أصدر مكتب النائب الإسرائيلي العام، الثلاثاء، تعليماته للجيش بتجنيد 3000 من طلاب المدارس الدينية على الفور ابتداء من الأول من يوليو المقبل، وذلك أعقاب قرار المحكمة العليا يلزم الحكومة بتجنيد هؤلاء الرجال لصالح الخدمة العسكرية، وفقا لما ذكرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وفي رسالة موجهة إلى وزارات الدفاع والمالية والتعليم، أمر مكتب النائب العام الحكومة أيضا بالامتناع عن تحويل الأموال المخصصة مسبقا لطلاب المدارس الدينية الذين كانوا يدرسون بدلا من أداء الخدمة العسكرية، وفقا لقرار المحكمة، الذي يشير أيضا إلى أن الوزارات "لم تعد قادرة على تقديم هذا الدعم بأي شكل من الأشكال".

وجاءت التعليمات بعد ساعات من قرار المحكمة الإسرائيلية العليا، الثلاثاء، الذي حدد لأول مرة أن الرجال اليهود المتشددين ملزمون بأداء الخدمة العسكرية؛ لأن الترتيبات التشريعية والإدارية السابقة التي تسمح بإعفاءاتهم الشاملة انتهت.

ويوجد حاليا حوالي 63 ألف طالب من طلاب المدارس الدينية الحريدية، ملزمون بموجب الحكم، بأداء الخدمة العسكرية، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أخبر المحكمة أنه يمكنه بشكل واقعي تجنيد 3 آلاف فقط في عام التجنيد 2024، الذي بدأ في يونيو.

غالانت من واشنطن: الوقت ينفد.. ولن ننسى موقف الولايات المتحدة معنا حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء من مخاطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مشددا على أن أي حرب أخرى بين الجانبين قد تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية. 

وشدد المدعي العام، جيل ليمون، في رسالة إلى مستشاره القانوني على ضرورة أداء 3000 من ذكور يهود الحريديم الخدمة العسكرية.

ونوه إلى أنه يجب زيادة عدد المجندين فوق رقم 3000، وذلك "في ضوء الاحتياجات الحالية للجيش ومن أجل التقدم والمساواة في أعباء الخدمة العسكرية".

وفي سياق متصل، قالت حركة "حكومة الجودة في إسرائيل"، وهي إحدى المنظمات الرئيسية التي قدمت الالتماسات في هذه القضية، إن تعليمات مكتب المدعي العام كانت "خطوة أولى مهمة"، لكن نطاق تجنيد الحريديم يجب أن "يتوسع بشكل كبير" ليشمل جميع الـ 63 ألفا من طلاب المعاهد الدينية

وفي وقت لاحق الثلاثاء، أصدر عضو الكنيست من حزب الليكود، يولي إدلشتين، الذي يرأس لجنة الكنيست التي تتداول حاليا مشروع قانون تجنيد اليهود المتشددين، بيانا قال فيه إن التشريع لن يتقدم إلا "بتوافق واسع النطاق"، مردفا: "أو لن يتم إقرار القانون على الإطلاق".

ووفقا لناشط أرثوذكسي متشدد يشارك في الترويج للتجنيد، فإنه يتم إعفاء ما لا يقل عن 10 آلاف من رجال المجتمع الحريدي سنويا من الخدمة العسكرية "بذرائع كاذبة"، طبقا للصحيفة.

"ذا ناشيونال": حماس ستغادر قطر.. إلى العراق وافقت الحكومة العراقية على استضافة قادة حركة حماس في أراضيها، بعدما خطط قادة الحركة مغادرة قطر، جراء تزايد الضغوط التي تمارسها الدوحة وواشنطن عليهم لتقديم تنازلات في المحادثات التي تهدف لوقف إطلاق النار في غزة، وفق ما أوردت صحيفة "ذا ناشيونال"، الاثنين.

وقال إلياهو غلاتزينبرغ، وهو المؤسس الشريك لمنظمة "أشفات توراه" غير الربحية، "يجب أن يبدأ الأمر بأولئك المعفيين الذين يقولون فقط أنهم يحضرون المدرسة الدينية، ولكنهم في الواقع لا يحضرون".

وتعتمد حكومة، بنيامين نتانياهو، على حزبين متدينين يعتبران إعفاء المتزمتين ديني من التجنيد الإجباري عاملا أساسيا للحفاظ على قاعدتيهما الانتخابية في المعاهد اليهودية الدينية بعيدا عن الجيش باعتباره بوتقة صهر قد تختبر التزامهم الديني الشديد.

