صحيفة البلاد:
2025-02-03@02:57:33 GMT

إرضاء الناس غاية قد تدرك

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

إرضاء الناس غاية قد تدرك

عندما تُطرح علينا قضية ما للوهلة الأولى، اعتدنا النظر إليها من (خرم الإبرة) على الرغم من مساعي محفزي التنمية البشرية في حثّنا على النظر للأمور باتساع أكبر، والخروج من صندوق أفكارنا الذي لم نره بالعين المجردة حتى هذه اللحظة، إلا أننا لازلنا نقاوم أي فكرة للتغيير أو التطوير قبل أن نتحمّل عناء رؤية الأبعاد المحيطة بالأمر، رفض منبعه عدم القدرة على تقبّل المتغير، لأن المتغيّر يحتاج لمجهود ما بين الاستيعاب والفهم والتأقلم.

لا أقصد بقولي هذا أنني خارجة من إطار عدم التأقلم السريع، إلا أنني أحاول أن أفكر بمنطلق الطرف الآخر، وهنا أقصد بالطرف الآخر وزارة التعليم وقراراتها التي لم تأتِ على مزاجنا نحن كأولياء أمور أو منسوبين للتعليم، ولا أعلم من منّا على صواب، وسواءً أدركنا الصائب من بيننا أم لم ندرك، فالأمر واقع لا محالة، لذا من الأفضل أن نوسّع دائرة النظر، ونبحث عن ما وراء الأمر من خفايا إيجابية تكون لصالح القرار.

في البداية حتى نكون أكثر واقعية ، لازالت بعض المباني لمدارسنا تحوي أعداداً تفوق المتوقع، يصاحبها نظام تكييف ضعيف، ممّا يجعل تواجد الطلاب والطالبات في فصل الصيف الذي لا يتوافق قدومه مع مناسكنا الدينية ،أمر في غاية الإزعاج، وبالتالي نكون بين خيارين: إما أن نترك أبناءنا في أجواء شديدة الحرارة داخل تلك المباني، أو أن نسمح للسنة الدراسية أن تتخللها مناسباتنا الدينية على الرغم من تفرّدنا بالقيمة لتلك المناسبات لتكريمنا بوجود الحرمين الشريفين.

من نظرة أكثر أمومة وإنسانية ، أرى أن القرار ببقاء الدراسة وفقاً للنظام العالمي في التعليم ،أمر جيّد.
أما من جهة أخرى، ننظر لحال الفترة الزمنية الطويلة التي تمرّ على الطلاب والمعلمين ما بين أيام دراسية واختبارات باختلاف أشكالها، لأطرح سؤالاً مهماً:هل نحتاج إلى هذا الكم من الإجازات المطوّلة التي تتخلّل العام الدراسي لنشعر الطالب أننا نخفف عنه وطأة الفصول الثلاثة؟ أم أنها آلية تُتبع لفترة زمنية معينة إلى أن يعتاد الجميع على نظام الثلاثة فصول؟

أعود لنظرتي كأم تعيش هذه الأحداث من التذبذب في الاستقرار التعليمي لأبنائها: هناك فجوات من الخمول ناتجة من كثرة الإجازات المطوّلة التي تفصل الطلاب عن المنهج الدراسي، بالإضافة إلى تلك الظاهرة التي استحدثت بين الطلاب وبعض المعلمين والتي لا يمكن غضّ النظر عنها ،ألا وهي ظاهرة الاستخفاف بالحضور أيام الخميس والأحد التي تسبق أو تعقب الإجازة المطوّلة.

كم أرجو أن يكون هناك وجهة نظر حقيقية تردّ على هذا التساؤل، أو على الأقل رقابة حقيقية وملزمة لتتوقف تلك الظاهرة، هذا إذا وضعنا في الاعتبار الأسبوع الأخير قبل الإجازة لعيد الفطر المبارك والذي أصبح في نظر الطلاب وبعض المعلمين (مع التأكيد على كلمة البعض) حقاً مكتسباً للغياب.

قضية القرارات التعليمية ،تحتاج لصولات وجولات من النقاش والتداول، وفي النهاية كان الله في عون أصحاب القرار في هذا القطاع، على الرغم من أنهم استطاعوا وبجدارة من جعل إرضاء الناس غاية تدرك، من خلال الصمت وعدم الردّ على المعارضين إلى أن تحدث حالة التعايش مع قراراتهم وتصبح نظاماً معتمداً.

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بغض النظر عن اختلافنا السياسي مع البرهان، يلزمنا جميعا الاعتراف له بالشجاعة

#شهادتي_لسجل_التاريخ
بمناسبة سفره إلى أم روابة اليوم؛
بغض النظر عن اختلافنا السياسي مع البرهان، يلزمنا جميعا الاعتراف له بالشجاعة؛
الزول دا عكس قدر من الشجاعة والثبات والهمّة منقطعة النظير خلال الحرب دي؛
بدئاً من قتاله بنفسه في الهجوم الأوّل؛
لي ثباته تحت الحصار في الشهور الأولى؛
لمغامرة خروجه الخلّت جداد القحّاتة يكاكي؛
للظهور المعلن في أماكن مكشوفة، والتعرّض فعليّا لمحاولة اغتيال بمسيّرة؛
لحضوره المبكّر في جبهات التقدّم الحيّة؛
الإذاعة، سنجة، الكدرو، القيادة، واليوم في أم روابة؛
أمّا التماسك ورباطة الجأش فيظهر جليّا في مقتل ولده، أو اغتياله بيد الميليشيا وأوليائها على ما يغلب ظنّي؛
المهم؛
بنكون ظلمناه لو ختّيناه في مقارنة مع الجبان المباري الضللة من بداية الحرب؛
والله دي شجاعة تتحكي عديل!
وبالمناسبة دي؛
ما حصل اشتريت نظريّة بعض الرفاق بتاعة إنّه البرهان ملكلك في الحرب دي والتحته ضاغطينّه؛
الانطباع العندي دايماً إنّه الجيش متوافق تحت قيادته طول الحرب؛
دا الانطباع الدايما بلمسه من الناس البعرفهم في الجيش أو العندهم صلة بيه.
#حميدتي_انتهى

عبد الله جعفر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حسام بدراوي: ضم مادة الدين للمجموع في الثانوية العامة «غير منطقي»
  • تفاصيل اللقاء المطوّل بين محمد بن سلمان والشرع
  • أجواء صقيعية.. ثلوج وأمطار غزيرة إلى غاية الأربعاء
  • بغض النظر عن اختلافنا السياسي مع البرهان، يلزمنا جميعا الاعتراف له بالشجاعة
  • برج الأسد .. حظك اليوم الأحد 2 فبراير 2025: خلافات بسيطة
  • ناقد رياضي: صفقات الأهلي والزمالك إرضاء للجمهور وبدون معايير
  • عبد المنعم سعيد: طرح ترامب لفكرة التهجير إرضاء لليمين الإسرائيلي
  • المطوّر العقاري وتمليك التجاوزات.. تفاصيل جديدة عن المشروع
  • مختص يحذر من 3 أشياء بعد تصحيح النظر .. فيديو
  • تسلا: إنتاج سيارات جديدة بأرخص الأسعار