في إطار رحلتها التطويرية نحو التميز العلمي التخصصي، تطل مجلة الشارقة للمكتبات والمعلومات “اقرأ”، الصادرة عن مكتبات الشارقة العامة، بحلة جديدة تجسد تجديد استراتيجيتها وتعزيز دورها كمنبر علمي متخصص بعلوم المكتبات، حيث أعادت صياغة منشوراتها لتصبح مرجعاً علمياً فصلياً يضيء على آفاق البحث العلمي في قطاع المكتبات.

وصدر العدد التاسع عشر من مجلة “اقرأ” حافلاً بموضوعات تتناول قضايا معاصرة تتعلق بالتحولات الجذرية في المكتبات ومؤسسات المعلومات، مع التركيز على كيفية مواكبتها لأحدث التطورات التقنية، وتقديم رؤى شاملة ومبتكرة حول التحديات والفرص في هذا المجال الحيوي.

وتتبنى مجلة “اقرأ” في حلتها الجديدة، ابتداءً من عددها الحالي، نهجاً معرفياً يعكس مشهد البحث العلمي ودوره في تطوير علم المكتبات، مؤكدة دورها كمستودع لتوثيق إنجازات القطاع على المستوى المحلي والعالمي، وتسلّط الضوء على التحديات الراهنة في خدمات المعلومات، وتبرز المهارات والكفاءات الضرورية للمتخصصين في هذا القطاع. كما تستشرف المجلة مستقبل التقنيات وتأثيرها على مؤسسات المعلومات، مقدمةً رؤية للتغيرات المتوقعة والفرص الجديدة.

ويحرص العدد الجديد من مجلة “اقرأ” على عرض ونشر مختارات من الإنتاج الفكري العربي، مساهمةً في إثراء الرصيد المعرفي في مجالات المعلومات والمعرفة. كما تقدم المجلة مقارنات بين التجارب العالمية والعربية في مجال المكتبات، مع استعراض الآراء والتحليلات المتعلقة بها، حيث تهدف إلى إنشاء شبكة اتصال علمية بين المهنيين في قطاع المكتبات والأرشيف والوثائق، لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات على الصعيد المحلي.

النهضة تبدأ من المكتبة
وفي افتتاحية العدد التاسع عشر من مجلة “اقرأ”، أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس تحرير المجلة، أن الشارقة لها رؤية سباقة تجاه المكتبات ودورها في تحقيق النهضة الحضارية؛ فهي في طليعة المؤسسات الفاعلة في بناء مجتمعات المعرفة، ومحركات مؤثرة في التنمية الشاملة والمستدامة، وهي رؤية أرسى قواعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حين أكد بأن الثقافة والمعرفة هي جوهر النهضة وركيزتها الأساسية.
وقال سعادته: “لهذا نولي في الشارقة أهمية بالغة للمكتبات، ونعمل بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، لتعزيز حجم مساهمة المكتبات في تحقيق تطلعاتنا، ونؤمن بأن مهمات المكتبات تضاعفت خلال العقود القليلة الأخيرة من عمر المعرفة الإنسانية، وباتت حاضنات أفكار رائدة، ومراكز لمجتمع من القراء والباحثين”.

موضوعات وقضايا مؤثرة في عالم المكتبات
وفي تعليقها على عودة إصدار المجلة، قالت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة، نائب رئيس تحرير المجلة: “في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم المكتبات والمعلومات، نعمل في مكتبات الشارقة العامة لتقديم محتوى ذي قيمة عملية، يمكن للمتخصصين في هذا المجال الاستفادة منه بشكل فعّال؛ حيث تغطي مجلة (اقرأ) مجموعة واسعة من المواضيع، وتقدم للقراء مقالات ودراسات تلقي الضوء على الموضوعات الراهنة والقضايا المؤثرة في عالم المكتبات؛ ونطمح أن تكون (اقرأ) منبراً للتواصل العلمي والثقافي، يعزز من تبادل الخبرات ويفتح آفاقاً جديدة للبحث والابتكار في مكتباتنا ومؤسساتنا المعرفية”.

تحديات الذكاء الاصطناعي على المكتبات
وفي عددها التاسع عشر، تناولت مجلة “اقرأ” موضوعات متنوعة تسلط الضوء على التحديات والفرص في مجال المكتبات والمعلومات؛ حيث ناقش الأستاذ الدكتور خالد عبد الفتاح واحداً من أهم القضايا الراهنة في واقع ومستقبل المكتبات، من خلال مقال بعنوان “أمية الذكاء الاصطناعي: كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على تمثيل المعرفة وإتاحتها بالمكتبات ومؤسسات المعلومات”، مؤكداً أهمية تأهيل متخصص المكتبات لمواجهة تحديات أمية البيانات والذكاء الاصطناعي. كما شدد المقال على ضرورة فهم البيانات وتحليلها، واستيعاب وظائف الذكاء الاصطناعي وتأثيراته، لتمكين المستفيدين من المشاركة الفعالة في المجتمع الذكي.

أرشفة “التواصل الاجتماعي”
واستعرضت الباحثة أماني محمد السيد في دراسة مكونة من 36 صفحة بعنوان “أرشفة محتوى منصات التواصل الاجتماعي” التحديات الأخلاقية والقانونية التي تواجه أرشفة هذه المنصات. توصي الدراسة بأهمية إعطاء الأولوية لأرشفة محتوى حسابات منصات التواصل الاجتماعي الحكومية، وتحث على تطوير البرمجيات العربية لتشمل أدوات أرشفة هذه المنصات، مما يعكس الحاجة الماسة لتوثيق السجل العام للمؤسسات.
وتضيء مجلة “اقرأ” في عددها التاسع عشر على مجموعة من الموضوعات الفكرية والبحثية التي تتناول المراجعات المنهجية كأداة لصقل الإنتاج الفكري باستخدام بروتوكول PRISMA، وتستعرض واقع البحث العلمي المتجدد في ظل المكتبات الافتراضية، كما تُبرز عدداً من الأبحاث المختارة من جائزة الشارقة للأدب المكتبي، وتتطرق إلى موضوع الاغتراب في عصر المعلوماتية، مع التأكيد على أهمية إدارة البيانات البحثية. ولا تغفل عن دور التعلم التعاوني في المساحات التفاعلية كركيزة للمكتبات الفاعلة، مقدمةً بذلك رؤية شاملة للمستقبل المعرفي الذي تسعى له الشارقة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة

 لا شك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد حققت إنجازات مذهلة، بدءًا من إتقان الألعاب وكتابة النصوص وصولًا إلى توليد الصور ومقاطع الفيديو المقنعة. 

وقد دفع ذلك البعض إلى الحديث عن إمكانية أن نكون على أعتاب الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو نظام ذكاء اصطناعي يمتلك قدرات معرفية شاملة تشبه قدرات الإنسان.

في حين أن بعض هذا الحديث ما هو إلا ضجة إعلامية، إلا أن عددًا كافيًا من الخبراء في هذا المجال يأخذون الفكرة على محمل الجد، مما يستدعي إلقاء نظرة فاحصة عليها.

تحديات تعريف الذكاء الاصطناعي العام

تدور العديد من النقاشات حول مسألة كيفية تعريف الذكاء الاصطناعي العام، وهو أمر يبدو أن الخبراء في هذا المجال لا يتفقون عليه.

 ويساهم هذا في ظهور تقديرات متباينة حول موعد ظهوره، تتراوح بين "إنه موجود عمليًا" إلى "لن نتمكن أبدًا من تحقيقه". وبالنظر إلى هذا التباين، يستحيل تقديم أي نوع من المنظور المستنير حول مدى قربنا من تحقيقه.

لكن لدينا مثال موجود على الذكاء العام بدون "الاصطناعي" - وهو الذكاء الذي يوفره دماغ الحيوان، وخاصة الدماغ البشري. 

ومن الواضح أن الأنظمة التي يتم الترويج لها كدليل على أن الذكاء الاصطناعي العام قاب قوسين أو أدنى لا تعمل على الإطلاق مثل الدماغ. قد لا يكون هذا عيبًا قاتلًا، أو حتى عيبًا على الإطلاق. من الممكن تمامًا أن يكون هناك أكثر من طريقة للوصول إلى الذكاء، اعتمادًا على كيفية تعريفه.

 لكن من المحتمل أن تكون بعض الاختلافات على الأقل مهمة من الناحية الوظيفية، وحقيقة أن الذكاء الاصطناعي يسلك مسارًا مختلفًا تمامًا عن المثال العملي الوحيد الذي لدينا من المرجح أن يكون ذا مغزى.

سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعيسوفت بنك يضاعف رهانه على الذكاء الاصطناعي باستثمارات ضخمة وسط سباق عالميثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبيAlexa+.. قفزة نوعية في الذكاء الاصطناعي.. أبرز ميزات المساعد الذكي الجديد من أمازون«DeepSeek» تُشعل سباق الذكاء الاصطناعي.. هامش ربح 545% يهز الأسواق وسهم NVIDIA ينهارالقدرات التي يفتقر إليها الذكاء الاصطناعي الحالي

مع وضع كل ذلك في الاعتبار، دعونا نلقي نظرة على بعض الأشياء التي يقوم بها الدماغ والتي لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية القيام بها.

أشارت أرييل جولدشتاين، الباحثة في الجامعة العبرية في القدس، إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية "مجزأة" في قدراتها. فقد تكون جيدة بشكل مدهش في شيء ما، ثم سيئة بشكل مدهش في شيء آخر يبدو مرتبطًا به. 

وأكدت عالمة الأعصاب كريستا بيكر من جامعة ولاية كارولينا الشمالية على هذه النقطة، مشيرة إلى أن البشر قادرون على تطبيق المنطق في مواقف جديدة دون الحاجة إلى إعادة تعلم كل شيء من الصفر.

