شعبان بلال (عدن، القاهرة) 

أخبار ذات صلة جهود أميركية حثيثة لمنع «صراع شامل» بين لبنان وإسرائيل واشنطن ترجح تمديد عمل الرصيف البحري لما بعد يوليو

دفع تزايد التهديدات في البحر الأحمر، الولايات المتحدة الأميركية، إلى البحث عن حلول مبتكرة لردع المسيَّرات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية، إذ أعلنت وحدة الابتكار الدفاعي في البنتاغون عن سعيها إلى خطة لتدمير الطائرات من دون طيار كلياً وليس التعطيل المؤقت لها.


وبحسب وحدة الابتكار الدفاعي في البنتاغون، فإن الطائرات من دون طيار أصبحت تشكل تهديداً متزايداً على القوات الأميركية والسفن التجارية التي تعبر الطرق البحرية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح التقرير أن البحرية الأميركية تعتزم وضع نموذج أولي سريع وإجراء اختبار تشغيلي مرحلي خلال 3 أشهر، مع خطة تقييم للتحقق من صحة أداء واحد أو أكثر من الحلول المقترحة على متن السفن لمكافحة الطائرات من دون طيار، ومن المتوقع أن تكون الحلول قادرة على الانتشار السريع في جميع أنحاء العالم، ومتكاملة مع مجموعة متنوعة من المنصات البحرية ويجب أن تظهر القدرة على الاندماج بسهولة في أجهزة الاستشعار الموجودة على متن السفن البحرية. 
وما زالت هذه الحلول قيد البحث للعديد من قبل شركات الصناعات الدفاعية في الولايات المتحدة، والتي وضع البنتاغون عدة شروط أمامها لتقديم هذه الحلول الحركية، أهمها التكلفة والدقة والتتبع والبحث والإصلاح والسرعة في مواجهة المسيرات الحوثية.  
ويرى خبراء عسكريون أن هذه التقنيات يجب أن تكون أكثر دقة وتأثيراً في مواجهة «المسيَّرات».
وأوضح الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، أن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد تقنيات جديدة عبر شركات القطاع الخاص العاملة في الصناعات الدفاعية على أن تكون أكثر تأثيراً من الصواريخ التي تكلف أموالاً طائلة. 
وأوضح فرج لـ«الاتحاد»، أن هناك عاملين رئيسين يسعى البنتاغون لتحقيقهما في هذا النوع من الأسلحة التي  تستهدف تدمير المسيَّرات قبل وصولها الهدف، وهما تقليل التكلفة مقارنة باستخدام الصواريخ التي تصل تكلفة الواحد منها إلى مليوني دولار، بالإضافة إلى إيجاد سلاح مؤثر ودقيق للطائرات من دون طيار. 
وأدت هجمات الطائرات المسيَّرة الحوثية في البحر الأحمر إلى مقتل 3 بحارة، وإلحاق أضرار جسيمة بأكثر من 12 سفينة، وزيادة أقساط التأمين بنسبة 900% على الشحن ضد مخاطر الحرب.
من جانبه، قال الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقاً، أنه من الواضح أن البحرية الأميركية تدرك أن محفظتها الحالية من القدرات لم تعد كافية لهزيمة الحوثيين في البحر الأحمر. 
وأضاف كيميت لـ«الاتحاد»، أن وحدة الابتكار الدفاعي تسعى للتحول إلى القطاع التجاري من أجل تطوير وتجهيز قدرة فعالة وكاملة للاستجابة في جدول زمني سريع، مشيراً إلى أن البنتاغون لا يبحث عن تقنية معينة لكن يبحث عن حل دون الإخبار عن كيفية تحقيق ذلك. 
واتفق مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية المصرية، اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، على أن تطور وتنامي استخدام الطائرات من دون طيار في العمليات العسكرية أفرز تهديداً مؤثراً، خاصةً في ظل عدم وجود منظومة متكاملة يمكنها صد المسيَّرات بنسبة اعتماد عالية.
وبين الحلبي لـ«الاتحاد»، أن بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تسعى لإيجاد حلول أكثر فعالية، ما دفع وحدة الابتكار الدفاعي إلى طرح إعلان لشركات السلاح الأميركية للوصول لتقنيات قادرة على مواجهة «المسيَّرات»، خاصة في ظل الانعكاس السلبي الذي يشهده البحر الأحمر في حركة السفن التجارية وزيادة التأمين عليها. 
وأشار الحلبي إلى أن وحدة الابتكار الدفاعي الأميركية طلبت أن تتضمن حلول شركات الصناعات الدفاعية «رصد وتدمير» «المسيَّرات».  
وفي السياق، أشار الخبير الاستراتيجي الأميركي، كالفين دارك، إلى أن هذه المبادرة تظهر إدراك القادة العسكريين الأميركيين وصناع القرار في الكونجرس للتهديد المتزايد لهجمات الطائرات من دون طيار من قبل الحوثيين، واستمرار الاستخدام المتزايد لها لاستهداف مناطق الشحن الدولية الرئيسية. 
وتابع دارك في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «تحييد الطائرات من دون طيار يعد أمراً مكلفاً، وتحتاج الولايات المتحدة إلى طريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة، للرد على هذا التهديد»، موضحاً أن التماس الشركاء التجاريين من القطاع الخاص لهذه المبادرة يعد أمراً أساسياً لأن الجيش الأميركي يريد الاستفادة الكاملة من الابتكار والإبداع لمواجهة تكنولوجيا «المسيَّرات» التي يمكن للقطاع الخاص توفيرها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البحر الأحمر اليمن الولايات المتحدة الحوثي البنتاغون الطائرات من دون طیار الولایات المتحدة فی البحر الأحمر لـ الاتحاد

