من دروس السيد القائد الولاية طريق الحضارة الصحيحة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
دروس القيادة الحكيمة عن المسؤولية التي تتقرب بها إلى الله في إصلاح واقع هذه الأمة الواقع الداخلي المليء بالقصور السلبي فيما يتعلق بالإدارة الصحية وفق الرؤية الحكيمة والعدل الإلهي لقوام شؤون وإدارة هذه الأمة الرسمية والعامة في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة ، هي دروس عظيمة ومباركة يتلذذ ويطيب بها الإنسان المؤمن في أي مسؤولية أو منصب حكومي سواءً كان رسمياً أو مجتمعياً عامياً وذلك بغية التحقق لإصلاح ما فيه من قصور كذلك ليتزود ويتنور بهذه الدرر الحكيمة التي تنير وتعبد الطريق والمسالك الملتوية لكل مؤمن وفق مشروع وقانون الله القويم ورؤيته الحكيمة الصائبة في إدارة هذه الحياة التي خلقنا جميعاً يا بني آدم فيها لما تعنيه حكمة الله من الاستخلاف في الأرض لكي نعمر ونقيم ونثبت العدل الإلهي في ربوعها .
وبالتالي ومن هذا المنطلق يتضح لنا ومن خلال درر وجوهر كلام السيد القائد في محاضراته عن الرؤية الصحيحة لمعنى المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان في الأرض أن آفة الحب والعشق للمنصب هي مشكلة خطيرة تتعاظم وتتعاظم في نفس الإنسان وذلك إذا لم يتذكر ويراجع نفسه أو بالأحرى يرجع إلى أصله ونفسيته السابقة، إلى أن تملك هواه وكيانه.
وبالتالي يصبح بها وبجمال رونقها الأخاذ والغرور إما عائشا في الوهم منتظراً قطر السراب أو لاهثا إليها، فيظلم من أجلها ويبطش ويفعل المحرمات .
وحينها يصبح الإنسان الساعي وراء هذه السلبيات وهو من ضمن أعمدة هذه الأمة في أي موقع كان بتعصبه لهذه القضية، مصدر إشكال سلبي وعائق، أمام كيان هذه الأمة في أن تنهض لأداء مسؤولياتها المنشودة .
كذلك أمام القيادة الحكيمة في أن تسمو بالأمة السمو الروحي والفكري التربوي والنهضوي الذي يوصلها إلى الموقع الحضاري القوي والمتمكن الذي أراد الله أن تصل إليه وكلاهما مما قد ذكر من سلبيات حب المنصب والسلطة الأخاذة والتعصب من أجلهما، سواءً أكانت، شخصية تصدر من شخص في أي موقع كان من أبناء هذه الأمة أو مجتمع وجماعة معينة داخل ميدان هذه الأمة سيئ وموحش وبعيد كل البعد عن قيم ومبادئ مشروع الله وقانونه في الاستخلاف لعباده في الأرض .
وعما أيضاً أراده الله للإنسان وللمجتمع المسلم من رشد وسمو حضاري ومجتمعي إسلامي في بنيان هذه الأمة.
وبالتالي على كل إنسان وحسابا لكل هذه المنطلقات الحكيمة والرشيدة لمشروع الله السليم والصحيح الذي أمرنا وفطرنا عليه حينما استخلفنا في الأرض، يمكننا أن نصلح أولا أنفسنا وواقع مجتمعاتنا ومن ثم نصلح الأرض ونعمرها على أساس من تقوى الله سبحانه وتعالى وتشريعاته الصحيحة والسليمة على أساس من مبادئ وقيم الولاية الإلهية التي أمرنا الله بها من خلال صدق تولينا للرسول وللإمام علي -عليه السلام- وأهل بيته أعلام الهدى ومصابيح الرشاد في هذه الأمة، يمكننا وبتمكين الله ومشيئته أن نبني و ننشئ حضارة إسلامية صحيحة، حضارة إسلامية تسود وتعم العالم أجمع مبنيةً ركائزها على العدل الإلهي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلك هي الحضارة الصحيحة التي أراد الله لها أن تعم هذه الأرض بكلها .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
البطريرك الراعي من بكركي: القيامة رجاؤنا والمصالحة طريق خلاص لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي عظة عيد القيامة المجيد من صرح بكركي، بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، واللبنانية الأولى، إلى جانب عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين والفعاليات الروحية والمدنية.
تهنئة رئاسية بعيد القيامة
افتتح البطريرك كلمته بالترحيب بالرئيس والوفد المرافق له، متمنيًا أن يحمل عيد القيامة “نعمة وسلامًا على لبنان وشعبه”، مؤكّدًا دعمه لأمنيات الرئيس التي أعلنها مؤخرًا بمناسبة مرور خمسين عامًا على اندلاع الحرب اللبنانية، وفي مقدّمتها: المساواه بين جميع المواطنين وحصريه السلاح بيد الدولة وتعزيز دور الجيش والقوى الأمنية وتوحيد الصف الوطني
المسيح سلامنا… عظة القيامة دعوة للمصالحة والرجاء
وتناول الراعي في عظته المعاني العميقة للقيامة، معتبرًا إياها “الحدث الأهم في تاريخ البشرية”، لأنّها تؤسّس للسلام والمصالحة الحقيقيّة بين الإنسان والله، وبين الإنسان وأخيه الإنسان.
وأشار إلى أن قيامة المسيح زرعت السلام في القلوب، وجعلتنا “صانعي سلام وسفراء مصالحة”، داعيًا إلى مواجهة العنف، والإرهاب، وعسكرة السياسة، من خلال سلام نابع من الغفران والوحدة الحقيقية.
مصالحة تبدأ من الذات وتمتد إلى الوطن
شدّد الراعي على أن المصالحة الحقيقية تبدأ من داخل الإنسان، بترميم العلاقة مع الله، ثم مع الآخر، ومع المجتمع، مشيرًا إلى أنّ المصالحة يجب أن تمتد أيضًا إلى الساحة السياسية، من خلال إعادة بناء الثقة، وتعزيز الشراكة العادلة في إدارة الدولة.
وقال: “بالمصالحة تخمد الخلافات، وتزول العداوات، وتتبدّل الذهنيات، وتُبنى الوحدة الوطنية.”
القيامة: قلب الإيمان المسيحي
ذكّر البطريرك بأن القيامة هي جوهر الإيمان المسيحي، قائلاً: “لو لم يقم المسيح، لكان إيماننا باطلًا، ولكنّا شهود زور، ولا وجود لكنيستنا.”
كما أشار إلى أن قبر المسيح الفارغ هو حجر الزاوية في الديانة المسيحية، إذ يعبّر عن الانتصار على الموت واليأس، ويمنح الرجاء بقيامة كل إنسان.
من المشاهدة إلى الشهادة
ختم الراعي عظته بالتذكير بدور النساء اللواتي زرن القبر فجر القيامة، وتحولن من مشاهدات إلى شاهدات ومبشّرات بقيامة المسيح، داعيًا الحاضرين إلى حمل رسالة القيامة إلى كل لبنان.
واختتم قائلاً:
“المسيح قام! حقًّا قام!”