العلماء يحددون 1.2% من مساحة الأرض لمنع الانقراض الجماعي السادس
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
أظهر تحالف من دعاة الحفاظ على البيئة والباحثين كيف يمكننا حماية التنوع البيولوجي المتبقي على الأرض من خلال الحفاظ على نسبة ضئيلة فقط من سطح الكوكب.
ومن شأن هذه الخطة المعقولة التكلفة والقابلة للتحقيق أن تمكننا من الحفاظ على الأنواع الأكثر عرضة للخطر من الانقراض، وحماية الحياة البرية على الأرض في المستقبل.
ويواجه كوكبنا تهديدا كبيرا بالانقراض بسبب النشاط البشري، بما في ذلك تدهور الموائل، وتغير المناخ، والتلوث، والإفراط في استغلال الموارد.
ولكن هناك بصيص من الأمل للحياة البرية على كوكبنا، حيث حدد باحثون من مجموعة Resolve، وهي منظهة حماية أمريكية غير حكومية، طريقة للحفاظ على التنوع البيولوجي للأرض من خلال حماية جزء صغير بشكل مدهش من الأرض.
ويقول الدكتور إريك دينرشتاين من منظمة Resolve، والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية التي نشرتها مجلة Frontiers in Science، إننا "نحتاج فقط إلى نحو 1.2% من سطح الأرض لتفادي الانقراض الكبير السادس للحياة على الأرض".
ويعتقد الفريق أن الحفاظ على هذه النقاط الساخنة "يمكن أن يمنع جميع الانقراضات المتوقعة إذا كانت محمية بشكل كاف".
كيف تم تحديد هذه المناطق
تعد هذه النقاط الساخنة حاسمة لأنها ملاذ للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، بدءا من الثدييات الكبيرة وحتى النباتات النادرة والبرمائيات. ويمكن لحمايتها أن تضمن بقاء الحياة البرية على قيد الحياة للأجيال القادمة.
إقرأ المزيد دراسة تكشف عن مصدر بيولوجي فعال في مواجهة آثار الاحتباس الحراريوبدأ العلماء برسم خرائط للعالم بأكمله، باستخدام ست طبقات من بيانات التنوع البيولوجي العالمية. ومن خلال الجمع بين طبقات البيانات هذه وخرائط المناطق المحمية الحالية وتحليل الغطاء الأرضي الجزئي، باستخدام صور الأقمار الصناعية لتحديد الموائل المتبقية المتاحة للأنواع النادرة والمهددة، وتمكنوا من تحديد المناطق الأكثر أهمية وغير المحمية حاليا للتنوع البيولوجي.
وقد أطلقوا على هذه المناطق اسم "ضرورات الحفظ"، وهو مخطط عالمي لمساعدة البلدان والمناطق على التخطيط للحفظ على مستوى محلي أكثر.
وحددت الدراسة الشاملة 16825 من "ضرورات الحفظ" الحاسمة (نحو 164 مليون هكتار) على مستوى العالم.
ومن المثير للاهتمام أن هذه النقاط الساخنة تتركز في المناطق الاستوائية، ومعظمها في خمس دول: الفلبين والبرازيل وإندونيسيا ومدغشقر وكولومبيا.
ويشار إلى أن 38% من "ضرورات الحفظ" قريبة جدا من المناطق المحمية بالفعل، ما قد يسهل استيعابها في المناطق المحمية أو إيجاد طرق أخرى للحفاظ عليها.
وقال آندي لي من Resolve، وهو مؤلف مشارك للدراسة: "تعد هذه المواقع موطنا لأكثر من 4700 نوع مهدد بالانقراض في بعض النظم البيئية الأكثر تنوعا بيولوجيا في العالم ولكنها مهددة. ولا تشمل هذه فقط الثدييات والطيور التي تعتمد على موائل كبيرة وسليمة، مثل تامارو في الفلبين وقرود المكاك سيليبس المتوج في سولاويزي بإندونيسيا، ولكن أيضا البرمائيات المقيدة النطاق وأنواع النباتات النادرة".
إقرأ المزيد لماذا لا ينبغي جمع الحصى من الشواطئ؟وأضاف لي: "إن حماية هذه الموائل الأخيرة المتبقية يمكن أن يمنع الانقراض الوشيك، ويوفر مجموعات سكانية مهمة للتعافي المستقبلي لهذه الأنواع، وقيادة الجهود المبذولة لوقف الانقراض الكبير السادس".
تكلفة حماية هذه المناطق
ويقدر العلماء أن تكلفة الحفاظ على البيئة سوف تكون أقل من 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة سنويا، وهو جزء صغير مما تنفقه البلاد على إعانات دعم الوقود الأحفوري.
وأوضح لي: "لقد قدرنا أن تكلفة حماية جميع ضرورات الحفاظ على البيئة في المناطق الاستوائية ستبلغ 169 مليار دولار أمريكي، و263 مليار دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم. وهذا يعادل 53 مليار دولار أمريكي سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة لحماية جميع المواقع، أقل من 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة. وحتى نصف هذه التقديرات فقط من شأنه أن يحمي الجزء الأكبر من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض في العالم".
وذكر لي أنه في ضوء هذه التقديرات، فإن حماية "ضرورات الحفاظ" على البيئة "يمكن تحقيقها وبأسعار معقولة".
وتتناسب "ضرورات الحفظ" مع استراتيجية أكبر لحماية الكوكب. وهي الخطوة الأولى في خطة مكونة من خمسة أجزاء تسمى "إطار شبكة الأمان العالمية"، والتي تهدف إلى حماية ما لا يقل عن 30% من أراضي الأرض بحلول عام 2030.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الارض بحوث دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية على البیئة الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
محمية النوادر.. وجهة استثنائية بمهرجان الشيخ زايد
أبوظبي/وام
تحتضن محمية النوادر «أسرار الحياة البرية»، ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد 2024-2025، مجموعة من الحيوانات النادرة والطيور المهددة بالانقراض، مستقطبة الزوار من جميع أنحاء العالم.
وفي خطوة نوعية هذا العام، أصبحت المحمية تمتد على مساحة 7000 متر مربع، بدعم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، بعدما كانت مساحتها 2000 متر مربع في الدورة السابقة، ما يعزز مكانتها وجهة رئيسية للجمهور.
وقال محمد الزرعوني، ممثل محمية النوادر، إن المحمية تهدف إلى توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على الحيوانات النادرة، موضحًا أنه يمكن اقتناء أو تربية بعض هذه الحيوانات وفقًا للقوانين البيئية المعمول بها في دولة الإمارات.
وأضاف أن المحمية تعرض مجموعة من الطفرات النادرة للنمور بألوان متنوعة، منها البرتقالي، والأبيض، و«السنو وايت»، والسيامي و«الجولدن تيغو»، ما يعكس التنوع الحيواني الفريد الذي تقدمه.
وأوضح أن المحمية تسعى إلى تسليط الضوء على الأنواع المهددة بالانقراض، إذ تتم تهيئتها للتعايش مع البشر ومع غيرها من الحيوانات في بيئة متناغمة، مشيراً إلى نجاح المحمية في تمكين التعايش بين أنواع متعددة مثل الشيتا والنمور، والكلاب والنمور، ما يعكس نموذجًا مبتكرًا في مجال حماية الحياة البرية.
وذكر أن ممثلي موسوعة غينيس زاروا المحمية، وأعربوا عن إعجابهم بوجود 5 فصائل نادرة من الحيوانات في مكان واحد، وهو ما يعد مصدر فخر للقائمين عليها من الشباب الإماراتي.
من جانبه قال محمد الغنيم، المدرب المتخصص في قسم الزواحف، إن القسم يضم مجموعة استثنائية من الزواحف النادرة والطفرات المهددة بالانقراض، ويبذل جهوداً حثيثة للحفاظ عليها وضمان بقائها في حالة صحية ممتازة، بما يسهم في تحقيق الهدف الأسمى للمحمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأضاف أن من أبرز الأنواع التي يضمها القسم، سحلية «السوموتر مونيتر»، التي تتميز بلونها الأسود النادر وتعتبر من أكبر الزواحف بعد تنين الكومودو، إذ يمكن أن يصل طولها إلى 3 أمتار، موضحاً أن القسم يضم فردًا صغيرًا من هذا النوع يبلغ طوله نصف متر فقط وعمره سنة وسبعة أشهر.
وأشار إلى أن القسم يعرض أيضًا الرينقوانا، وهي زواحف نادرة تعيش في بحر الكاريبي وتتميز بوجود 3 قرون على وجهها، وهي مصنفة ضمن الأنواع المهددة بالانقراض من الدرجة الأولى، ويقتصر وجودها في العالم العربي على 16 فقط، اثنان منها في المهرجان.
وفي ما يتعلق بالثعابين، بين الغنيم أن الجناح يضم «السوبر فانتوم مكسيكان ألبينو»، التي تتميز بلونها الأبيض وعينيها الزرقاوين، وهي من الطفرات النادرة للغاية، لافتاً إلى أن وجود هذه الثعابين في العالم العربي يقتصر على 6 فقط، جميعها موجودة في الجناح، فضلاً عن أنواع أخرى مثل «ريتكس بوت تايجر» و«بوت تايجر سيم فاير بلاتينيوم»، التي لا يزيد عددها على 3 في العالم العربي.
ولفت إلى أن الجناح يضم أيضًا التمساح السيامي الأبيض، وهو من أندر أنواع التماسيح المهددة بالانقراض، ويعود موطنه الأصلي إلى الفلبين، وقد تعرض لخطر الانقراض بسبب التجارة بجلوده، إذ يتراوح عدد التماسيح المتبقية منه في العالم ما بين 80 و120 فقط، موضحاً أن التمساح المعروض في الجناح قد يكون الوحيد من نوعه في العالم العربي.
وفي سياق تنوع الحيوانات المميزة، تعرض محمية النوادر «أسرار الحياة البرية»، مجموعة من الطيور النادرة مثل ببغاء «هايسنث مكاو»، وببغاء «كوكاتو النخيل»، بالإضافة إلى طائر ذي رأس الصقر، ومجموعة من الثدييات المميزة مثل ثيران داكستار، واللاما السوداء، وغزال البكر الإيرلندي، فضلاً عن الفلودير الأسود والفلودير الأبيض، وغزال الريم والمها الإفريقي والعربي، مع ظهور غزال حديث الولادة أطلق عليه اسم «الوثبة».
وتوفر المحمية نحو 30 فعالية متنوعة، تشمل استراحة القطط، وعرض تماثيل ضخمة بالحجم الطبيعي للفيل الآسيوي ومراسم الغابة، وبيت السناجب، والغابة الاستوائية، بالإضافة إلى غرفة التصوير وتجارب إطعام الحيوانات البرية والأليفة، وركوب الخيل، وزيارة بيت القرود، وبيت الطيور، إلى جانب مقهى النوادر الذي يقدم إطلالة فريدة على النمر الأبيض النادر.