الجديد برس:

حذرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية من أن اضطرابات سلسلة التوريد في الولايات المتحدة تتفاقم بسبب الهجمات المتزايدة لقوات صنعاء على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” والولايات المتحدة وبريطانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الهجمات أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن وتأخر الشحنات، مما يثير المخاوف من التضخم وتأثيره على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن الاضطرابات في مجال الشحن قد تؤدي إلى تفاقم التضخم، وهو مصدر قلق اقتصادي يؤثر على الانتخابات الرئاسية.

ونقل التقرير عن ستيفاني لوميس، رئيسة الشحن البحري إلى القارتين الأمريكيتين في شركة “رينوس لوجيستيكس”، قولها إن “الاضطرابات في سلسلة التوريد بسبب الوباء أبرزت كيف أن المشاكل في أي مكان يمكن أن تنتشر على نطاق واسع”.

وأضاف التقرير أن شركات النقل تقوم برفع الأسعار بسبب الاضطرابات، مما قد يؤدي إلى نقص المنتجات خلال موسم التسوق في العطلات. كما أن التأخير في الشحن يؤثر على إنتاج المصانع وسلاسل التوريد، مما يتسبب في تكدس السفن في الموانئ وخلق فوضى في تدفق البضائع.

ووفقاً للصحيفة، فقد ارتفعت تكلفة نقل حاوية شحن من الصين إلى أوروبا بشكل كبير منذ أكتوبر، وفقاً لبيانات شركة “زينيتا” لتحليل البضائع. كما تضاعفت أسعار شحن البضائع عبر المحيط الهادئ، مما يضيف ضغوطاً على المستوردين وشركات النقل.

وذكر التقرير أن المستوردين الأمريكيين يواجهون صعوبات في تأمين حاويات الشحن، حيث تقوم شركات النقل بإلغاء الحجوزات وفرض رسوم إضافية.

ونقل التقرير عن ديفيد رايش، مالك شركة “إم إس آر إف” في شيكاغو، قوله إن الوضع الحالي هو معركة للحصول على الحاويات، مما يثير الإحباط.

كما سلط التقرير الضوء على المخاوف من استمرار الاضطرابات في سلسلة التوريد، خاصة مع تصاعد الهجمات على السفن من قبل قوات صنعاء. وأشار إلى أن هذه الهجمات أدت إلى إغراق سفن وتزايد المخاوف من التأثير على طرق الشحن العالمية.

وأضاف رايش أنه بسبب المخاوف من التهديدات المتزايدة للنقل البحري، فهو يعمل على تسريع خططه لتأمين البضائع لموسم العطلات. كما ذكر أنه على الرغم من عقوده مع شركات النقل البحري لنقل الحاويات بأسعار أقل من 5000 دولار، إلا أن شركات النقل تفرض رسوماً إضافية في موسم الذروة، مما قد يرفع التكلفة إلى 2400 دولار لكل حاوية.

وأعرب رايش عن قلقه من أن شركات النقل غالباً ما تذكر عدم توفر مساحة على سفنها حتى مع هذه الأسعار المرتفعة. وأشار إلى أنه قد يضطر للجوء إلى السوق الفورية، حيث تتقلب الأسعار حالياً وتصل إلى 8000 دولار.

كما سلط التقرير الضوء على شركة “نيو بالانس” للأحذية الرياضية، والتي اضطرت في بعض الحالات إلى دفع أسعار السوق الفورية المرتفعة على الرغم من عقودها مع شركات النقل.

ونقل التقرير عن ديف ويلر، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، قوله إن الزيادة في الأسعار بلغت أكثر من 40% على أساس شهري، وهو ما يشبه سنوات الذروة خلال الوباء.

