لا تزال إصلاحات مارتن لوثر الدينية تُسيل لعاب الباحثين بعد أن قلبت مسيحية أوروبا رأسا على عقب، لكن اللافت في تلك الإصلاحات تقاطع كثير منها مع الإسلام خصوصا في رفض الثالوث والوساطة بين الرب وعبده وصكوك الغفران وتقديس الأشخاص.. فهل تأثر لوثر بالإسلام؟

يعتبر مارتن لوثر (1483-1546) مؤسس البروتستانتية في أوروبا، وهو راهب ألماني تمرد على الكنيسة وألف 95 بندا في العام 1517 ستكون نواة لما عرف لاحقا بالإصلاحات الدينية في أوروبا.

ولعل البند الأبرز في تلك الإصلاحات هو رفض تجارة صكوك الغفران التي أنشأتها بابوية الفاتيكان، وتتمثل في دفع المال للكنيسة مقابل مغفرة جزئية أو كاملة للخطايا والذنوب.

وكان لوثر قد ترقّى في المراتب الكنسية حتى عُمد كاهنا في عام 1507، غير أن أفكاره المتمردة على الكنيسة قادت إلى عقابه بما يعرف في النظام الكنسي بالحرمان وذلك طبقا لقرار أصدره البابا العاشر في العام 1521.

وكان ذلك القرار كفيلا بإعدامه وحرقه، لكن النزعة القومية الألمانية المتصاعدة حينها وامتعاض أمراء ألمانيا من جبايات الأموال التي تمارسها الكنيسة باسم صكوك الغفران وفرت حماية للوثر، حيث رفض الألمان تطبيق القرار البابوي ضده، كما وجدت أفكاره الثائرة على الكنيسة تربة صالحة وحقدا دفينا على الكنيسة والقائمين عليها بسبب ما ترهق به كاهل الناس من جبايات وما تفرضه عليهم من معتقدات.

لوثر والسعي لمعرفة الإسلام

كشف أستاذ التاريخ الحديث بالمعهد اللاهوتي البروتستانتي بباريس بيير أوليفييه ليشو في كتاب أصدره في فبراير/شباط 2021 سعي مارتن لوثر الحثيث للاطلاع على حقائق الإسلام.

واعتبر أوليفييه في كتابه (لوثر ومحمد: البروتستانتية في أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر) أن لوثر أراد أن يعرف من خلال القرآن حقيقة الدين المحمدي الذي أعلنته الكنيسة هرطقة، وهو  الاتهام نفسه الذي سيواجه به لوثر بعد انتقاداته للكنيسة.

ويؤكد أوليفييه أن لوثر مضى قدما في تحقيق رغبته في فهم الإسلام، فأيد بشدة ـ رغم موقف الكنيسةـ نشر القرآن المترجم إلى اللاتينية على يد المستشرق السويسري تيودور ببلياندر، بل كتب بنفسه مقدمة لتلك الترجمة.

ويعتبر عالم اللاهوت أن رائد الإصلاح الديني في أوروبا مارتن لوثر كانت له مواقف وصفها بـ"المعقدة إلى حد ما" فيما يتعلق بالإسلام.

ففي حين كانت لدى لوثر رغبة جامحة في معرفة الدين الإسلامي وتعاليمه، وسعى جاهدا لدراسة "القرآن" وفهمه وترجمته إلى اللاتينية، نقل عنه أنه أيضا يعتبر أن الإسلام يشكل تهديدًا خطيرًا على أوروبا، حيث عاصر لوثر حملات تغلغل العثمانيين في أوروبا الوسطى خلال القرن 16.

هل خدم لوثر الإسلام؟

اعتبر الباحث ليشو أن الكاثوليكيين ما فتئوا يتحدثون عن أوجه التشابه بين ما يعتبرونه هرطقة الإسلام وهرطقة البروتستانتية بزعامة مارتن لوثر، ويعتبرونهما عدوّين، أحدهما خارجي يهدد أوروبا بالقوة والآخر داخلي يدعو إلى التشكيك في بعض عقائد الكنيسة، بل إن الفاتيكان اعتبرت الانشقاق البروتستانتي داخل المسيحية أكثر ضررا عليها من الإسلام البعيد والغريب.

ويضيف أوليفييه أن الكاثوليكيين رأوا أن ثورة لوثر على الكنيسة خدمت الإسلام، واعتبروه وأتباعه طابورا خامسا للإسلام في أوروبا، ولهذا السبب طالبت الكنيسة أكثر من مرة البروتستانتيين بتبرير وتوضيح هذه المواقف، تحت طائلة عدم الاعتراف بعضوية البروتستانتية في الأسرة المسيحية.

ويخلص ليشو إلى أن "الإسلام قد كيّف التفكير البروتستانتي بشكل عميق من القرن 16 إلى القرن 18 إلى حد الإخلال بجوانب معينة من هويته"، لكن بالنسبة للمؤلف، فإن تكييف التفكير لا يعني أنه يحدد الاتجاه.