إقرأ أيضاً:

روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر

تتجه روسيا إلى المضي قدمًا في خطتها لإنشاء أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا على البحر الأحمر بعد سنوات من الانتظار، وهو ما قد يجعل موسكو مثل الولايات المتحدة والصين في المنطقة، اللواتي يمتلكن قواعد في جيبوتي.

وجاء في تقرير لموقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" أن البحر الأحمر يعد أحد الممرات المائية في العالم الذي يحظى بأهمية إستراتيجية؛ حيث يربط قناة السويس بالمحيط الهندي ويؤمن عبور حوالي 12 بالمئة من التجارة العالمية.

وفي شباط/ فبراير 2024، قام وزير الخارجية السوداني علي يوسف أحمد الشريف بزيارة إلى موسكو، حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، وعقب الاجتماع قال إن البلدين توصلا إلى "اتفاق كامل" بشأن القاعدة الروسية، وهو ما عزز مبادرة من شأنها أن تسمح بتمركز ما يصل إلى أربع سفن حربية ونحو 300 جندي هناك على مدى 25 عاما.

وأشار التقرير الذي ترجمع "عربي21" إلى أنه خلال الفترة الاستعمارية، تم رسم حدود السودان بشكل مصطنع دون مراعاة الاختلافات العرقية والدينية، مما أدى إلى حرب أهلية شبه دائمة لا تزال آثارها مستمرة إلى حدود الساعة. 

وفي سنة 2011، انقسمت البلاد إلى جزأين، حيث أجرى جنوب السودان استفتاءً وأعلن نفسه دولة مستقلة، وعليه، تتسم العلاقات بين الدولتين بالتوتر، وتصل أحيانًا إلى مواجهات مسلحة.


في الوقت نفسه، يشهد السودان حربًا أهلية شرسة في السنوات الأخيرة، ففي 15 نيسان/ أبريل 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة الخرطوم بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وتعليقًا على الاتفاق بشأن القاعدة البحرية الروسية كتبت صحيفة "خبر7" التركية  أنه خلال الحرب الأهلية المستمرة في السودان، تحافظ روسيا على اتصالات وثيقة مع كل من الجيش والجماعات المسلحة الأخرى. 

وفي هذا السياق، تلتقي وفود روسية رفيعة المستوى مع مسؤولين سودانيين في بورتسودان وتحاول تعزيز التعاون العسكري مع المنطقة.

ويرى الخبراء أن الوجود الروسي في السودان أمر بالغ الأهمية بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بمستقبل القواعد الروسية في سوريا، معتبرين أن القاعدة العسكرية الجديدة في السودان ستمنح موسكو ميزة استراتيجية كبيرة في البحر الأحمر.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، صرّح سيرغي لافروف بأن المحادثات ركّزت بشكل خاص على الحرب المستمرة في السودان بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع، مؤكدًا أن موسكو مهتمة بتطبيع الوضع في السودان وتلتزم بوقف الأعمال القتالية في أسرع وقت ممكن من خلال إطلاق حوار وطني ينبغي أن يشمل جميع القوى السياسية والإثنية والدينية في البلاد.

وأضاف لافروف أنه بعد استقرار الأوضاع في السودان، ستتهيأ الظروف لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث سيكون أحد الأولويات مساعدة السودان في استغلال موارده المعدنية، مقابل قيام روسيا بتزويد السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية. بموجب الاتفاق، يجب ألا يتجاوز الحد الأقصى لعدد الأفراد العسكريين في القاعدة الروسية في بورتسودان 300 فرد، كما لن يُسمح بوجود أكثر من أربعة سفن روسية في الميناء في نفس الوقت.