ووفقاً للتقرير، فقد ألغت شركات الشحن بعض الرحلات البحرية المجدولة، مما أدى إلى خفض طاقتها. وأضاف ويلر أن هناك عاصفة تختمر في عام 2024 فيما يتعلق بالموثوقية ومخاطر التسعير.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن السبب الأكثر إلحاحاً للزيادة الأخيرة في أسعار الشحن هو استهداف قوات صنعاء للسفن دعماً للفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات القوات الإسرائيلية. وأضافت أن هذا التهديد يتصاعد مع زيادة وتيرة الهجمات وتعزيز الضربات الصاروخية بمركبات بحرية غير مأهولة.

ووفقاً للتقرير، أدت هذه الهجمات إلى إغراق سفينتين، بما في ذلك سفينة مملوكة لشركة يونانية. كما ركزت شركات الشحن أساطيلها على الطرق الأكثر ربحية، مما أجبر البضائع المتجهة إلى وجهات أخرى على التوقف في موانئ الشحن الرئيسية.

وأضاف التقرير أن أكبر الموانئ، مثل سنغافورة وكولومبو، أصبحت مكتظة بالسفن القادمة، مما يتسبب في تأخير وصول السفن إلى الأرصفة.

وذكر التقرير أن بعض الزيادة في أسعار الشحن أمر لا مفر منه بسبب الاضطرابات والتكاليف الإضافية. ومع ذلك، أشار المستوردون إلى أن شركات النقل تعمل على زيادة الأسعار بما يتجاوز مجرد استرداد تكاليفها الإضافية.

ونقل التقرير عن ستيفاني لوميس، رئيسة الشحن البحري، قولها إن شركات النقل قد تعلمت درساً قيماً خلال الوباء، وأنها ستتلاعب بالسعة لرفع أسعار الشحن.

كما أشار التقرير إلى أن المستوردين يستجيبون لارتفاع أسعار الشحن وازدحام الموانئ من خلال الطلب المبكر، مما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في البضائع الواردة في الموانئ الرئيسية. وذكر التقرير مثال شركة “إف9 براندس” في ولاية تينيسي، والتي تعمل على زيادة طلباتها لمواجهة فترات التسليم الأطول.

واعتبر التقرير أن ما يثير القلق هو عدم معرفة مدة استمرار الاضطرابات الأخيرة وكيفية انتهائها. ونقل التقرير عن بيتر ساند، محلل في شركة زينيتا، قوله إن الوضع معقد للغاية ولا يلوح في الأفق أي حل واضح.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: سلسلة التورید أسعار الشحن المخاوف من التقریر أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما دلالات تصاعد الضربات العسكرية اليمنية على عمق العدوّ الصهيوني؟

يمانيون../
صاعدتِ العملياتُ العسكريةُ اليمنيةُ ضدَّ عُمقِ الأراضي الفلسطينية المحتلّة خلالَ الأيّامِ القليلةِ الماضية بشكل ملحوظ، ومنذُ فجر السبت، بلغت أربعَ عمليات بصاروخَينِ باليتسيَّينِ وطائرتين مسيَّرتَينِ؛ الأمر الذي يحمل العديدَ من الدلالات المهمَّةِ على مستوى مسار مواجهة العدوان الأمريكي وعلى مستوى مسار الضغط على العدوِّ الصهيوني؛ إسنادًا لغزة.

أولُ تلك الدلالات هو الفشلُ الذريعُ للعدوان الأمريكي في إضعاف قدرة القوات المسلحة اليمنية أَو حتى إشغالها من خلال الغارات المكثّـفة، وهي دلالة عامة تنطوي على تفاصيلَ بالغة الأهميّة، منها ثبوتُ التفوُّقِ الكبيرِ على حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) وإخراجها عن الخدمة، سواء من خلال الإضرار بها مباشرة، أَو من خلال كبح دورها الهجومي بشكل كامل، أَو من خلال استنزاف إمْكَاناتها، وتجاوز قدراتها وأنظمتها بشكل شبه كامل، حَيثُ كانت حاملةُ الطائرات تشكّلُ خطَّ دفاعٍ متقدمًا لكَيان العدوّ ضد الهجمات الصاروخية والجوية اليمنية، ولو من خلال تقديم إنذارات مبكِّرةٍ للعدو للاستعداد؛ الأمر الذي يبدو بوضوح أن (ترومان) لم تعد تقومُ به بالشكل المطلوب.