توافق بشأن العقيدة ومريم

اعتبر الباحثون أن الكثير من الإصلاحات الدينية التي تبناها لوثر خصوصا في مجال العقائد تتفق مع رؤية الإسلام، مثل الموقف من الثالوث والموقف من الأقدار، والرغبة في العودة إلى النصوص الدينية التأسيسية، ومنع الصور ورفض تقديس رجال الدين.

ويعطي أوليفييه مثالا حيًّا على التوافق في توحيد الله بين الإسلام وأتباع لوثر، أن عالم اللاهوت الإسباني ميشيل سيرفيت أُحرق حيا في جنيف في العام 1553 وهو يردد "لا إله إلا الله" تماما مثلما يقولها المسلمون؛ رفضا لعقيدة التثليث.

كما أن تيودور ببلياندر الذي نشر الترجمة اللاتينية للقرآن بدعم من لوثر أكد على تقارب النص القرآني مع الإيمان المسيحي، قائلا "إن عقيدة محمد تحمل في طياتها توافقًا كبيرًا مع عقيدة المسيح الأرثوذكسية بقدر ما تعترف بإله واحد حقيقي وتبشر بالمسيح بشكل رائع".

ويعتبر بيير أوليفييه أن هذا الإقرار يعكس دهشة كاتبه أمام القرآن كنص مليء باحترام المسيح ولا يتحدث بسوء عن مريم العذراء بل يروي قصتها بطريقة أخلاقية مناسبة.

لكن في نفس الوقت -يقول ليشو- فإن التقديم الذي قام به مارتن لوثر لنفس الطبعة اللاتينية حمل انتقادات للقرآن، وهو ما يعتبره أوليفييه حالة من الشك والتناقض طبعت وما زالت تطبع البروتستانتية وعلاقتها بالإسلام، وهذا ما يسميه أوليفييه في كتابه لوثر ومحمد "الاضطراب البروتستانتي في وجه الإسلام".

هل ساهم لوثر في التعريف بالإسلام؟

في مقال للباحث الفرنسي مالك بدوح نشره في موقع سافيرنيوز في ديسمبر/كانون الأول 2019، تساءل الكاتب: كيف كان ينظر أبو الإصلاح البروتستانتي مارتن لوثر إلى الإسلام؟

وقد ذكر بدوح الانتقادات التي نسبت لمارتن لوثر في التقديم الذي وضعه لأول ترجمة للقرآن إلى اللاتينية، لكنه اعتبر أن تلك الترجمة ساهمت في معرفة أفضل للإسلام في أوروبا.

ورأى بدوح أن الحركة البروتستانتية التي قادها لوثر أدت إلى تحطيم الوحدة الدينية لأوروبا المسيحية الغربية، حيث إن قيام لوثر وببلياندر بترجمة لاتينية للقرآن ونشرها يعتبر مروقا عن القرار الذي اتخذه البابا كليمنت السادس خلال مجمع فيينا عام 1309 بمنع قراءة القرآن.

وفي إشارة إلى تأثر لوثر بالإسلام، أكد بدوح أن البروتستانت، وفي مقدمتهم لوثر، عارضوا أي فكرة لشن حملة صليبية لهزيمة المسلمين.

لوثر يمارس الكاثوفوبيا

وأورد الكاتب بدوح، أن الكاثوليكيين سخطوا جدا على ما اعتبروها هرطقات لوثر ومن ذلك ما ورد في كتاب فلوريموند تحت عنوان "تاريخ ولادة وتقدم وانحطاط هرطقة هذا القرن"، الذي نُشر عام 1605، وهاجم بشدة ما سماه "الكاثوفوبيا" أو رهاب الكاثوليك الذي يمارسه مارتن لوثر الذي ذهب إلى حد القول "إن عبادة الأوثان والفجور في الكنيسة الرومانية أكثر مما هي عليه عند المحمديين".

ونقل الكاتب بدوح أيضا تصريحات للمندوب البابوي عام 1540 يهاجم فيها البروتستانت ويعتبر فيها أنه "من الصعب أن نميز من هم أكبر أعداء المسيح، البروتستانت أم الأتراك (المسلمون)؟ وربما يكون الأتراك أفضل من البروتستانت، لأن الأتراك عندما لا يذبحون الناس قد يتركونهم يعتنقون الكاثوليكية، بينما البروتستانت إذا لم يقتلوا الأجساد يدمرون النفوس بحجة إصلاحها".

ويرى الكاتب بدوح أنه منذ ظهور مارتن لوثر أصبحت العلاقة سلمية بلا حدود بين الكنائس البروتستانتية والإسلام، مذكرا بأن لوثر كان ينوه بإخلاص المسلمين ومواظبتهم على الصلاة، وتدبرهم الصادق، فضلًا عن رصانتهم التي تتناقض مع السكر لدى المسيحيين، وسيكون كل ذلك حافزا للوثر لحث أتباعه على التوقف عن التبتل للكنيسة والتضرع لله مباشرة.

