“نيويورك تايمز”: تصاعد هجمات الحوثيين يُفاقم أزمة سلسلة التوريد ويثير ذعر الشركات الأمريكية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
الجديد برس:
حذرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية من أن اضطرابات سلسلة التوريد في الولايات المتحدة تتفاقم بسبب الهجمات المتزايدة لقوات صنعاء على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” والولايات المتحدة وبريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الهجمات أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن وتأخر الشحنات، مما يثير المخاوف من التضخم وتأثيره على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن الاضطرابات في مجال الشحن قد تؤدي إلى تفاقم التضخم، وهو مصدر قلق اقتصادي يؤثر على الانتخابات الرئاسية.
ونقل التقرير عن ستيفاني لوميس، رئيسة الشحن البحري إلى القارتين الأمريكيتين في شركة “رينوس لوجيستيكس”، قولها إن “الاضطرابات في سلسلة التوريد بسبب الوباء أبرزت كيف أن المشاكل في أي مكان يمكن أن تنتشر على نطاق واسع”.
وأضاف التقرير أن شركات النقل تقوم برفع الأسعار بسبب الاضطرابات، مما قد يؤدي إلى نقص المنتجات خلال موسم التسوق في العطلات. كما أن التأخير في الشحن يؤثر على إنتاج المصانع وسلاسل التوريد، مما يتسبب في تكدس السفن في الموانئ وخلق فوضى في تدفق البضائع.
ووفقاً للصحيفة، فقد ارتفعت تكلفة نقل حاوية شحن من الصين إلى أوروبا بشكل كبير منذ أكتوبر، وفقاً لبيانات شركة “زينيتا” لتحليل البضائع. كما تضاعفت أسعار شحن البضائع عبر المحيط الهادئ، مما يضيف ضغوطاً على المستوردين وشركات النقل.
وذكر التقرير أن المستوردين الأمريكيين يواجهون صعوبات في تأمين حاويات الشحن، حيث تقوم شركات النقل بإلغاء الحجوزات وفرض رسوم إضافية.
ونقل التقرير عن ديفيد رايش، مالك شركة “إم إس آر إف” في شيكاغو، قوله إن الوضع الحالي هو معركة للحصول على الحاويات، مما يثير الإحباط.
كما سلط التقرير الضوء على المخاوف من استمرار الاضطرابات في سلسلة التوريد، خاصة مع تصاعد الهجمات على السفن من قبل قوات صنعاء. وأشار إلى أن هذه الهجمات أدت إلى إغراق سفن وتزايد المخاوف من التأثير على طرق الشحن العالمية.
وأضاف رايش أنه بسبب المخاوف من التهديدات المتزايدة للنقل البحري، فهو يعمل على تسريع خططه لتأمين البضائع لموسم العطلات. كما ذكر أنه على الرغم من عقوده مع شركات النقل البحري لنقل الحاويات بأسعار أقل من 5000 دولار، إلا أن شركات النقل تفرض رسوماً إضافية في موسم الذروة، مما قد يرفع التكلفة إلى 2400 دولار لكل حاوية.
وأعرب رايش عن قلقه من أن شركات النقل غالباً ما تذكر عدم توفر مساحة على سفنها حتى مع هذه الأسعار المرتفعة. وأشار إلى أنه قد يضطر للجوء إلى السوق الفورية، حيث تتقلب الأسعار حالياً وتصل إلى 8000 دولار.
كما سلط التقرير الضوء على شركة “نيو بالانس” للأحذية الرياضية، والتي اضطرت في بعض الحالات إلى دفع أسعار السوق الفورية المرتفعة على الرغم من عقودها مع شركات النقل.
ونقل التقرير عن ديف ويلر، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة، قوله إن الزيادة في الأسعار بلغت أكثر من 40% على أساس شهري، وهو ما يشبه سنوات الذروة خلال الوباء.
ووفقاً للتقرير، فقد ألغت شركات الشحن بعض الرحلات البحرية المجدولة، مما أدى إلى خفض طاقتها. وأضاف ويلر أن هناك عاصفة تختمر في عام 2024 فيما يتعلق بالموثوقية ومخاطر التسعير.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن السبب الأكثر إلحاحاً للزيادة الأخيرة في أسعار الشحن هو استهداف قوات صنعاء للسفن دعماً للفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات القوات الإسرائيلية. وأضافت أن هذا التهديد يتصاعد مع زيادة وتيرة الهجمات وتعزيز الضربات الصاروخية بمركبات بحرية غير مأهولة.
ووفقاً للتقرير، أدت هذه الهجمات إلى إغراق سفينتين، بما في ذلك سفينة مملوكة لشركة يونانية. كما ركزت شركات الشحن أساطيلها على الطرق الأكثر ربحية، مما أجبر البضائع المتجهة إلى وجهات أخرى على التوقف في موانئ الشحن الرئيسية.
وأضاف التقرير أن أكبر الموانئ، مثل سنغافورة وكولومبو، أصبحت مكتظة بالسفن القادمة، مما يتسبب في تأخير وصول السفن إلى الأرصفة.
