RT Arabic:
2024-06-29@15:11:45 GMT

نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول

سُجلت الكثير من المآسي أثناء فترة غزو جيوش ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي والتي استمرت 1418 يوما، إلا أن التضحيات والبطولات التي بذلت في ذلك الوقت العصيب كانت أعظم.

إقرأ المزيد رصاصات قناصة في مواجهة "مفرمة اللحم"!

بدأت تلك الحرب الوحشية التي أراد من خلالها زعيم النازيين الألمان هتلر تفريغ الاتحاد السوفيتي من سكانه وتوطين الألمان بدلهم، في 22 يونيو عام 1941 وانتهت بنصر تاريخي في 9 مايو 1945 على أنقاض برلين.

في تلك الحرب المدمرة التي تسمى في المنطقة "الحرب الوطنية العظمى"، قتل 27 مليون مواطن سوفيتي، وكان نصيب الاتحاد السوفيتي من مجمل خسائر الحرب العالمية الثانية 40 بالمئة.

بالدم والدموع سطر السوفييت جيشا وأفرادا وجماعات وسكان مدن كاملة بطولات نادرة، مرغت هيبة النازيين في التراب وحمت اسطورة "جيش" المعرك الخاطفة الذي لا يقهر.

إحدى تلك البطولات العديدة تتميز بأنها غير عادية على الإطلاق، وتفاصيلها تفوق الخيال، ولم تصدقها الاستخبارات العسكرية السوفيتية ذاتها لفترة طويلة.

بطل هذه القصة المثيرة والتي تشبه رواية خيالية، طيار مقاتل كان انطلق منذ اللحظة الأولى للغزو النازي إلى الجبهة مقاتلا في الجو ولم يكتف بذلك. حيثما كان وفي أصعب الظروف بما في ذلك حين ينعدم مجال المناورة، كان مستعدا  للعمل ضد الأعداء بجسارة نادرة وإرادة صلبة.

قصة البطل المجهول:

ميخائيل ديفياتايف وهو من سكان مدينة قازان عاصمة تترستان، كان يبلغ من العمر 24 عاما حين بدأت جيوش النازيين وحلفاؤهم الجرارة والتي بلغ تعداها خمسة ملايين ونصف المليون جندي وضابط، غزو الاتحاد السوفيتي.

ديفياتايف في ذلك الوقت كان يحمل رتبة ملازم في القوات الجوية وكان طيارا مقاتلا. تصدى مع زملائه للنازيين في الجو، وتمكن على مدى ثلاثة أشهر من إسقاط 9 طائرات للقوات النازية ثم أسقطت طائرته وأصيب بجروح خطير أدخلته المستشفى.

بعد تعافيه في يناير 1942، كلف هذا الطيار السوفيتي بقيادة طائرة إسعاف. عمل في فوج الإسعاف الجوي رقم 1001، وأسهم في إجلاء الجرحى من الجبهات، وإيصال الأدوية وإمدادات الدم إلى الخطوط الأمامية.  

في عام 1944 تمكن ميخائيل ديفياتايف من العودة إلى صفوف الطيران المقاتل، وواصل قتاله على متن مقاتلة من طراز "إف – 30 إيروكوبرا"، وسرعان ما أسقط في 13 يوليو من نفس العام الطائرة المعادية رقم 10 في سجله.

في نفس اليوم أسقطت طائرته. تمكن من النزول بالمظلة وهبط في منطقة محتلة ووقع في أسر العدو. كان حينها قد نفذ 600 مهمة قتالية منها 180 على طائرات مقاتلة.

قام النازيون باستجوابه، ثم أرسل إلى معسكر للأسرى في لودز ببولندا. هناك حاول الفرار، لكنه لم ينجح، فأرسل إلى معسكر اعتقال " زاكسينهاوزن" الذي كان يعرف بأنه معسكر للموت.

لاحقا نقل مرة أخرى إلى معسكر كارلشاجين، وهو يقع قرب مركز اختبار بينيموند السري الخاصة بتجريب المقذوفات الصاروخية والصواريخ الباليستية من طراز "في -2".

بقيت فكرة الهروب مسيطرة على هذا الطيار، وبدأ المحاولة من جديد. في تلك المرة استعد جيدا واختار أسلوب فرار استثنائيا وفريدا وشديد الخطورة. درس المسألة بتمعن ثم اتفق مع أسرى آخرين بينهم ضابطان، وبقي يترقب الفرص.

طائرة قاذفة طراز هينكل 111

الفرصة سنحت في 8 فبراير 1945. كان ديفياتايف مع 9 أسرى قد كلف بتنظيف مدرج الطيران من الثلوج صحبة أحد الحراس النازيين. بإشارة من الطيار الأسير قامت المجموعة بتحييد الحارس.

انطلق ديفياتايف والأسرى التسعة إلى طائرة ألمانية قاذفة للقنابل من طراز "هينكل 111". تحت إمرته تمت تزويدها ببطارية بسرعة، واستقلت المجموعة الطائرة في غفلة من الحراس النازيين.

على الرغم من أن هذا النوع من الطائرات غريب تماما عليه، إلا أن ديفياتايف، حقق المستحيل. تمكن من تشغيل الطائرة القاذفة وانطلق بها مع أصحابه في الجو.

كانت الطائرة القاذفة مزودة بمنصة حديثة وسرية للغاية لإطلاق صواريخ "في-2". لم ينتبه الألمان لما يجري إلا بعد أن أصبحت الطائرة في الجو. أرسلوا مقاتلة وراءها، إلا أنها اختفت سريعا خلف الغيوم.