ولا يخفى هنا تأثر مارتن لوثر بالمسلمين، حيث يؤكد بدوح أن لوثر أوصى المسيحيين بالصلاة مرارا وتكرارا، معتبرا أن المسلمين "معلمو المدارس" لأنهم دفعوا المؤمنين إلى التوسل إلى الله.

الينبوع أفضل من النهر

وفي نقطة جوهرية من نقاط التقاطع مع الإسلام يركز مارتن لوثر على الاعتماد على الأدلة الأصلية للدين، فحسب دراسة نشرها المؤرخ الفرنسي وعميد كلية اللاهوت البروتستانتي في جامعة ستراسبورغ بفرنسا مارك ليينارد في مارس/آذار 2017، يعتبر الباحث أن لوثر يستشهد كثيرا بالمثل القائل بأن الشرب من الينبوع أفضل من الشرب من النهر، لذلك يعتمد على العقائد التي طورتها مجامع المسيحية في القرنين الرابع والخامس الميلاديين ويعتبرها تفسيرًا أمينًا للكتاب المقدس، مع احتفاظه بحرية نقدها.

وفي سياق التقاطع مع الإسلام الذي ذم الرهبانية، تؤكد دراسة الباحث مارك ليينارد أن لوثر انتقد الحياة الرهبانية التي تعتبرها الكنيسة الطريق المفضل لإيجاد الله والخلاص، كما انتقد طرق التقديس المتعددة التي اقترحتها الكنيسة في عصره مثل الحج والغفران، ودعا إلى توطيد العلاقة المباشرة والشخصية بين الله والإنسان.

قشة صكوك الغفران

تقول دراسة أستاذ اللاهوت المؤرخ مارك ليينارد إن مسألة صكوك الغفران كانت القشة التي قصمت العلاقة بين لوثر والكنيسة الرومانية عام 1517، حيث كان شائعا أن يدفع الناس الأموال للكنيسة مقابل صكوك تطهرهم من ذنوبهم، لكن التعاملات المالية غير الشفافة للكنيسة أفقدتها مصداقيتها ودعمت مواقف لوثر الرافضة لصكوك الغفران.

وقد تجاوز الجدل الذي أثارته أفكار لوثر بسرعة قضية صكوك الغفران ليمتد إلى سلطة الكنيسة وسلطة البابا بل إلى كل جوانب الديانة المسيحية: عقيدتها وكتابها المقدس وتفسيراته التي كانت من اختصاص البابا ومجمعه، والذين لا يمكن أن يخطئوا حسب الاعتقادات التي كانت سائدة، ومن يفسر الكتاب المقدس بطريقة مختلفة عن تفسيرهم فهو مهرطق، وعقوبة المهرطق هي الحرمان ثم القتل.

وحسب دراسة ليينارد، فقد اعتبرت الكنيسة مارتن لوثر مهرطقا واتهمته بالسعي لنشر دين أو مذهب جديد، خصوصا بعد أن أحرق القوانين الصادرة عن الكنيسة، فتم إصدار عقوبة الحرمان ضده بتاريخ عام 1521.

ويؤكد المؤرخ الفرنسي أنه كان مستحيلا التوفيق بين مواقف لوثر وبين مواقف الكنيسة، فقد رفض لوثر ادعاء "الرومانيين" بأنهم "الخدام الوحيدون للكتاب المقدس" وأن "البابا لا يمكن أن يخطئ".

لوثر يقر بجاذبية الإسلام

يؤكد عالم اللاهوت الفرنسي ليينارد في دراسته أن لوثر اعترف بجاذبية الدين الإسلامي، ودعا إلى معرفة أفضل للقرآن والتعاليم التي يدعو إليها والممارسات التي يحاربها، وكان العديد من الإصلاحات التي تبناها متسقة مع رؤية الإسلام مثل كسر وصال الصيام وإجازة زواج الكهنة والرهبان وجواز الخروج من الأديرة وإزالة الصور التي يتم تقديسها.

ويتابع أن من الأفكار التي تقترب من الرؤية الإسلامية لدى مارتن لوثر اعتباره أنه لا ينبغي إجبار أحد على الإيمان، وأنه يجب على الجميع أن يؤمنوا بحرية.

ما الذي كان يسعى له لوثر؟

يبدو حسب الدراسات والبحوث التي تناولت مارتن لوثر وما أحدثه من تغييرات جذرية في تاريخ أوروبا الحديث، أن لوثر لم يتحرك في ثورته الفكرية بغرض تحقيق ما سيعرف لاحقا بالإصلاحات الدينية في أوروبا، والظاهر أنه كان يسعى للوصول لحقيقة الدين أو إلى تحقيق علاقة مختلفة مع الله تختلف عما هو قائم لدى الكنيسة.

