RT Arabic:
2025-02-23@05:32:48 GMT

وقف توسع "بريكس".. ماذا يعني؟

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

وقف توسع 'بريكس'.. ماذا يعني؟

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن دول "بريكس"، بأغلبية ساحقة من الأصوات، قررت "أخذ استراحة" بشأن قضية إضافة أعضاء جدد إلى الرابطة.

لقد حذّرت منذ فترة طويلة من المبالغة في تضخيم الضجيج والآمال بشأن مجموعة "بريكس" باعتبارها مسمارا في نعش الولايات المتحدة. لقد دخلت المنظمة في الأزمة الثانية لنموها، وهناك الكثير من هذه الأزمات في المستقبل، وسيمضي وقت طويل قبل أن يمكننا تسمية "بريكس" منظمة مكتملة الأركان، إذا ما حدث ذلك في المطلق أساسا.

كانت الأزمة الأولى عندما تم رفض قبول الجزائر في الرابطة بسبب موقف الهند التي تخشى من التعزيز المفرط للصين، وكانت البرازيل أيضا ضد التوسع.

كذلك فلا توجد نتيجة حتى الآن ولا ثقة في ظهور نظام دفع بعملة تسوية موحدة لـ "بريكس"، برغم مرور سنوات عديدة من الحديث عن إنشاء عملة موحدة للرابطة.

إقرأ المزيد هكذا سينهار الاقتصاد العالمي

كما رفضت الأرجنتين الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ما خفض من حماسة حفاري قبور النظام العالمي القديم.

إن "بريكس" في الوقت الراهن ليست منظمة، وإنما هي ناد من الدول التي لا تتطابق مصالحها أو تتناقض في كثير من الأحيان إلى حد استبعاد التحالف بينها، وهو ما يجعل من الواضح أن هذه المنظمة ليست متبلورة بعد، وغير قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة.

بشكل عام، يتّحد المشاركون في مجموعة "بريكس" في شيء واحد فقط، وهو فهم أن العالم القديم يغادر جنبا إلى جنب مع الهيمنة الأمريكية ومن الضروري إيجاد لغة مشتركة بطريقة أو بأخرى لتطوير قواعد جديدة وتجنب الفوضى العالمية. ويتحدون كذلك في الرغبة بالقيام بذلك بشكل مستقل، دون إملاءات أمريكية، ما يعني أن "بريكس" ليست أكثر من مجرد منصة للمناقشة الحرة، ولكن مع إمكانية التحول إلى شيء أكثر من ذلك.

وفي العام أو العامين الماضيين، كانت كل المسارات والفرص مفتوحة أمام مجموعة "بريكس"، كطفل حديث الولادة. بمعنى أنه من الممكن لـ "بريكس" نظريا أن تصبح أي شيء ما رفع من سقف آمال جريئة لا أساس لها عادة.

إن محاولة الصين إخضاع المنظمة والرفض من جانب بعض الأعضاء الآخرين أدت إلى تضييق عدد الخيارات، ولكنها أدت إلى ظهور عملية تطوير حل وسط فعال، وهو ما يعني زيادة في وظائف المنظمة وقدرتها على البقاء. وبهذا المعنى فإن الأزمات التنظيمية هي عملية طبيعية وضرورية وإيجابية.

والآن حان وقت الأزمة الثانية، حيث أثار قبول أعضاء جدد ذوي مصالح مختلفة ومتضاربة في بعض الأحيان قضية إمكانية إصابة "بريكس" بالشلل، بما في ذلك من جانب واشنطن، من خلال حلفائها أو الدول المعتمدة على الولايات المتحدة، ممن أصبحوا أعضاء في المنظمة.

ربما يكون الرد على هذا التحدي هو فرض شرط على أعضاء المنظمة بعدم اتخاذ أو المشاركة في أي خطوات أو تدابير موجهة ضد أعضاء "بريكس"، وهو مطلب قاس وقاطع يمكن أن يغيّر طبيعة المنظمة، أو يقسمها أو حتى يشلّها، ما يجعلني أشك في قبول هذا المبدأ في هذه المرحلة.

في الوقت نفسه، فإن قضية فك الارتباط في المعسكرات في إطار اندلاع الحرب العالمية الثالثة هو أمر لا مفر منه في المستقبل، ويعتمد المسار الإضافي لتطور هذه المنظمة على الاستجابة التي تقدمها "بريكس" لهذا التحدي. وأخشى أنه لا يمكن استبعاد الانقسام والشلل، على الأقل في مرحلة معينة من تطور المنظمة.

إقرأ المزيد قانون الطبيعة: باختيار النصر التكتيكي نعجّل بالهزيمة الاستراتيجية

في الوقت نفسه، فإن عدم التجانس والضعف، مهما بدا ذلك متناقضا، ليس عيبا الآن، لأنه بفضل هذا "العيب" تحديدا، لا يمكن لأي أزمة أن تدفن "بريكس". ولكن فقط من زاوية رؤيتي لـ "بريكس" كمنصة للبحث عن صيغة جديدة للنظام العالمي، أما من زاوية أن الرابطة هي كتلة مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية فإن المجموعة قد ماتت حتى قبل ولادتها، واعذروني لإزعاج الحالمين.