وأشار موقع "يورآسيان تايمز" الهندي الكندي إلى أن روسيا تواصل توسيع وجودها العسكري في النقاط الإستراتيجية حول العالم، مما يمنحها إمكانية الوصول إلى طرق بحرية حيوية. كما أوضح الموقع أن القاعدة البحرية في السودان ستكون أول منشأة عسكرية بحرية دائمة لروسيا في إفريقيا، مما يجعلها تحظى بنفوذ مماثل للولايات المتحدة والصين في المنطقة.

ولفت موقع "يورآسيان تايمز" الانتباه إلى أن القاعدة البحرية على ساحل السودان من شأنها أيضاً أن تساعد روسيا على تعويض الخسارة المحتملة لقاعدة ميناء طرطوس في سوريا. في ظل عدم الاستقرار في سوريا والهجمات المنتظمة على البنية التحتية قد تصبح القاعدة السودانية جزءًا من إستراتيجية روسية واسعة النطاق لتوسيع نفوذها العسكري في أفريقيا. كما أن إنشاء مركز دائم للدعم اللوجستي في السودان سيمنح روسيا القدرة على الاستجابة السريعة للتغيرات في الوضع الإقليمي، بالإضافة إلى ضمان تنفيذ العمليات البحرية في المحيط الهندي.

وذكر الموقع أن المفاوضات حول إنشاء قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر قائمة منذ سنة 2017، عندما اقترح الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير على روسيا إقامة مركز للدعم اللوجستي للبحرية الروسية خلال زيارته إلى سوتشي. ومع ذلك، حالت الأحداث اللاحقة، بما في ذلك الانقلاب العسكري سنة 2019، دون تنفيذ المشروع.


وفي سنة 2020، تم التوصل إلى اتفاق يمنح روسيا الحق في نشر ما يصل إلى أربعة سفن حربية، بما في ذلك السفن النووية، في السودان لمدة 25 عامًا. وكان المشروع يهدف إلى إنشاء قاعدة ذات وظيفة دفاعية، تركز على دعم الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأردف الموقع أن خطط موسكو واجهت تهديدًا جديدًا مع اندلاع الحرب الأهلية في السودان في نيسان/ أبريل 2023، بحيث عطل الصراع بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية خطط بناء القاعدة. ووفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن روسيا توفر حوالي 87 بالمئة من إجمالي واردات السودان من الأسلحة، مما يعكس الدور المحوري لموسكو في تقديم الدعم العسكري لهذا البلد.

ونقل الموقع عن المحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني: "الجيش السوداني في أمسّ الحاجة إلى الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار لطائراته الحربية المصنّعة في روسيا. تقديم قاعدة بحرية لروسيا مقابل ذلك هو الخيار الأفضل".

وفي محاولاتها لمنع تعزيز نفوذ روسيا في أفريقيا ومن أجل الفوز بالموارد الطبيعية التي يتمتع بها السودان، بما في ذلك مناجم الذهب، تسعى الولايات المتحدة بأي ثمن إلى منع إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان. وفي سبيل ذلك، تحاول تحقيق هذا الهدف بأيدي أطراف أخرى.

وعليه، في 24 أيلول/ سبتمبر 2023، وفي مطار شانون الأيرلندي، جرى "اجتماع غير مقرر" بين فولوديمير زيلينسكي ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان. وقد أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية هذه الرواية، مشيرة إلى أن خط المواجهة بين أوكرانيا وروسيا يمتد الآن إلى أفريقيا.


وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن مشاركة كييف في نزاع داخلي في دولة أخرى تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة، خاصة في ظل تردد الغرب في تقديم دعم إضافي لأوكرانيا.

وفي ختام التقرير نوه الموقع بأن الوضع الجيوسياسي العالمي تغير بعد وصول ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، ومن غير المعروف كيفية رد فعل واشنطن على تصرفات كييف في إفريقيا خاصة في ظل وضوح طموحات الرئيس الأمريكي الحالي تجاه الدول الغنية بالموارد الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين
  • من جديد.. البحرية الامريكية تصف القتال في البحر الأحمر بالأصعب 
  • موسم «السمك الناشف» ينطلق فى البحر الأحمر.. الوجبة الشعبية
  • البحرية الأمريكية تقيل قائد حاملة الطائرات “ترومان” من منصبه
  • البحرية الامريكية :القتال في البحر الاحمر صعب لم نشهده منذ الحرب العاليمة الثانية
  • إعفاء قائد حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان من منصبه
  • فشل المهمة يدفع أمريكا الى إقالة قائد حاملة الطائرات ترومان
  • روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر
  • وجود مكثف للطائرات المسيّرة متعددة الاستخدامات
  • مصر: أزمة البحر الأحمر لم تخلق بديلاً مستدامًا لقناة السويس