خطة أميركية جديدة لردع «المسيَّرات» الحوثية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
شعبان بلال (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلة جهود أميركية حثيثة لمنع «صراع شامل» بين لبنان وإسرائيل واشنطن ترجح تمديد عمل الرصيف البحري لما بعد يوليودفع تزايد التهديدات في البحر الأحمر، الولايات المتحدة الأميركية، إلى البحث عن حلول مبتكرة لردع المسيَّرات الحوثية التي تستهدف السفن التجارية، إذ أعلنت وحدة الابتكار الدفاعي في البنتاغون عن سعيها إلى خطة لتدمير الطائرات من دون طيار كلياً وليس التعطيل المؤقت لها.
وبحسب وحدة الابتكار الدفاعي في البنتاغون، فإن الطائرات من دون طيار أصبحت تشكل تهديداً متزايداً على القوات الأميركية والسفن التجارية التي تعبر الطرق البحرية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
وأوضح التقرير أن البحرية الأميركية تعتزم وضع نموذج أولي سريع وإجراء اختبار تشغيلي مرحلي خلال 3 أشهر، مع خطة تقييم للتحقق من صحة أداء واحد أو أكثر من الحلول المقترحة على متن السفن لمكافحة الطائرات من دون طيار، ومن المتوقع أن تكون الحلول قادرة على الانتشار السريع في جميع أنحاء العالم، ومتكاملة مع مجموعة متنوعة من المنصات البحرية ويجب أن تظهر القدرة على الاندماج بسهولة في أجهزة الاستشعار الموجودة على متن السفن البحرية.
وما زالت هذه الحلول قيد البحث للعديد من قبل شركات الصناعات الدفاعية في الولايات المتحدة، والتي وضع البنتاغون عدة شروط أمامها لتقديم هذه الحلول الحركية، أهمها التكلفة والدقة والتتبع والبحث والإصلاح والسرعة في مواجهة المسيرات الحوثية.
ويرى خبراء عسكريون أن هذه التقنيات يجب أن تكون أكثر دقة وتأثيراً في مواجهة «المسيَّرات».
وأوضح الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، أن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد تقنيات جديدة عبر شركات القطاع الخاص العاملة في الصناعات الدفاعية على أن تكون أكثر تأثيراً من الصواريخ التي تكلف أموالاً طائلة.
وأوضح فرج لـ«الاتحاد»، أن هناك عاملين رئيسين يسعى البنتاغون لتحقيقهما في هذا النوع من الأسلحة التي تستهدف تدمير المسيَّرات قبل وصولها الهدف، وهما تقليل التكلفة مقارنة باستخدام الصواريخ التي تصل تكلفة الواحد منها إلى مليوني دولار، بالإضافة إلى إيجاد سلاح مؤثر ودقيق للطائرات من دون طيار.
وأدت هجمات الطائرات المسيَّرة الحوثية في البحر الأحمر إلى مقتل 3 بحارة، وإلحاق أضرار جسيمة بأكثر من 12 سفينة، وزيادة أقساط التأمين بنسبة 900% على الشحن ضد مخاطر الحرب.
من جانبه، قال الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الدفاع الأميركي سابقاً، أنه من الواضح أن البحرية الأميركية تدرك أن محفظتها الحالية من القدرات لم تعد كافية لهزيمة الحوثيين في البحر الأحمر.
وأضاف كيميت لـ«الاتحاد»، أن وحدة الابتكار الدفاعي تسعى للتحول إلى القطاع التجاري من أجل تطوير وتجهيز قدرة فعالة وكاملة للاستجابة في جدول زمني سريع، مشيراً إلى أن البنتاغون لا يبحث عن تقنية معينة لكن يبحث عن حل دون الإخبار عن كيفية تحقيق ذلك.
واتفق مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية المصرية، اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، على أن تطور وتنامي استخدام الطائرات من دون طيار في العمليات العسكرية أفرز تهديداً مؤثراً، خاصةً في ظل عدم وجود منظومة متكاملة يمكنها صد المسيَّرات بنسبة اعتماد عالية.
وبين الحلبي لـ«الاتحاد»، أن بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تسعى لإيجاد حلول أكثر فعالية، ما دفع وحدة الابتكار الدفاعي إلى طرح إعلان لشركات السلاح الأميركية للوصول لتقنيات قادرة على مواجهة «المسيَّرات»، خاصة في ظل الانعكاس السلبي الذي يشهده البحر الأحمر في حركة السفن التجارية وزيادة التأمين عليها.
وأشار الحلبي إلى أن وحدة الابتكار الدفاعي الأميركية طلبت أن تتضمن حلول شركات الصناعات الدفاعية «رصد وتدمير» «المسيَّرات».
وفي السياق، أشار الخبير الاستراتيجي الأميركي، كالفين دارك، إلى أن هذه المبادرة تظهر إدراك القادة العسكريين الأميركيين وصناع القرار في الكونجرس للتهديد المتزايد لهجمات الطائرات من دون طيار من قبل الحوثيين، واستمرار الاستخدام المتزايد لها لاستهداف مناطق الشحن الدولية الرئيسية.
وتابع دارك في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «تحييد الطائرات من دون طيار يعد أمراً مكلفاً، وتحتاج الولايات المتحدة إلى طريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة، للرد على هذا التهديد»، موضحاً أن التماس الشركاء التجاريين من القطاع الخاص لهذه المبادرة يعد أمراً أساسياً لأن الجيش الأميركي يريد الاستفادة الكاملة من الابتكار والإبداع لمواجهة تكنولوجيا «المسيَّرات» التي يمكن للقطاع الخاص توفيرها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البحر الأحمر اليمن الولايات المتحدة الحوثي البنتاغون الطائرات من دون طیار الولایات المتحدة فی البحر الأحمر لـ الاتحاد
إقرأ أيضاً:
تجري في تونس بقيادة أميركية.. ماذا نعرف عن مناورات فينكيس إكسبرس؟
تستضيف تونس، بداية من الثلاثاء إلى غاية منتصف نوفبر، التمرين البحري "فينكيس إكسبرس 24"، بمشاركة نحو 1100 عسكري وملاحظ ينتمون إلى الولايات المتحدة والدول المغاربية الخمسة وبلدان إفريقية وأوروبية.
وتضم القائمة الكاملة للمشاركين في التمرين ممثلين عن جيوش 12 دولة هي تونس البلد المستضيف والولايات المتحدة والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا والسنغال وتركيا وإيطاليا ومالطا وبلجيكا وجورجيا.
وتشارك تونس في التمرين بتسع بواخر عسكرية ضمن هذا النشاط المشترك الذي "يهدف إلى تدعيم التعاون والتنسيق بين الطواقم البحريّة وتدريب الأفراد وتعزيز قدراتهم على حسن استعمال المنظومات والمعدّات والوسائل البحريّة وتطوير مهاراتهم في التصدّي للأعمال غير المشروعة بالبحر ولكلّ أشكال التهديدات والجرائم المنظمة كالتهريب والاتجار بالبشر، حفاظا على أمن المتوسّط واستقراره"، وفق بلاغ لوزارة الدفاع التونسية.
ما هو تدريب "فينيكس إكسبرس"؟
وفينيكس اكسبريس هو تمرين بحري متعدد الجنسيات برعاية القيادة الأفريقية الأميركية "أفريكوم".
ويُعد التمرين واحدًا من تمارين بحرية إقليمية تنفذها القوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا كجزء من إستراتيجية شاملة لتوفير فرص التعاون بين القوات الأفريقية والشركاء الدوليين لمواجهة المخاوف المتعلقة بالأمن البحري.
وأفادت الدفاع التونسية بأنه سيتم على هامش التمرين "تنظيم دروس نظرية وورشات عمل تطبيقية لفائدة المشاركين في عدّة مجالات بحرية، على غرار زيارة وتفتيش السفن وتقنيات الغوص والاستعلامات البحريّة ومقاومة الأسلحة البيولوجيّة والكيميائيّة والإسناد الصحّي والمساعفة والقوانين المنظمة للأنشطة البحريّة".
وبحسب موقع القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا فإن التمرين يركز على "التعاون الإقليمي، والوعي بالمجال البحري، وممارسات تبادل المعلومات، والقدرات التشغيلية لتعزيز الجهود التي تسهم في الأمن والسلامة في البحر الأبيض المتوسط والمياه الإقليمية للدول الإفريقية المشاركة".
ويسعى التمرين إلى "تنسيق أفضل والاستعداد للسيناريوهات الواقعية المحتملة"، وفق القيادة الأميركية بإفريقيا التي تشدد على أن الأمن البحري هو "عنصر حيوي لاستقرار إفريقيا"، موضحة أن 38 من أصل 54 دولة إفريقية هي دول ساحلية، في وقت تتم فيه 90 في المئة من التجارة العالمية عبر المحيطات، ويمر ما يقارب ثلث هذه التجارة عبر البحر الأبيض المتوسط، حيث يجري التمرين.