وقال زعماء الحزبين إنهم يشعرون بخيبة أمل من الحكم، لكن لم يصدروا أي تهديد بعد للحكومة، حسب وكالة رويترز.

غير أن احتمال أن يبدأ الجيش، مدعوما من وزير الدفاع، يوآف غالانت، في تجنيد طلاب المعاهد الدينية قد يؤدي إلى توسيع الانقسامات بالائتلاف الحكومي الذي يزداد هشاشة.

وأدى إعفاء الحريديم من التجنيد خلال الأشهر القليلة الماضية إلى احتجاجات من الإسرائيليين الغاضبين من تحملهم مغبة الحرب في غزة. 

وللإعفاء من التجنيد تأثير اقتصادي أوسع. فاليهود الحريديم يشكلون 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 19 بالمئة بحلول عام 2035 بسبب ارتفاع معدلات مواليدهم.

كما يبقي الإعفاء من التجنيد بعض أفراد المجتمع داخل المعاهد الدينية ويبعدهم عن سوق القوة العاملة، وهذا يعرقل النمو الاقتصادي ويفاقم الأعباء على دافعي الضرائب من الطبقة المتوسطة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الخدمة العسکریة من التجنید

إقرأ أيضاً:

هل تكون أزمة تجنيد الحريديم مسار في نعش حكم نتنياهو؟.. خبراء يجيبون

 

أزمة الحريديم.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد أن أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل، الثلاثاء الماضي، قرارًا يلزم الحكومة بتجنيد طلاب المعاهد اليهودية المتشددين دينيًا (الحريديم) في الجيش. 


الإقرار الذي أدي صدمة كبيرة داخل ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد يؤدي إلى تداعيات سياسية مهمة، بما في ذلك احتمال انهيار الحكومة.

 

حيث يري الخبراء والمحللين السياسيين أن هذا القرار من الممكن أن يكون سلاح ذو حدين للحكومة نتنياهو.

أصل الخلاف


يعود إعفاء اليهود المتدينين الذين يشار إليهم باسم (الحريديم) إلى الأيام الأولى لدولة إسرائيل في 1948 حينما أعفى  ديفيد بن غوريون، الذي كان أول رئيس للوزراء، نحو 400 طالب من الخدمة العسكرية ليتسنى لهم تكريس أنفسهم للدراسة الدينية.

ديفيد بن غوريون

وحسب وكالة رويترز للأنباء، فقد كان بن غوريون يأمل من خلال ذلك في إبقاء المعرفة والتقاليد اليهودية حية بعد أن كادت تُمحى خلال ما عرف بـ "المحرقة النازية" (الهولوكوست).


ومنذ ذلك الحين، أصبحت الإعفاءات مصدر إزعاج متزايد مع توسع الطائفة سريعة النمو لتشكل أكثر من 13% من سكان إسرائيل، ويتوقع أن ترتفع إلى نحو ثلث السكان في غضون 40 عاما بسبب ارتفاع معدل النمو السكاني بينهم.

وترتكز معارضة الحريديم للانضمام إلى الجيش على إحساسهم القوي بالهوية الدينية، وهو شعور تخشى كثير من الأسر أن يضعف بفعل الخدمة في الجيش.

ويؤدي بعض رجال الحريديم الخدمة العسكرية، لكن أكثرهم لا يؤدونها، وهو شيء يشعر الكثير من العلمانيين الإسرائيليين بأنه يفاقم الانقسامات الاجتماعية.

ولا يعمل كثير من عناصر الحريديم لكسب المال، لكنهم يعيشون على التبرعات والمزايا الحكومية وعلى أجور زوجاتهم اللائي يعمل كثير منهن غالبا بأجور زهيدة.


ويعيش الحريديم في الغالب في أحياء يغلب عليها السكان المتدينون ويكرسون حياتهم لدراسة الدين.

قرار المحكمة العليا 


أوضحت المحكمة في حكمها أنه "في ظل غياب قانون يميز بين طلاب المعاهد الدينية اليهودية وغيرهم من الشباب الإسرائيلي، فإن نظام الخدمة العسكرية الإلزامية في إسرائيل ينطبق على اليهود الأرثوذكس مثلهم مثل أي مواطن آخر".

