RT Arabic:
2024-09-29@00:26:02 GMT

وقف توسع "بريكس".. ماذا يعني؟

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

وقف توسع 'بريكس'.. ماذا يعني؟

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن دول "بريكس"، بأغلبية ساحقة من الأصوات، قررت "أخذ استراحة" بشأن قضية إضافة أعضاء جدد إلى الرابطة.

لقد حذّرت منذ فترة طويلة من المبالغة في تضخيم الضجيج والآمال بشأن مجموعة "بريكس" باعتبارها مسمارا في نعش الولايات المتحدة. لقد دخلت المنظمة في الأزمة الثانية لنموها، وهناك الكثير من هذه الأزمات في المستقبل، وسيمضي وقت طويل قبل أن يمكننا تسمية "بريكس" منظمة مكتملة الأركان، إذا ما حدث ذلك في المطلق أساسا.

كانت الأزمة الأولى عندما تم رفض قبول الجزائر في الرابطة بسبب موقف الهند التي تخشى من التعزيز المفرط للصين، وكانت البرازيل أيضا ضد التوسع.

كذلك فلا توجد نتيجة حتى الآن ولا ثقة في ظهور نظام دفع بعملة تسوية موحدة لـ "بريكس"، برغم مرور سنوات عديدة من الحديث عن إنشاء عملة موحدة للرابطة.

إقرأ المزيد هكذا سينهار الاقتصاد العالمي

كما رفضت الأرجنتين الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ما خفض من حماسة حفاري قبور النظام العالمي القديم.

إن "بريكس" في الوقت الراهن ليست منظمة، وإنما هي ناد من الدول التي لا تتطابق مصالحها أو تتناقض في كثير من الأحيان إلى حد استبعاد التحالف بينها، وهو ما يجعل من الواضح أن هذه المنظمة ليست متبلورة بعد، وغير قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة.

بشكل عام، يتّحد المشاركون في مجموعة "بريكس" في شيء واحد فقط، وهو فهم أن العالم القديم يغادر جنبا إلى جنب مع الهيمنة الأمريكية ومن الضروري إيجاد لغة مشتركة بطريقة أو بأخرى لتطوير قواعد جديدة وتجنب الفوضى العالمية. ويتحدون كذلك في الرغبة بالقيام بذلك بشكل مستقل، دون إملاءات أمريكية، ما يعني أن "بريكس" ليست أكثر من مجرد منصة للمناقشة الحرة، ولكن مع إمكانية التحول إلى شيء أكثر من ذلك.

وفي العام أو العامين الماضيين، كانت كل المسارات والفرص مفتوحة أمام مجموعة "بريكس"، كطفل حديث الولادة. بمعنى أنه من الممكن لـ "بريكس" نظريا أن تصبح أي شيء ما رفع من سقف آمال جريئة لا أساس لها عادة.

إن محاولة الصين إخضاع المنظمة والرفض من جانب بعض الأعضاء الآخرين أدت إلى تضييق عدد الخيارات، ولكنها أدت إلى ظهور عملية تطوير حل وسط فعال، وهو ما يعني زيادة في وظائف المنظمة وقدرتها على البقاء. وبهذا المعنى فإن الأزمات التنظيمية هي عملية طبيعية وضرورية وإيجابية.

والآن حان وقت الأزمة الثانية، حيث أثار قبول أعضاء جدد ذوي مصالح مختلفة ومتضاربة في بعض الأحيان قضية إمكانية إصابة "بريكس" بالشلل، بما في ذلك من جانب واشنطن، من خلال حلفائها أو الدول المعتمدة على الولايات المتحدة، ممن أصبحوا أعضاء في المنظمة.

ربما يكون الرد على هذا التحدي هو فرض شرط على أعضاء المنظمة بعدم اتخاذ أو المشاركة في أي خطوات أو تدابير موجهة ضد أعضاء "بريكس"، وهو مطلب قاس وقاطع يمكن أن يغيّر طبيعة المنظمة، أو يقسمها أو حتى يشلّها، ما يجعلني أشك في قبول هذا المبدأ في هذه المرحلة.