ويؤكد ليينارد أن لوثر ـ وإن كان يعلم أن التغييرات التي حدثت مرتبطة بأفكاره ـ إلا أنه يؤكد أنه لم يقصد ذلك أصلا، ولم يدّع أنه مصلح للمسيحية، كما ادعى ذلك آخرون من قبله.

ويقول إن مارتن لوثر تجاذبته في عشرينيات القرن 16 أفكار وتصورات كثيرة توحي بأنه كان يبحث عن حقيقة ما، حيث وصف نفسه بأوصاف مختلفة بدءا بالكنسي مرورا بالواعظ أو المبشر، وصولا إلى "نبي الألمان".

وحسب ليينارد، فإن لوثر شبّه نفسه بأنبياء العهد القديم وشبه عزلته بعزلتهم، ومع أنه وصف نفسه عدة مرات بأنه "نبي الألمان"، إلا أنه في مقاطع أخرى كثيرة يتراجع عن ذلك ويشدد على أنه يختلف عن الأنبياء ويعتبر نفسه "تلميذ الأنبياء" فقط.

ويؤكد أن مارتن لوثر واجه في أوقات عديدة لحظات من الشك، لكنه كان يرى أن كلمة الله معه وأن الله يدفعه ويرشده إلى طريق الحق.

ويبدو من الدراسات والبحوث السابقة أن مارتن لوثر لم يكن هدفه أصلا إصلاح الكنيسة، وإنما تجاذبته أفكار وتصورات سعى من خلالها إلى معرفة طريق الحق في العلاقة مع الله، لكن ذلك البحث نتجت عنه رؤى إصلاحية كشفت زيف الكثير من العقائد التي كان يعتنقها المسيحيون، وحررت أوروبا إلى حد بعيد من سلطان الكنيسة وقساوستها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على الکنیسة مارتن لوثر فی أوروبا إلى حد

إقرأ أيضاً:

الإنجيليون تيار الولادة الثانية في الكنيسة البروتستانتية

تيار ديني تجديدي محافظ، انبثق من رحم الكنيسة البروتستانتية، يضم مجموعة من الكنائس المستقلة، تجمع بينها مبادئ عقدية، ترتكز على التحول للإيمان بالتوبة (الولادة الثانية)، والاعتقاد بالسلطة المطلقة للكتاب المقدس وحده، وصلب المسيح وتضحيته، ونشر الإنجيل في جميع أنحاء العالم.

والإنجيلية حركة مسيحية عالمية، يُقدر عدد أتباعها بما يزيد على 600 مليون نسمة حول العالم (وفق بيانات التحالف الإنجيلي العالمي)، يتجمع أكثر من 90 ألفا منهم في الولايات المتحدة الأميركية، يشكلون قوة سياسية مؤثرة في الانتخابات الأميركية وقرارات البيت الأبيض المتعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية.

ويَعتبر الإنجيليون دعم الاحتلال الإسرائيلي مسألة عقدية، لأن إقامة إسرائيل -في نظرهم- وسيادتها في الأراضي المقدسة (فلسطين) "تحقق نبوءة آخر الزمان"، التي تنتهي ببناء الهيكل وعودة المسيح المخلص، الذي سيحكم العالم من القدس.

ولطالما مارس الإنجيليون ضغوطا على الإدارة الأميركية، لتقديم مزيد من الدعم لإسرائيل، ففي الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب (2016-2020)، والذي يمثل الإنجيليون ثلث قاعدته الانتخابية، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها بين العامين 2017 و2018.

وفور تنصيبه للولاية الثانية مطلع عام 2025، ألغى أمرا تنفيذيا يسمح بفرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وضغط لتهجير فلسطينيي قطاع غزة، وإضافة إلى ذلك سارع الإنجيليون إلى الضغط عليه للسماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية كاملة.

إعلان النشأة

تعود جذور الإنجيلية إلى حركة الإصلاح الديني في الكنيسة الكاثوليكية، التي تزعمها مارتن لوثر وأتباعه في أوروبا في القرن السادس عشر، والتي تقوم على الاعتقاد بالكتاب المقدس مصدرا وحيدا موثوقا ومُلزما للحقيقة الدينية، وكان أتباع هذه الحركة أول من أُطلق عليهم "إنجيليون"، لتمييزهم عن غيرهم من أتباع الحركات الإصلاحية الأخرى.

وفي القرن السابع عشر نشأت حركة الإحياء الإنجيلي، وهي حركة تجديدية داخل الكنيسة البروتستانتية، رافضة للشكليات والجمود الذي طغى على الكنيسة، وشكلت تلك الموجة التيار الثاني الذي غذى الإنجيلية بعد الإصلاح اللوثري.

