تسع سنوات مرت على إغلاق منفذ الطوال البري بمحافظة حجة الذي يعد أكبر ميناء بري في اليمن بعد تحويله لثكنة عسكرية انطلق منها مسلحو جماعة الحوثي لمهاجمة الأراضي السعودية. 

وقد ألحق إغلاق المنفذ خسائر جسيمة بالاقتصاد اليمني وضاعف معاناة المواطنين ومنهم على وجه الخصوص سكان الشريط الساحلي الغربي في محافظتي حجة والحديدة، حيث تتركز أكبر كتلة سكانية يعمتد اقتصادها بشكل أساسي على مزاولة الزراعة والرعي والاصطياد السمكي، وقد حافظت هذه المهن على نموها لسنوات طويلة بفضل الأسواق الخليجية التي كانت تستهلك نسبة كبيرة من المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية اليمنية قبل الحرب الحوثية التي تسببت بإغلاق أهم وأكبر ميناء بري يمني يمر عبره ما نسبته 50% من الصادرات غير الاستخراجية و60% من الواردات إلى عام 2015 بحسب بيانات الإحصاء الزراعي اليمنية، وكانت معظم هذه الصادرات عبارة عن منتجات غذائية زراعية ومنتجات سمكية، وتُقدر القيمة الإجمالية للتجارة عبر الحدود التي تمر عبر منفذ الطوال بنحو 1.

5 مليار دولار، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن منفذ الطوال كان يخدم ما يقارب 80% من المواطنين اليمنيين وكانت تمر عبره نحو 90% من حركة السفر والتجارة بين اليمن والمملكة العربية السعودية.

وقد خلق إيقاف العمل به أزمة حقيقية في تصدير المنتجات الزراعية والسمكية اليمنية وحد من وصولها إلى الأسواق الخارجية، ما دفع بالكثير من التجار إلى التصدير عبر منفذ الوديعة في حضرموت الذي لا يضاهي الطوال في القدرة الاستيعابية والتظيمية، بالإضافة إلى بعده عن مناطق الإنتاج الرئيسة، الأمر الذي أدى إلى مضاعفة تكاليف النقل بشكل كبير واضطر الكثير من المزارعين والصيادين للاعتماد على السوق المحلية ذات العائد المادي المتدني، بينما فقد البعض مهنهم وأصبحوا عاطلين عن العمل أو قلصوا إنتاجهم إلى أقل من النصف كما هو الحال في مديريات ميدي وحيران وأجزاء من حرض شمال محافظة حجة والتي تسيطر عليها القوات الحكومية وتفرض عليها مليشيا الحوثي حصارا خانقا، كما لا يستطيع سكانها تصدير منتجاتهم إلى السوق السعودية بحكم إغلاق منفذ الطوال الذي يسيطر الحوثيون على الجزء الأكبر من منشآته.

دعوات متكررة لإعادة تشغيل المنفذ

تتكرر الدعوات عاما بعد آخر لإعادة فتح وتشغيل منفذ الطوال البري الرابط بين اليمن والسعودية للحد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة ونظراً للأهمية التجارية والإنسانية التي يمثلها، وخلال الأيام الماضية التي شهدت نجاح ما عرف بمبادرة الرايات البيضاء في فتح بعض الطرق المغلقة بين مناطق سيطرة الحكومة الشرعية والحوثيين في تعز ومأرب، وجه عديد مواطنين ومغتربين يمنيين في السعودية مناشدات عبر منصة إكس تطالب بفتح منفذ الطوال المغلق للعام التاسع على التوالي.

وأشار المغترب وليد قادري إلى تباعد المسافات والمخاطر التي يتعرض لها المسافرون حاليا مقارنا إياها بما كان عليه الوضع قبل الحرب.

وأضاف: كنا نسافر من اليمن إلى السعودية عبر منفذ الطوال ونصل خلال ساعات واليوم نسافر 3 أيام محفوفة بالمخاطر وقطاع الطرق والقتل والنهب.

وغرد عبدالعزيز العقاب قائلا: منفذ الطوال البري يجب أن يفتح فأهلنا في الحديدة وتهامة لهم حق علينا وعلى الوطن كافة وهم يعانون معاناة كبيرة بسبب إغلاق هذا المنفذ القريب منهم والذي يجب فتحه بصورة عاجلة، وعلى الجميع التعاون والمساعدة في إنجاح هذه المبادرة والتي سيكون لها بالغ الأثر في تخفيف المعاناة وصناعة الفرحة. 

