تقول المنظمة إن حالات الاختفاء القسري، التي تحتجز فيها السلطات شخصا ثم ترفض الاعتراف بمكان وجوده أو وضعه عند سؤالها، جرائم خطيرة بموجب القانون الدولي، ومحظورة في جميع الأوقات بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني.

 

دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" جماعة الحوثي إلى الافراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني التي تحتجزهم الجماعة في سجونها بصنعاء منذ أكر من شهر.

 

وقالت المنظمة في تقرير لها اليوم الأربعاء إن الجماعة اعتقلت منذ نهاية مايو/أيار عشرات موظفي المجتمع المدني والأمم المتحدة تعسفيا دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، واحتجزوهم بمعزل عن العالم الخارجي، ما يرقى إلى الاختفاء القسري.

 

وبحسب التقرير فإن هذه الاعتقالات جاءت بعد قرار الحكومة اليمنية بنقل البنوك الكبرى إلى خارج الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون. للحوثيين تاريخ في استخدام المحتجزين كورقة مساومة.

 

وقالت "هيومن رايتس ووتش" اإن قوات الأمن التابعة للحوثيين اعتقلت وأخفت قسرا منذ 31 مايو/أيار 2024، عشرات الأشخاص، بينهم 13 موظفا على الأقل في "الأمم المتحدة" والعديد من موظفي المنظمات غير الحكومية العاملة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. يفترض أن الاعتقالات التعسفية تستند إلى عمل المحتجزين الحالي أو السابق.

 

وتابعت "نفّذ الحوثيون، هذه الاعتقالات التعسفية بينما لا يزال الجوع والعطش منتشرين على نطاق واسع في جميع أنحاء اليمن، بما فيه في المناطق التي يسيطرون عليها، وخلال تفشي وباء الكوليرا مؤخرا، والذي أخفاه الحوثيون لعدة أشهر، استنادا إلى تحقيق جاري لـ هيومن رايتس ووتش.

 

وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: "يستخدم الحوثيون الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري كأداة سياسية في وقت يفتقر فيه الأشخاص الذين يعيشون في أراضيهم حتى إلى أبسط الاحتياجات الأساسية. يتعيّن على الحوثيين إطلاق سراح جميع هؤلاء الأشخاص فورا، حيث قضى كثير منهم حياتهم المهنية في العمل على تحسين بلادهم".

 

تحدثت هيومن رايتس ووتش إلى 20 شخصا على علم بالاعتقالات، وأربعة محللين يمنيين. حُجبت هوياتهم حفاظا على سلامتهم، لأنهم يخشون الانتقام.

 

راجعت هيومن رايتس ووتش أيضا وثائق وفيديوهات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير إعلامية وتسجيلات صوتية وغيرها من المواد المرتبطة بالاعتقالات.

 

وأشارت إلى أن قوات الحوثيين لم تقدم مذكرات توقيف عند تنفيذ الاعتقالات، ورفضت السلطات إخبار العائلات بمكان احتجاز المعتقلين، مما يعني أن هذه الأفعال ترقى إلى الاختفاء القسري. احتجزت هذه القوات المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي، دون السماح لهم بالاتصال بمحاميهم أو عائلاتهم. في 19 يونيو/حزيران، كتبت هيومن رايتس ووتش إلى "مكتب حقوق الإنسان" التابع للحوثيين لطرح أسئلة تتعلق بالاعتقالات ومخاوف بشأن الغياب الواضح لأي إجراءات قانونية سليمة. لم يرد الحوثيون.

 

وطبقا للتقرير فإنه بقدر ما تمكنت هيومن رايتس ووتش من تحديده، لم تُوجَّه أي اتهامات إلى المحتجزين. مع ذلك، لدى سلطات الحوثيين تاريخ طويل في توجيه اتهامات مشكوك فيها إلى الأشخاص المحتجزين، بما فيه التجسس.

 

تقول المنظمة إن حالات الاختفاء القسري، التي تحتجز فيها السلطات شخصا ثم ترفض الاعتراف بمكان وجوده أو وضعه عند سؤالها، جرائم خطيرة بموجب القانون الدولي، ومحظورة في جميع الأوقات بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني.

 

قالت هيومن رايتس ووتش إنه من الضروري للأمم المتحدة والجماعات المستقلة العاملة في اليمن والحكومات المعنية أن تقوم بكل ما في وسعها لضمان إطلاق سراح المحتجزين. يتعين على عُمان، التي كانت وسيطا في المفاوضات بين الحوثيين والأطراف المتحاربة الأخرى، العمل مع الدول الأخرى جماعيا لضمان إطلاق الحوثيين سراح المحتجزين.

 

وقالت جعفرنيا: "ينبغي للمجتمع الدولي بذل كل ما في وسعه لضمان إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص فورا. كان كثير منهم أعضاء مهمين في منظمات المجتمع المدني اليمنية وموظفين في وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية".