ذكر ماريانو شاين، مهندس جوجل الذي تعاون مع جولدشتاين، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى الذاكرة طويلة المدى والمخصصة للمهام، وهي القدرة على نشر المهارات المكتسبة في مهمة ما في سياقات مختلفة.

أشارت بيكر إلى وجود تحيز نحو تفضيل السلوكيات الشبيهة بالسلوك البشري، مثل الردود التي تبدو بشرية والتي تولدها نماذج اللغات الكبيرة. 

في المقابل، يمكن لذبابة الفاكهة، بدماغها الذي يحتوي على أقل من 150 ألف خلية عصبية، دمج أنواع متعددة من المعلومات الحسية، والتحكم في أربعة أزواج من الأطراف، والتنقل في بيئات معقدة، وتلبية احتياجاتها من الطاقة، وإنتاج أجيال جديدة من الأدمغة، وأكثر من ذلك.

الاختلافات الرئيسية بين الدماغ البشري والذكاء الاصطناعي

 تستند معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، بما في ذلك جميع نماذج اللغات الكبيرة، على ما يسمى بالشبكات العصبية. 

تم تصميم هذه الشبكات لتقليد كيفية عمل بعض مناطق الدماغ، مع وجود أعداد كبيرة من الخلايا العصبية الاصطناعية التي تأخذ مدخلات وتعدلها ثم تمرير المعلومات المعدلة إلى طبقة أخرى من الخلايا العصبية الاصطناعية. لكن هذا التقليد محدود للغاية.

 فالخلايا العصبية الحقيقية متخصصة للغاية، وتستخدم مجموعة متنوعة من الناقلات العصبية وتتأثر بعوامل خارج الخلايا العصبية مثل الهرمونات. كما أنها تتواصل من خلال سلسلة من النبضات المتغيرة في التوقيت والشدة، مما يسمح بدرجة من الضوضاء غير الحتمية في الاتصالات.

تهدف  الشبكات العصبية التي تم إنشاؤها حتى الآن هي إلى حد كبير أنظمة متخصصة تهدف إلى التعامل مع مهمة واحدة. 

في المقابل، يحتوي الدماغ النموذجي على الكثير من الوحدات الوظيفية التي يمكنها العمل بالتوازي، وفي بعض الحالات دون أي نشاط تحكمي يحدث في مكان آخر في الدماغ.

تمتلك أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عمومًا حالتين: التدريب والنشر. التدريب هو المكان الذي يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي سلوكه؛ النشر هو المكان الذي يتم فيه استخدام هذا السلوك.

 في المقابل، لا يحتوي الدماغ على حالات تعلم ونشاط منفصلة؛ إنه في كلا الوضعين باستمرار، بينما في كثير من الحالات، يتعلم الدماغ أثناء العمل.

بالنسبة للعديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي، لا يمكن تمييز "الذاكرة" عن الموارد الحسابية التي تسمح لها بأداء مهمة والاتصالات التي تم تشكيلها أثناء التدريب. في المقابل، تمتلك الأنظمة البيولوجية عمرًا من الذكريات للاعتماد عليها.

القيود والتحديات

من الصعب التفكير في الذكاء الاصطناعي دون إدراك الطاقة الهائلة والموارد الحسابية المستخدمة في تدريبه. لقد تطورت الأدمغة في ظل قيود هائلة على الطاقة وتستمر في العمل باستخدام طاقة أقل بكثير مما يمكن أن يوفره النظام الغذائي اليومي. 

وقد أجبر هذا علم الأحياء على إيجاد طرق لتحسين موارده والاستفادة القصوى من تلك التي يخصصها لمهمة ما.

في المقابل، فإن قصة التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي هي إلى حد كبير قصة رمي المزيد من الموارد عليها.

 ويبدو أن خطط المستقبل (حتى الآن على الأقل) تشمل المزيد من هذا، بما في ذلك مجموعات بيانات تدريب أكبر وعدد أكبر من الخلايا العصبية الاصطناعية والوصلات بينها. 

كل هذا يأتي في وقت تستخدم فيه أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية بالفعل ثلاثة أضعاف الخلايا العصبية التي نجدها في دماغ ذبابة الفاكهة وليس لديها أي مكان قريب من القدرات العامة للذبابة.

مقالات مشابهة

  • الدراسات العليا للنانو تكنولوجي تصدر العدد الأول من مجلتها الدولية العلمية
  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • معاريف : هذا هو الكنز الذي استولت عليه حماس من “إسرائيل”
  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • المديرة التنفيذية للأبحاث والابتكار في مستشفى الملك فيصل التخصصي ضمن قائمة فوربس “50 فوق 50” العالمية
  • معارض وشركات الذكاء الاصطناعي في ملتقى الشارقة الرياضي
  • السنوار يتسبب بإغلاق “الذكاء الاصطناعي”في التعليم الديني الإسرائيلي