وكانت البداية من ألمانيا تحت مسمى "حركة التقوى"، التي تأسست بجهود من القس اللوثري فيليب جاكوب سبينر، وركزت على التحول و"التجديد "الداخلي للإنسان" والاعتقاد بأن مثل هذه التجربة ضرورية للخلاص.

ومع دخول القرن الثامن عشر أخذت هذه الحركة تنتشر في إنجلترا، وكان من أبرز المبشرين بها تشارلز ويسلي مؤسس حركة الميثودية، وبلغ تأثير الإنجيليين ذروته في بريطانيا في القرن التاسع عشر، إذ أثرت المعتقدات والممارسات الإنجيلية آنذاك بشكل عميق على الحياة والفكر والسياسة المحلية والاستعمارية البريطانية.

ولم يقتصر نشاط تيار الإنجيلية في إنجلترا على نشر الأعمال اللاهوتية، بل نشروا أعمالا أدبية وعملوا في تحرير المجلات وإدارة الجمعيات، وساهموا بقوة في النشاط الثقافي.

وفي أواخر القرن الثامن عشر نمت الإنجيلية في الولايات المتحدة، واتسع نطاق الدعوة لها بشكل متزايد في أوروبا وأميركا بحلول القرن التاسع عشر، من خلال رجال الإحياء الديني الأميركيين، أمثال: تشارلز غرانديسون فيني ودوايت إل. مودي، وأرسلت الحركة بعثات تبشيرية عالمية، استهدفت أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا.

وتنامت قوة الإنجيلية وامتدادها في العالم، ووحد أتباعها من مختلف الطوائف حول العالم جهودهم وشكلوا التحالف الإنجيلي عام 1846 في لندن، ثم أنشؤوا فروعا أخرى له بين العامين 1846 و1955 في العديد من الدول، مثل فرنسا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة والسويد والهند وتركيا وإسبانيا والبرتغال، ونشطت المؤتمرات العامة في أوروبا وأميركا.

ديفيد بارسونز نائب رئيس السفارة المسيحية الدولية في القدس عام 2018 (رويترز) انشقاق الأصولية

مع اندلاع الثورة العلمية التي بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، واجهت المسيحية البروتستانتية تحديا جديدا، تمثل في النقد الكتابي، وهو ما جعل بعض الكنائس تميل مع هذا الاتجاه على حساب الأصولية الكنسية.

إعلان

وفي الاتجاه المعاكس نشأ تيار ثالث في الإنجيلية، دافع عن التعاليم المسيحية البروتستانتية التقليدية، وفي الوقت نفسه نظر إلى الكتاب المقدس لا لكونه مصدرا لاهوتيا فقط، بل باعتباره أساس الحياة الشخصية والجماعية.

وفي القرن العشرين أدت الخلافات حول تفسير الكتاب المقدس إلى حركة انشقاق داخل الكنيسة البروتستانتية في الولايات المتحدة، وأصبح واضحا الانقسام بين الإنجيليين التقدميين والأصوليين حول قضايا مثل النقد الكتابي والمشاركة الاجتماعية، لذلك انفصل بعض الأصوليين عندما فقدوا التأثير في طوائفهم، وأسسوا كنائس جديدة، وكليات ومعاهد دينية ملتزمة بالفكر الأصولي.

ومع منتصف القرن نشأت حركة جديدة أطلق عليها "الإنجيلية الجديدة" ثم الإنجيلية فقط لاحقا، لتمييز أفرادها عن الأصوليين الانفصاليين، وتألفت الإنجيلية الجديدة من الطوائف التي حافظت على التعاليم الأصولية، وعلى عكس الانفصاليين، أبقت على الود مع الطوائف المسيحية الأخرى، وكان من أبرز قادتها بيلي غراهام، الذي أصبح شخصية محورية في حمل الرسالة الإنجيلية عبر العالم.

وفي حين رغب الأصوليون في رؤية أنفسهم إنجيليين، أراد الإنجيليون الآخرون تمييز أنفسهم باسم "الإنجيليون الجدد"، ومع ذلك، بقي لدى الطرفين فيما بعد الكثير من القواسم المشتركة حول عناصر التجديد في الكنيسة.

الانتشار حول العالم

شهد القرن العشرون انتشارا واسعا للإنجيلية حول العالم، وشكل قادتها في الولايات المتحدة الرابطة الوطنية للإنجيليين عام 1942، وفي النصف الثاني من القرن، اتسع انتشار الإنجيلية في العديد من الدول، مثل البرازيل وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والفلبين، وغدت الإنجيلية قوة مهمة في العالم المسيحي، تعمل بشكل منظم عبر تشكيل "الزمالة الإنجيلية العالمية" عام 1951، والتي سُميت لاحقا "التحالف الإنجيلي العالمي".

إعلان

وأسست الحركة مجموعة من المنظمات المدنية تضم أصحاب المهن مثل الأطباء والعلماء والرياضيين، وأصبحت قوة ثقافية مهمة، لها نشاطات في الكثير من الجامعات، وساهمت في نشر دراسات حول العلوم واللاهوت والدراسات الثقافية في المجلات العلمية، واستغلت كذلك البث الإذاعي والتلفزيوني لإيصال رسالتها.

ونمت الحركة في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، بسبب التقارب بين تيار المحافظين فيها مثل الكنائس المشيخية والمعمدانية، وتيار التقاليد الميثودية كالكنائس الخمسينية وكنائس القداسة، ووحد الجانبان جهودهما، وهو الأمر الذي ساعد في تسارع انتشار الحركة حول العالم مع دخول القرن الحادي والعشرين.

وفي عام 2020، أظهرت دراسة فرنسية تستند إلى 25 وثيقة حول الإنجيلية في العالم، أن قارة آسيا تضم أكبر تجمع للإنجيليين، بتعداد وصل إلى نحو 215 مليون نسمة، وجاءت أفريقيا في المرتبة الثانية بتعداد بلغ 185 مليونا.

وكان أبرز تجمع لهم على مستوى الدول في الولايات المتحدة، التي ضمت 93 مليون إنجيليّ، تليها الصين بتعداد 66 مليونا، ونيجيريا بنحو 58 مليونا والبرازيل بحوالي 47 مليون نسمة.

وبمرور السنوات، أصبح التحالف الإنجيلي العالمي عبارة عن شبكة من الكنائس تنتشر في أكثر من 140 دولة، وتخدم أكثر من 600 مليون مسيحي إنجيلي حول العالم، وهو ما يعادل نحو ربع المسيحيين في العالم.

الاتحاد الإنجيلي العالمي (الموقع الرسمي) العقائد والممارسات

تعود أصول كلمة "الإنجيلية" إلى اللغة اليونانية وتعني "البشارة السارة"، وجاء في الموقع الرسمي للاتحاد الإنجيلي العالمي، أن كلمة "إنجيلي" مشتقة من كلمة "إنجيل"، لأنها تعني الشخص المنتسب إلى الإنجيل، والذي يشكل هذا الكتاب السماوي محور تفكيره وحياته واهتمامه.

ولا تُعد الإنجيلية طائفة بعينها، وإنما هي تيار ديني ينتمي المؤمنون به إلى كنائس وطوائف مختلفة، مثل الكنائس المعمدانية والسبتية والميثودية وكنائس المسيح وكنائس القداسة والكنائس الخمسينية.

إعلان

ولا توجد سلطة مركزية عالمية تخضع لها تلك الكنائس، بل هي مجموعة كنائس مستقلة، تعتمد على سلطة القادة الإنجيليين المحليين، وتجمع بينها مبادئ عقدية مشتركة، تُعرف بها وتميزها عن غيرها من الكنائس المسيحية الأخرى، وترتكز على 4 مبادئ أساسية:

التحول:

يؤكد الإنجيليون على أهمية تجربة التحول الصادق إلى الإيمان، والذي يأتي من خلال التوبة، والانتقال من حياة الخطيئة إلى الإيمان، وهو ما يُسمى بالولادة الثانية، لذلك يطلق عليهم أيضا "المولودون من جديد".

ويمثل طقس المعمودية أهمية مركزية عندهم، لأنه يدل على التحول والميلاد الجديد، الذي يعتبره الإنجيليون نقطة تحول كبرى في مسار حياة الإنسان، تحدد هويته وتختم خلاصه.

سلطة الكتاب المقدس:

يعتمد الإنجيليون على الكتاب المقدس وحده (العهد القديم والعهد الجديد)، فهو السلطة العليا في جميع أمور الاعتقاد والطقوس، ويجب أن تكون له الأسبقية دائما على العقل والتقاليد والسلطة الكنسية والخبرة الفردية.

ويعتمد الإنجيليون المعنى الحرفي الظاهر من نصوص الكتاب المقدس، ويرفضون جهود التأويل، فهم يرون أن الإنسان قادر على معرفة الله من خلال الكتاب المقدس وحده، لأن الله قد كشف فيه الحقيقة الشاملة والأبدية بطريقة يمكن للجميع فهمها.

وتشكل صورة إنسان (رجل أو امرأة) يحمل الكتاب المقدس في يده رمزا للإنجيلية في كثير من أنحاء العالم، للدلالة على الإيمان بقوة الكتاب المقدس.

صلب المسيح وتضحيته:

تعتبر هذه القضية مركزية لرسالة الإنجيل، وتشكل جوهر المعتقدات الإنجيلية، ويقصد بها أن كلمة الله الأزلية حلّت في يسوع الناصري، الذي أظهر الله بشكل واضح للبشرية، وأنه مات على الصليب، للتكفير عن خطايا البشرية.

النشاط التبشيري:

ويقصد به الالتزام بنشر الإيمان و"البشارة السارة" للمسيح بين جميع الناس في العالم، وإثبات حقيقة الإنجيل في التبشير والخدمة الاجتماعية.

