معلومات استخبارية خطيرة يكشفها ضابط أميركي مستقيل
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
سرايا - قال الضابط المستقيل من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية هاريسون مان إن الحرب التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة ما كانت لتستمر إلى اليوم لولا الدعم الأميركي غير المحدود، مؤكدا أن جنودا أميركيين يقاتلون الآن دفاعا عن "إسرائيل".
وكان مان يعمل مساعدا لمدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة الاستخبارات الدفاعية، وتقدم باستقالته في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بعدما تأكد من أن الحملة الإسرائيلية على غزة تستهدف التدمير والتخريب والتطهير العرقي للفلسطينيين بشكل كامل.
وأشار الضابط الأميركي المستقيل- في مقابلة مع قناة "الجزيرة"- إلى أن كثيرا من الضباط ورجال الاستخبارات لديهم الشعور نفسه الذي دفعه للاستقالة، لكنه أكد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "غير مهتمة بتعديل هذا الدعم غير المشروط واللانهائي لإسرائيل".
وقال مان: "لقد شعرت بأن كل يوم أذهب فيه إلى مكتبي هو مساهمة في قتل الفلسطينيين، مما دفعني للاستقالة"، مضيفا "كوني كنت مساعدا لمدير المركز الإقليمي للشرق الأوسط، فقد كنت مطلعا على المناقشات الأميركية بشأن مواصلة دعم إسرائيل عسكريا واستخباريا، وأدركت أن هذا الدعم لن يتغير".
وأوضح أنه كان يعمل في مكتب يمثل جزءا من دعم "إسرائيل" استخباريا، وأنه كان خائفا من تقديم الاستقالة من رد فعل زملائه في الجيش والاستخبارات، لكنه أكد أن رد الفعل كان مفاجئا وأنه وجد كثيرا من التعاطف والتفهم.
وشدد مان على أن كثيرين في مجتمع الاستخبارات والجيش يتصلون به للحصول على النصيحة؛ لأنهم "يشعرون بنفس شعوره تجاه الحرب، التي ما كانت لتستمر لولا مساعدة واشنطن العسكرية".
واشنطن متمسكة بمواصلة الحرب
وتابع: "لولا أميركا لنفدت ذخيرة إسرائيل وصواريخها، واستمرار الحرب حتى الآن سببه دعم واشنطن العسكري والاستخباري، خصوصا مسألة نشر القوات الأميركية في المنطقة، لا سيما في البحر الأحمر"، مضيفا "الآن، هناك جنود أميركيون يقاتلون دفاعا عن إسرائيل، وهذا هو ما أطال أمد الحرب".
ورغم أن استقالته "لم يكن لها تأثير على مستوى القيادة الوطنية الأميركية"، كما قال، فإن مان أكد أن "نقاشا يدور حاليا في الاستخبارات الدفاعية؛ لأن المسؤولين الكبار انتبهوا لهذا التصرف".
وأضاف الضابط المستقيل: "لقد حدث تغيير صغير في الثقافة المهنية للمكتب الذي كنت أعمل به.. هذا التغير ربما لن يوقف الحرب، لكنه يمثل تقدما على كل حال".
"تفكير أميركا خطأ"
وعن الإنكار الأميركي للوضع في غزة، قال مان "أعتقد أن هذا الإنكار سببه غياب الإرادة الحقيقية للضغط على إسرائيل، وأيضا عدم وجود إبداع في السياسة الخارجية الأميركية"، مضيفا أن "كثيرين من المسؤولين عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية كانوا يعملون في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب".
وعزا الضابط الأميركي المستقيل ما وصفها بـ"الكارثة الإنسانية في غزة وخطر اندلاع حرب أكبر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني" إلى شيوع فكرة أن القضية الفلسطينية لم تعد مهمة وأن بالإمكان تجاهلها.
وأضاف أن "هذا التفكير هو ما يحرك كل خطط التطبيع بالمنطقة، وهو الذي يجعل البعض في واشنطن مقتنعا بإمكانية التوصل لهدنة بين حزب الله وإسرائيل دون وقف الحرب في غزة".
وأكد مان أن "كل المعلومات الاستخبارية اللازمة لوقف الحرب متاحة، لكن التفكير الأميركي خطأ".
وعن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الحالية لواشنطن والحفاوة التي قوبل بها، شدد مان على أن غالانت ليس صاحب قرار في "إسرائيل" وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو المسؤول عن كل شيء في النهاية.
وختم بالقول "ما يحدث هو نوع من الضجة، لكنه لا يعكس الموقف الحقيقي من الحرب، والانتقادات التي يوجهها بعض المسؤولين الأميركيين لا تعني أن واشنطن غيرت موقفها الأساسي المتمثل في مواصلة دعم هذه الحرب".
وأضاف "نتنياهو سيلقي خطابا أمام الكونغرس الأميركي الشهر المقبل، فكيف لوزير دفاعه أن يتجاوزه بأي شكل من الأشكال".
وفي أيار/ مايو الماضي، نشر هاريسون مان استقالته على موقع "لينكد إن" وقال فيها إنه شعر بالأذى المعنوي الناجم عن الدعم الأميركي غير المشروط لـ"إسرائيل" في حربها على غزة والأضرار التي أصابت الفلسطينيين من قتل وتجويع بسبب ذلك الدعم.