وهذا يعني أن اليهود الأرثوذكس لن يكونوا مستثنين من الخدمة العسكرية، كما كان الوضع بموجب الترتيبات القديمة.


مغادرة إسرائيل 


صرح الحاخام الشرقي الأكبر لإسرائيل، يتسحاق يوسف، هدّد، بمغادرة اليهود المتدينين البلاد إذا أجبروا على أداء الخدمة العسكرية، قائلا إن تفرّغ طلاب المعاهد الدينية لدراسة التوراة "يمنح الحماية للجيش.

يتسحاق يوسف

 

تفكيك الحكومة

 

و قال الدكتور خالد سعيد المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إن أزمة تجنيد الحريديمليس جديدة ولكن تظهر من مدة إلى أخرى ولكن تلك المرة قام نتنياهو بتفجيرها أثناء حرب غزة، وهذا الأزمة سوف يؤثر بشكل كبير على الكيان الإسرائيلي.

الدكتور خالد سعيد 

وأضاف "سعيد" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الأزمة هذه المرة هي أزمة هوية داخل تل أبيب مشيرًا إلى أن الأزمة سوف تستمر خصوصًا بعد قرار المحكمة العليا، بالإضافة إلى يقيم حكومة نتنياهو بتقليص الميزانية  للحريديم.

أشار المتخصص في الشأن الإسرائيلي، إلى أن هناك حزبين إسرائيليين داخل الحكومة الإسرائيلية وهم: "حزبي " شاس " "وديغل هتوراه"، يدرسان الخروج من حكومة نتنياهو، وهذا يعني أن تفكيك ائتلاف حكومة نتنياهو.

الصراع بين المحكمة العليا الإسرائيلية والكنيست

وعلى جانب آخر أوضح الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن قضية الحريديم سوف تؤدي إلى  إسقاط الجبهة الداخلية لدولة الاحتلال الإسرائيلي مشيرًا إلى أن نتنياهو يحاول  استغلال وجود بن غفير وسموتريتش في الحكومة لتمرير القوانين.

أضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن حزب شاس يقوم بالضغط على نتنياهو من أجل تحقيق أهدافه ولكن في حالة تنفيذ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية يعني انسحاب الحزب من الحكومة وذلك يعني الدعوة إلى انتخابات مبكرة وهذا ما يرفضه نتنياهو.

الدكتور أيمن الرقب 

لفت إلى أن تلك القضية أيضا سوف تؤدي إلى عودة الصراع من جديد بين المحكمة العليا الإسرائيلية والكنيست الإسرائيلي.

بقاء نتنياهو 


ومن جانب آخر، قالت الدكتورة رانيا فوزي، المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إن نتنياهو من الممكن أن يستفاد من تلك القضية من أجل كسب مدة أكثر للإبقاء.

و أضافت فوزي، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن نتنياهو سوف يقوم بالتواصل مع الأحزاب من أجل إنهاء تلك القضية مقابل البقاء في السلطة أكثر وتمرير بعض القوانين الأخرى.

الدكتورة رانيا فوزي 


واختتمت المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، أن نتنياهو سوف يقوم بسن تشريع جديد من أجل حل أزمة تجنيد الحريديم، من أجل الحفاظ على ائتلافه.

مقالات مشابهة

  • نيوزويك: ضم الحريديم للجيش يشعل حربا داخلية في إسرائيل
  • قرار فوري بتجنيد 3 آلاف من يهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي
  • الحريديم يتظاهرون ضد التجنيد الإلزامي في الجيش الإسرائيلي
  • إعلام إسرائيلي: تجنيد الحريديم خلق وضعا صعبا وإسرائيل تخشى اعتقال نتنياهو في أوروبا
  • حركة فتح تكشف دلالة اللجوء لقرار تجنيد "الحريديم" في الجيش الإسرائيلي
  • قيادي بـ«فتح»: حكومة نتنياهو تتخبط بسبب ملف تجنيد الحريديم
  • هل تكون أزمة تجنيد الحريديم مسار في نعش حكم نتنياهو؟.. خبراء يجيبون
  • قانون تجنيد “اليهود المتدينين”.. هل يعمّق الأزمة الداخلية للاحتلال؟
  • الحرب في غزة تنهي إعفاء الحريديم من التجنيد
  • كتاب إسرائيليون يقيّمون قرار المحكمة العليا بشأن تجنيد الحريديم