سودانايل:
2025-03-07@02:38:16 GMT

الأطفال وثقافة الحرب

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

د. أحمد جمعة صديق
توفير المعارف والمهارات الضرورية خلال الحروب وبعدها من الأمور الحيوية، لكل المجتمعات وخاصة للأطفال،وذلك لمساعدتهم في التعامل مع آثار النزاعات بوعي ومحاولة التعافي من نتائجها السالبة بصورة فعالة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم هذا النوع من الثقافة في توفير مساحات للمحبة والاخاء وفي تعزيز قدرتهم على التكيف ووربما تحقيق قدر من الرفاهية، رغم قساوة وضراوة واقع الحرب التي يعيشونها يوماً بيوم.

وفيما يلي ما نظن أنه أهم المعارف والمهارات التي ينبغي تعليمها وإيصالها لهذه الفئة الضعيفة من المجتمع البشري خلال وبعد الحروب.
• المعارف والمهارا ت:
المعارف هي مجموعة الحقائق التي يمكن أن يلم بها الكائن البشري من خلال التجربة عن طريق الحواس المعروفة. والمعارف حقائق ملموسة، يتحصلها البشر العاديون بما وهبهم الله عن طريق هذه الحواس الخمس، ولكنه خصّ أنبياءه بعلم الوحي وتلك وسيلة لا ينالها الا ذو حظ عظيم. إذن دعونا نكتفي من ذلك بهذه الحواس ونتدرب على حسن استعمالها لنصل بها إلى أعلى قدر من الجودة والكفاءة. المعارف توسع الإدراك الفردي، وتزيد من سعة الماعون البشري المناط به التفكير وهو العقل. بينما تعني المهارات القدرة على إعمال القدرات العضلية والفسيولجية في انجاز العمل باليد أو الجسم على أكمل وأحسن وجه بغرض توفير الجهد والمال والوقت مع حسن الأداء. وتعتبر المعارف والمهارات هي القيمّ التي تشملها رسالات التعليم الشامل بصورة عامة.
ويتوقع من المعارف أن تكسب الإنسان قدراً من القيّم العقلية تفيد في حل مشكلاته اليومية في الحياة مع القدرة على تحويل هذه القيمّ الى عمل مادي ايجابي محسوس وملموس، وبالتالي فإن أي معلومة لا تخاطب الحاجة الفعلية للانسان ولا تسهم في حل مشكلاته الحياتية ينبغي الا تاخذ من وقتنا طالما لا يستطيع الانسان ان ينزلها منزل السلوك المادي الملموس، فهذا النوع من المعارف هدرٌ لوقت الدارس والمدرس معاً. إذن ما هي مجموعة المعارف والمهارات التي ينبغي أن يلم بها الأطفال في الحالات الطارئة في الحروب والزلازل أوالحرائق، بحيث تجنبهم مهالك ونتائج هذه المآسي؟
• الوعي بالسلامة ويشمل:
فهم المخاطر: تعليم الأطفال على التعرف وتجنب المخاطر المادية مثل القنابل، وعدم الانتماء الى المجموعات المسلحة، والابتعاد عن المناطق غير الآمنة. لابد من تنبيه الأطفال في عدم الإقتراب أو العبث بالاجسام الغريبة سواء بلمسها أو رميها بحجر من بعيد.
وتشكل الألغام الأرضية والقنابل التي لم تنفجر بعبعاً كبيراً للكبار والصغار معاً وتسنزف الكثير من الجهد والوقت والمال في التنقيب عنها وإبطال مفعولها. وهي تظل قابعة الى سنين عديدة ك في مكامنها داخل الأرض مهددة لحياة الإنسان والحيوان معاً . وأيضاً يجب تنبيه الأطفال من عدم تناول ما يبدو في صورة حلويات أو مخبوزات فربما تكون مواد متفجرة أو سامة. وأخطر ما يمكن أن يتعرض له الأطفال اللعب والدمي التي يبدو في ظاهرها ألعاب للتسلية ولكن ربما تبطن في أحشائها القتل أو السم الزعاف.
إجراءات الطوارئ: يجب تعليمهم ما يجب فعله أثناء القصف أو الهجمات أو عندما يواجهون مواقف خطرة.
• المرونة النفسية وتشمل:
الوعي العاطفي: مساعدة الأطفال في مراعاة مشاعرهم و مساعدتهم في التعبير عنها فيما يتعلق بعناصر مثل الخوف، والفقدان، والحزن، والصدمات مع دعم مواقفهم الايجابية من رجاء وتمني وتطلعات في حدود الحلم الذي يمكن تحقيقه بمجرد أن تتوقف الحرب.
آليات التكيف: يجب تعليمهم استراتيجيات لإدارة الضغوط النفسية والقلق والآثار النفسية الأخرى للحرب، باستعمال تقنيات صرف الإنتباه من المواقف السالبة الى خلق مناخ أكثر إيجابية كتأمل الطبيعة في البيئة المحيطة بالصغار أو شغلهم بالإبداع الفني في التعبير الجمالي بأدوات محلية بسيطة تتكون من القش أو القصب أو الطين أو الرمل وخلافه من الاشياء التي يمكن أن تساعد في تطوير مهارات الفنون التعبيرية لديهم.
وفي الغالب لن نعدم الحيلة في جذب الأولاد لبعض المهن اليدوية من صناعة العناقريب والبنابر والأحذية البلدية والجلود وصناعات الخشب،كما لا نعدم قطعاً وسائل مبسطة لاكساب الفتيات بعض المهارات اليديوية من أشغال الإبرة او مهارات الطهو بما يتيسير أو الحياكة وتصميم ما يمكن بما يتواجد من قماش او بلاستيك بالإضافة الى مهارات الزينة السودانية من تضفير وتصفيف الشعر ووضع الحناء إن تيسر الأمر وصناعة البروش والمصلايات والسجاد مما يتوافر من مواد محلية. في الواقع أن الأم أو الأب أو المربي الجاد لن يعدم الحيلة في إكساب الصغار بعض المهارات المحلية بأقل تكلفة واستخدام ما يتوافر من الوسائل المتاحة.
• استمرارية التعليم ومنها
أهمية التعليم: التأكيد على قيمة التعليم والتعلم بالرغم من الإضطرابات الناجمة عن الحرب، والدعوة إلى توفير بيئات تعلم آمنة
تطوير المهارات: توفير فرص للأطفال لتطوير مهارات عملية يمكن أن تمكنهم اقتصادياً واجتماعياً في مستقبل أيامهم بالإفادة من أمثلة المهارات التي تطرقنا اليها في الفقرة اعلاه.
• حل النزاعات وبناء السلام: وهذه مهمة الكبار لكن على الصغار ايضاً:
تعليم أسس التعايش بسلام: يحب تعليم الأطفال مبادئ السلام، والتسامح، والتعاطف، والجنوح للحلول السلمية للنزاعات والتعايش بسلام مع الآخرين وذلك بتفريغ الغضب المدفون والغبن في كيانهم النفسي وأحاسيسهم المكبوتة.
المشاركة المجتمعية: لابد من إشراك الأطفال وتكلفيهم ببعض الأنشطة مما سيعزز التماسك الإجتماعي، والمصالحة، والتفاهم بين الثقافات والأعراق المختلفة.
• الصحة والرفاهية:
الوصول إلى الرعاية الصحية: ضمان حصول الأطفال على الرعاية الطبية، والتطعيمات، والدعم الصحي النفسي.
التغذية والنظافة: تعزيز الممارسات التي تحافظ على التغذية الجيدة مما يتيسر، والحث على النظافة والصحة العضوية لمنع الأمراض وتعزيز الرفاهية العامةمهما كلف ذلك.
• حقوق الإنسان والحماية:
الوعي بالحقوق: يجب تعليم الأطفال حقوقهم بموجب القانون الإنساني الدولي، والدعوة إلى حمايتهم من استغلالهم كجنود بالتجنيد القسري، أوالإساءة اليهم، كما ينبغي تحذير الأطفال من الإقتراب من الغرباء الا في حدود آمنة.
مهارات الدفاع: تمكين الأطفال من الدفاع عن حقوقهم وحقوق الآخرين في مجتمعهم. غذ يمكن اكسابهم بعض المهارات الدفاعية البسيطة من فنون الكاراتيه والتايكندو والجودو والمصارعة والملاكمة وهي مهارات لا تقتضي توافر مساحات او موائل فباستطاعة مدرب واحد أن يقوم بتمكين الاطفال من اكتساب هذه المهارات الفردية، وهي خاصة بالفتيان والفتيات معاً وربما تكون الفتيات أكثر حاجة لهذا النوع من التدريب للدفاع الفردي لانهن عرضة لكثير من المواقف الحرجة التي ربما تكون أحياناً من مصدر مقرب من المعارف الذين ربما كانت تضع فيه الفتاة ثقتها الكاملة. فالبنات أحرى بالإلمام بهذه المهارات القتالية الفردية فلربما تحتاجها عاجلاً أو آجلاً.
ومن خلال التركيز على هذه المجالات من المعرفة وزرع الثقافة الداعمة، يمكننا مساعدة الأطفال لينموا ويزدهروا ليس فقط خلال الحروب ولكن بعدها أيضاً. لذا فان توفير الآليات والمعلومات التي تمكنهم من فهم النزاعات، والتعامل معها بصورة إيجابية ، والتأثير الإيجابي على بيئاتهم عامل مهم جداً لرفاهيتهم على المدي البعيد والقريب لبناء عالم أكثر سلامة وامناً وسعادة.
• تدابير السلامة:
في كل من هذه النزاعات، عملت المنظمات الإنسانية الدولية والسلطات المحلية على التخفيف من المخاطر التي يتعرض لها الأطفال من خلال توفير مساحات آمنة، والتعليم، والرعاية الطبية، والإمدادات الأساسية. هذه الجهود ضرورية لحماية الأطفال من المخاطر الفورية للحرب ودعم رفاهيتهم على المدى الطويل في ظل الظروف الصعبة.
والمطلوب من الفئات المتحاربة في السودان وضع الإعتبار لهذه الفئات الضعيفة وتسهيل وصول الخدمات إليها لانها ليست طرفاً فيما يجري في الواقع الماثل أمام أعينهم من قتل وتشريد وإذلال ومهانة. وهم بحكم تكوينهم الفسيولجي والعاطفي والفكري لا يجدون تبريراً أو تفسيراً لما يحدث أمام أعينهم. فإذا لم يعالج الأمر بذكاء وحب فإن جميع هؤلاء الأطفال سيتحولون في المستقبل الى قنابل موقوتة سيأتي وقتها لتؤجج الصراع من جديد وبصورة أسوأ لأنهم سيكونون حينها مدفوعين بعنصر الإنتقام والثأر وفش الغبينة. إن الأطفال في الملاجيء ومواقع الحروب هم قنابل موقوتة طال الزمن أو قصر. إذن فمن مصلحة المتحاربين تأمل هذا الواقع الذي سيترتب عليه المستقبل المنظور والبعيد، وحينها لن ينفع الندم.

