حسام عبدالنبي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة المعدن الأصفر يختبر مستوى 2330 دولاراً للأوقية الذهب يتراجع وسط ترقب لبيانات التضخم الأميركية

تباينت أسعار الذهب هبوطاً وصعوداً خلال الأيام القليلة الماضية، ما جدد التساؤلات حول مصير المعدن الأصفر وقدرته على مواصلة الصعود، بعد أن سجل طفرات سعرية هائلة خلال الفترة الماضية.


وأجمع خبراء استطلعت «الاتحاد» آراءهم على أن مؤشر الدولار والبيانات المالية الأميركية سيظلان المحددين الأساسيين لأسعار الذهب على المديين البعيد والمتوسط. 
وقالوا: «إن هناك عدداً من العوامل التي أثرت إيجاباً على أسعار الذهب، وأهمها تراجع الدولار الأميركي، وزيادة احتمالات تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، والتي تزيد الإقبال على الذهب كملاذ آمن». 
وأشاروا إلى أنه في المقابل هناك عدد من العوامل التي ضغطت على أسعار المعدن الأصفر، ومنها نتائج مؤشر مديري المشتريات المركب الأميركي الذي تصدره وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال، والتي جاءت أفضل من التوقعات، إضافة إلى التوقعات بأن أسعار الفائدة ستظل أعلى لفترة أطول، وارتفاع الدولار الأميركي في حال توسع وقوة النشاط الاقتصادي والتجاري، لافتين إلى أن مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي والذي يعد مقياساً للتضخم في الولايات المتحدة، وبالتالي تحديد متى وكم سيخفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة هذا العام، وكذلك التوقعات باستمرار الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية، ستكون من أهم العوامل التي سترسم مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة. 
توقعات فنية
وتفصيلاً، حدد محمد حشاد، كبير استراتيجيي الأسواق في «نور كابيتال» التوقعات الفنية لأسعار الذهب، فقال: «إن سعر الذهب يشهد حالياً ارتفاعاً ويخضع لاختبار مستوى عند 2330 دولاراً للأوقية، ولكن يظل الانحياز العام للسعر سلبياً، ويشير إلى احتمال انخفاض إضافي للمعدن الثمين». 
وأضاف أن مستوى 2300 دولار للأوقية يمثل مستوى الدعم التالي لزوج الذهب الدولار الأميركي، وفي حال اختراق هذا المستوى، يرجح انخفاض السعر أكثر إلى 2277 دولاراً، وهو أدنى مستوى سُجل في 3 مايو، ثم إلى 2222 دولاراً، وهو أعلى مستوى في 21 مارس، منوهاً أن الأسعار قد تستهدف خسائر أكبر مستوى بين مستوى 2170 دولاراً و2160 دولاراً.
وأكد حشاد أنه على الجانب الآخر، إذا استعاد الذهب مستوى 2350 دولاراً، فسوف يكشف عن مستويات مقاومة رئيسية إضافية، بما في ذلك أعلى مستوى للدورة في 7 يونيو عند 2387 دولاراً، مع تحديات محتملة باتجاه مستوى 2400 دولار. وأشار إلى أن سعر الذهب يستفيد من تراجع الدولار الأميركي، حيث ارتفع بنسبة 0.45% على الرغم من استقرار عوائد سندات الخزانة الأميركية. وذكر أن المستثمرين يراقبون عن كثب بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي التي ستصدر قريباً، وهو المؤشر المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للتضخم، حيث من المتوقع صدور البيانات قريباً، ويتابعها المستثمرون باهتمام نظراً لإمكانية تأثيرها على توقعات خفض أسعار الفائدة، مبيناً أن أداة مراقبة الاحتياطي الفيدرالي تشير الآن إلى ارتفاع احتمالية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر إلى 66% مقارنة بـ 59.5% سابقاً، وهو ما أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار الأميركي.
وأفاد حشاد بأن سعر الذهب تعافى من الانخفاض الذي حدث يوم الجمعة الماضي بسبب تراجع الدولار الأميركي، وواصل الارتفاع يوم الاثنين، ويتم تداول الذهب حالياً عند مستوى 2331 دولاراً للأونصة. وقال: «إن الانخفاض الذي حدث في سعر الذهب جاء بعد أن أعلنت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال زيادة في مؤشر مخرجات مؤشر مديري المشتريات المركب الأميركي إلى أعلى مستوى تم تسجيله منذ أبريل 2022، بسبب زيادة التوظيف وانخفاض ضغوط الأسعار، وبحيث جاءت بيانات المؤشر أعلى من المتوقع، ما يشير إلى أن التضخم وأسعار الفائدة سيظلان أعلى لفترة أطول، وتالياً تسبب ذلك في انخفاض الذهب وتداوله حول 2330 دولاراً يوم الجمعة الماضي، بانخفاض 1.14%»، منوهاً بأن المستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن سيتجهون إلى الذهب مع تراجع الإقبال على المخاطرة.
ارتفاع الدولار 
ومن جهتها، ترى رانيا جول، محلل أسواق الشرق الأوسط في «إكس أس دوت كوم»، أن سعر الذهب حاول الارتفاع مرتداً من مستويات بالقرب من 2315 دولاراً خلال تعاملات يوم الاثنين، ويتداول حالياً عند 2325 دولاراً، نظراً للتصحيح الحادث في سعر الدولار الأميركي، وسط توقعات قوية بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة مرتين هذا العام، في ظل تراجع الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، معربة عن اعتقادها بأن سعر الذهب بدأ تصحيحاً صاعداً متواضعاً عندما ارتد بالقرب من 2315 دولاراً بعد انخفاض حاد يوم الجمعة، وبعد أن واجه سعر الذهب عمليات بيع مكثفة، تزامناً مع ارتفاع الدولار الأميركي، حيث أظهر التقرير الأولي لمؤشر مديري المشتريات العالمي من ستاندرد آند بورز لشهر يونيو أن النشاط الاقتصادي توسع بشكل غير متوقع وبوتيرة أسرع. 
وأشارت جول إلى أن تقرير مؤشر مديري المشتريات (PMI) الأميركي المتفائل أدى بشكل مفاجئ إلى ارتفاع الدولار الأميركي، ما جعل الذهب مكلفاً أكثر لحاملي العملات الأجنبية ويتسبب بالضغط سلباً على الأسعار. وتوقعت أن يركز المستثمرون خلال الأسبوع الحالي بشدة على بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي لشهر مايو، حيث تعد بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيوفر إشارات جديدة حول متى وكم سيخفض البنك المركزي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام.
وأوضحت أن تصاعد التوترات الجيوسياسية يمكن أن يؤدي إلى الحد من الاتجاه الهابط الحالي لسعر الذهب، مختتمة بالتأكيد على أنه في العموم سيبقى المؤثر الرئيسي والمحرك الأساسي لأسعار الذهب هو مؤشر الدولار والبيانات الأميركية في المديين البعيد والمتوسط.
شهية المخاطرة
بدوره، أفاد دانيال تقي الدين، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «بي دي سويس»، بأن أسعار الذهب واصلت الصعود في الأسبوع الماضي، مستفيدة من البيانات الاقتصادية الأميركية المخيبة للآمال التي صدرت يوم الخميس.
وأشار تقي الدين إلى أن ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، قد يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذهب أسعار الذهب الدولار الأميركي الولايات المتحدة مؤشر مدیری المشتریات الدولار الأمیرکی أسعار الفائدة مؤشر الدولار أن سعر الذهب أسعار الذهب إلى أن

