RT Arabic:
2024-12-23@03:25:12 GMT

نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

نحو الحرية بأجنحة طائرة معادية.. قصة بطل مجهول

سُجلت الكثير من المآسي أثناء فترة غزو جيوش ألمانيا النازية للاتحاد السوفيتي والتي استمرت 1418 يوما، إلا أن التضحيات والبطولات التي بذلت في ذلك الوقت العصيب كانت أعظم.

إقرأ المزيد رصاصات قناصة في مواجهة "مفرمة اللحم"!

بدأت تلك الحرب الوحشية التي أراد من خلالها زعيم النازيين الألمان هتلر تفريغ الاتحاد السوفيتي من سكانه وتوطين الألمان بدلهم، في 22 يونيو عام 1941 وانتهت بنصر تاريخي في 9 مايو 1945 على أنقاض برلين.

في تلك الحرب المدمرة التي تسمى في المنطقة "الحرب الوطنية العظمى"، قتل 27 مليون مواطن سوفيتي، وكان نصيب الاتحاد السوفيتي من مجمل خسائر الحرب العالمية الثانية 40 بالمئة.

بالدم والدموع سطر السوفييت جيشا وأفرادا وجماعات وسكان مدن كاملة بطولات نادرة، مرغت هيبة النازيين في التراب وحمت اسطورة "جيش" المعرك الخاطفة الذي لا يقهر.

إحدى تلك البطولات العديدة تتميز بأنها غير عادية على الإطلاق، وتفاصيلها تفوق الخيال، ولم تصدقها الاستخبارات العسكرية السوفيتية ذاتها لفترة طويلة.

بطل هذه القصة المثيرة والتي تشبه رواية خيالية، طيار مقاتل كان انطلق منذ اللحظة الأولى للغزو النازي إلى الجبهة مقاتلا في الجو ولم يكتف بذلك. حيثما كان وفي أصعب الظروف بما في ذلك حين ينعدم مجال المناورة، كان مستعدا  للعمل ضد الأعداء بجسارة نادرة وإرادة صلبة.

قصة البطل المجهول:

ميخائيل ديفياتايف وهو من سكان مدينة قازان عاصمة تترستان، كان يبلغ من العمر 24 عاما حين بدأت جيوش النازيين وحلفاؤهم الجرارة والتي بلغ تعداها خمسة ملايين ونصف المليون جندي وضابط، غزو الاتحاد السوفيتي.

ديفياتايف في ذلك الوقت كان يحمل رتبة ملازم في القوات الجوية وكان طيارا مقاتلا. تصدى مع زملائه للنازيين في الجو، وتمكن على مدى ثلاثة أشهر من إسقاط 9 طائرات للقوات النازية ثم أسقطت طائرته وأصيب بجروح خطير أدخلته المستشفى.

بعد تعافيه في يناير 1942، كلف هذا الطيار السوفيتي بقيادة طائرة إسعاف. عمل في فوج الإسعاف الجوي رقم 1001، وأسهم في إجلاء الجرحى من الجبهات، وإيصال الأدوية وإمدادات الدم إلى الخطوط الأمامية.  

في عام 1944 تمكن ميخائيل ديفياتايف من العودة إلى صفوف الطيران المقاتل، وواصل قتاله على متن مقاتلة من طراز "إف – 30 إيروكوبرا"، وسرعان ما أسقط في 13 يوليو من نفس العام الطائرة المعادية رقم 10 في سجله.

في نفس اليوم أسقطت طائرته. تمكن من النزول بالمظلة وهبط في منطقة محتلة ووقع في أسر العدو. كان حينها قد نفذ 600 مهمة قتالية منها 180 على طائرات مقاتلة.

قام النازيون باستجوابه، ثم أرسل إلى معسكر للأسرى في لودز ببولندا. هناك حاول الفرار، لكنه لم ينجح، فأرسل إلى معسكر اعتقال " زاكسينهاوزن" الذي كان يعرف بأنه معسكر للموت.

لاحقا نقل مرة أخرى إلى معسكر كارلشاجين، وهو يقع قرب مركز اختبار بينيموند السري الخاصة بتجريب المقذوفات الصاروخية والصواريخ الباليستية من طراز "في -2".