aahmedgumaa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المعارف والمهارات الأطفال فی الأطفال من یمکن أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يشرح عددا من المؤشرات الإيجابية التي تتعلق بالاقتصاد المصري

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، المؤتمر الصحفي الأسبوعي، عقب اجتماع مجلس الوزراء، استهله بالترحيب بالصحفيين والإعلاميين الذين حضروا المؤتمر، وموجهاً التهنئة للشعب المصري بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، داعياً المولي أن يُتم هذا الشهر علينا بالخير واليمن والبركات.

وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي حديثه بالإشارة إلى أبرز الأنشطة التي شهدها هذا الأسبوع، وحالة الزخم الكبير التي نعيشها، مع عقد القمة العربية الاستثنائية أمس، التي نظمتها الدولة المصرية من أجل فلسطين، وإعلان خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، قائلاً: مثلما تابعتم جميعاً، بفضل الله كان هناك إجماع كامل حول القرارات التي تم إقرارها بالقمة، وعلى رأسها تبني مجموعة الدول العربية لخطة إعادة إعمار غزة والتعافي المبكر التي عملت عليها مصر بالتعاون مع دولة فلسطين.

وفي هذا السياق أضاف الدكتور مصطفى مدبولي: هذا الملف كنا مكلفين به ونتابعه بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، وبفضل الله قمنا بالاستعانة فيه بجميع الدراسات التي أمدتنا بها السلطة الفلسطينية، سواء كانت دراسات دولية أو محلية، كما استعنا بالجامعات وبالمكاتب الاستشارية، بالإضافة إلى الشق المؤسسي والسياسي والأمني، ولذا فقد خرجت الدراسة بصورة متكاملة، كما كان هناك زيارة قبيل انعقاد القمة لرئيس وزراء دولة فلسطين، حيث تناقشنا وعرضنا عليه ملامح الخطة بالكامل في صورتها النهائية.

واستكمل رئيس الوزراء حديثه حول هذا الشأن قائلا: كانت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال القمة أمس، كلمة تاريخية بكل المقاييس، والتي تؤكد ثوابت الموقف المصري والدعم الكامل لدولة فلسطين، وكان هناك إشادة كاملة بالموقف المصري والعربي في تبني الخطة الواضحة لعملية إعادة الإعمار دون تهجير لأهالينا في قطاع غزة، كما استمعتم لكلمات كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس أنجولا، وكل المؤسسات الدولية التي حضرت القمة، حيث كان هناك إجماع على تبني نهج إعادة الإعمار دون تهجير أهالي قطاع غزة.