وأرجع المغترب اليمني بشار مفرح سبب إغلاق المنفذ إلى صراع قوى في الشرعية والحوثيين على استغلال الأموال الطائلة التي سيدرها في حال أعيد تشغيله.

وأضاف: نتمنى أن يفتح لأنه سيخفف من الزحام على منفذ الوديعة وهو أقرب طريق للمحافظات الشمالية.

ورداً على هذه المناشدات نشرت وسائل إعلام تابعة لمليشيا الحوثي تقريرا مصورا للدمار الكبير الذي لحق بمنشآت المنفذ خلال سنوات الحرب، وهو ما اعتبره مراقبون أنه بمثابة ذريعة حوثية لمواصلة إغلاق المنفذ والتنصل من مسؤوليتها في عسكرة وتدمير منشآته الحيوية.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي لـ”الثورة”: المقاومة بخير وتنتصر كل يوم والموقف اليمني فاق التوقعات

 

الصرخات التي تنطلق في ميدان السبعين وفي كل الساحات اليمنية هي أشد على الكفار من الصواريخ والدبابات ملحمة طوفان الأقصى أسقطت الأقنعة وكشفت العدو من الصديق

أوضح رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور الفلسطيني المقاوم محمد البحيصي أن معركة طوفان الأقصى كشفت معدن اليمن الأصيل في الانتصار لفلسطين بقيادة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ومعه إخوانه المجاهدين الصابرين الذين اقتحموا كل الصعاب ووضعوا كل الحسابات على جانب ولم يتعاملوا إلا مع الله سبحانه وتعالى في دعوته لنصرة المظلوم فاستجابوا لله وللرسول..
وأشاد الدكتور البحيصي لـ”الثورة” بالحشود الشعبية اليمنية التي لها أثر كبير في الإعداد والتعبئة والاستعداد للمعركة الكبيرة مع هذا العدو الآثم، والتي تميزت بها اليمن، وسنت سنتها اليمن وأصبحت ماركة مسجلة لليمنيين، ليس لأحد سواهم…
وأكد المجاهد الفلسطيني أن المقاومة تخوض اليوم المعركة الأطول والأشرس والأكثر مفصلية ومصيرية في تاريخ الشعب الفلسطيني وفي تاريخ المنطقة والعالم العربي والإسلامي وبعد ثمانية أشهر لا زالت ثابتة وتلقن العدو الصفعات المتتالية في جميع المحاور..

/أحمد السعيدي

استعرض الدكتور محمد البحيصي-رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية مسار فعل المقاومة الفلسطينية في كسر هيبة الجيش الصهيوني وقال: “مضى ثمانية أشهر على معركة طوفان الأقصى، ومنذ 7 من أكتوبر تشرين أول 2023، وإلى يومنا هذا وشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة يخوضان المعركة الأطول والأشرس والأكثر مفصلية ومصيرية في تاريخ شعبنا الفلسطيني وفي تاريخ منطقتنا وعالمنا العربي والإسلامي والعالم بأجمعه، هذه المعركة التي جاءت على قدر بفعل جهادي مستند ومرتكز على رؤية وقاعدة إيمانية ورؤية سياسية جاءت لتقطع الطريق أما ما كان يحاك ضد قضية شعبنا الفلسطيني وأمتنا، كان يحاك ضد هذه القضية أن تعود من جديد في أدراج النسيان وأن يغلق ملفها وإلى الأبد وكان في الضفة الأخرى يراد لإسرائيل أن تكون جزءا طبيعيا وكيانا طبيعيا في المنطقة تنفتح على أنظمة العهر السياسي والردة الدينية في منطقتنا الذين أبوا إلا أن يوالوا الشيطان وأن يكونوا من حزبه الخاسر وكان التطبيع على قدم وساق يركض في الساحة لا يجد من يردعه حتى جاء طوفان الأقصى الذي قطع الطريق على عملاء أمريكا وإسرائيل وفتح الباب واسعا لأحرار العالم لكي يكون لهم دور في قضية فلسطين التي أريد لها أن تكون فلسطينية محصورة في فئة محدودة من الشعب الفلسطيني، أولئك الذين سقطوا وسقط مشروع رهانهم على المساومة وعلى التسوية مع هذا الكيان المجرم الذي لا يعرف لغة إلا لغة القوة، ولغة النزال، ولغة الضد في كل الأحوال.
وأضاف الدكتور البحيصي: منذ يوم طوفان الأقصى الذي حق له أن يسمى طوفانا لأنه وإن كان قد بدأ في غزة وفي غلاف غزة، إلا أن تداعياته قد امتدت إلى الإقليم، بل إلى العالم وها نحن نشهد تداعيات هذا الطوفان ووصول هذا الطوفان إلى حيث أريد له أن يصل وإلى حيث سيره الله سبحانه وتعالى لينجز ما يشبه المعجزة في كيف أن انتصرت الرواية الفلسطينية، وكيف أن الله أظهر الحق الفلسطيني حتى عند أولئك الشعوب والنخب التي ظلت عقوداً طويلة، وقد غسلت أدمغتها، وشوهت أفكارها، وقدمت لها حقائق مزيفة وقدمت لها روايات مكذوبة قدم لها السم في عسل الإعلام الصهيوأمريكي، واستطاعت المقاومة الفلسطينية المقاومة الإسلامية الفلسطينية من جديد أن تكسر هيبة الجيش الإسرائيلي الذي قيل في يوم من الأيام أنه لا يقهر، حطمت هيبة هذا الجيش ورأينا كيف أن فرقة غزة خلال 4 ساعات تنهار هذه الفرقة، كانت في يوم من الأيام لديها الاعتقاد أنها تستطيع اجتياح بلد عربي، واحتلال عاصمة عربية وإذا بها تسقط على يد رجال المقاومة الفلسطينية، وتجثو على ركبتيها على يد ثلة من المؤمنين المجاهدين، وهذا الأمر الذي لم تحتمله إسرائيل ولم تحتمله ربيبة إسرائيل أو رب إسرائيل، كما يقولون أمريكا، لم يحتملوا أن يروا الفدائي الفلسطيني المجاهد الفلسطيني، المحاصر المضيق عليه في معاشه، في حياته، في حركته، أن يقوم بهذا الفعل، وهو يستمد العون من الله سبحانه وتعالى، فكان أن رأيناه ردة الفعل الصهيونية هذه العنيفة المدمرة المتوحشة التي لم تبق ولم تذر في غزة.
اليمن تنتصر لفلسطين
وعن مواقف الأمة العربية والإسلامية أضاف الدكتور البحيصي: في الملحمة ملحمة الطوفان الأقصى، استبان العدو من الصديق، انكشفت الحقائق، وسقطت الأقنعة، وظهرت الأنظمة السياسية العربية المطبعة الخانعة على حقيقتها الصهيونية، فهم صهاينة العرب، كما أن هناك صهاينة مسيحيين وصهاينة يهود، كذلك، هناك صهاينة يدعون الإسلام ويدعون العروبة، وبمقدار ما كشفت عن هوية أولئك حزب الشيطان، فإنها كشفت عن أولياء الرحمن، كشفت عن أولئك الرجال، الذين أبوا إلا أن ينحازوا إلى داعي الله، إلى كلمة الحق، إلى مظلومية الشعب الفلسطيني، وكان في طليعة هؤلاء اليمن، اليمن قيادة حكيمة، راشدة، مجاهدة، صابرة بصيرة، والشعب اليمني المؤمن الحكيم، الشعب الذي يرفع شعار الإيمان يمان، والحكمة يمانية ويرفع شعار الموت لأمريكا. الموت لإسرائيل. هذا الشعب، نعم، كان من بركات طوفان الأقصى أن كشف عن معدن هذا الشعب ومعدن هذه القيادة في اليمن ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي رعاه الله وحفظه الله ونصره الله ومعه إخوانه من المجاهدين الصابرين الذين اقتحموا كل الصعاب والذين وضعوا كل الحسابات على جانب ولم يتعاملوا إلا مع الله سبحانه وتعالى في دعوته لنصرة المظلوم فاستجابوا لله وللرسول، وقد أصابهم القرح طويلا ثمان من السنين العجاف، وهم يتعرضون للعدوان، ولا زال الحصار قائما ومفروضا على اليمن، ومع هذا كانوا مصداقاً لقوله تعالى ” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»، ورأينا الإعجاز اليمني ورأينا المراحل الأربع التي تطورت فيها مواجهة أبناء اليمن الميامين المباركين المجاهدين وكيف تطورت من استهداف أم الرشراش في جنوب فلسطين إلى أن وصلت إلى التصعيد الذي نشهده في المرحلة الرابعة والذي توج بضرب أحدث وأضخم وأقوى حاملة طائرات في العالم في الولايات المتحدة الأمريكية، حاملة طائرات إيزنهاور.
