الشركتين تبالغان فى الرسوم المفروضة على كل عملية مدفوعات

أصدرت المحكمة الفيدرالية الأمريكية برئاسة القاضى برودى حكما تاريخيا امس يكسر شوكة عملاقى كروت الشراء والإئتمان “ فيزا وماستر كارد”، حيث رفضت المحكمة مبلغ 30 مليار دولار الذى قدمتاه من أجل تسوية خلافا متشابكا بينهما وبين اتحادات تجار التجزئة والغرف التجارية من أمثال رابطة تجار البقالة، حيث يتحمل كل فرد من بين تجار التجزئة بما فيها كل مستخدم لهذين الكارتين نسبة 2،5 الى 4% من قيمة المعاملة كرسوم تخصم من مجموع الأموال الموجودة فى كل كارت، وهو الأمر الذى إعتبره تجار “وول ستريت” مبالغا فيه ويرفع تكاليف معاملاتهم بعد تسديدهم لتكاليف الصناعة.

اتحادات تجار التجزئة يرحبون بالحكم ويصفونه بالعادل

ورحب كريستوفر جونز الممثل الحكومى والوسيط بين الهيئات الرسمية والإتحاد القومى لتجار البقالة ولجنة المدفوعات التجارية بالحكم الذى إعتبره عادلا ومنصفا للتجار والمواطنين الذين تحتكر كل عمليات مدفوعاتهم التجارية هاتين الشركتين “فيزا وماستر كارد”، مضيفا أن الحكم جاء بمثابة تعديلا للعيوب التى شابت نظام المدفوعات الأمريكى لسنوات طويلة آن الأوان لتصحيحه.

وكانت شركتى “فيزا وماستر كارد” قد تقدمتا بمقترح مبدئى لتسوية أزمتيهما مع إتحادات تجار التجزئة ومحاولة تسديد أو تعويضهم على مدار 3 سنوات قادمة للزيادات التى تحملوها أثناء إجراءهم لعمليات المدفوعات، إلا أن القاضى برودى رفض التسويات المقترحة المبدئية ولم يتجاهل الدعاوى المرفوعة من التجار متضمنة الأضرار التى لحقت بهم وبالأسواق جراء مبالغات الرسوم التى تفرضها الشركتين وإحتكارهما للسوق.

ظهور منافس جديد للعملاقين برأس مال 100 مليار دولار يهدد عرشهما
وكانا المتحدثان بإسم “فيزا وماستر كارد” قد علقا على حكم المحكمة الفيدرالية مؤكدين أنه مضر بمرونة التعاملات المالية والتجارية بين التجار والكيانات فى الأسواق، موضحين إستعدادهما السابق فى مارس و12 يونيو على تقديم تسويات مرضية لكافة الأطراف، إلا أن المحكمة إرتأت فتح الباب والمجال امام شركة ثالثة لم يعلن عنها بعد لدخول السوق الأمريكى برأس مال 100 مليار دولار حتى تحدث نوع من التوازن والمنافسة التى تفيد التجار والمستهلكين على حد سواء، وهو ما يتطلب الإنتظار الى تقديم عروض وتسويات أكبر تخفف من الأضرار الواقعة على تجار التجزئة والمستهلكين وتتيح الفرصة امام دخول عملاق ثالث لكروت الشراء والإئتمان الى الأسواق الأمريكية ومن ثم العالمية.  

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيزا ماستر كارد المحكمة الفيدرالية تجار التجزئة تجار التجزئة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

نصر إسرائيل الزائف!

ليس بمنطق المكايدة التأكيد على زيف دعاوى إسرائيل بالانتصار فى حربها فى غزة، وإنما هو حكم موضوعى صرف. صحيح أن الحرب لم تنته بعد، ما يعنى أن النتيجة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولكن الحرب فى خواتيمها ما يستدعى الإعلان عمن المنتصر ومن المهزوم. واذا كانت حماس لا تستطيع ادعاء النصر فى ظل الوضع المأساوى الذى تعيشه غزة، فإن الحديث عن هزيمتها أيضا نوع من تجاوز الحقيقة.

فبماذا نفسر الحديث الإسرائيلى المتواصل عن قرب انتهاء العمليات العسكرية فى غزة وتحقق اهداف الحرب؟ المسألة ليست سوى حفظ لماء الوجه فقط لا غير، فإسرائيل التى دخلت حربا غير مدروسة باعتراف الكثير من رموزها السياسيين وتأكيد مسئولين أمريكيين شبهوا الحرب هناك بما جرى للولايات المتحدة فى افغانستان والعراق، تريد أن تحافظ على صورتها كقوة عسكرية لا تقهر. صحيح أن حجم الرد على عملية طوفان الاقصى ربما تجاوز مستوى العملية ذاتها، ولكنه كان يهدف إلى الحفاظ على قوة فكرة الردع.

وإذا كانت جبهة الحرب الإسرائيلية على غزة تحمل الكثير من الغرائب خاصة على الجانب الفلسطينى إلى الحد الذى يرقى بموقف الغزيين لمستوى الملاحم، فإن من مظاهر ذلك أنه بعد نحو تسعة شهور من الحرب ما زال فى إمكانية حماس اطلاق صواريخ وقذائف على مدن ومناطق تابعة للكيان الصهيونى. بهذا المنطق فإن أى حديث عن القضاء على حماس من قبل نتانياهو أو غيره لا يعدو سوى أن يكون حديث خرافة!

واذا كانت غزة بأكملها صمدت فى وجه العدو، فلعل مسار العمليات العسكرية فى رفح والتى يفترض أنها تأتى والمقاومة تلفظ أنفاسها الأخيرة، يؤكد العكس، حيث تعتبر رفح من أكثر المناطق التى تعرضت فيها القوات الإسرائيلية لخسائر على مدار فترة الحرب بأكملها.

وربما تكتمل الرؤية بالاستعانة بما يمكن وصفه بشهادة شاهد من أهلها وهو فى حالتنا الكاتب الإسرائيلى المعروف جدعون ليفى الذى قدم تحليلا متميزا لهذا الجانب فى مقال له بصحيفة هآرتس، بإشارته إلى أن الإعلان عن القضاء على «جيش» حماس خطة تهدف إلى إتاحة المجال لانسحاب معظم القوات الإسرائيلية من غزة ونقلها إلى الحدود الشمالية لشن حملة أخرى «مظفرة ومجيدة» فى لبنان، مثل تلك التى جرت بالقطاع الفلسطينى المحاصر. بمعنى أن الموقف فى النهاية فرض على الدولة العبرية أن تتظاهر بالنزول من الشجرة الملطخة بالدماء التى تسلقتها، مضيفا أنه على هذه الخلفية كان من الأفضل لإسرائيل أن تتصنع النصر، رغم أن حماس كما يرى انتصرت دبلوماسيا واجتماعيا وأخلاقيا واقتصاديا رغم تلقيها ضربة عسكرية.

فى النهاية انتهت الحرب ولم تنتهِ حماس والتى من المحتمل أن يكون لها دور فى حكم غزة فيما بعد الحرب، لأن حماس كما قال دانيال هاجارى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى فكرة لا يمكن القضاء عليها، وهو طرح يبدو يصل لمرتبة اليقين لدى آخرين فى الجيش الإسرائيلى على نحو ما عبر بينى جانتس الوزير السابق فى مجلس الحرب وزعيم حزب معسكر الدولة فى إسرائيل بالإشارة إلى إن «حماس فكرة لا يمكن تدميرها، ولكن القضاء على قدراتها.

ورغم ذلك فإن الجانب الذى ربما لم يدركه هاجارى أو جانتس هو ان الأمر ليس حماس أو غيرها، وإنما يتعلق بهوس الفلسطينى بوطنه والرغبة فى التضحية بالغالى والنفيس لبقائه أو استرجاعه، وذلك هو سر صمود غزة فى مواجهة آلة نتانياهو العسكرية ما دعاه لمحاولة الادعاء بتحقيق ذلك النصر «الزائف»!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • مركز شباب المراشدة
  • محكمة كويتية تؤيد حكما بالسجن 10 سنوات على أحد أفراد الأسرة الحاكمة
  • مليون دولار غرامة على Verizon لتسوية تحقيق انقطاع خدمة 911
  • المحكمة العليا الأمريكية ترفض حد صلاحية الدولة في التدخل بمحتوى الشبكات الاجتماعية
  • نهاية نتنياهو
  • نصر إسرائيل الزائف!
  • المحكمة العليا الأمريكية ترفض الحد من صلاحية الدولة في التدخل لدى الشبكات الاجتماعية
  • المحكمة العليا الأميركية ترفض الحد من صلاحية الدولة في التدخل لدى الشبكات الاجتماعية