وليست هذه المرة الأولى التي يحدُثُ فيها ذلكَ؛ فقبل وقف إطلاق النار في غزة، في يناير الماضي، كان الإعلام العبري قد تحدث بوضوح أن الهجمات اليمنية المكثّـفة على عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، عكست حالة الاستنزاف الكبير التي كانت تعاني منها البحرية الأمريكية آنذاك، والتي انسحب تأثيرها على العدوّ الصهيوني من خلالِ إرهاقِ المنظومات الدفاعية “الإسرائيلية” المكلفة، واستنزافها بشكل مماثل.

وفي السياق نفسه؛ فَــإنَّ تصاعُدَ الهجمات اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلّة يكشف أَيْـضًا سقوط الخط الدفاعي الجديد الذي أنشأته إدارة ترامب من خلال نقل منظومات دفاعية جديدة منها منظومة (ثاد) إضافية، إلى بعض دول المنطقة لتعزيز شبكة الرصد والاعتراض ضد الهجمات اليمنية المساندة لغزة، حتى أن الإعلام العبري نفسه يقول: إن بعضَ الطائرات المسيَّرة اليمنية تحلِّقُ عبر مسارات يفترَضُ أن المنظومات الدفاعية الجديدة تغطِّيها، ويُفترَضُ أن يتم اعتراضُها قبلَ أن تصل.

وسواءٌ أكانت هذه مشكلةَ استنزاف أُخرى للصواريخ الاعتراضية لدى القوات الأمريكية (تصل تكلفة صاروخ (ثاد) الواحد إلى 15 مليون دولار) أَو مشكلةَ فشل تِقْني في رصد واكتشاف الطائرات والصواريخ المسيرة اليمنية المُستمرّة بالتطور، كما ظهر جليًّا في الهجمات الأخيرة التي باغتت العدوّ الصهيوني ومستوطنيه؛ فمن الواضح أن مسار عمليات الإسناد اليمنية المباشرة إلى عمق الأراضي الفلسطينية لا يزال مفتوحًا وأن كُـلّ الجهود لإغلاقه سقطت، وعاد العدوّ الصهيوني مرة أُخرى إلى مأزِقِ الجبهة العنيدة التي لا يستطيعُ أن يفعلَ شيئًا لإيقافِها أَو تخفيف أثرِها؛ فخيارُ الاعتماد على أكاذيب الاعتراض والتصدّي للهجمات ليس مضمونًا وسَرعانَ ما يظهَرُ عدمَ جدواه عندما يتم توثيق نجاح هجوم يمني في إصابة هدفه، كما أن تراكم الضغط الأمني والمعنوي للهجمات اليمنية سيتجاوز بلا شك تلك الأكاذيب ويخلق نقاشات جديدة حول الاستنزاف والإرهاق وفشل استراتيجيات “الردع” ضد اليمن كما حدث في الجولة السابقة.

ولا يختلفُ الوضعُ بالنسبة لخيار الاندفاع لتنفيذ عدوان مباشر على اليمن؛ فهذا الخيار قد تم تجريبه سابقًا وكانت نتائجه فاضحة، وتكراره الآن لن يكون سوى إعلان مدوٍّ لفشل العدوان الأمريكي الذي تقر وسائل الإعلام العبرية أن كيان العدوّ لا يستطيع أن يفعل ما هو أكثر منه، بل لا يستطيع حتى أن يقتربَ من وتيرته؛ نظرًا للتحديات اللوجستية والجغرافية والاستخباراتية.