وقال: ضرب ايزنهاور لم يكن أحد حتى يحلم به في المنام ولم تكن أمريكا في يوم من الأيام سيدة البحار التي تجوب بوارجها وأساطيلها البحار، تتوقع ذلك.. أهل اليمن اليوم نصرة لفلسطين ومظلوميتها، يواجهون أمريكا، ويواجهون بريطانيا كما يواجهون إسرائيل وصدقت مقولة السيد القائد الشهيد رضوان الله عليه حسين بن بدر الدين الحوثي عندما تحدث عن خطورة التدخل الأمريكي في اليمن، وكان الناس يوم ذاك الوقت يتعجبون، إذ لم تكن أمريكا بشكل مباشر، قد وجدت بهذا الشكل الوقح والفج، وها هي قد جاءت اليوم بكل كبريائها المزعوم، وبكل عنجهيتها، وبكل إبليسيتها وشيطانيتها لكنها تفاجأت وهم يتكلمون، كل قادة أمريكا العسكريين وغير العسكريين، والبريطانيين، والأوروبيين، يتكلمون أنهم يواجهون أعقد معركة بحرية في تاريخهم مع هؤلاء البسطاء اليمنيين، الذين ما كانوا يقيمون لهم وزناً، ولكن وزنهم زاد عند الله سبحانه وتعالى فزاد في أعين الناس.
نعم، اليمن اليوم تنتصر لفلسطين، وفلسطين تنتصر لليمن وهي تواجه أعتى قوى الأرض في الحركة الصهيونية، أي إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وباتت جبهة المقاومة وجبهات المقاومة في لبنان حزب الله المقاوم، وفي سوريا وفي العراق حيث المقاومة الإسلامية، وفي اليمن العزيز وأبعد من هذا في إيران الإسلام والقلب، من هذا كله فلسطين، لأن فلسطين هي كما كانت قبلتنا الأولى، هي الآن قبلة الجهاد الأولى لأبناء هذه الأمة، وهي التي فرقت العالم فرقين، فرقة مع الإيمان، وفرقة مع الكفر، حتى برز الإيمان كله للشرك وللكفر كله، وكان لليمن العزيز الحظ الوافر الذي كرمه الله به وهو يواجه هذا السفه وهذا الشطط، وهذا الإجرام الصهيوني، ليكون يد الله، ويكون قوة الله، وصوت الله في الأرض الذي يعذب الله به كل معتد أثيم، المجد للشهداء، الشفاء للجرحى، فلسطين تنتصر واليمن ينتصر «وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».
تحرك شعبي رهيب
وواصل الدكتور البحيصي حديثه عن عظمة التحرك الشعبي اليمني المستمر لنصرة الشعب الفلسطيني دون كلل أو ملل: بعيداً عن الدور العسكري التي تقوم اليمن لنصرة شعب الفلسطيني والذي أوجع إسرائيل وأمريكا وأصبح حديث العالم، سوف أتحدث عن المجهود الشعبي اليمني فهو أبعد من هذا بكثير، وهنا لا بد أن أتحدث عن ذلك الجهد الشعبي الذي يأتي في سياق قوله تعالى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل» هذه الحشود المليونية التي لها أثر كبير في الإعداد والتعبئة والاستعداد للمعركة الكبيرة مع هذا العدو الآثم، الاستكبار الأمريكي ومعه أدواته القريبة والبعيدة، هذه الحشود المليونية التي تميزت بها اليمن، والتي سنت سنتها اليمن والتي أصبحت ماركة مسجلة لليمنيين، ليس لأحد سواهم، بعض الدول تقوم بعملية استدعاء الاحتياط في فترات ما قبل الحرب، والأزمات الكبرى، اليمن كل أسبوع له دعوة احتياط، يستجيب الناس جميعا لهذا. الداعي داعي الله، فيخرجون بمئات الألوف بالملايين في عشرات الساحات في كل محافظات اليمن يخرجون وهذا له أثر عظيم في الإعداد النفسي للإنسان اليمني وللكشف عن الجهوزية والقابلية الكبيرة للاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى في مواجهة أعداء الأمة، إن هذه الصراخات التي تنطلق في ميدان السبعين، وفي كل الساحات اليمنية، هي أشد على الكفار من الصواريخ والدبابات والمدافع، لأنهم يدركون جيدا أن وراء هذه الصرخات يقف الإيمان، تقف العزة، تقف الكرامة، يقف اليقين، تقف البصيرة الإيمانية، تقف المعرفة بالله، والثقة بالله، لهذا فإن هذه الصراخات التي تصل إلى عنان السماء، وتملأ الدنيا بأركانها، لانها صرخات الحق، وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
وأضاف: هذه الجماهير التي تستجيب كل جمعة لدعوة السيد القائد، حالة نادرة لربما غير مسبوقة أبدا في التاريخ، ونحن والله نفخر بهذه الحشود ونفخر بهذا الجهاد الكبير الذي يبديه أهل اليمن في خروجهم الأسبوعي نصرة لفلسطين ونصرة للحق، ونصرة لأنفسهم، ونصرة قبل ذلك كله لله سبحانه وتعالى الذي يحب الصابرين، ويحب المرابطين، ويحب المجاهدين، ولهذا فإن عملية الحشد المليوني كما هي عملية التعبئة والمدارس والمعسكرات الصيفية وكل أشكال التعبئة التي يقوم بها الشعب اليمني، هذه ظاهرة تستحق التوقف عندها طويلا، لأن هذه الظاهرة هي التي تؤسس للأمة القوية وللأمة الممتنعة عن الأعداء، للأمة القادرة على كسر شوكة الأعداء، للأمة القاهرة بإذن الله سبحانه وتعالى، لا شيء يشبه هذا الحال الذي تعيشه اليمن إلا حال المسلمين الأوائل عندما كانوا في مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هم في حالة استعداد دائم، هم في حالة مرابطة دائمة مع الله سبحانه وتعالى، كل ما سمعوا صيحة مظلوم، استجابوا لها وكلما رأوا مستكبرا مضوا إليه، وفلقوا هامته، هذا هو الإسلام، هذا هو الإسلام العزيز، الإسلام المحمدي الأصيل الذي لا يعرف الخنوع، لا يعرف الذلة، لا يعرف الاستسلام، لا يعرف الموالاة لأعداء الله، ولا يستجيب للسلاطين والطغاة والفراعنة، بل هو يستجيب ويستجيب فقط لداعي الله، هذه الحشود المليونية لا شك أن من يراها يدرك يقينا أن المستقبل لهذا الدين العظيم، وأن المستقبل للمجاهدين، وأن المستقبل لتلك الأيدي والقلوب السليمة، والأيدي والسواعد القوية التي تقبض على جمر الحق نصرة لله سبحانه وتعالى. ولهذا فإن هذه الحشود التي قدم اليمن نموذجها الأعلى والأرقى وغير المسبوق في التاريخ، هي شكل جديد من أشكال الجهاد، ونعتز نحن في فلسطين بأننا واليمن في هذا الخندق المبارك نعلي كلمة الله ونقاتل أعداء الله ونستجيب لله حتى يأذن الله سبحانه وتعالى لنا وللمؤمنين بالنصر العزيز، وبالفتح المبين».

مقالات مشابهة

  • الصراع مستمر حول رئاسة أكبر الجمعيات النسائية في الشمال (بيان حقيقة)
  • مسلسل اقتراحات وقف إطلاق النار مستمر .. مقترح أمريكي جديد
  • بعد أكبر خسائر يومية للسهم .. رئيس Nike في مرمى الانتقادات
  • منفذ الوديعة يتصدر كواحد من أكثر المنافذ البرية تخلفا وفسادا في العالم .. ارباح بالمليارات لا يعرف مصيرها والعابرون يحترقون بلهيب الشمس خلال إجراءات العبور
  • الكشف عن السبب الرئيس وراء فتح الطرق في محافظتي البيضاء وتعز
  • "تعنت مستمر".. إسرائيل تواصل إغلاق معابر غزة لليوم الـ53 على التوالي
  • الجامعة المغربية لحقوق المستهلك تحذر من معاناة المواطنين من ارتفاع الأسعار
  • محافظ بنى سويف يُنقذ مواطنًا من "معاناة الحصول على شهادة صلاحية أرضه"
  • القائد المُلهم.. بين الإيمان والشجاعة والحكمة تُصنع ثورات التحرر
  • رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية الدكتور محمد البحيصي لـ”الثورة”: المقاومة بخير وتنتصر كل يوم والموقف اليمني فاق التوقعات