صحيفة البلاد:
2025-03-25@14:52:33 GMT

نعوم تشومسكي «1»

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

نعوم تشومسكي «1»

تلقّفت وسائل التواصل الاجتماعي إشاعة خبر وفاة عالم النفس المعرفي وعالم اللغة الأشهر نعوم تشومسكي ،فانتشر التأبين في كل مكان من دون أن يفحص أحدهم الخبر من مصادر صحيحة موثوقة إلى الدرجة التي اضطرت زوجته البرازيلية فاليريا ،إلى الخروج إلى الإعلام والإعلان عبر وكالة الأسوشيتد بريس أن الخبر غير صحيح ،وأن زوجها عالم اللغة الشهير قد تحسّنت حالته الصحية وخرج من المستشفى لإكمال علاجه بالمنزل في ساوبالو بالبرازيل ،حيث يعيش هناك منذ 2015 .

لاشك أن صحة تشومسكي، 95 سنة، قد اعتلّت مؤخراً خاصة بعد إصابته بسكتة دماغية قبل عام أبقته على مقربة من المستشفى بين الحين والآخر. هذا بالإضافة إلى أمراض الكهولة الأخرى التي تطارد كل من يقترب من حاجز القرن، أو المائة سنة من العمر. جيروم برونر، زميله في قسم علم النفس بجامعة هارفارد، تجاوز هذا الرقم وبلغ من العمر 100 سنة قبل أن تقضي عليه أمراض القلب التي لم تمكّنه من
البقاء سنة واحدة بعد حاجز المائة سنة، مازال أمام تشومسكي 5 سنوات ليلحق برقم زميله برونر.

نعوم تشومسكي وزميلاه جيروم برونر وجورج ميلر، وكلّهم يشتغلون في نفس القسم بجامعة هارفارد، يمثّلون الثلاثة الذين قادوا الثورة المعرفية ضد النظرية السلوكية التي كانت مسيطرة على الساحة التربوية منذ مطلع القرن الماضي ، والتي كان يقودها في نفس القسم من الجامعة ،طيب الذكر ب.ف.سكنر الذي يعتبر تشومسكي عدوّه اللدود.

السلوكيون عادة، أمثال سكنر وكل سلوكي، ينفرون من الأشخاص الذين يهدّدون سلطتهم، وهذا الموقف العدائي الذي تبنّاه سكنر جاء بسبب أن تشومسكي زلّزل كيان النظرية السلوكية ببحثه الشهير في نهاية الخمسينات من القرن العشرين الذي أثبت فيه عجز النظرية السلوكية في تفسير تعلّم اللغة وخاصة عند الأطفال في الوقت الذي كان فيه سكنر يروّج لفكرة أن اللغة سلوك. ماتت النظرية السلوكية على الورق منذ تلك الورقة البحثية التي جاء بها تشومسكي، وقد ساعده في دفنها جيروم برونر وجورج ميلر؛ لكن شبحها ظلّ موجوداً في الساحة وعادت إلى الحياة مجدداً بسبب معطيات وقوىً أخرى ليس هذا المكان مناسباً للحديث عنها.

المفارقة الساخرة في قضية خبر وفاة العالم الشهير تشومسكي المكذوب ،هو أنه جاء بسبب قضية الإعلام التي حذّر منها تشومسكي كثيراً في كتابه الذي يحمل عنوان “صناعة الموافقة”، وفي مقالاته ومحاضراته إذ بيّن أن الإعلام يخدم مصالح مالكيه ، وهم عادة أولئك النخبويون الأقوياء والأغنياء أو الشركات الكبرى ، ويتجاهل في الوقت نفسه الجمهور من عامة الناس وقضاياهم الكثيرة.

يقول تشومسكي أن الحاجة أصبحت ملحّة في هذا العصر المجنون الذي نعيشه ، إلى عدم تقبّل الأخبار من أول وهلة، كما فعل الناس في شبكات التواصل وبعض المنصّات الإخبارية الهشّة، بل يجب أن نمارس التفكير الناقد مع أي خبر يصل إلينا لمقاومة الانحياز الذي ينتشر في الإعلام ،ومواجهة بعض الأجندات التي تختفي بين سطور الأخبار الرئيسية التي نطالعها يوميا.
لعلنا في مقال قادم ، نتناول جانبا أخر من نشاطات تشومسكي الفكرية الأخرى ،التي لا تقل أهمية عن نظرياته العلمية المؤثرة في علم النفس المعرفي، ونأمل أن يكون ذلك قبل أن يتوفّاه الله.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ما الذي تعرفه شركات الإعلانات الكبرى عنك؟

هل شعرت يوما أن هاتفك يقرأ أفكارك؟ تبحث عن حذاء رياضي، فتغزو إعلانات الأحذية صفحاتك على الإنترنت. وتذكر نيتك السفر إلى المكسيك في رسالة خاصة، فتجد فيضانا من عروض الفنادق في كانكون على حسابك في إنستغرام. هذه ليست مصادفات، بل نتيجة مباشرة لثورة في عالم الإعلان الرقمي يقودها الذكاء الاصطناعي.

في تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأميركية، يكشف الصحفي خيسوس ميسا كيف باتت شركات الإعلانات الكبرى تعرف عن المستخدمين أكثر مما يتصورون، عبر أدوات تقنية متقدمة تجمع وتحلل سلوكهم بدقة متناهية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تتحول أسواق المال الهابطة إلى فرص استثمارية؟list 2 of 2ما دور الشخصيات التجارية في العراق خلال رمضان؟end of list من ملفات تعريف الارتباط إلى خرائط الهوية المتصلة

في الماضي، اعتمدت الإعلانات الرقمية على "الكوكيز" أو تتبّع الأجهزة. أما اليوم، فتعتمد شركات مثل "ببليكس غروب" على خرائط هوية رقمية متصلة تعرّف المستخدم كفرد حقيقي، وتربط نشاطه عبر عدة منصات.