في الواقع، ولنكن صرحاء، أن مجموعة "بريكس" هي محاولة من جانب الصين وروسيا لمنع الدول الأكثر أهمية خارج الغرب من الانتقال إلى المعسكر المعادي. والثمن المعروض على الأعضاء الآخرين هو على الأقل المشاركة في وضع قواعد جديدة، وإمكانية عضوية الدول الأكثر أهمية في التشكيل الجديد لمجلس الأمن.

باختصار، لا ينبغي لنا أن نغرق في تفاؤل لا أساس له من الصحة، لكن من السابق لأوانه أيضا دفن مجموعة "بريكس" أو الحديث عن عدم فعاليتها. ولا يسعدني إلا أن أكرر: "بريكس" ليست أداة لمحاربة الغرب، بل هي مؤشر يعكس التقدم المحرز في تشكيل نظام عالمي جديد. ولنكن مطمئنين أنه عندما/إذا ما تم أنشئ نظام عالمي جديد، فإن "بريكس" ستكون بمثابة الأساس لإنشاء الأمم المتحدة الجديدة، بمعنى أن التسلسل الهرمي الذي تم تطويره داخل "بريكس" سينتقل إلى المنظمة الأممية الجديدة، وسيصبح أساسا لمجلس الأمن الجديد. لكن هذا لن يحدث حتى ظهور نظام عالمي جديد، وقبل ذلك فإن الحياة الداخلية لرابطة "بريكس" ستعكس كل الصعوبات في تطوير هذا التسلسل الهرمي الجديد.

"بريكس" هو اجتماع طويل وبطيء ومليء بالصراع بين ستالين وروزفلت وتشرشل في يالطا، ولكن في ظل ظروف جديدة. إنها منصة لتنسيق المصالح والمساومة والتوصل إلى حلول وسط بين مهندسي العالم الجديد، لا أكثر ولا أقل. لذلك، تعاملوا بهدوء مع أي خبر عن هذه الرابطة، فالنتيجة لن تأتي قريبا، ولكن إذا ما استمر عالمنا في الوجود، فستكون النتيجة بالتأكيد على هذه المنصة.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحرب العالمية الثالثة الحرب العالمية الثانية الحرب الوطنية العظمى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بريكس تشرشل حلف الناتو ستالين وزارة الدفاع الروسية

إقرأ أيضاً:

موسكو: الامم المتحدة ليست مثالية

بغداد اليوم - متابعة  

إنتقد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في حديث للصحفيين اليوم الجمعة (21 شباط 2025)، الأمم المتحدة.

وقال، "انها ليست مثالية، ولكنها لا ترى وجود بديل لها".

وأضاف بيسكوف: "نحن ننطلق من الدور القيادي للأمم المتحدة. ونعتقد أنه على الرغم من كل أوجه القصور الواضحة في عمل هذه المنظمة على خلفية التحديات الحديثة، لكنه لا يوجد بديل لها". 

وقبل ايام، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا لإعادة تقييم مشاركة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بدعوى أن المنظمة "سيئة الإدارة ولا تقوم بعملها".

بعد ذلك، تقدم أعضاء جمهوريون من مجلس الشيوخ الأمريكي بمشروع قانون للانسحاب الكامل للولايات المتحدة من هيئة الأمم المتحدة.

وجاء في الوثيقة المنشورة على الموقع الإلكتروني لأحد المتقدمين بمشروع القانون السيناتور الجمهوري مايك لي: "يقوم الرئيس بإلغاء عضوية الولايات المتحدة بالكامل في الأمم المتحدة وفي أي أجهزة أو وكالات متخصصة أو لجان أو هيئات أخرى مرتبطة رسميا بالأمم المتحدة". ويهدف مشروع القانون إلى خفض تمويل الأمم المتحدة ووكالاتها ومنع إعادة الانضمام إلى المنظمة دون موافقة مجلس الشيوخ. إضافة إلى ذلك، سيتم فرض حظر على مشاركة الولايات المتحدة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الشاوش: غدا بدء اجتماعات أعضاء مجلسي النواب والدولة بالقاهرة
  • خبير اقتصادي: مصر أصبح لديها شبكة كبيرة من العلاقات التجارية أهمها الانضمام لـ«بريكس»
  • منظمة دولية : نحو 90% من منازل غزة مدمرة
  • حقوق الإنسان كيف لها أن تُسترد؟
  • «أغذية» توسع حضورها العالمي في 67 سوقاً
  • «ترامب» يتغنّى بكلمة «الرسوم الجمركية» ويهدد دول «بريكس»!
  • موسكو: الامم المتحدة ليست مثالية
  • ترامب: هددت دول “بريكس” بفرض رسوم جمركية بنسبة 150% إذا حاولت تدمير الدولار
  • لـسوء الإدارة.. أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي يؤيدون الانسحاب من الأمم المتحدة
  • وزير الري يلتقى مجموعة من أعضاء مجلس النواب لمناقشة طلبات المواطنين