وذكر التقرير أن بعض الزيادة في أسعار الشحن أمر لا مفر منه بسبب الاضطرابات والتكاليف الإضافية. ومع ذلك، أشار المستوردون إلى أن شركات النقل تعمل على زيادة الأسعار بما يتجاوز مجرد استرداد تكاليفها الإضافية.
ونقل التقرير عن ستيفاني لوميس، رئيسة الشحن البحري، قولها إن شركات النقل قد تعلمت درساً قيماً خلال الوباء، وأنها ستتلاعب بالسعة لرفع أسعار الشحن.
كما أشار التقرير إلى أن المستوردين يستجيبون لارتفاع أسعار الشحن وازدحام الموانئ من خلال الطلب المبكر، مما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في البضائع الواردة في الموانئ الرئيسية. وذكر التقرير مثال شركة “إف9 براندس” في ولاية تينيسي، والتي تعمل على زيادة طلباتها لمواجهة فترات التسليم الأطول.
واعتبر التقرير أن ما يثير القلق هو عدم معرفة مدة استمرار الاضطرابات الأخيرة وكيفية انتهائها. ونقل التقرير عن بيتر ساند، محلل في شركة زينيتا، قوله إن الوضع معقد للغاية ولا يلوح في الأفق أي حل واضح.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: سلسلة التورید أسعار الشحن المخاوف من التقریر أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
عمليات حزب الله.. تصاعد “نوعي وكمي” في السلاح والأهداف
يمانيون – متابعات
تعمل المقاومة الإسلامية في لبنان، على إفشال حملة الضغط الجوية اليهودية الشرسة على لبنان، لتمرير صفقة وقف إطلاق النار، وتعمل على إفراغها من أهدافها، برفع وتيرة القصف المقابل، وفق معادلات الإيلام وعمليات خيبر، في إطار الخطة المرسومة للمواجهة مع العدو الإسرائيلي.
ويوم أمس السبت نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان العديد من العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي في العمق، أو في الحافة الأمامية للحدود مع فلسطين المحتلة، ووصلت عدد البيانات العسكرية إلى 26 بيانًا، توزعت بين استهداف قواعد عسكرية ومستوطنات وتجمعات لجنود العدو في فلسطين المحتلة، وفي أطراف قرى حدودية لبنانية، وجاءت كما يلي:
القواعد العسكرية وعمليات خيبر:
دكَّ سرب من المسيرات الانقضاضية، وعشر صليات صاروخية بينها صواريخ نوعية في عمليات المقاومة يوم السبت عددًا من القواعد والمقرات القيادية الصهيونية، وصلت إلى 11 قاعدة ومركزًا قياديًا، وهي: مقر قيادة كتيبة المشاة التابعة للواء الشرقي 769 في ثكنة راميم مرتين ، وقاعدة “شراغا” (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة، موقع هضبة العجل شمال مستوطنة كفاريوفال.
وفي إطار عمليات خيبر، استهدفت المقاومة الإسلامية لحزب الله، سبع قواعد عسكرية للعدو، وصلت لعمق 40 كلم من الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث قصفت قاعدة “ستيلا ماريس” البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب حيفا، بالإضافة إلى مقر وحدة المهام البحريّة الخاصة “الشييطت 13” في قاعدة عتليت، جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، بسرب من المسيرات الانقضاضية، وأصابت أهدافها بدقة.
وأبرز تلك الهجمات هي التي قصفت خمس قواعد عسكرية في عملية متزامنة، عند الساعة 7:45 بتوقيت بيروت، بعضها تقصف للمرة الأولى، مجموعة من القواعد العسكريّة في مدينة حيفا المُحتلّة ومنطقة الكرمل، على الشكل الآتي:
قاعدة حيفا التقنيّة التابعة لسلاح الجو اليهودي، وتضم كليّة تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو)، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شرق حيفا المُحتلّة.
قاعدة حيفا البحريّة التابعة لسلاح البحريّة في جيش العدو، وتضم أسطولاً من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال حيفا المُحتلّة.
قاعدة ستيلا ماريس الاستراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب حيفا المُحتلّة.
قاعدة طيرة الكرمل التي تضم فوج وكتيبة نقل المنطقة الشماليّة، بالإضافة إلى قاعدة لوجستيّة بحريّة، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب حيفا المُحتلّة.
وللمرّة الأولى، قاعدة نيشر وفيها محطة غاز تتبع لجيش العدو، تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 40 كلم، جنوب شرق حيفا المُحتلّة.
تجمعات العدو:
كان نصيب تجمعات القوات الصهيونية كبيرًا في سلسلة العمليات ليوم السبت، بعدد ست عشرة عملية، أربع منها في الحافة الحدودية، واثنتا عشرةَ عملية على تجمعات جنود العدو شمال فلسطين المحتلة، ومنها: تجمع في المقرّ المُستحدث لقيادة “اللواء الغربي” في ثكنة “يعرا”، بالإضافة إلى تجمعات في ثكنة “دوفيف”، وتجمعات في مستوطنات “أفيفيم”، والمنارة، و”سعسع”، وكريات شمونة، و”مرغليوت” و”جلعادي”، وثكنة راميم، كلها قصفت بالصليات الصاروخية، بالإضافة إلى تجمّعٍ في موقع العبّاد، وتجمع قرب حاجزٍ عسكري في مستوطنة “أفيفيم” وتجمع في مستوطنة “يرؤون”، بثلاثة أسراب منفصلة من المُسيّرات الانقضاضيّة، وأصابت أهدافها بدقة.
وفي الشريط الحدودي قصفت المقاومة تجمّعًا شرقي بلدة مارون الراس، وكما قصفت ثلاث مرات، تجمعًا لقوات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، وعند الأطراف الشرقية لبلدة شمع دمرت المقاومة دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
المستوطنات الشمالية:
وفي إطار التحذير الذي وجّهته المُقاومة الإسلاميّة لعددٍ من مستوطنات الشمال قصفت بصليات صاروخية، مستوطنة “كتسرين”، ومستوطنة “كريات شمونة”.
حيفا هدف للمقاومة:
بنظرة سريعة في عمليات المقاومة يوم أمس السبت، وكذلك في الأيام السابقة، يمكن استنتاج أن حيفا أصبحت مثل كريات شمونة، وبالأمس توزعت العمليات، كما سبق بيانه، على كل جهات حيفا المحتلة، شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، صحيح أن المقاومة لا تزال تستهدف المقرات والقواعد العسكرية، إلا أن الآثار الناتجة عن ذلك تصيب الاقتصاد والأمن في المدينة بشكل عام، وبالأمس رئيس بلدية المدينة المحتلة، يقول إنها أصبحت مثل كريات شمونة، تتعرض لصواريخ حزب الله على مدار الساعة، واقتصادها يتدهور، والناس تهرب من المدينة، وقبل أيام نقلت وسائل إعلام عبرية أن عدد المستوطنين الذين فروا من المغتصبة ومحيطها وصل إلى 450 ألف مستوطن، وهذه الأرقام ربما تقدم تفسيرًا وليس تبريرًا، للدمار الذي تحاول طائرات التوحش اليهودية إحداثه في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يصل في بعض الأيام إلى عشر بنايات سكنية يتم تدميرها وتسويتها بالأرض.
ويدلل على مدى ما يمتلكه حزب الله من قدرات صاروخية وقدرة المناورة في استخدامها وتوجيهها.
المقاومة أجابت بشكل مختلف على التصعيد ضد لبنان وتعيد رمي الضغط إلى الداخل الإسرائيلي.
التوسيع العسكري في خدمة المفاوض
قبل عمليات السبت تقدمت الولايات المتحدة بورقة مقترحات لوقف إطلاق النار، يبدو أن المقاومة والمفاوض اللبناني لم يقبل بها جميعًا، وهذا شيء منطقي؛ أولًا: لأن التفاوض لا يمكن أن يعطي الأطراف ما تريد، ثانيًا وهو الأهم إن واشنطن ليست وسيطًا أصلًا، بل هي طرف يريد فرض شروط العدو على لبنان ومقاومته.
لهذا وسع العدو من نيرانه ومروحة الدمار من الجنوب إلى البقاع والضاحية، وبالمقابل أيضًا وسعت المقاومة من صلياتها الصاروخية في إطار عمليات خيبر أو عمليات الإنذار للمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، لتقول هذه التطورات أن التفاوض يجري تحت النار، فالعدو الإسرائيلي رفع من وتيرة استهدافاته للمباني السكنية في الضاحية، بالمقابل رفعت المقاومة وتيرة استهدافاتها في حيفا المحتلة، ورغم أن العدو يستهدف الأعيان المدنية إلا أن المقاومة لا تزال تحتفظ بقدراتها العسكرية لدك معاقله العسكرية، الأمر الذي يدلل على نوع الأهداف التي لا تزال في بنك المقاومة وكذلك العدو الذي أنهى بنك أهدافه التي جمعها خلال ثمانية عشر عاما، بينما المقاومة لا تزال أمامها الكثير في بنك الأهداف، العسكري والأمنية ، وقد تدخل في بنك أهدافها مواقع غير عسكرية، من يدري.
القدرات العسكرية بخير:
كشفت عمليات حزب الله المتواصلة ، والمستمرة في التصاعد النوعي والكمي واختيار الأهداف، عن ترسانة ضخمة لا تزال في جعبة المقاومة الإسلامية في لبنان، تمكنها من الصمود والمواجهة والتصدي للعدوان لزمن أطول مما يتوقعه العدو، الذي يحاول التقليل من قدرة المقاومة والنيل من ترسانتها العسكرية ومخزونها الاستراتيجي، بالادعاء بتدمير نسبة كبيرة منها، تكشف هذه العمليات أنها مجرد دعاية كاذبة ومضللة، ولا أساس لها من الصحة. وأن الأيام القادمة ستكون كفيلة بعون الله وتوفيقه، بالوصول إلى اقتياد هذا الوحش برسنه وإعادته إلى الحظيرة.
——————————————————
موقع أنصار الله . تقرير | علي الدرواني