هل نقترب من اشتباك داخلي في مرحلة ما بعد الحرب ؟
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": بحسب مصادر مطلعة فإن قوى سياسية لبنانية بدأت تعول بشكل جدي على الحرب المقبلة، وهي ترفض إيجاد الحلول للمشاكل السياسية الحالية بالوقت الراهن بانتظار هذه الحرب ونتائجها، وهي ترى ان الوقت مناسب اليوم لزيادة الضغوط على حزب الله بالداخل، تزامناً مع الضغوط الدولية و"الاسرائيلية".
لم يأت مقال الصحيفة البريطانية "الدايلي تيليغراف" بخصوص مطار بيروت بالصدفة، فالمقال جاء في زمن تعاظمت فيه الحرب النفسية بين "الاسرائيليين" وحزب الله، ولكن اللافت كان كيفية التعاطي مع المقال من قبل القوى المعادية للمقاومة في لبنان، علماً انه بحسب المعلومات فإن المقال استند على تصريحات لنواب لبنانيين وقياديين في أحزابهم، وبعد صدوره تم تبنّيه من قبل البعض والترويج له والتأكيد عليه، حتى أن بعضهم أكد أنه يصدق الصحيفة ولا يصدق الوزراء اللبنانيين الذين أجروا جولة علنية في المطار، لدحض مزاعم الصحيفة البريطانية، لذلك نعيش في وقت أصبحت كل المواقف فيه علنية وظاهرة.
الجو العام في البلد يشهد انقساماً حاداً لم يكن يعيشه لبنان منذ ما قبل أحداث السابع من أيار 2008، وكل الظروف السياسية والامنية تشهد توتراً. وبالتالي فإن التعويل على الحرب "الاسرائيلية" للقضاء على حزب الله، بغض النظر إن حصلت أو لم تحصل، واستغلال فئة من اللبنانيين الظروف للتضييق على المقاومة وشعبها، سيترك آثاره على كل المرحلة المقبلة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
يوتوبيات الشيوعيين: قراءة نقدية في مسارات الحزب الشيوعي السوداني للمنعطفات الثورية
ابتدأ الكاتب طارق بشري مقاله الذي جا ء تحت عنوان , في قراءات الحزب الشيوعي السوداني للمنعطفات (الثورية) وبعبارات توحي بتحليل نقدي عميق لمسار الحزب الشيوعي السوداني، لكنه أهمل التعريف الواضح للمنعطفات الثورية التي يود مناقشتها. لم يُحدد الإطار الزمني أو السياق التاريخي للأحداث التي يتناولها، مما ترك القارئ أمام تصورات فضفاضة. هذا التناول جعل المقال أشبه بمرافعة عامة غير محددة الهدف، وهو ما أضعف بنيته التحليلية وقلل من مصداقيته. إضافة إلى ذلك، بدا المقال متسمًا بتحيز واضح ضد الحزب الشيوعي السوداني، حيث استُخدمت عبارات توحي بإدانة مسبقة للحزب ومواقفه دون تقديم أدلة أو شواهد كافية لدعم ذلك. هذه اللغة تفتقر إلى الحياد الذي يُعد جوهر النقد الموضوعي، وتحول المقال إلى أداة لتشويه صورة الحزب أكثر من كونه تحليلاً بناءً.
كما اعتمد الكاتب على التعميم المخل عند مناقشة مواقف الحزب، متجاهلًا التعقيد الداخلي للحزب الشيوعي السوداني وتباين التيارات الفكرية داخله. وكأن المقال يفترض أن الحزب كيان أحادي الرؤية، متناسيًا أن أي حزب سياسي هو ميدان لتفاعل الأفكار وتعدد الآراء. هذا التبسيط أضر بالتحليل وجعله بعيدًا عن تمثيل الواقع. علاوة على ذلك، تضمنت المقالة إسقاطات تاريخية غير دقيقة حول مواقف الحزب الشيوعي في لحظات فارقة من التاريخ السوداني. الإشارة إلى أن الحزب "فشل دائمًا في قراءة الواقع السوداني" دون تقديم أمثلة محددة تدعم هذا الطرح جعل النقد يبدو غير متماسك. كان من الأجدر استدعاء الأحداث التاريخية بعين تحليلية دقيقة وتجنب الاتهامات العامة التي تخلو من المصداقية.
افتقر المقال أيضًا إلى المقترحات البناءة، وهو ما يُعد من أبرز أوجه القصور فيه. حتى مع الافتراض بوجود أخطاء في مواقف الحزب الشيوعي، لم يكلف الكاتب نفسه عناء تقديم رؤية نقدية إيجابية يمكن أن تسهم في تحسين الأداء أو معالجة الثغرات. النقد الهادف ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة للتطوير، وهو ما لم يتحقق هنا. يمكن كذلك ملاحظة تأثير سياق الهجرة على الخطاب الذي تبناه الكاتب، حيث ظهر اعتماد المقال على سرديات مستهلكة تتسم بالبعد العاطفي أكثر من المنهجية العلمية. قد يكون ذلك انعكاسًا للبعد عن الواقع السوداني المعيش، وهو أمر يتطلب التريث والتعمق في فهم الظواهر قبل إصدار الأحكام.
في الختام أقول ، يبدو المقال بحاجة إلى الانطلاق من منطلق النقد المسؤول، الذي يتسم بالموضوعية والحياد ويستند إلى وقائع مدروسة وتحليل معمق. هذا النمط من النقد هو القادر على الإسهام في تطوير المشهد السياسي والفكري، بدلاً من الاقتصار على استعراض المواقف النقدية السطحية التي لا تخدم سوى تأكيد الانطباعات المسبقة.
zuhair.osman@aol.com