إقرأ أيضاً:

استقرار مؤشر الدولار عالميا في بداية تعاملات اليوم

استقر مؤشر الدولار حول 106 نقطة اليوم الخميس، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى في شهرين في الجلسة السابقة، مدعومًا بتصريحات متشددة من مسؤول في مجلس الاحتياطي الفيدرالي والنهج الحذر للبنك المركزي تجاه تخفيضات أسعار الفائدة.

قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان إن التضخم سيظل مرتفعًا لبعض الوقت، لذلك ليس من المناسب بعد البدء في خفض أسعار الفائدة، بحسب مزود البيانات الاقتصادية Trading Economics.

مؤشر الدولار عالميا

وأشار بنك الاحتياطي الفيدرالي  إلى أنه يحتاج إلى مزيد من الثقة بشأن توقعات التضخم قبل تخفيف السياسة، على عكس البنوك المركزية الكبرى الأخرى مثل البنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي السويسري وبنك كندا التي خفضت أسعار الفائدة بالفعل.

وتتبع الدولار أيضًا ارتفاعًا في عوائد سندات الخزانة، حيث وصل العائد القياسي الأمريكي لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في أسبوعين فوق 4.3%.

ويتطلع المستثمرون الآن إلى مطالبات البطالة الأسبوعية وطلبات السلع المعمرة وبيانات مبيعات المنازل المعلقة يوم الخميس، بالإضافة إلى تقرير التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة لتوجيه التوقعات بشكل أفضل.

واستقر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في عدة عقود مقابل الين وبالقرب من أعلى مستوياته في عدة أشهر مقابل العملات الرئيسية الأخرى. 

 تاريخيًا، وصل الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 164.72 نقطة في فبراير من عام 1985. 

توقعات مؤشر الدولار

انخفض مؤشر DXY بنسبة 0.1469 أو 0.14٪ إلى 105.9019 نقطة يوم الخميس 27 يونيو من 106.0488 نقطة في جلسة التداول السابقة.

ومن المتوقع أن يجرى تداول الدولار الأمريكي عند 104.93 نقطة بنهاية هذا الربع، وفقًا للنماذج الكلية العالمية وتوقعات المحللين من مزود البيانات الاقتصادية Trading Economics على أن يتداول عند 105.85 نقطة خلال 12 شهرًا. 

مقالات مشابهة

  • التضخم الأميركي يتراجع في مايو
  • تراجع أسعار الذهب إلى 2321.18 دولاراً للأوقية
  • سعر الذهب يقترب من أدنى مستوياته عالميا في أسبوعين متأثرا بقوة الدولار
  • ارتفاع أسعار الذهب وسط ترقب لبيانات تضخم أميركية
  • أسعار الذهب قرب أدنى مستوى لها في أسبوعين
  • الين قرب أدنى مستوى في 38 عاماً
  • استقرار مؤشر الدولار عالميا في بداية تعاملات اليوم
  • أسعار الذهب قرب أدنى مستوى في أسبوعين وسط ترقب لبيانات تضخم أمريكية
  • أسعار الذهب قرب أدنى مستوى في أسبوعين ترقبا للتضخم بأميركا
  • أسهم طوكيو ترتفع والين بأدنى مستوى له منذ 38 عاما