 

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن هيومن رايتس ووتش الحوثي موظفين أمميين حقوق بموجب القانون الدولی هیومن رایتس ووتش الاختفاء القسری الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يصل إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية

وصل رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، على رأس وفد حكومي، في وقت متأخر من مساء أمس، إلى الولايات المتحدة الامريكية، لرئاسة وفد اليمن المشارك في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية والمقرر عقده بالشراكة مع بريطانيا يوم الاثنين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بالتوازي مع اجتماع مجلس الاأمن الدولي.

 

ومن المقرر أن تعرض الحكومة اليمنية لشركائها الإقليميين والدوليين رؤيتها للتعافي الاقتصادي والاستقرار، وخطتها للعامين القادمين والتي تحدد أولويات الإصلاح العاجلة وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة على مختلف المسارات، وإعادة صياغة أطر التعاون مع الداعمين والمانحين لتكون أكثر فاعلية، وفق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

 

وأضافت "سيطلع رئيس الوزراء رؤساء وفود الدول المشاركة من الاشقاء والأصدقاء والمنظمات المانحة، في كلمته الافتتاحية، على جهود الحكومة، وبدعم وإسناد مجلس القيادة الرئاسي لتنفيذ الإصلاحات المؤسسية وتعزيز المساءلة ومكافحة الفساد وتحقيق رؤية التعافي الاقتصادي والاستقرار، باعتبار ذلك جزء أساسي لتقوية دور الدولة ومؤسساتها للقيام بواجباتها ومسؤولياتها وتنفيذ التزاماتها كشريك مع المجتمع الدولي لحماية امن المنطقة والعالم والممرات الملاحية الدولية ومواجهة الإرهاب بكافة اشكاله ومسمياته".

 

كما سيلتقي بن مبارك، على هامش الاجتماع ممثلي الدول الشقيقة والصديقة وشركاء اليمن في التنمية من المنظمات المانحة، وذلك بهدف حشد الدعم السياسي، والاقتصادي للحكومة اليمنية، وتعزيز قدراتها للإسهام في حماية الامن والسلم الدوليين، ويشمل جدول الأعمال اللقاء بالأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش وكبار المسؤولين في المنظمة الاممية للتنسيق معهم حول مختلف القضايا المتعلقة بالشأن اليمني.

 

وأكد رئيس الوزراء في تصريح لوسائل الاعلام، أن هذا الاجتماع الوزاري لدعم الحكومة اليمنية، يظهر توجها جادا من المجتمع الدولي في دعم الحكومة اليمنية وجهودها لتحقيق الاستقرار والامن في اليمن، ورؤيتها لتحقيق التعافي الاقتصادي، ويشكل رسالة هامة في هذا الاتجاه وهذا الوقت بالذات مع المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.. مثمنا مبادرة الأصدقاء في المملكة المتحدة لتنظيم الاجتماع، والتطلعات في خروجه بنتائج إيجابية لتحقيق شراكة استراتيجية مع المجتمع الدولي ودعم الحكومة في المجال السياسي والتنموي والامن البحري.

 

وأشارت الوكالة إلى أن رئيس مجلس الوزراء سيعقد في العاصمة واشنطن لقاءات مع المسؤولين في صندوق النقد الدولي لفتح آفاق جديد من التعاون بين اليمن والصندوق بالإضافة إلى فعاليات أخرى.

 

ويضم الوفد المرافق لرئيس الحكومة، وزراء التخطيط والتعاون الدولي الدكتور واعد باذيب والمالية سالم بن بريك والخدمة المدنية والتأمينات الدكتور عبدالناصر الوالي، ومستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي بدر باسلمة، ومستشار رئيس الوزراء السفير مجيب عثمان والمدير التنفيذي لوحدة الاستجابة العاجلة جمال بن غانم ورئيس قطاع التلفزيون جميل عزالدين.


مقالات مشابهة

  • المسؤولية الأممية عن اللاجئين بعد القانون الإسرائيلي بحظر الأونروا
  • مفاجأة سارة لموظفي الحكومة والخاص.. نصف شهر إجازة في أبريل المقبل
  • تحول في الشراكة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة.. من الإغاثة إلى التنمية
  • منسق الشؤون الإنسانية يلتقي وزير خارجية الحوثيين
  • إحصاء بالضحايا وحجم الأضرار التي خلفتها 15 شهرًا من الحرب في غزة
  • قانون الخدمة المدنية يحدد ضوابط العمل 3 أيام أسبوعيا لموظفي الحكومة
  • إلغاء متطلبات شهادة «الراتب» للخدمات المصرفية لموظفي الحكومة الاتحادية
  • إلغاء متطلبات شهادة الراتب للخدمات المصرفية لموظفي الحكومة الاتحادية
  • إلغاء شهادة «الراتب» للخدمات المصرفية لموظفي الحكومة الاتحادية
  • رئيس الوزراء يصل إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية