أضرار وخسائر جمرك حجة.. شواهد حيّة على الإجرام الأمريكي السعودي الإماراتي
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
الثورة /
تعرّض قطاع الجمارك في محافظة حجة لأضرار بالغة كغيره من القطاعات الحيوية، إزاء استهداف العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي بصورة ممنهجة للشعب اليمني ومقدراته خلال التسع السنوات الماضية.
وعَمد العدوان على تدمير أهم الموانئ البرية في اليمن “منفذ الطوال” في حرض وتعطيله لما له من أهمية رئيسية في تحريك عجلة التنمية وتعزيز حركة النشاط التجاري والاقتصادي.
وفي ظل ما يمتاز به منفذ الطوال البري من موقع استراتيجي وما يمتلكه من تجهيزات حديثة وبنية تحتية وأجهزة فحص وآليات، كان المنفذ هدفاً لطيران العدوان لاستهداف وتدمير بنيته التحتية ومرافقه الحيوية، بما فيها المباني والملحقات من طرق ومعدات ومحطات توليد كهربائية ومشتقات نفطية وأجهزة فحص ووسائل نقل وسكن.
وأوضح تقرير صادر عن جمرك محافظة حجة تلقت (سبأ) نسخة منه أن الخسائر المباشرة الأولية في البنية التحتية للمنفذ تجاوزت ثمانية ملايين دولار، فضلاً عن وجود كميات واسعة من البضائع في مخازن المنفذ.
وأفاد بأن العدوان تسبب في التدمير الكلي لوحدات البضائع والمسافرين والسكن بالمنفذ حتى وحدة الأمن والحراسة لم تسلم من الاستهداف الممنهج على أكبر الموانئ البرية باليمن.
وحدة البضائع
وأشار التقرير إلى أن طيران العدوان دمر كلياً خمسة مباني “بضائع، صادرات، وثروة سمكية، وزراعية، والمواصفات والمقاييس والجودة” مع اثنين دكات تفتيش مع مظلات وهناجر للوارد والصادر ومسجد كبير واستراحة استقبال الضيوف.
كما دمّر طيران العدوان أجهزة فحص الأشعة السينية لفحص البضائع، والتي تُعد من أحدث الأجهزة والنظام الآلي وحافلتي نقل الموظفين وشاحنة صهريج نقل الديزل وسيارتين نوع تويوتا تابعة للخدمات.
وحسب التقرير، استهدف طيران العدوان في وحدة البضائع، محطات التوليد الكهربائية المكونة من مولدين متفاوتي القدرة والمشتقات النفطية والصرف الصحي وتحلية المياه من آبار الجمرك مع خزانات تابعة لها.
ولم يكتف طيران العدوان بتدمير ما سبق ذكره، لكنه واصل شن غاراته، مستهدفاً هنجراً للمخازن الخاصة بحجز البضائع من “مولدات كهربائية، دراجات نارية، قطع غيار سيارات، مضخات آبار، مواطير شفط، أجهزة طبية متنوعة، أجهزة اتصالات متنوعة، وأدوات مكتبية وغيرها من البضائع”.
وحدة المسافرين
ووفقاً للتقرير نجم عن استهداف وحدة المسافرين في منفذ الطوال تدمير أربعة مباني من دورين وثلاث دكات تفتيش أدوات المسافرين مع هناجر ومضلات تابعة لها “وصول ومغادرة” وهنجر السوق الحرة واثنين مساجد واستراحة استقبال الضيوف مع أثاث متكامل.
وتسبب طيران العدوان في تدمير جهاز فحص الأشعة السينية مكونة من عربة متحركة وشبكة نظام آلي متكاملة مع سيرفرات واثنين باصات وسيارة هايلوكس للخدمات ودينة نقل المحجوزات.
ولفت تقرير مكتب الجمارك إلى تدمير طيران العدوان لمحطة توليد كهرباء بقدرة “اثنين ميجا وات” ومحطة مشتقات نفطية وخزان كبير لتوزيع المياه.
وحدة السكن
عرض التقرير ما تعرضت له وحدة السكن من استهداف أسفر عن تدمير مبنيين من ثلاثة أدوار ومسجد واستراحة مع صالة استقبال ومدرسة لأبناء الموظفين ومطعم متكامل وملعب رياضي.
وبيّن أنه تم تدمير بئر ارتوازية مع حفار تابعة له وخزانات مياه وأجهزة إلكترونية مع أثاث ومكيفات ومحطة صرف صحي وخزان توزيع مياه كبير.
وحدة الأمن والحراس
دمّر طيران العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي، العدوان مبنيين من ثلاثة أدوار بوحدة الأمن ومسجد وثمان مرافق حراسة ومنظومة أجهزة مراقبة متكاملة وأربع سيارات لأفراد الحراسة واثنين باصات للخدمات ومحطة مشتقات نفطية مع خزانات أرضية.
الخسائر التراكمية
أوضح تقرير مكتب جمرك محافظة حجة، الخسائر التراكمية في الإيرادات التي كانت تدعم خزينة الدولة جراء توقف المنفذ وتقدر بمئات الملايين من الدولارات في العام الواحد.
وأشار إلى أن الواردات عبر المنفذ خلال العام 2014، تجاوزت 163 مليار ريال فيما بلغت الصادرات 42 مليارا و578 مليون ريال، فيما الفاقد غير المحصل جراء العدوان بلغ 166 ملياراً و703 ملايين ريال.
وتظل جرائم العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي، خلال التسع السنوات الماضية شاهدة حتى اليوم، على مدى إجرام وصلف وغطرسة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وأدواتها على الشعب اليمني الذي يخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد أمريكا وبريطانيا وإسرائيل نصرة للشعب والقضية الفلسطينية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حي كرم الزيتون… شاهد آخر على الإجرام الأسدي والأهالي رغم هول المعاناة متفائلون بغد أفضل
حمص-سانا
تهجير، وقهر، ومعاناة في المخيمات، بعض من قصة أبناء حي الزيتون بمدينة حمص، الذين أجبرهم النظام البائد تحت النار على ترك منازلهم لأكثر من عقد من الزمن، لكن النصر أعادهم إليها.
خراب ودمار خلفته آلة الإجرام الأسدي في كل مكان، فالجدران بين مهدم ومتصدع آيل للسقوط في أي لحظة، والطرقات مليئة بالحفر والأتربة، والبنية التحتية معدومة، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا حتى صرف صحي، ومع ذلك عاد الأهالي إلى الحي بمعنويات عالية وأمل بغد أفضل في سوريا الجديدة.
سانا زارت الحي الذي انهمك فيه بعض الأهالي بنقل مواد البناء لترميم بيوتهم، وإلى جانبهم أطفال يلعبون بالرمل والحصى وقد غمرتهم الفرحة بالعودة إلى منازلهم، في صورة تجسد عودة نبض الحياة من جديد للسوريين المنهكين ولجميع المناطق التي طالتها يد الإجرام.
أم عيسى إحدى سكان الحي منذ خمسين عاماً، كانت شاهداً حقيقياً على الأحداث الأليمة التي مرت على الحي خلال سنوات الحرب، هذه السيدة تجلس اليوم بأمان أمام منزلها سعيدة بلقاء جيرانها، متجاوزة حزنها على فقدانها ابنها الشاب الذي تقوم بتربية ابنه حالياً، فيما وصفت أم طارق الحال بقولها: “بعد رحلة تهجير امتدت لأربعة عشر عاماً، كان خبر النصر وتحرير البلاد من الطغاة والظلم أجمل شيء ممكن أن يحدث، وأزال كل معاناة عشناها”، معربة عن ثقتها بأن جميع أبناء البلد سيكونون يدا واحدة لإعادة إعماره.
يوافقها الرأي أيمن أبو ناصر الذي أكد أن الأهالي اليوم يد واحدة في تنفيذ العديد من الأعمال الخدمية ضمن الإمكانات المتاحة، معرباً عن أمله بالإسراع بتأمين المدارس لأبناء الحي، والمنقطعين دراسياً، ويضيف: “منذ بدء الثورة هجرنا النظام إلى عدرا البلد في دمشق، ومنها إلى لبنان، أولادنا كبروا بدون مدارس ولا تعليم، عدنا يوم التحرير ورأينا كيف أن النظام البائد أعاد البلد خمسين سنة للوراء، لكن علينا البدء ببناء ما تم تخريبه ودماره”.
الشاب عبد الهادي، من سكان الحي العائدين يقول: “عانينا الكثير من ظروف استغلال أصحاب البيوت والقائمين على المخيمات في لبنان، وبعد 13 سنة عدنا وفوجئنا بالخراب الكبير في منازلنا، ونحتاج لمبالغ كبيرة لإعادة تأهيلها”، مؤكداً أن كل ذلك يهون فداء للنصر والتحرير، فيما أعرب يوسف اليوسف عن أمله بعودة جامع أحمد الرفاعي بالحي لاستقبال المصلين، ولا سيما مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، أما والد الشهيد عامر عبد الكريم القصير، فما زال يحتفظ بذكرى تشييع ولده محمولاً على الأكتاف من أهل الحي، قبل تهجيرهم من قبل النظام المجرم.
ويصف مختار الحي المهندس صفوان حلاوة واقع الحي بالقول: “الحي قبل التحرير كان يعاني من سوء إهمال للخدمات بشكل كبير، ولا سيما البنى التحتية، ومع عودة المهجرين إثر التحرير باتت الحاجة ماسة لتأمينها، ولا سيما المدارس، والمستوصف الصحي”، مشيراً إلى أنه لا توجد خدمات لليوم بالرغم من عودة نحو ستة آلاف شخص، والأعداد في زيادة يومياً.
ويقع حي كرم الزيتون في الجهة الشرقية لمدينة حمص، ويعد أكبر الأحياء مساحة، ممتداً بين مستوصف باب الدريب شمالاً وشركة الفوسفات جنوباً، وبين طريق باب الدريب غرباً وشارع الستين شرقاً.