اندفع ديفياتاييف بالطائرة القاذفة الألمانية في اتجاه الجنوب الشرقي على مسافة 300 كيلو متر نحو وحدات الجيش السوفيتي المتقدمة. انطلقت المدافع المضادة من المواقع الألمانية ومن المواقع السوفيتية على حد سواء.

تمكن الطيار السوفيتي بصعوبة من الهبوط بالطائرة في حقل بالقرب من إحدى القرى البولندية. نقل الأشخاص العشرة إلى معسكر للتحقق من هوياتهم. في تلك الظروف المعقدة، لم تصدق الاستخبارات العسكرية السوفيتية رواية ديفياتاييف ورفاقه، واستمر الاستجواب لفترة طويلة. الضباط الثلاثة بقوا رهن التوقيف حتى نهاية الحرب، فيما أرسل سبعة من الأسرى السابقين إلى الجبهة، عاد حيا واحد منهم فقط.

هذه القصة المثيرة لم تعرف إلا بعد وقت طويل من انتهاء الحرب. ميخائيل ديفياتايف لم يتمكن فقط من الفرار تحت أنوف النازيين بإحدى قاذفاتهم فحسب بل ونقل إلى بلاده معلومات سرية عن برنامجهم الصاروخي.

الطيار السوفيتي البطل، أعيد له الاعتبار والتقدير في عام 1957، ومنح لقب بطل الاتحاد السوفيتي للطيار الجسور. عاش ميخائيل ديفياتايف عمرا مديدا، وتوفى بعد أن ناهز 85 عاما في 24 نوفمبر عام 2002.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الاتحاد السوفييتي تتارستان الاتحاد السوفیتی إلى معسکر فی الجو

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: نداهم بنية تحتية معادية في الشجاعية

قال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة 28 يونيو 2024 ، إن قواته داهمت "بنية تحتية معادية" ضمن عملية العسكرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة التي بدأها الخميس.

وأضاف الجيش الإسرائيلي: "بدأت قوات الفرقة 98 في الساعات الـ 24 الأخيرة عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة الشجاعية، فوق وتحت الأرض بشكل متزامن".

وادعى الجيش أنه "جاء ذلك بناءً على معلومات استخباراتية تشير إلى وجود مسلحين وبنية تحتية معادية في المنطقة".

وتابع: "بدأت قوات اللواء 7 بعملية مركزة في وضح النهار بمنطقة الشجاعية، وخلال ساعات الليلة بدأت قوات المظليين العمل وداهمت البنية التحتية المعادية في المنطقة".

ولم يحدد الجيش الإسرائيلي سقفا زمنيا لانتهاء العملية.

وعادة لا يشير الجيش في بياناته إلى الضحايا المدنيين في المناطق التي يتوغل فيها جنوده وينفذون عمليات قصف جوي.

وكان متحدث الدفاع المدني بغزة محمود بصل، قال  إن 7 مدنيين فلسطينيين قتلوا وأصيب عشرات جراء القصف الإسرائيلي المكثف على الشجاعية "في حصيلة أولية" حتى عصر الخميس.

وتعد العملية في الشجاعية، التي بدأها الجيش الإسرائيلي دون إنذار سكان الحي، الثالثة من نوعها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأفادت مصادر ميدانية للأناضول، أن عددا من القتلى والجرحى ما زالوا في الحي في حين لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم لانتشالهم بسبب خطورة الأوضاع هناك.

وقال الجيش في بيانه: "بالتزامن مع دخول القوات، هاجمت الطائرات التابعة لسلاح الجو عشرات البنى التحتية التابعة لمنظمة حماس "، على حد ادّعائه.

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك سبقت العملية عدة غارات جوّية مهمة في شمال قطاع غزة قضي خلالها على عشرات المسلحين".

كما أشار البيان إلى مهاجمة مبنى في منطقة دير البلح (وسط).

وقال: "خلال الليلة الماضية وبناءً على توجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك، هاجمت طائرات حربية مسلحا من منظمة حماس كان يتواجد في مبنى في منطقة دير البلح".

وبحسب شهود عيان، عاش الفلسطينيون في قطاع غزة ليلة صعبة جراء القصف الإسرائيلي المكثف الذي طال عدة مناطق، بما في ذلك حي الشجاعية ومنطقة المواصي غرب مدينة رفح جنوب القطاع.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • طائرة بريطانية تنسى مسافرة مقعدة على مدرج الإقلاع وتحلق
  • نسيتها وحلّقت.. طائرة تترك امرأة على كرسيها المتحرك على مدرج الإقلاع
  • نسيتها وحلّقت.. طائرة تترك مقعدة على كرسيها المتحرك على مدرج الإقلاع
  • الجيش الإسرائيلي: نداهم بنية تحتية معادية في الشجاعية
  • غوتيريش: روسيا العنصر الأساسي لعمل الأمم المتحدة
  • الولايات المتحدة.. منع أم ورضيعها من الرحلة على طائرة لخطأ في "جنس" المضيفة
  •  عطل فني يؤخّر إقلاع طائرة للملكية من بغداد
  • قائدة طائرة هولندية تنجو من موت محقق بعد انفتاح غطاء القمرة (فيديو)
  • "طائرة الزمالك" تتعاقد مع اللاعب الروسي ياكوفيلف
  • منتخب الطائرة في مجموعة صعبة بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024