ومن هنا يبرز تأثيرٌ آخرُ مهمٌّ للتصعيد اليمني ضد عمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وهو عودةُ اليمن إلى واجهة المشهد داخل الكيان العدوّ كتهديد “يومي” ملموس ومتصاعِد ولا يمكن تجاهُلُه، وهو أمرٌ واجه العدوُّ الصهيوني أزمة كبيرة في التعامل معه قبل وقف إطلاق في يناير الماضي؛ فبرغم التهديدات التي كان نتنياهو ومسؤولو حكومته يوجهونها لليمن وللقيادة اليمنية آنذاك، وبرغم الاعتداءات المباشرة على اليمن، كانت حالة اليأس والإحباط والذعر معلَنةً وواضحةً وعامَّةً ويتم الحديث عنها بشكل مُستمرّ على كُـلّ المستويات، بَدءًا من المستوى الأمني والدفاعي الذي كان يتحدث بوضوح عن استحالة ردع اليمن وعن سقوط مفهوم “الردع” نفسه، في مواجهة الجبهة اليمنية، مُرورًا بالمستوى الاقتصادي الذي كان يواجهُ تداعياتٍ متزايدةً جراء الضربات اليمنية، بما في ذلك امتناعُ شركات الطيران عن العودة إلى مطار “بن غوريون” وُصُـولًا إلى المستوى الجماهيري، حَيثُ كان قطعان المستوطنين يواجهون أزمة عامة في ما يتعلق بتعطيل روتين الحياة جراء الهجمات اليمنية.

وقد كشف مسؤولون أمنيون في كيان العدوّ لاحقًا أن الضغطَ الذي شكَّلَه الحضورُ الكبيرُ للجبهة اليمنية آنذاك، أسهَمَ بشكلٍ مباشرٍ في الدفع نحو قُبولِ اتّفاقِ وقف إطلاق النار.

ومما يوضح أهميّةَ هذا التأثير أن إدارةَ ترامب حرصت بشكل واضح في عدوانها على أن تحقّقَ هدفَ إبقاء كيان العدوّ ومستوطنيه بعيدين عن مشهد المواجهة مع اليمن قدرَ الإمْكَان، حَيثُ طلبت الإدارةُ الأمريكية من العدوّ أن يتركَ لها مسألة تنفيذ العمليات العسكرية ضد اليمن بشكل كامل، بل حرصت حتى على أن يتمَّ إبقاءُ “إسرائيل” بعيدةً عن العناوين والشعارات الإعلامية لحملة العدوان على اليمن، لكن تصاعد العمليات اليمنية خلال الأيّام الأخيرة ينسفُ هذه الاستراتيجية بشكل كامل، وهي نتيجةٌ طبيعيةٌ للفشل العملياتي الأمريكي الذي بات معلَنًا ومعترَفًا به؛ لأَنَّ عجزَ الجيش الأمريكي عن تحقيق هدف الإضرار بالقدرات اليمنية أَو التأثير على القرار اليمني، ينعكسُ بشكل مباشر وفوري على وضعِ الكيان الصهيوني في المواجهة.

ضرار الطيب| المسيرة

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: فشل حملة ترامب باليمن يضع أمريكا أمام امتحان صعب.. كيف يمكنها مواجهة الصين؟ (ترجمة خاصة)
  • “الإعلامي الحكومي”: الاحتلال يُفاقم تجويع الأطفال في غزة
  • كيف تنظر شركات الشحن الى نجاح “قوات صنعاء” في الوصول الى الحاملة ترومان 
  • عدد الشركات الهندية في “دبي للسلع المتعددة” ينمو بنسبة 7%
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • وزير الإعلام يستهل مبادرة “نبض الإعلام” باللقاء الأول مع صنَّاع البودكاست
  • ما دلالات تصاعد الضربات العسكرية اليمنية على عمق العدوّ الصهيوني؟
  • شاهد بالفيديو.. (انت البرهان ولا شنو؟).. صديق الفنان حسين الصادق يسخر منه ويثير ضحكات “الدكاترة” والحاضرين
  • نيويورك تايمز تكشف أسباب انفجار ميناء الشهيد رجائي في إيران
  • “نيويورك تايمز”: وقود صاروخي قد يكون وراء انفجار ميناء رجائي الإيراني