يبرر فشله بحجج واهية.. ويخطط لإشعال جبهة لبنان..

جدد اعتراف المتحدث العسكري باسم الجيش الاسرائيلي، دانيال هاجاري بـ«استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية» التذكير بفشل إسرائيل في تحقيق أهم أهدافها من الحرب الغاشمة، التي تشنها على قطاع غزة، منذ شهر أكتوبر الماضي، فضلًا عن إعادة إجمالي أسراها في قطاع غزة.

في سياق موازٍ، ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، باللائمة على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدم تحقيق جيشه للأهداف العسكرية المكلف بها في قطاع غزة بسبب رفض الولايات المتحدة الأمريكية الموافقة على منحه مزيدًا من الأسلحة الفتاكة التي تسهل مهمة جيش الاحتلال في تدمير وقتل المزيد الآلاف من المدنيين بقطاع غزة.

رغم حجم الخسائر التي يتعرض لها قطاع غزة على مدى ما يقرب من تسعة أشهر، إلا أن اسرائيل، تواجه خطر التفكك، نتيجة تفاقم الانقسامات الداخلية، غير المسبوقة، شعبيًا وسياسيًا، وحتى على صعيد الخلافات بين المؤسسات الحكومية نفسها، على النحو الحاصل بين وزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي، برئاسة، ايتمار بن غفير، نتيجة النزاع على الصلاحيات، وتناقض السياسات.

لايزال الشارع الإسرائيلي في حالة هياج وتظاهرات بشكل يومي ويطالب حكومة نتنياهو بالإسراع في إجراء اتفاق لتبادل الأسري ويتهمه بالرغبة في مواصلة الحرب لتحقيق مصلحته الشخصية بصرف النظر عن مصلحة الكيان الذي يحكمه أو الجنود الذين يقتلون في ساحة الحرب أو الأسري الذين طال بقاؤهم في يد المقاومة ويتعرضون للقتل بسبب القصف العنيف الذي يقوم به جيش بني جلدتهم.

كشفت تقارير عبرية عن رغبة رئاسة أركان الجيش، في انهاء الأعمال العسكرية في غزة بعد الانتهاء من عملية رفح الحالية، لكي تتفرغ للجبهة الشمالية مع لبنان وذلك بدون إذن القيادة السياسية وهو ما يعد قرارا يشبه العصيان، خاصة أن جيش الاحتلال يعاني حاليا من الإرهاق بعد نحو تسعة أشهر من الحرب المتواصلة.

يرى مراقبون أن اعتزام الجيش التوقف عن الاستمرار في الحرب في غزة ربما يكون أول تصدع قوي ما بين الجيش وقيادته وهو ما يعبر عن عدم رضا العسكريين عن قرارات الإدارة السياسية التي تحكم البلاد ولا يوجد لديها نضج سياسي يمكنها من تكوين ظهير سياسي للجيش.

يأتي قرار الكنيست بالتصويت لصالح عدم تجنيد "الحريديم" أحد عوامل زيادة حدة الانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، خاصة أن من يتحملون أوزار الحرب هم أبناء العلمانيين أو المعتدلين وهم الأكثر ميلا لإنهاء الحرب وإجراء عملية تبادل للأسرى، أما طائفة "الحريديم" المتطرفة فهي من ترفض التوقف عن الحرب في حين أن أبناءهم لا يقاتلون فعليا، وفي الوقت نفسه تطالب بعض القيادات العسكرية بإطالة مدة التجنيد الاجباري للشباب لمدة 3 سنوات للتغلب على نقص الأعداد الذي يعاني منه الجيش الاسرائيلي حاليا.

كان من أهم مظاهر الانقسام الذي بدأ يعاني منه الكيان الاسرائيلي هو الاستقالة التي تقدم بها اثنان من أهم أعضاء مجلس الحرب هما بيلي جانتس وايزنكوت منذ أيام بسبب التخبط الواضح في الحكومة الاسرائيلية بشأن الحرب فضلا عن نفوذ الجناح المتطرف في الحكومة الذي يقوده كل من وزير المالية بتسئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير.

لم تقتصر الاستقالات على قيادات إسرائيل بسبب التعاطي مع الحرب على غزة بل امتدت إلى قيادات في الخارجية الأمريكية، حيث قام نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون غزة أندرو ميلر بتقديم استقالته لوزير الخارجية انتوني بلينكن اعتراضا على تعاطي الادارة الأمريكية مع الحرب على غزة، وعدم رضاه عن موقف الادارة الامريكية عما يجري في رفح.