وأضاف: كل ما يهمنا في هذا الصدد، وفقاً لما أكدته قرارات القمة وكلمة الرئيس، أنه لن يكون هناك استقرار في منطقة الشرق الأوسط بدون الحل الدائم والعادل للقضية الفلسطينية، والمبني على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المحاولات والحلول الأخرى لن تكون أكثر من مهدئات أو حلول مؤقتة، وسيستمر الاضطراب وعدم الاستقرار بدون تبني الحل الشامل والدائم والعادل للقضية الفلسطينية.

وفي الإطار نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أن هناك إدراكا دوليا لهذا الملف، وهناك زخم كبير في هذا الأمر، موضحاً أن مقررات القمة العربية غير العادية التي عقدت أمس، هي بداية، مؤكداً ضرورة قيام مختلف الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالعمل على ترجمة هذه القرارات إلى خطوات تنفيذية خلال الفترة القادمة، لافتا إلى الإعلان عن انعقاد مؤتمر لعملية إعادة الإعمار خلال الشهر القادم، حيث سيتم استعراض مختلف الملفات الخاصة بإعادة الإعمار بشكل تفصيلي، سواء ما يتعلق بالخطط التنفيذية، أو التمويل المطلوب لتنفيذ تلك الخطط.

من جهة أخرى، أشار رئيس الوزراء إلى لقائه بمفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط، وما تم التوافق عليه من خطوات لتفعيل الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي، منوها إلى ما تم توقيعه على هامش تلك الزيارة، من تمويل ميسر يتيح 90 مليون يورو من البنك الأوروبي لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية، وهو ما يأتي في إطار جهود الدولة المصرية لإتاحة وتوفير مختلف السلع الاستراتيجية اللازمة خلال الفترة القادمة.

ونوه رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى العديد من الأخبار والمؤشرات الإيجابية التي تتعلق بالاقتصاد المصري، لافتا إلى أنه للشهر الثاني على التوالي يتجاوز مؤشر مدير المشتريات الـ 50 نقطة، وهو ما يعنى أن نظرة القطاع الخاص ومجتمع الأعمال في مصر، هي نظرة إيجابية للاقتصاد ونموه، وهو ما يعطي أيضا دفعة قوية للاستمرار في تنفيذ المزيد من الإصلاحات الاقتصادية.

وأضاف رئيس الوزراء: أعلن البنك المركزي أيضا عن ارتفاع صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي والبنوك المصرية، حيث أصبحت 8.7 مليار دولار في يناير 2025، وذلك مقارنة بسالب 29 منذ عام، وهو ما يؤكد على الزيادة التي حدثت في هذا الشأن ووصلت إلى 37.8 مليار دولار خلال هذه الفترة بدءا من بداية إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي قامت الحكومة بها العام الماضي حتى الآن، حيث نشهد نموا وتحسنا بصورة كبيرة للغاية، وهذا رقم ليس بالقليل إذا أخدنا في اعتبارنا أن الزيادة التي شهدناها خلال شهر واحد تعتبر حوالي 60% في هذه الأصول، حيث كان هذا الرقم في شهر ديسمبر 5.2 مليار دولار، بينما كان في نهاية يناير 8.7 مليار دولار وهو ما يعطينا مؤشرات مهمة جدا.

وفيما يتعلق بارتفاع احتياطي النقد الأجنبي، فأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أنه وصل الآن 47.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة عن الشهر الذي سبقه تقدر بأكثر من 128 مليون دولار، وجميعها مؤشرات جيدة فيما يخص استقرار سعر الصرف، أو يمكن القول بشكل عام أن الأمور تسير بصورة جيدة جدا، من حيث تلبية جميع الاحتياجات، وذلك بالرغم من أن شهر رمضان المعظم يصاحبه زيادة في الاستهلاك وكذلك زيادة في الطلب على العملة الصعبة والسلع، إلا أن جميع الاحتياجات متاحة بصورة مستقرة.