بقيت فكرة الهروب مسيطرة على هذا الطيار، وبدأ المحاولة من جديد. في تلك المرة استعد جيدا واختار أسلوب فرار استثنائيا وفريدا وشديد الخطورة. درس المسألة بتمعن ثم اتفق مع أسرى آخرين بينهم ضابطان، وبقي يترقب الفرص.

طائرة قاذفة طراز هينكل 111

الفرصة سنحت في 8 فبراير 1945. كان ديفياتايف مع 9 أسرى قد كلف بتنظيف مدرج الطيران من الثلوج صحبة أحد الحراس النازيين. بإشارة من الطيار الأسير قامت المجموعة بتحييد الحارس.

انطلق ديفياتايف والأسرى التسعة إلى طائرة ألمانية قاذفة للقنابل من طراز "هينكل 111". تحت إمرته تمت تزويدها ببطارية بسرعة، واستقلت المجموعة الطائرة في غفلة من الحراس النازيين.

على الرغم من أن هذا النوع من الطائرات غريب تماما عليه، إلا أن ديفياتايف، حقق المستحيل. تمكن من تشغيل الطائرة القاذفة وانطلق بها مع أصحابه في الجو.

كانت الطائرة القاذفة مزودة بمنصة حديثة وسرية للغاية لإطلاق صواريخ "في-2". لم ينتبه الألمان لما يجري إلا بعد أن أصبحت الطائرة في الجو. أرسلوا مقاتلة وراءها، إلا أنها اختفت سريعا خلف الغيوم.

اندفع ديفياتاييف بالطائرة القاذفة الألمانية في اتجاه الجنوب الشرقي على مسافة 300 كيلو متر نحو وحدات الجيش السوفيتي المتقدمة. انطلقت المدافع المضادة من المواقع الألمانية ومن المواقع السوفيتية على حد سواء.

تمكن الطيار السوفيتي بصعوبة من الهبوط بالطائرة في حقل بالقرب من إحدى القرى البولندية. نقل الأشخاص العشرة إلى معسكر للتحقق من هوياتهم. في تلك الظروف المعقدة، لم تصدق الاستخبارات العسكرية السوفيتية رواية ديفياتاييف ورفاقه، واستمر الاستجواب لفترة طويلة. الضباط الثلاثة بقوا رهن التوقيف حتى نهاية الحرب، فيما أرسل سبعة من الأسرى السابقين إلى الجبهة، عاد حيا واحد منهم فقط.

هذه القصة المثيرة لم تعرف إلا بعد وقت طويل من انتهاء الحرب. ميخائيل ديفياتايف لم يتمكن فقط من الفرار تحت أنوف النازيين بإحدى قاذفاتهم فحسب بل ونقل إلى بلاده معلومات سرية عن برنامجهم الصاروخي.

الطيار السوفيتي البطل، أعيد له الاعتبار والتقدير في عام 1957، ومنح لقب بطل الاتحاد السوفيتي للطيار الجسور. عاش ميخائيل ديفياتايف عمرا مديدا، وتوفى بعد أن ناهز 85 عاما في 24 نوفمبر عام 2002.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الاتحاد السوفييتي تتارستان الاتحاد السوفیتی إلى معسکر فی الجو

إقرأ أيضاً:

طائرة صينية خارقة: من بكين لنيويورك في ساعتين!

شمسان بوست / متابعات:

تجري الصين حالياً اختبارات على طائرة أسرع من الصوت، تتفوق سرعتها على طائرة الكونكورد الأسطورية. ومن المتوقع أن تُحدث هذه الطائرة نقلة كبيرة في السفر الجوي، حيث يمكنها نقل الركاب بين بكين ونيويورك في أقل من ساعتين.

بعد أكثر من 20 عامًا من آخر رحلة للطائرة كونكورد، التي كانت تعتبر أسرع طائرة تجارية في تاريخ الطيران، قد تكون الصين على وشك تقديم خليفتها.

و تعمل شركة “سبيس ترانسبورتيشن” الصينية على تطوير طائرة أسرع من الصوت، حيث يتفوق محركها على سرعة طائرة “ابن كونكورد” التي تطورها وكالة ناسا.

في الاختبارات الأخيرة، وصلت سرعة محرك الطائرة إلى 4 ماخ، أي حوالي 4900 كيلومتر في الساعة، أي أربعة أضعاف سرعة الصوت، على ارتفاعات تتجاوز 20 كيلومترًا.

هذه السرعة تتفوق مرتين على أقصى سرعة لطائرة الكونكورد (2 ماخ)، وثلاث مرات على سرعة “ابن كونكورد” التابعة لوكالة ناسا (1508 كيلومترًا في الساعة).

وفقاً لشركة سبيس ترانسبورتيشن، يُعد المحرك الذي تستخدمه الطائرة ذا إمكانيات تجارية ضخمة في مجال الطيران عالي السرعة بالقرب من الفضاء.

ويعتبر اختبار المحرك الناجح بمثابة معلم رئيسي في تطوير الطائرة المدنية “يونكسينغ” التي تهدف الشركة إلى جعلها قادرة على نقل الركاب بين بكين ونيويورك في أقل من ساعتين. وتستهدف الشركة أول رحلة تجريبية للطائرة في عام 2027، مع أول رحلة تجارية عالية السرعة بحلول عام 2030.

في 17 ديسمبر، أجرت الشركة الصينية تجربة ناجحة لمحرك نفاث “رام جيت” المتطور، الذي يعتمد على تقنية “التنفس الهوائي” التي تضغط الهواء باستخدام الحركة الأمامية للمحرك.

وتعتبر هذه التقنية خيارًا منخفض التكلفة وعالي الطاقة لأنها لا تحتاج إلى حمل إمدادات أكسجين خاصة. كما أن المحركات تساهم في زيادة الكفاءة واستهلاك الوقود.

و من المقرر أن تكون طائرة “يونكسينغ” طائرة أنيقة ومستقبلية، مصممة باستخدام مواد مركبة خفيفة الوزن وعالية القوة لتحمل الضغوط الديناميكية أثناء الطيران بسرعة 4 ماخ.

ومن المزايا الأخرى للطائرة أنها ستتمكن من الإقلاع والهبوط عموديًا، مما يسمح لها بالتحليق من مساحات أصغر دون الحاجة إلى مدارج تقليدية في المطارات، وقد تستفيد من مرافق مطارات حضرية أصغر.

طائرة “يونكسينغ” الصينية تعتبر منافسًا جادًا للطائرة الأسرع من الصوت X-59 التي أعلنت عنها وكالة ناسا مؤخراً. وقد تم تطوير طائرة X-59 من قبل شركة لوكهيد مارتن، وهي قادرة على الطيران بسرعة 1508 كيلومترًا في الساعة.

كان إطلاق طائرة الكونكورد في عام 1976 يعد حدثًا تاريخيًا في مجال السفر الجوي، لكن الطائرة توقفت عن الخدمة في أكتوبر 2003 بعد حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية.

ومع ذلك، لم تتمكن أي طائرة تجارية أخرى من الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت منذ ذلك الحين. اليوم، قد تكون الصين على أبواب تحقيق إنجاز جديد في عالم الطيران مع طائرتها “يونكسينغ”.

مقالات مشابهة

  • سقوط طائرة في البرازيل يسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 15 آخرين
  • مقتل 9 أشخاص جراء تحطم طائرة في البرازيل
  • صور.. مقتل 10 أشخاص في حادث تحطم طائرة صغيرة بالبرازيل
  • مصرع 9 أشخاص جراء تحطم طائرة خاصة في البرازيل
  • بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء
  • الطائرة الماليزية المنكوبة.. لغز يبحث عن حل بعد 10 سنوات
  • طائرة صينية خارقة: من بكين لنيويورك في ساعتين!
  • إسقاط طائرة أمريكية إف 18 في البحر الأحمر
  • ذكرى سقوط الاتحاد السوفيتي.. نهاية الحرب الباردة وإعادة تشكيل النظام العالمي
  • ماليزيا توافق على استئناف البحث عن حطام طائرة MH370