إعلان

وفضلا عن تلك العقائد المشتركة، لكل كنيسة من الكنائس الإنجيلية خصوصيتها العقدية والفكرية التي تميزها عن غيرها، فقد تختلف كنائس الإنجيليين فيما بينها في تفصيلات تتعلق بالطقوس وأسلوب العبادة وموقفها من القضايا الاجتماعية وبعض المسائل اللاهوتية، مثل: المعمودية ودور المرأة في القيادة.

وتركز الحركة الإنجيلية على استقامة السلوك، وقد اعتاد المؤمنون بها في القرون الأولى الابتعاد عن التدخين والكحول وممارسة الجنس المحرم والطلاق والرقص ومشاهدة الأفلام، ولكن الالتزام بهذه الأمور بدأ يتراجع نسبيا مع مرور الزمن، إلا أن الإخلاص في الزواج ظل أمرا بالغ الأهمية.

تفاعلات اجتماعية وقوة سياسية

كوّن الإنجيليون بمرور الزمن، أنماطا مشتركة في التفكير وأسلوب الحياة، مثل الهوية المسيحية في المشاركة السياسية، والحركات المناهضة للشذوذ الجنسي والخمر والإجهاض، وطوروا وفقا لذلك تحالفات تنظيمية وشبكات للتفاعل الاجتماعي.

وساد بين كثير منهم اتجاه عام يقوم على التفاعل مع المجتمع المدني، وبدأت الإنجيلية تظهر بصفتها حركة اجتماعية تجمع بين مبادئ الإيمان والشعور بالحماسة والالتزام المُغيّر للحياة، وتم إنشاء صالات الألعاب الرياضية للكنائس وقاعات الزمالة والمقاهي والمكتبات وتجمعات للباحثين مصممة للترفيه، وتديرها الكنيسة.

واستطاع الإنجيليون الانتشار من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية وفنية ومدارس دينية، وقد ارتبط صعودهم ببرامج الدعم الاجتماعي التي أسسوها والأنشطة الإنسانية التي قادوها، مثل إنشاء المدارس والعيادات وحفر الآبار والمساعدة في إطلاق مشاريع تجارية.

وسعى الإنجيليون إلى التأثير في الجانب السياسي، فحرصوا على رفع مستوى مشاركتهم السياسية، لا سيما في الولايات المتحدة، إذ طوروا أيديولوجية سياسية خاصة بهم، وشكلوا مؤسسات وشبكات من المسيحيين المحافظين بهدف نشر أيديولوجياتهم في هذا المجال، وكونوا مجموعات ضغط مثل منظمة " التركيز على الأسرة" و"تحالف الإيمان والحرية".

إعلان

وتُظهر إحصائيات مركز الأبحاث الأميركي "بيو" للفترة بين عامي 2023 و2024، أن الإنجيليين هم المجموعة الدينية الكبرى في الولايات المتحدة، وقد مثلوا نسبة تصل إلى 23% من إجمالي البالغين في البلاد، وبذلك شكلوا كتلة انتخابية ضخمة، أصبحت دعامة رئيسية للقاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري، الذي يتماشى أكثر مع المواقف المحافظة التي يتبنونها في القضايا الدينية والأخلاقية والاجتماعية.

وارتبط الإنجيليون بالأحزاب المحافظة في العديد من البلدان الأخرى حول العالم، ففي أميركا اللاتينية أسسوا أكثر من 20 حزبا، أثروا من خلالها في السياسة، ومن ذلك، دعم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي يعتنق أفكارهم، للوصول إلى السلطة في العام 2018.

وفي أفريقيا، تضغط الحركة الإنجيلية على الساسة ونخب الدول للتأثير في صناعة القرار السياسي على المستوى المحلي أو الوطني، لا سيما في الدول ذات النسبة العالية من السكان الإنجيليين.

فرانكلين غراهام الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية بيلي غراهام الإنجيلية (الفرنسية) قوة داعمة لإسرائيل

يُعتبر الإنجيليون جزءا من الحركة المسيحية الصهيونية، التي تؤمن بأن فلسطين هي الأرض المقدسة التي وُعد بها اليهود في الكتاب المقدس، وأن القدس هي عاصمتهم، ويعتقدون بوجوب المساهمة في تحقيق ذلك الوعد.

ويتعلق الإنجيليون بشدة بالنبوءة التوراتية التي تقول إن اليهود سيعودون إلى الأرض المقدسة (فلسطين) في آخر الزمان، ويسودون عليها، ويبنون الهيكل في القدس، ويَعُد الإنجيليون هذه النبوءة إحدى عقائدهم المركزية.

