ثم تقوم بتصميم الزي وتعمل مع خياط محلي لإنشائه.

تتذكر موريو عندما كانت المراوح في أجهزة الكمبيوتر المدرسية الخاصة بها تصدر طنيناCredit: Thandiwe Muriu

وأثمرت النتيجة عن إبداع أصلي بالتعاون مع زملائها من الفنانين الكينيين، حيث كان متجذّرا في تقاليد النسيج الغنية في إفريقيا.

ولا تقل أهمية الأقمشة عن أهمية العارضين في الصور، حيث صُممت كل تسريحة شعر، بالتعاون مع مصفف شعر، كتفسير حديث لتسريحات الشعر الإفريقية التقليدية.

أما بالنسبة للنظارات، فقد قامت موريو بتصميم وتصنيع كل قطعة، وهي مستوحاة من الأغراض الموجودة في خزائن منازل نيروبي، بما في ذلك خزانتها الخاصة.

وتسعى أعمال موريو إلى توسيع روايات الجمال والهوية الأنثوية عبر أدوات القماش والتصوير الفوتوغرافي.

وأكدّت أنها صممت سلسلة "Camo" بشكل مقصود لتكون بمثابة رسالة حب لنفسها ولنساء الأخريات. 

كينياأفريقيانشر الأربعاء، 26 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أفريقيا

إقرأ أيضاً:

صور عالية الدقة لـ«الغروب القمري»

واشنطن (أ ف ب) 

أخبار ذات صلة رائدا الفضاء العالقان يبدآن رحلة العودة إلى الأرض الرائدان العالقان في محطة الفضاء الدولية يعودان غداً

كشفت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وشركة الفضاء الأميركية «فايرفلاي إيروسبايس»، أمس الأول، عن أول صور عالية الدقة لغروب الشمس القمري، التقطها روبوت هبط على سطح القمر في مطلع مارس الماضي، وبدت فيها أرض بيضاء وهالة خضراء وثلاث نقاط مضيئة في السماء هي الشمس والأرض والزهرة.
وتساعد الصور العلماء في حل لغز التوهج الذي رُصد للمرة الأولى على سطح القمر في ستينيات القرن العشرين.
وقال المسؤول في «ناسا» جويل كيرنز: «نحن نأخذ الوقت الكافي لتكليف متخصصين علميين لمراجعة الصور كافة».

مقالات مشابهة

  • سارة الودعاني تُثير الجدل بعد نشر صور أبنائها.. صور
  • طلاب إعلام الكلية الكندية الدولية يطلقون حملة "نواة" لتعزيز الزراعة المستدامة بتقنية كرات البذور
  • سحور عواجي يجمع أهل الفن والثقافة
  • صور عالية الدقة لـ«الغروب القمري»
  • مليشيا الدعم السريع المتمردة غدرت بقوات الجيش والاحتياطي المركزي التي كانت تؤمّن القصر الجمهوري
  • السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي-البصري توجه إعذارات لـ5 قنوات تلفزيونية
  • «كاك بنك» ينظم دورة توعوية حول الشمول المالي والثقافة المالية والادخار لفئة الناشئين
  • هل عادت حلا شيحة لارتداء الحجاب؟
  • الإيسيسكو ترحب بقرار استئناف عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي
  • لصوص دقلو في كرب شديد، أياً كانت جحورهم