وقال مان إنه شعر بالذنب والخجل من المشاركة في السياسة الأميركية التي أسهمت في قتل الفلسطينيين وإن ما يحدث في غزة هو تطهير تستخدم فيه "إسرائيل" الأسلحة الأميركية بشكل شبه مؤكد.
إقرأ أيضاً : حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية في القدس المحتلةإقرأ أيضاً : الحوثيون يعلنون استهداف “سفينة إسرائيلية” في بحر العربإقرأ أيضاً : وسم "شمال غزة يموت جوعا" يعتلي منصات التواصل .. وورق الشجر بات الوجبة الوحيدة للأطفال !
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة اليوم غزة الرئيس بايدن القوات الرئيس غزة الله الله الدفاع رئيس الوزراء الكونغرس غزة غزة ترامب المنطقة الكونغرس اليوم الله بايدن القدس الدفاع غزة الثاني رئيس الوزراء الرئيس القوات فی غزة
إقرأ أيضاً:
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
بعض القوى السياسية من جماعة (تقدم) وتحديدا من عناصر فيهم أكثر تحالفا مع مليشيا الدعم السريع تسعى لتشكيل حكومة، هناك مقولة تهكمية في رواية (مزرعة الحيوان) ننسج على منوالها هذه العبارة: (كل جماعة تقدم حلفاء للدعم السريع إلا أن بعضهم أكثر تحالفا من الآخرين)، المقولة الأصلية هي (كل الحيوانات متساوية إلا أن بعض الحيوانات أكثر مساواة من الآخرين)، هي مقولة من القواعد التي وضعتها (الخنازير) بعد ثورتها التي صورها الأديب الإنجليزي الساخر جورج أورويل.
من المهم أن تبدأ هذه الجماعة مراجعات كبيرة وجذرية، فمن يرغب منهم في تشكيل حكومة موازية لحكومة السودان الواقعية والمعترف بها ليس بريئا من حالة عامة من غياب الرشد الوطني والتمادي بالصراع لأقصى مدى هذا نوع من إدمان حالة المعارضة والاحتجاج دون وعي وفكر. وهؤلاء لا يمكن لجماعة تقدم نكران أنهم جزء منها بأي حال.
الخطأ مركب يبدأ من مرحلة ما قبل الحرب، لأن السبب الرئيس للحرب هو تلك الممارسة السياسية السابقة للحرب. ممارسة دفعت التناقضات نحو مداها الأقصى، وهددت أمن البلاد وضربت مؤسساتها الأمنية، لقد كان مخططا كبيرا لم ينتبه له أولئك الناشطون الغارقون في حالة عصابية مرضية حول الكيزان والإسلاميين، حالة موروثة من زمن شارع المين بجامعة الخرطوم وقد ظنوا أن السودان هو شارع المين.
ثمة تحالف وتطابق في الخطاب وتفاهم عميق منذ بداية الحرب بين الدعم السريع وجماعة تقدم، واليوم ومع بروز تناقضات داخل هذا التحالف بين من يدعو لتشكيل حكومة وبين من يرفض ذلك، فإننا أمام حالة خطيرة ونتيجة منطقية للسردية الخاطئة منذ بداية الحرب.
الحرب اليوم بتعريفها الشامل هي حرب الدولة ضد اللادولة، آيدلوجيا الدولة دفاعية استيعابية للجميع وتري فيها تنوع السودان كله، ولم تنقطع فيها حتى سبل الوصل مع من يظن بهم أنهم من حواضن للمليشيا، هذه حقيقة ملموسة. أما آيدلوجيا المليشيا هجومية عنيفة عنصرية غارقة في خطاب الكراهية، وتجد تبريراتها في خطاب قديم مستهلك يسمى خطاب (المظلومية والهامش).
من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة، وكيفما كانت تسميته للأمور: وقف الحرب، بناء السلام، النصر…الخ، أو غير ذلك المهم أنه يتخذ موقفا يدعم مؤسسة الدولة القائمة منحازا لها، من يتباعد عن هذا الموقف ويردد دعاية الدعم السريع وأسياده في الإقليم فإنه يدعم تفكيك السودان وحصاره.
نفهم جيدا كيف يمكن أن يستخدم مشروع المليشيا غير الوطني تناقضات الواقع، والأبعاد الاجتماعية والعرقية والإثنية، لكنه يسيء فهمها ويضعها في سياق مضلل هادفا لتفكيك الدولة وهناك إرث وأدبيات كثيره تساعده في ذلك، لكننا أيضا نفهم أن التناقض الرئيس ليس تناقضا حول العرق والإثنية بل حول ماهو وطني وما ليس وطني، بكل المعاني التي تثيرها هذه العبارات.
عليه ومهما عقدوا الأمور بحكومة وهمية للمليشيا مدعومة من الخارج، ومهما فعلوا سيظل السودان يقاتل من أجل سيادته وحريته ووطنيته والواقع يقول أن دارفور نفسها ليست ملكا للمليشيا، وأن الضعين نفسها هي جزء من السودان الذي يجب أن يتحرر ويستقل ويمتلك سيادته عزيزا حرا بلا وصاية.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب