أقر مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج أمام محكمة في جزيرة سايبان الأميركية -اليوم الأربعاء- بالذنب بتهمة التآمر للحصول على معلومات تتعلق بالدفاع الوطني ونشرها، وذلك في إطار اتفاق أبرمه مع القضاء الأميركي سيتيح له استعادة حريته في الحال، حسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

وبموجب هذا الاتفاق، سيتمكن أسانج -الذي فضح أسرارا دفاعية أميركية خطيرة بنشره مئات آلاف الوثائق الرسمية السرية- من الخروج حرا طليقا من المحكمة الواقعة في جزر ماريان الشمالية والعودة إلى بلده أستراليا.

من جهته، أعلن موقع ويكيليكس أن مؤسسه سيغادر إلى العاصمة الأسترالية كانبرا فور انتهاء جلسة الإقرار بالذنب.

وقال ويكيليكس -في رسالة نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي أثناء مثول أسانج أمام المحكمة الفدرالية في سايبان- إن "المغادرة مقررة خلال ساعتين و58 دقيقة".

وسيغادر أسانج (52 عاما) سايبان الواقعة في جزر ماريانا الشمالية بالمحيط الهادي بموجب اتفاق مع القضاء الأميركي ينص على أن يقر بذنبه مقابل الحُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات وشهرين، وهي فترة تعادل تلك التي قضاها خلف القضبان في بريطانيا حيث كان محتجزا رهن الحبس الاحتياطي.

وسيغادر أسانج المحكمة فور توقيع القاضي الأميركي على صفقة الإقرار بالذنب.

واختيرت المحكمة الواقعة في جزر ماريانا الشمالية نظرا لعدم رغبة أسانج في التوجه إلى الولايات المتحدة القارية وبسبب قرب سايبان من بلده أستراليا، وفق وثيقة للمحكمة.

وأصبح أسانج أحد أكثر المطلوبين للقضاء الأميركي بعد أن نشر عام 2010 مئات آلاف الوثائق السرية الأميركية على موقعه ويكيليكس.

أسانج أصبح أحد أكثر المطلوبين للقضاء الأميركي بعد أن نشر مئات آلاف الوثائق السرية الأميركية على موقعه ويكيليكس (غيتي) إشادة أممية

من جهتها، أشادت الأمم المتحدة الثلاثاء بإطلاق سراح أسانج، مشيرة إلى أن القضية أثارت "مجموعة من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان".

وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل لوكالة الصحافة الفرنسية "نرحب بإطلاق سراح جوليان أسانج من السجن في المملكة المتحدة".

وقالت والدته كريستين أسانج -في بيان أوردته وسائل الإعلام الأسترالية- إنها تشعر "بالامتنان لانتهاء معاناة ابني أخيرا".

لكن مايك بنس نائب الرئيس الأميركي السابق دان صفقة الإقرار بالذنب على منصة إكس، معتبرا أنها "إجهاض للعدالة.. يقلل من شأن خدمة وتضحية الرجال والنساء في قواتنا المسلحة".

وجاء الإعلان عن الصفقة قبل أسبوعين من الموعد المقرر لمثول أسانج أمام المحكمة في بريطانيا للطعن في حكمٍ أيّد تسليمه إلى الولايات المتحدة.

بقي أسانج موقوفا في سجن بيلمارش الخاضع لإجراءات أمنية مشددة في لندن منذ أبريل/نيسان 2019.

وأوقف بعدما أمضى 7 سنوات في سفارة الإكوادور في لندن لتجنب تسليمه إلى السويد، حيث كان يواجه اتهامات بالاعتداء الجنسي أُسقطت لاحقا.

وشملت المواد التي نشرها تسجيلا مصورا يظهر مدنيين يتعرضون للقتل بنيران مروحية أميركية في العراق عام 2007. وكان من بين الضحايا مصور وسائق يعملان لدى وكالة رويترز.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

رغم التنسيق معه... توضيحات أميركية بشأن مواقف نتانياهو المتضاربة على مقترح الهدنة بلبنان

أفاد مسؤولون في البيت الأبيض، الخميس، بأن الولايات المتحدة نسقّت مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قبل أن يخرج الأخير ببيان ينفي فيه تقارير دعمه للهدنة.    
وأوضح  المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس، أن الخطة التي تم تقديمها "لم يتم إعدادها من فراغ، بل بعد مشاورات دقيقة ليس فقط مع الدول التي وقّعت عليه، بل أيضا مع إسرائيل".  وأضاف كيربي في إحاطة صحفية: "كان لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن الإسرائيليين كانوا على علم تام بكل كلمة وردت في البيان، أثناء صياغته وتقديمه. وما كنا لننشره لو لم نكن نعتقد أنه سيُستقبل بالجدية التي تم إعداده بها". بدورها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان-بيير، الخميس، على أن الدعوة لوقف إطلاق النار تم "تنسيقها" مع إسرائيل، كاشفة أن "المحادثات مستمرة" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفي ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان، وقعت عليه أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى "وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لإفساح المجال أمام الدبلوماسية".   وقال كيربي خلال المؤتمر الصحفي، إنه من وجهة نظر الأميركية، لا يوجد سبب لوقف مباحثات المسؤولين الأميركية مع نظرائهم الإسرائيليين، لكنه أضاف أنه "إذا كان هناك شيء قد تغير، فعليكم التحدث إلى رئيس الوزراء نتانياهو عن ماهية هذا التغيير".

وبعد تصريحات كيربي، أصدر مكتب نتانياهو بيانا، أورد فيه أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، اجتمعوا، الخميس، لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار في لبنان الذي توسطت فيه واشنطن وباريس، وأن المحادثات ستستمر في الأيام المقبلة.

وجاء في البيان أيضا، أنه "في وقت سابق من هذا الأسبوع، شاركت الولايات المتحدة مع إسرائيل نيتها في طرح اقتراح لوقف إطلاق النار في لبنان، مع شركاء دوليين وإقليميين آخرين"، موردا أن "إسرائيل تشارك أهداف المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة، لتمكين الناس على طول حدودنا الشمالية من العودة بأمان إلى منازلهم".


وعبّر البيان عن تقدير إسرائيل للجهود الأميركية في هذا الصدد، معتبرة أن دور الولايات المتحدة "لا غنى عنه في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة".

وفي وقت سابق، الخميس، قال مكتب رئيس الوزراء إن التقارير عن وقف وشيك لإطلاق النار ضد حزب الله في لبنان "غير صحيحة".

وقال إن "هذا اقتراح أميركي فرنسي لم يرد عليه رئيس الوزراء حتى. كما أن الأخبار عن ما يسمى بتوجيه لتخفيف القتال في الشمال هي أيضا عكس الحقيقة تماما"، موضحا أن نتانياهو أمر الجيش الإسرائيلي بـ"مواصلة القتال بكل قوة، ووفقا للخطط التي قُدمت له".


وعندما سُئل عن تعليقات نتانياهو، قال كيربي إنه "لا يستطيع الإجابة عن سؤال لماذا قال ما قاله"، مضيفا: "بالتأكيد لا يمكنني أن أبدأ في التكهن بشأن الاعتبارات التي أدت إلى ذلك البيان، سواء كانت سياسية أو عملياتية أو غير ذلك. هذه أسئلة يجب أن تُوجه إليه (نتانياهو) ويجب أن تتاح له الفرصة للإجابة عنها".

من جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية مشاركة في صياغة اقتراح وقف إطلاق النار، أن نتانياهو "غيّر موقفه"، متراجعا عن التزامات شفهية قدمها للإدارة الأميركية بدعم الخطوة "استجابة لضغوط سياسية متزايدة داخل إسرائيل".

ووفقا للمصادر التي لم تكشف هآرتس عن هويتها، فقد تم إطلاع نتانياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو حليف مقرب لرئيس الوزراء، بانتظام يومي الثلاثاء والأربعاء، على الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا.


أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، بأن المزيد من التصعيد للصراع في لبنان سيزيد من صعوبة عودة المدنيين إلى ديارهم على جانبي الحدود، حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيان لاجتماعهما.
بدوره، صرح دبلوماسي غربي رفيع المستوى لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن إسرائيل ولبنان "أعطيا موافقتهما السرية للوسطاء على الترتيب قبل إعلانه". 

ومساء الخميس، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر مطلع على تفاصيل العملية، قوله إن انسحاب نتانياهو من مبادرة وقف إطلاق النار، التي كانت تشمل لبنان وغزة، "يقوض بشدة ما تبقى من العلاقات مع إدارة بايدن".

وعقب بث التقرير، قال مسؤول إسرائيلي آخر: "كما أوضحنا سابقاً، تم إطلاع إسرائيل على المقترح الأميركي، لكنها لم توافق عليه مطلقا".

رغم ذلك، أوردت "تايمز أوف إسرائيل" أنه لا يزال البيت الأبيض "يرى إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي" بين إسرائيل وحزب الله، واستمر في محادثاته مع الجانب الإسرائيلي حتى بعد تصريحات نتانياهو لدى وصوله إلى نيويورك.

وفي هذا السياق، صرح مسؤول فرنسي للصحيفة، الخميس، بأن مباحثات رفيعة المستوى، عقدت بين الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل، "وخلصنا منها إلى وجود أرضية مشتركة للمضي قدماً في الإعلان المشترك".

واستطرد المسؤول الفرنسي: "نتفهم أن على نتانياهو التعامل مع الضغوط السياسية الداخلية، لكننا ما زلنا نرى أن فرصة تحقيق وقف لإطلاق النار لإتاحة المجال للمفاوضات، لا تزال قائمة". (الحرة)

مقالات مشابهة

  • 12 طعناً بنتائج الانتخابات النيابية أمام محكمة التمييز
  • توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأميركي في خليج المكسيك
  • أدلة جديدة ضد ترمب في قضية “قلب انتخابات 2020” أمام المحكمة
  • قزيط: حكم محكمة طرابلس المفاجئ بشأن انتخابات مجلس الدولة لا قوة قانونية له لأن المحكمة غير مختصة
  • وزير الدفاع الأميركي: هناك خطر اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل
  • رغم التنسيق معه... توضيحات أميركية بشأن مواقف نتانياهو المتضاربة على مقترح الهدنة بلبنان
  • مواقف متضاربة رغم التنسيق معه.. توضيحات أميركية بشأن رد نتانياهو على مقترح الهدنة بلبنان
  • محادثات أميركية إسرائيلية لهدنة بلبنان وأوستن يحذر من حرب شاملة
  • تعرف على غرامة التخلف عن أداء الشهادة أمام المحكمة طبقًا للقانون
  • مقعدان دائمان لأفريقيا بمجلس الأمن.. مقترح جدي أم مناورة أميركية؟