في الوقت نفسه، فإن قضية فك الارتباط في المعسكرات في إطار اندلاع الحرب العالمية الثالثة هو أمر لا مفر منه في المستقبل، ويعتمد المسار الإضافي لتطور هذه المنظمة على الاستجابة التي تقدمها "بريكس" لهذا التحدي. وأخشى أنه لا يمكن استبعاد الانقسام والشلل، على الأقل في مرحلة معينة من تطور المنظمة.

إقرأ المزيد قانون الطبيعة: باختيار النصر التكتيكي نعجّل بالهزيمة الاستراتيجية

في الوقت نفسه، فإن عدم التجانس والضعف، مهما بدا ذلك متناقضا، ليس عيبا الآن، لأنه بفضل هذا "العيب" تحديدا، لا يمكن لأي أزمة أن تدفن "بريكس". ولكن فقط من زاوية رؤيتي لـ "بريكس" كمنصة للبحث عن صيغة جديدة للنظام العالمي، أما من زاوية أن الرابطة هي كتلة مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية فإن المجموعة قد ماتت حتى قبل ولادتها، واعذروني لإزعاج الحالمين.

في الواقع، ولنكن صرحاء، أن مجموعة "بريكس" هي محاولة من جانب الصين وروسيا لمنع الدول الأكثر أهمية خارج الغرب من الانتقال إلى المعسكر المعادي. والثمن المعروض على الأعضاء الآخرين هو على الأقل المشاركة في وضع قواعد جديدة، وإمكانية عضوية الدول الأكثر أهمية في التشكيل الجديد لمجلس الأمن.

باختصار، لا ينبغي لنا أن نغرق في تفاؤل لا أساس له من الصحة، لكن من السابق لأوانه أيضا دفن مجموعة "بريكس" أو الحديث عن عدم فعاليتها. ولا يسعدني إلا أن أكرر: "بريكس" ليست أداة لمحاربة الغرب، بل هي مؤشر يعكس التقدم المحرز في تشكيل نظام عالمي جديد. ولنكن مطمئنين أنه عندما/إذا ما تم أنشئ نظام عالمي جديد، فإن "بريكس" ستكون بمثابة الأساس لإنشاء الأمم المتحدة الجديدة، بمعنى أن التسلسل الهرمي الذي تم تطويره داخل "بريكس" سينتقل إلى المنظمة الأممية الجديدة، وسيصبح أساسا لمجلس الأمن الجديد. لكن هذا لن يحدث حتى ظهور نظام عالمي جديد، وقبل ذلك فإن الحياة الداخلية لرابطة "بريكس" ستعكس كل الصعوبات في تطوير هذا التسلسل الهرمي الجديد.

"بريكس" هو اجتماع طويل وبطيء ومليء بالصراع بين ستالين وروزفلت وتشرشل في يالطا، ولكن في ظل ظروف جديدة. إنها منصة لتنسيق المصالح والمساومة والتوصل إلى حلول وسط بين مهندسي العالم الجديد، لا أكثر ولا أقل. لذلك، تعاملوا بهدوء مع أي خبر عن هذه الرابطة، فالنتيجة لن تأتي قريبا، ولكن إذا ما استمر عالمنا في الوجود، فستكون النتيجة بالتأكيد على هذه المنصة.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحرب العالمية الثالثة الحرب العالمية الثانية الحرب الوطنية العظمى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بريكس تشرشل حلف الناتو ستالين وزارة الدفاع الروسية

إقرأ أيضاً:

«الصير مارين» توسع أسطولها مع تسلم ناقلتي «بيتيلجوس» و«بيلاتريكس»

 

أبوظبي (الاتحاد)

