يوم النشور.. عيد تقليدي أصيل يكشف عمق وحدة القبيلة اليمنية ويزعج المليشيا الحوثية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
يودع ابناء قبائل محافظة عمران (شمالي اليمن)، عيد الاضحى المبارك بطريقتهم الخاصة كعادة قبلية يمنية أصيلة توارثها الاباء عن الأجداد، وانتهجها الاحفاد منذ مئات السنين والتي يكادون ينفردون ويتميزون بها دون بقية ابناء المحافظات اليمنية.
"يوم النشور" هو اليوم الذي يصادف العاشر من عيد الأضحى الموافق 19 من ذو الحجة من كل عام، ويجتمع فيه كافة ابناء قبائل عمران ويرمون فيه وراءهم كل انتماءاتهم الحزبية والفئوية معلنين توحيد صفوفهم ليقضوا وقتا ممتعا مع حجاج بيت الله الحرام العائدين بعد ادائهم مناسك الحج، يؤدون فيه رقصات واهازيج شعبية، ويتبارون بإطلاق الرصاص على أهداف رمزية، يتباهى خلالها المتبارون بتحقيق إصابات أكثر.
في عيد الاضحي المبارك يتخذ الفرح اشكالا وصورا متعددة، وفي عمران يتخذ العيد طابعا خاصا ومتميزا من خلال العادات والتقاليد العيدية اليمنية الأصيلة تختتم به القبائل بيوم النشور عاشر ايام العيد، حيث تجتمع فيه القبائل من مختلف مديريات عمران، لتأدية الزوامل والاهازيج والمهايد العيدية والرقص والبرع الشعبي احتفاء بآخر أيام العيد وحفاظا على عادات وتقاليد الاجداد رافضين للعادات الدخيلة المستوردة من خارج اليمن، والتي تعمل مليشيا الحوثي على احياءها بطابعها الشيعي الذي تمثله.
احياء للعادات والتقاليد المؤلوفة في سالف الازمان تعمق القبائل في اجتماعها اليوم روح المحبة والوئام والالفة والتسامح تسودها السعادة والفرح والتعارف والمصافحة والسلام ووحدة الصفوف بينهم تحديدا للمساندة والتكاتف بين ابناء العشائر حيث تمنع القبائل فيها رفع أي رايات أو شعارات فئوية أو طائفية وهو مما يثير امتعاض مليشيا الحوثي التي تحاول كل عام منع هذا الاحتفال وتحاول استغلاله وتعكير صفوفه بشعاراتها الخمينية الدخيلة وسط ممانعة القبائل.
وتتخذ القبائل احد ساحتها ميدانا لاجتماع القبائل تطلق فيها الاعيرة النارية الخفيفة والثقيلة بشتى انواعها واحجامها اشعارا لوصول قبيلة وترحيب من القبيلة اخرى وتدق الطبول للرقص عليها والاستماع للزوامل والقصائد الشعبية ثم تناقش كافة التحديات التي تواجهها لاتخاذ مواقف لمعالجتها.
اللافت للأمر ان احتفاء القبائل بيوم النشور، يأتي مخالفا ونكاية باحتفاء السلالة الكهنوتية المتمثلة بمليشيا الحوثي بخرافة "عيد الولاية" او ما تسميه "عيد الغدير" في تأكيد على رفض هذه المناسبة الدخيلة المستوردة من إيران والتي تحاول من خلاله تكريس خرافة أحقية سلالتها بالحكم دون بقية اليمنيين.
ويوم النشور، يوم تاريخي تتوج فيه الافراح لوداع العيد وتفتخر فيه القبيلة اليمنية بمناقبها وقوتها ووحدتها وتستعرض خلاله اسلحتها المتنوعه والمحمولة على اكتاف ابنائها، بإطلاق العيارات النارية في الهواء كتقليدا من تقاليد يوم النشور.
وتَقلق كثيراً مليشيا الحوثي من الاحتفال بهذا اليوم، الذي يجسّد عمق وحدة القبيلة اليمنية، وتسعى إلى إيقاف احياءه، وهي المساعي التي تصتدم دائماً بتحد ورفض قبلي، حد إطلاق الزعامات القبلية في كلمات تلقيها بهذه المناسبة تهديدات صريحة للقيادات الحوثية، لعل أبرزها تهديد أطلقه الزعيم القبلي الغولي العام المنصرم، ضد قائد الجناح العسكري للمليشيا ابو علي الحاكم.
للمزيد..
- عمران ترد على "يوم الولاية" الحوثية بـ"عيد النشور".. والشيخ الغولي يشن هجوماً لاذعاً على القيادي أبو علي الحاكم
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
إيران تنفي اتهامها بالتصعيد في اليمن وتؤكد أن الهجمات الحوثية مرتبطة بما يجري في غزة
نفت إيران الاتهامات الموجهة لها بالمشاركة في تصعيد الصراع في اليمن وتهريب الأسلحة لجماعة الحوثي، مؤكدة أن الأخيرة مستقلة في قراراتها وأفعالها، بما في ذلك عملياتها التي قالت بأنها تأتي دعماً لأهل غزة ورداً على انتهاك سيادة اليمن وسلامة أراضيه.
وعبر السفير الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجلس الأمن، عن رفض طهران القاطع وإدانتها "للتصريحات المتهورة والاستفزازية" الصادرة عن مسؤولين أميركيين، بينهم دونالد ترامب، محذرا من أن "أي عمل عدواني ستكون له عواقب وخيمة، وستتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتها كاملة".
وأدان بشدة، "التصريحات العدائية الأخيرة" التي أدلى بها كبار المسؤولين في حكومة الولايات المتحدة، بما في ذلك الرئيس ترامب، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة، لتبرير أعمالها العدوانية وجرائم الحرب ضد اليمن بشكل غير قانون.
وأكد أن التهديدات بإستخدام القوة ضد إيران، تعد انتهاكا واضحا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، متعهدا بإلتزام بلاده بالدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها ومصالحها الوطنية، وفق وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وجدد إدانة بلاده بشدة لما سماه بـ "العدوان العسكري" الأخير والاستخدام غير القانوني للقوة ضد اليمن من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا. معتبرا تلك الإجراءات "انتهاكا واضحا لسيادة اليمن وسلامة أراضيه، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالتالي تشكل تهديدا خطيرا للسلم والاستقرار الإقليميين".
وقال: "أغتنم هذه الفرصة أيضًا لأرفض مرة أخرى رفضًا قاطعًا الادعاءات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة التي وجهها ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن اليمن، وكذلك الاتهامات التي وجهتها المملكة المتحدة وفرنسا بشأن ما وصفتاه بـ "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، والتي أثيرت في الاجتماع المفتوح لمجلس الأمن بتاريخ 6 مارس 2025، في إطار بند جدول الأعمال "الوضع في الشرق الأوسط" (الاجتماع 9873). هذه الإتهامات لا أساس لها من الصحة ولا تتمتع بأي مصداقية".