وترى النبوءة أن حربا ستقع في أعقاب بناء الهيكل، يُقتل فيها ثلثا اليهود، ويعتنق الثلث الآخر المسيحية، وبعد 7 سنوات ينزل المسيح من السماء ليخلص البشرية، ويقود المؤمنين للنصر في المعركة المسماة "هرمجدون"، التي ستقع في وادي جبل مجدو، شمالي فلسطين المحتلة، ويحكم ألف عام من الهيكل في القدس.

وينشغل الإنجيليون بالنبوءة وتحقيقها، وينظمون بشكل مستمر رحلات دينية إلى القدس والأراضي الفلسطينية، تشمل زيارة جبل مجدو، يستمعون أثناءها إلى روايات رجال الدين حول النبوءة والمعركة التي ستقع في تلك المنطقة.

وقد حمل هذا المعتقد الإنجيليين على تقديم دعم غير محدود لإسرائيل، يتجلى في التبرعات المالية الضخمة والدائمة، والتي تتضاعف في حالات الحروب، وتأييدهم السيطرة الإسرائيلية التامة على كامل أراضي فلسطين التاريخية، ودعم الاستيطان فيها، إضافة إلى جهود إعلامية قوية مناصرة لإسرائيل، والوقوف معها في كل حروبها.

إعلان

وقد أسسوا مجموعة من المنظمات، تهدف إلى تقديم الدعم والمناصرة للاحتلال الإسرائيلي، منها:

منظمة مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل، وتعد أكبر المنظمات الإنجيلية المناصرة لإسرائيل، تأسست عام 1992، وتضم أكثر من مليون عضو.

منظمة السفارة المسيحية العالمية، وتضم مسيحيين متضامنين مع إسرائيل من كافة أنحاء العالم، وتعمل في 170 دولة. لها فروع في 90 دولة، وتنفذ برامج لتشجيع هجرة اليهود إلى المستوطنات، بما فيها منح كل مهاجر راتبا شهريا مجزيا.

مؤسسة الصداقة، وتنشط بشكل أساسي في دعم الهجرة والاستيطان في إسرائيل.

وتقدم الإنجيلية في الولايات المتحدة خصوصا، دعما سياسيا غير محدود لإسرائيل، ومن صوره التصويت لمرشح الرئاسة الداعم أكثر للاحتلال، ثم استثمار ذلك لاحقا وسيلة ضغط لتحقيق مطالبهم، والتي منها التمكين لإسرائيل.

وقد ضغطت الكتلة الإنجيلية التي انتخبت ترامب في ولايته الأولى عام 2016، والتي شكلت حوالي ثلث ناخبيه، من أجل إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.

وفي انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2024، صوت نحو 80% من الإنجيليين لصالح ترامب، بما يمثل حوالي ثلث ناخبيه، وبمجرد تنصيبه في يناير/كانون الثاني 2025، حقق بعض مطالبهم، فقد ألغي أمرا تنفيذيا للرئيس الأميركي السابق جو بايدن، كان يسمح بفرض عقوبات على المستوطنين في الضفة الغربية، وضغط لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ولم تكتف الحركة بذلك، فسرعان ما ضغطت عليه لتحقيق مطالب إضافية، منها السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية.

ولكن هذه الأفكار بدأت تتقلص في جيل الشباب من الإنجيليين، الذي بدأ يتبنى وجهة نظر أكثر انفتاحا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تطالب "بتحقيق العدالة لجميع الأطراف".

وقد كشف استطلاع للرأي، أُجري بتكليف من جامعة نورث كارولينا عام 2021، أن الإنجيليين الأصغر سنا (أقل من 30 عاما) انخفضت نسبة الداعمين منهم لإسرائيل ما بين العامين 2018 و2021 من 75% إلى 34%.

إعلان

مقالات مشابهة

  • رئيسا الكنيسة الإنجيلية والروم الأرثوذكس يلتقون بمحافظ إدلب بسوريا
  • بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في حريق بمخزن بالإسكندرية
  • الإنجيليون تيار الولادة الثانية في الكنيسة البروتستانتية
  • كيف تأثر «الذهب والنفط والدولار» بالهجوم الأمريكي على اليمن؟
  • أكد أهمية ترسيخ قيم الحوار والاحترام بين الشعوب.. البديوي: خطوات كبيرة لدول التعاون تجاه مكافحة «الإسلاموفوبيا»
  • من إنتاج شركة لوكهيد مارتن.. الجيش الإسرائيلي يعلن انضمام 3 مقاتلات F-35 جديدة إلى سلاح الجو
  • البديوي: دول مجلس التعاون تعمل على مكافحة الإسلاموفوبيا
  • البديوي: دول مجلس التعاون تخطو خطوات كبيرة وقيّمة لمكافحة الإسلاموفوبيا
  • وعيد وإدانة ورفض.. هكذا ردت إيران على "ضرب الحوثيين"
  • رئيس الوزراء الكندي يأمر بمراجعة قرار شراء مقاتلات إف-35 من شركة لوكهيد مارتن الأمريكية