وفي السياق نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تضع نصب أعينها تحقيق الهدف الذي وضعه لنا الرئيس فيما يتعلق بإحداث نوع من التوازن بين إيراداتنا ومواردنا من العملة الصعبة في مقابل مصروفاتنا كدولة، وأن نصل إلى تحقيق فائض أيضا، لافتا في هذا الصدد إلى أن محافظ البنك المركزي يرسل تقريرا كل أسبوعين حول موارد واستخدامات العملة الصعبة، حيث يكون هذا الأمر محل النقاش في اللقاءات الثنائية معه، مضيفا أن آخر أسبوعين كانت الموارد من العملة الأجنبية تعادل تما أننا كدولة نسير وفق مسار صحيح بالرغم من جميع التحديات، حيث أصبح هناك شبه توازن بين الموارد والاستخدامات من العملة الصعبة، ونحن نستهدف خلال الفترة المقبلة ليس فقط ذلك، ما المصروفات في نفس الفترة، وهو ما يشير إلى ولكن ان نحقق فائضا في هذا الاتجاه لكي ندعم قوة ومكانة الاقتصاد المصري، وذلك من خلال تركيزنا على القطاعات الرئيسية التي نعول عليها خلال المرحلة الحالية، وهي قطاعات الصناعة، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، وهي قطاعات تم ترجمتها في لجان استشارية ومجموعات وزارية جميعها نعمل عليها بالفعل.

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى الزيارة التي قام بها يوم الخميس الماضي للمنطقة الاقتصادية بالسخنة، والتي شهدت افتتاح 11 مصنعا كبيرا، مُدليا بأرقام تشير إلى التطور الذي تشهده المنطقة الاقتصادية، فمنذ بضع سنوات كان عدد المصانع القائمة في المنطقة الاقتصادية 65 مصنعا، وصلت أعدادها حاليا إلى 130 مصنعا، أي ضعف العدد خلال فترة زمنية تبلغ 3 سنوات، بل الأهم من ذلك أن هناك 120 مصنعا تحت الإنشاء سيتم الانتهاء منها خلال هذا العام، أو العام المقبل على أقصى تقدير.

كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي، أنه في أثناء زيارته للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفقد مصنعين متخصصين في إنتاج الألواح الشمسية، والتي تُعد من الصناعات المهمة للغاية، منوهًا إلى تأكيد رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس أنه بنهاية العام الجاري 2025 سيكون لدى مصر القدرة للإنتاج الكامل لجميع مكونات الألواح الشمسية وهو ما يتماشى مع خطة ورؤية مصر لعام 2030 بأن تمثل الطاقة النظيفة نسبة 42% من إجمالي إنتاج الطاقة المُنتجة في مصر.

وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أحد الأخبار المهمة المرتبطة بقطاع البترول، الذي يأتي بالتوازي مع جهود العمل على استدامة سداد الالتزامات مع شركات البترول، هو أن هناك حقلا جديدا ظهر في نفس منطقة حقل كينج مريوط، هذا الحقل اسمه «الفيوم 5»، حيث ظهرت بوادر استكشاف جيدة واحتياطيات جيدة من الزيت والغاز، وهذه كلها أخبار إيجابية مطمئنة لنا كدولة تؤكد أننا نتحرك في الاتجاه السليم في هذا الصدد، وأن هناك تعافيا سريعا في هذا القطاع، وسنشهد نتائجه الإيجابية مع نهاية عام 2025 وبداية عام 2026.

ونوه رئيس الوزراء أيضا إلى أنه يقوم حاليًا مع وزيري التخطيط والمالية بمناقشة الخطة الجديدة للعام المالي المقبل 2025-2026، وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه الخطة خلال الفترة المقبلة، مضيفا: الشيء الأهم هو أن قطاعي الصحة والتعليم يستحوذان على النصيب الأكبر خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضاًوزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة يرحبون بالجهود المصرية لتمديد وقف إطلاق النار في غزة

مفتي الجمهورية: غياب الاقتداء بالنموذج النبوي في الحياة الزوجية سبب رئيسي للمشكلات الأسرية

مقالات مشابهة

  • خطر على الأطفال والشباب .. ألبانيا تحجب تيك توك خلال أيام
  • هل يمكن لمريض السرطان الصيام بشكل آمن؟
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • رئيس الوزراء يشرح عددا من المؤشرات الإيجابية التي تتعلق بالاقتصاد المصري
  • عادات سيئة يمكن تغييرها في شهر رمضان.. أبرز النصائح والاستراتيجيات!
  • تشجيع الأطفال على الصيام… تجارب ونصائح
  • نائب الرئيس الأمريكي: وصلنا إلى نقطة لا يمكن فيها مواصلة حرب أوكرانيا
  • ملك بريطانيا في مطعم سوري: أذهلني عدد اللاجئين من سوريا من ذوي المهارات الرائعة
  • وكيل تعليم قنا يشهد احتفالية «يلا نفرح إبنى وإبنك» التي نظمتها وحدة وحدة التواصل ودعم المعلمين
  • توفير 61 فرصة عمل للشباب بمطروح خلال الشهر الماضى