دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم لتقديم الدعم الدولي العاجل لتلبية احتياجات اللاجئين السودانيين على حدود تشاد، واتخاذ إجراءات فورية مع وصول الأزمة الإنسانية إلى مستويات حرجة، وتزايد المخاوف الصحية والحوادث الأمنية وموسم الأمطار الوشيك.
وأوضحت أن النزاع في السودان أجبر أكثر من 600 ألف لاجئ سوداني و180 ألف عائد تشادي معظمهم من النساء والأطفال على الفرار إلى تشاد، ولا تظهر أي علامات على تراجع تدفق اللاجئين على حدود تشاد، مع مرور أكثر من 630 شخصًا في المتوسط يوميًا.


أخبار متعلقة أزمة الكهرباء في مصر.. رئيس الوزراء يكشف موعد انتهاء انقطاع التيار"التعاون الإسلامي" يُحذر من دخول غزة المرحلة الإنسانية الأكثر حرجًاووسعت المفوضية خدماتها وأنشأت 6 مخيمات جديدة للسودانيين، وقريتين للعائدين التشاديين، بما في ذلك العيادات المتنقلة ونقاط للمياه والصرف الصحي، ورغم ذلك ما زالت هذه الجهود ليست كافية.

خطر جديد يهدد اللاجئين السودانيين في #تشاد.. ما القصة؟#اليوم
للتفاصيل..https://t.co/q4yNq6qG71 pic.twitter.com/vFD5g4kRV4— صحيفة اليوم (@alyaum) March 12, 2024
أزمة صحية حادةوأشارت المفوضية إلى أن الظروف أدت إلى أزمة صحية حادة، وجرى الإبلاغ عن حالات التهاب الكبد E وحالات وفيات، وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، ومع استمرار القتال لا تزال احتمالات حدوث المزيد من النزوح مرتفعة.
ولفتت إلى أنها تعاني نقص تمويل الاستجابة للازمة في تشاد، إذ تلقت 10% فقط من مجموع الاحتياجات للعام الحالي 2024 البالغة 214,8 مليون دولار أمريكي.
كما تحتاج إلى 80 مليون دولار لبناء 3 مواقع إضافية مزودة بالخدمات الأساسية.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس جنيف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الأمم المتحدة اللاجئين السودانيين اللاجئين السودانيين على حدود تشاد الحرب في السودان

إقرأ أيضاً:

حين يُصبح العطاء عِبئاً

في أعماقنا، نتوق جميعًا لأن نكون كرماء، أن نعطي بلا حدود، لأن العطاء بحد ذاته قوة تربطنا بالآخرين وتجعلنا نشعر بأننا جزء من شيء أكبر. لكن، ماذا لو تحوّل العطاء من فضيلة إلى عبء؟ ماذا لو أصبح هذا العطاء، الذي أردناه تعبيرًا عن الحب والكرم، استنزافًا لذواتنا وضياعًا لحدودنا؟
العطاء الزائد، وإن بدا نبيلاً، يحمل في طياته خطراً يُهمَل ذكره في كثير من الأحيان: خطر فقدان التوازن. يقول الكاتب الأمريكي آدم غرانت في كتابه “Give and Take” إن “العطاء المفرط دون وعي يؤدي إلى استنزاف الشخص تمامًا”، مشيرًا إلى أن المانحين الذين لا يضعون حدودًا غالبًا ما يجدون أنفسهم في دائرة من الاستغلال أو التهميش. إن تقديم كل شيء، دون مقابل أو تقدير، لا يعني فقط أنك تضعف نفسك، بل يعني أيضًا أنك تُعلّم الآخرين أن يأخذوا بلا حساب.
في كثير من العلاقات، يصبح العطاء الزائد من طرف واحد وسيلة لإرضاء الآخرين، على حساب النفس. يحدث ذلك بدافع الخوف من الرفض، أو الرغبة في القبول، أو حتى بسبب ثقافة اجتماعية تُمجد التضحية المطلقة. لكن هنا تكمن المشكلة: التضحية التي لا تُقدر، تتحول مع الوقت إلى إحساس بالخذلان. كما قالت الكاتبة الأمريكية هارييت ليرنر في كتابها “The Dance of Anger”، “العطاء بلا حدود ليس حبًا، بل هو فقدان للذات.”
من المؤلم أن نرى كيف يمكن للعطاء المفرط أن يؤدي إلى اختلال التوازن في العلاقات. تخيل علاقة حيث يُعطي شخص كل ما لديه دون أن يتلقى شيئًا في المقابل؛ هذا النوع من العلاقات يخلق استغلالًا غير مقصود، حيث يصبح الطرف الآخر معتادًا على الأخذ دون تفكير. عندما يُتوقع منك دائمًا أن تكون موجودًا، أن تقدم المساعدة، أن تعطي بلا توقف، يصبح من الصعب رسم حدودك. الحدود هنا ليست قسوة، بل هي حماية لعطائك نفسه. كما تقول الباحثة برينيه براون: “الحدود الواضحة هي فعل حب تجاه النفس وتجاه الآخرين. إنها تعني أنني أهتم بك بما يكفي لأخبرك أين يتوقف عطائي.”
لكن لماذا نقع في هذا الفخ؟ جزء من الإجابة يكمن في مفهوم العطاء نفسه، الذي يُصوره دائمًا كرمز للفضيلة. نحن نكبر مع رسائل تُشيد بالعطاء اللامحدود وتربط التضحية بالسعادة، متناسين أن السعادة تأتي من التوازن، لا من المبالغة. العطاء الذي لا يترك مساحة للاهتمام بالنفس، والذي يُمارس دون وعي، يُصبح نقمة. العطاء الحقيقي لا يعني أن تُرهق نفسك من أجل الآخرين، بل أن تشارك معهم من وفرة نفسك، لا من استنزافها.
في بعض الأحيان، يكون قول “لا” أقرب إلى العطاء مما نعتقد. قول “لا” يعني أنك تحترم وقتك، طاقتك، واحتياجاتك. يعني أنك تضع قيمة حقيقية لعطائك، فلا يصبح شيئًا يُؤخذ كأمر مسلم به. تقول الكاتبة شيريل ريتشاردسون في كتابها “The Art of Extreme Self-Care”:: "عندما تقول ‘نعم’ للآخرين طوال الوقت، فإنك تقول ‘لا’ لنفسك.”
لكن، كيف نحافظ على التوازن؟ المفتاح يكمن في الوعي الذاتي. اسأل نفسك: لماذا أعطي؟ هل هو بدافع الحب والكرم؟ أم أنني أعطي لأشعر بالقيمة أو لتجنب الرفض؟ إدراك دوافعك هو الخطوة الأولى نحو عطاء صحي. الخطوة التالية هي تعلم وضع حدود واضحة. الحدود ليست حاجزًا أمام العطاء، بل هي ضمانة لأن يكون عطاؤك حقيقيًا ومستدامًا.
العطاء قيمة عظيمة، لكن قيمته تتضاءل عندما يصبح عبئًا. التوازن هو الحل، ذلك الخط الدقيق بين أن تعطي بسخاء، وأن تحفظ نفسك من الإنهاك والاستنزاف. كما قال الكاتب والفيلسوف البريطاني آلان واتس: “لا يمكنك صب شيء من كوب فارغ. امتلئ أولاً، ثم اعطِ الآخرين مما يفيض عنك.”
تذكّر دائمًا: العطاء الحقيقي يبدأ من عطائك لنفسك. أن تكون كريمًا مع ذاتك، أن تحترم وقتك وطاقتك، هو الأساس الذي يُبنى عليه أي عطاء للآخرين. فلا تجعل من نفسك شعلة تحترق لتضيء الطريق للآخرين، بل اجعلها نورًا مستدامًا يضيء الطريق للجميع، بمن فيهم أنت.

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات محمد بن راشد .. “دبي الإنسانية” تنقل أكثر من 68 طناً من المساعدات لقطاع غزة
  • بتوجيهات محمد بن راشد.. "دبي الإنسانية" تنقل أكثر من 68 طناً من المساعدات لغزة
  • بتوجيهات محمد بن راشد.. دبي الإنسانية تنقل أكثر من 68 طناً من المساعدات لقطاع غزة
  • ممثل مفوضية الأمم المتحدة: مصر احتضنت على مدى عقود ملايين اللاجئين بدون مقابل
  • رد رسمي: بلدية الكفرة وزعت أكثر من 50 شاحنة مساعدات للاجئين السودانيين
  • أزمة سيولة خانقة تفاقم معيشة السودانيين
  • حين يُصبح العطاء عِبئاً
  • الآن بالمكتبات.. رواية "معزوفة اليوم السابع" جديد الأردني جلال برجس عن دار الشروق
  • “الشروق” المصرية تصدر “معزوفة اليوم السابع” لجلال برجس
  • إصابة حرجة لشخص إثر انهيار مبنى تحت الصيانة بعبري