لم تتوقف معالم الانقسام الداخلي الاسرائيلي على ما سبق فقط بل إن تقارير كشفت عن ازدياد غير مسبوق في الهجرة العكسية من اسرائيل لأول مرة في تاريخها بهذا الحجم، حيث قام نحو مائة ألف اسرائيلي من سكان مستوطنات غلاف غزة وبعض المستوطنات في شمال اسرائيل بالهجرة الى دولة تايلاند وشراء عقارات وأراضٍ في إحدى المناطق التي تبعد عن العاصمة، بانكوك، حوالي 300 كيلومتر.

ثمة تأكيدات بعدم العودة إلى المستوطنات التي كانوا يسكنونها في اسرائيل سواء في غزة أو غيرها بعد الآن وأوضحوا أنهم في تايلاند أكثر أمانا من المستوطنات التي كانوا يقيمون فيها حتى ولو توقفت الحرب الآن لأن امكانية اندلاع الحرب في أي وقت آخر تظل واردة ويمكن إعادة ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي.

كشفت تقارير أن الاسرائيليين الذين ذهبوا للإقامة في تايلاند فضلوا أن يكونوا مجموعات قريبة من بعضها البعض في مكان واحد وأنهم يستقبلون الكثير من أقاربهم وأصدقائهم بشكل مستمر، كما قام بعضهم باستئجار عقارات للإقامة فيها في مناطق أخرى في تايلاند التي تتميز بالطبيعة الجذابة والانفتاح الاجتماعي الذي يتلاءم مع المجتمع الاسرائيلي.

يأتي هذا مع التطور النوعي الذي شهدته المقاومة في الأسابيع الأخيرة وهو ما أدى الى تكبيد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، فقد أجادت المقاومة فن الكمائن المركبة التي حصدت أرواح العشرات من جنود وضباط جيش الاحتلال، كما شهدت جبهة الحرب مع لبنان كثافة نوعية وعددية مع حزب الله كبدت جيش الاحتلال خسائر ضخمة وحولت مناطق عديدة في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة الى مناطق خالية من السكان بعد أن حولتها المقاومة اللبنانية الى بؤر محترقة بفعل صواريخ وضربات المقاومة اللبنانية.

أصبحت العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية، تمثل كابوسا للجيش الاسرائيلي الذي يتخوف من اتساع الحرب مع حزب الله بشكل أكبر مما يجري الآن مع تأكيدات عسكرية اسرائيلية من عدم قدرة جيش الاحتلال على الهجوم بريا على جنوب لبنان وعدم جاهزيته عدديا وفنيا لذلك الأمر، خاصة أن البيئة اللبنانية أكثر تعقيدا من البيئة العسكرية في قطاع غزة، فيما تؤكد هذه المعطيات أن إسرائيل قد جنت على نفسها عندما حاولت القضاء على المقاومة الفلسطينية، التي نجحت في شق الصف الاسرائيلي، وتعرية انقساماته، وتفخيخ الكيان المحتل من الداخل.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جو بايدن جرائم نتنياهو دانيال هاجاري جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

“يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو

يمانيون../
ظهر الغيظ الشديد، للمجرم المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، من استخدام اليمنيين لاسم يافا التي احتلتها العصابات اليهودية عام 1948م.

تردد اسم يافا في العالم وبات العالم يعرف التسمية الحقيقية لما يسميه كيان العدوّ الصهيوني بـ “تل أبيب”، وذلك منذ وصول المسيّرة اليمنية “يافا” في 19 من يوليو 2024م، إلى قلب كيان العدوّ الصهيوني، قاطعة 2300 كيلومتر لتضرب عصب، دون أن تكتشفها منظومات الاعتراض الصاروخية الأمريكية المنتشرة في البحار والدول العربية، ودون أن تكتشفها أو تشعر بها أيضاً المنظومات الصاروخية الصهيونية لتصل هدفها بدقة عالية جدًّا، ليكون الحدث أشبه بزلزال يصيب الأمريكي والصهيونية.

وبعد عام و9 أشهر على العملية، ومن كتم الغيظ خرج نتنياهو في كلمة متلفزة، بمناسبة بدء معركة حيفا وبدء مجازر العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، ليخرج الرجل عن طوره ويظهر غيظه الشديد من إطلاق اليمنيين اسم المسيّرة “يافا”، مضيفاً أقول لهم “يافا ليست محتلة”، مؤكدا أن الكيان العدو يقصف اليمن من خلال حليفة الأمريكي.

ما هي “يافا” من أين جاءت التسمية؟

لم تخل خطابات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حين يتحدث عن الأراضي الفلسطينية المحتلة من استعادة التسميات الأصلية للمناطق التي احتلها كيان العدوّ، وعلى رأسها “يافا” وأم الرشراس” والتي نالت نصيباً وافراً من عمليات الرد اليمني على المجازر الصهيونية في غزة.