تسلمت شركة الصير مارين للمعدات والتوريدات البحرية، التابعة للشركة العالمية القابضة، ناقلتي «بيتيلجوس» و«بيلاتريكس»، وهما أول ناقلتين تسلمتهما الشركة، ضمن مجموعة تتكون من ست ناقلات متوسطة الحمولة، تم بناؤها بوساطة شركة «كي لبناء السفن» الكورية.
تأتي هذه الإضافة الجديدة لأسطول الشركة، لتلبية الطلب المتزايد على نقل المنتجات البترولية النظيفة والمواد الكيميائية. وتم التعاقد على بناء هذه السفن في نوفمبر 2022، عندما طلبت الصير مارين أربع ناقلات من طراز «آي أم أو»II/III «، تلاها طلب ناقلتين إضافيتين في فبراير 2023. 
ويعزز هذا التوسع الكبير في أسطول الصير مارين، موقعها باعتبارها شريكاً رئيساً ومستثمراً رائداً في القطاع البحري بدولة الإمارات، حيث خصصت الشركة استثمارات كبرى تزيد قيمتها على 1.45 مليار درهم، في كل من موانئ أبوظبي وأدنوك للخدمات اللوجستية.
وتؤدي هذه الجهود دوراً مهماً في ترسيخ مكانة الصناعة البحرية ورؤية الإمارات، لتكون ركيزة رئيسة في«مشاريع الخمسين».
وقال جاي نيفينز، الرئيس التنفيذي لشركة الصير مارين: انطلقت استثمارات الصير مارين، في ناقلات المنتجات الكيميائية والنفطية من رؤيتنا الاستراتيجية لتنويع أسطولنا، والاستفادة من انتعاش التجارة العالمية، والطلب المتزايد على المنتجات البترولية المكررة والمواد الكيميائية».
وأوضح أن هذا السوق تميز خلال السنوات الأخيرة بارتفاع نشاطه، وفرض عدد من التشريعات البيئية الجديدة الصارمة، إضافة إلى ظهور العديد من التحديات التي تواجه سلاسل الإمداد.
وأضاف أن هذا ما دفع الشركة لانتهاز الفرص وتكريس مكانتها في هذا القطاع المتنامي، مستفيدة من خبراتها في تلبية احتياجات عملائها، وتحقيق النمو وزيادة الربحية على المدى البعيد. من جانبه، قال نيتين ماثور، رئيس الشحن التجاري في الصير مارين، إن هذه الاستثمارات تتماشى مع التوجه العام للشركة في تنويع محفظتها في قطاع الشحن التجاري، ما يضمن لها المرونة والقدرة على التكيف بديناميكية عالية، تلبي احتياجات الأسواق المتغيرة بشكل متسارع.
وأوضح أنه تم تأجير الناقلتين لشركة «ريلاينس للصناعات» (الشرق الأوسط) في مركز دبي للسلع المتعددة، وسيتم تشغيلهما لنقل الشحنات حول العالم. ويبلغ إجمالي قيمة أصول الصير مارين نحو 7.5 مليار درهم، وفق بياناتها المالية في النصف الأول من هذا العام، كما سجلت نمواً إجمالياً في الإيرادات وصلت إلى 580 مليون درهم. 
وتعزز هذه الخطوة الاستراتيجية مكانة دولة الإمارات، باعتبارها أحد الرواد في خدمات سلاسل إمداد الوقود البديل.

 

مقالات مشابهة

  • Dynatrace توسع عملياتها فى مصر وتستهدف الحكومة والقطاع الخاص
  • عضو مجلس بلدية صيدا: اللبنانيون متحدون في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية
  • المشاط: تحفيز الشراكات مع الدول النامية من خلال بنك التنمية الجديد التابع لـ«بريكس»
  • باحث سياسي: أمريكا حذرت لبنان من توسع الحرب منذ 10 أشهر
  • النرويج: نخشى توسع رقعة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى حرب إقليمية شاملة
  • «القاهرة الإخبارية»: توسع كبير لجيش الاحتلال في استهداف المدنيين
  • "دومين للعقارات" توسع عملياتها بافتتاح مكتب جديد
  • بوتين يشيد بالتعاون مع أوبك+ ومجموعة بريكس
  • «الصير مارين» توسع أسطولها مع تسلم ناقلتي «بيتيلجوس» و«بيلاتريكس»
  • وزير الكهرباء: الشراكة وتبادل الخبرات بين دول "بريكس" ضمن أولويات عمل القطاع بمصر