في عرض تقديمي نُشر على يوتيوب، قال المدير التنفيذي لأكبر شركات الإعلان في العالم آرثر سادون: "نحن لا نتعامل مع الأجهزة أو الكوكيز، بل مع أشخاص حقيقيين.. الذكاء الاصطناعي لا يساوي شيئا بدون بيانات".

وأشار سادون إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي الجديد الذي طورته شركته، والمعروف باسم "كوري" (Cori)، قادر على التتبع والتفاعل مع 91% من البالغين المتصلين بالإنترنت حول العالم.

ببليكس غروب تعتمد على خرائط هوية رقمية متصلة تعرّف المستخدم كفرد حقيقي، وتربط نشاطه بعدة منصات (الفرنسية) ماذا يعرف المعلنون عنك؟

بحسب "ببليكس"، فإن قاعدة بيانات "إيبسيلون" التي تستخدمها الشركة تحتوي على معلومات عن 2.3 مليار شخص حول العالم، وتتضمن 7 آلاف نقطة بيانات للفرد الواحد داخل الولايات المتحدة فقط. وتشمل هذه البيانات:

إعلان ما يشاهده المستخدم وما يقرأه. من يعيش معه. من يتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي. ما يشتريه (عبر الإنترنت وفي المتاجر). متى وأين ولماذا يقوم بالشراء؟

تتبع هذه البيانات لا يقتصر على النشاط الرقمي، بل يشمل أيضا 75% من المعاملات التي تتم داخل المتاجر.

كمثال على مدى الدقة، عرضت الشركة "لولا"، وهي شخصية افتراضية مبنية على بيانات حقيقية، تعرف الشركة عنها كل شيء من اهتماماتها إلى عاداتها الشرائية، وحتى احتمال تغييرها ولاءها لعلامة تجارية في حال تغيّرت أسعار منتجاتها أو دخلها.

"إذا ارتفع سعر عصيرها المفضل وبقي دخلها كما هو، يتوقع النظام أنها ستنتقل إلى علامة تجارية أرخص، ويتم تعديل الإعلانات تلقائيا بناء على ذلك"، بحسب سادون.

قطاعات كبرى على خطى ببليكس

شركات عملاقة أخرى مثل ميتا (فيسبوك وإنستغرام) وأدوبي تبنّت هذا النموذج. وطورت ميتا أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين استهداف الإعلانات بشكل لحظي، بينما أطلقت أدوبي إطارا كاملا لإدارة الحملات التسويقية عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي، بهدف تحسين تجربة المستخدم.

وفي تصريح لافت، قال دان ديرن، المدير المالي لأدوبي: "طموحنا أن يتأثر كامل دخل الشركة بالإعلانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي".

عند اختيار المستخدمين عدم تتبعهم، تشير تقارير إلى أن البيانات لا تزال تُجمع وتُستخدم (رويترز) لكن.. ماذا عن الخصوصية؟

في المقابل، تزداد المخاوف بشأن الخصوصية. فحتى عند اختيار المستخدمين عدم تتبعهم، تشير تقارير إلى أن البيانات لا تزال تُجمع وتُستخدم. ونشرت دراسة عام 2022 على موقع "أرشيف دون أورغ" كشفت أن العديد من المعلنين لا يزالون يعالجون ويتبادلون بيانات المستخدمين، رغم وجود قوانين مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا (جي دي بي آر) وقانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (سي سي بي إيه).

وقالت النائبة روث كادبري في تصريحات لوسائل الإعلام البريطانية: "من الواضح أن هناك أسئلة تُطرح عن مدى اعتمادنا على أنظمة تتعامل مع بيانات المستخدمين بهذا الحجم وبدون رقابة فعالة".

إعلان

الإعلانات التي تستهدفك اليوم لم تعد تستند فقط إلى ما تنقر عليه، بل إلى آلاف الإشارات الرقمية التي تُجمع عنك كل يوم.

وبينما ترى الشركات أن الذكاء الاصطناعي جعل التسويق أكثر فعالية وأقل تبذيرا، يرى النقاد أنه فتح الباب لاقتصاد يقوم على مراقبة الفرد وتوجيه سلوكه الاستهلاكي بدقة غير مسبوقة.

قد يكون الذكاء الاصطناعي قد حوّل الإعلانات إلى "محادثات شخصية"، لكنه طرح كذلك سؤالا مقلقا: إلى أي مدى نتحكم فعليا في بياناتنا وهوياتنا الرقمية؟

مقالات مشابهة

  • العيد الذي نحتاجه
  • بعد "ابتسم أيها الجنرال".. مرح جبر تكشف الثمن الذي دفعته!
  • تمديد الحراسة النظرية للممثل “بهلول”
  • المبلغ الضخم الذي يكسبه رونالدو مقابل كل ظهور إعلاني
  • [موديبو] يحتاج إلیٰ مٶدِب !!
  • روايات كاشفة للأسرار في مسلسل "لام شمسية"
  • منظمة التعاون الإسلامي تُدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في النيجر
  • الدعاء الذي لا يرد في رمضان
  • ما الذي جرى لليابان بعد أن اكتشفت الإسلام؟
  • ما الذي تعرفه شركات الإعلانات الكبرى عنك؟