كما أن اسم يافا المحتلة كان حاضراً من جميع بيانات القوات المسلحة اليمنية في العمليات الجوية والصاروخية اليمنية التي تستهدف كيان العدوّ، والتي كان آخرها أمس الاثنين، والتي نفذ فيها سلاحُ الجوِّ المسيّر في عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ أولاهما هدفاً حيوياً للعدوِّ في منطقةِ عسقلان المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوع يافا، فيما استهدفت الأخرى هدفاً عسكرياً للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ أمِّ الرشراشِ جنوبيَّ فلسطينَ المحتلةِ وذلك بطائرةٍ مسيّرةٍ نوعِ صماد1.

ويبدو أن توقيت العمليات التي أعلنتها القوات المسلحة أمس مع ذكرى بدء العصابات الصهيونية حربها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني، أثار غضب المجرم نتنياهو، وأخرجه عن طوره، وجعله يُظهر حقده على التسميات الأصلية للأراضي الفلسطينية والتي أعادت اليمن إحياءها.

وفي تعقيب له عقب ضرب مسيّرة “يافا” لقلب كيان العدوّ في يوليو 2024م، كشف السيد القائد أن المقاومة الفلسطينية هي من قامت باختيار اسم الطائرة قبل انطلاقها صوب قلب كيان العدوّ، وقال السيد: “اتجهنا في المرحلة الخامسة من خلال عملية يافا المباركة إلى استخدام سلاح جديد وطائرة “يافا” هي مسيّرة متطورة ذات قدرة واضحة على المستوى التكتيكي والتقني، وذات مدى بعيد وقوة تدميرية جيدة تفوق أي طائرة أخرى.

وأضاف: “الله سبحانه وتعالى منّ علينا بالتسديد، والعملية نجحت ووصلت الطائرة إلى مدينة يافا ما يسميها العدوّ “تل أبيب” وتركنا للإخوة في المقاومة الفلسطينية اختيار الاسم للطائرة التي استهدفت عمق العدوّ الإداري وأطلقوا عليها “يافا”.

وأكّد أن وصول “يافا” إلى مركز إداري أساسي لكيان العدوّ، كان مزعجاً له ويعتبر معادلة جديدة ومرحلة جديدة، فاستهداف يافا لعمق إسرائيل يمثل بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد، معلنا “أن استهداف يافا بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر وتتثبت بإذن الله وتأييده”.

وأوضح أن الاختراق كان مؤثرًا على العدوّ الإسرائيلي ووصل الخطر والقلق والتهديد إلى عمق الكيان، لافتاً إلى أن التهديد لم يكن متوقعاً ولا مألوفاً في الواقع الإسرائيلي من خارج فلسطين، موضحاً أن مقاومة غزة وجهت الكثير من الرشقات الصاروخية إلى يافا لكن من خارج فلسطين فعملية اليمن سابقة لمثل هذه العمليات.

وأكّد أن عملية يافا شكلت ضربة معنوية كبيرة للعدو، وحالة الهلع والقلق عمّت أوساط كيان العدوّ في المدينة والحي المستهدف والقنصلية الأمريكية، مضيفاً أن حجم الضربة وتأثيرها وصداها كان واضحاً ويفوق أية محاولات للتقليل من أهميتها وشأنها.

وقبيل استشهاده في نهاية يوليو 2024م أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية “بالتطور اللافت الذي قام به الإخوة في اليمن باستهداف “تل أبيب” بمسيّرة يافا، والذي شكل نقلة نوعية في المواجهة، من خارج ساحة فلسطين، مع الكيان الصهيوني”.

منذ بدء عملياتها في يوليو نفذت المسيّرة “يافا” عشرات العمليات العسكرية ضد كيان العدوّ وتردد اسمها كما تردد اسم يافا المحتلة مع كلّ عملية، ليظهر أمس الأحد حجم الغيظ والحنق على المسميات العربية، ناهيك عن حقد الأعداء على ما تمتلكه الأمّة من مقومات، وصدق الله العظيم حين كشف حقدهم وبغضهم بقوله: “وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْءَايَٰتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ”.

محمد الحاضري ــ المسيرة

مقالات مشابهة

  • ناجى الشهابي: نصر أكتوبر أسقط أسطورة الجيش الذي لا يقهر
  • محللان: غالانت متواطئ في الكذب وأدرك أن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل
  • “يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»
  • نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الانقسام داخل حكومة نتنياهو يهدد استقرار إسرائيل
  • ما هو “المصطلح” الذي يستخدمه “اليمنيون” ودفع “نتنياهو الى الجنون (فيديو) 
  • سنغير وجه الشرق الأوسط.. نتنياهو يستبعد اندلاع حرب أهلية في إسرائيل
  • خطة لإصلاح أحوالهم.. إنهاك وإهمال الاحتياط يهدد الجيش الاسرائيلي
  • التخلي عن السلاح ووقف الحرب والبديهيات المغيّبة
  • إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان