ما هو سرّ البحر الأسود في حرب أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
في أبريل (نيسان) الماضي، وبعد أقل من شهرين من غزو الرئيس بوتين لأوكرانيا، سجَّلت كييف نصراً دعائيّاً كبيراً، على حد وصف محرر "ذا تايمز" بيتر كونرادي، عندما أغرقت السفينة موسكفا التي تُعدُّ أبرز سفن أسطول البحر الأسود الروسي المُستقر قبالة الساحل جنوب أوديسا.
تحولت سماواته أيضاً إلى منطقة اشتباكات محتملة
والآن، وبينما يواجه الهجوم الأوكراني المُضاد براً مقاومةً روسية أقوى من المتوقع، تحوَّلَ الاهتمام مجدداً إلى البحر الأسود بعد الضربات العسكرية الجريئة التي شنتها كييف واستخدمت فيها طائرات مُسيرة وأخرى بحرية.
وقال كونرادي في "ذا تايمز": "حققت كييف نجاحاً كبيراً في وقتٍ مبكر من يوم الجمعة الماضي عندما ضربت إحدى طائراتها البحرية المُسيرة سفينةً حربية روسية في ميناء نوفوروسيسك، حيث تستقر قاعدة بحرية على البحر الأسود شرق شبه جزيرة القرم وعلى بُعد مئات الأميال من الأراضي الأوكرانية". أكبر إنجاز بحري أوكراني
ولم يتضح بعد الحجم الكامل للأضرار، وفق التحليل، غير أن هناك ترحيباً بما عُدَّ أعظم الإنجازات الأوكرانية بحراً منذ الهجوم على الطراد الروسي موسكفا، رغم أن سلاح البحرية في أوكرانيا زعمَ أنه لا علاقة له بالهجوم، وهو الأمر المُستبعد، حسب التحليل.
Battle of the Black Sea is changing the war — and the talks to end ithttps://t.co/AqusjKIWUh
— Gareth Wallace (@garethrwallace) August 6, 2023
في وقت مبكر أمس، بدا أن الأوكرانيين قد وجَّهوا ضربة أخرى، إذ انطلقت طائرة مُسيرة مُحمَّلَة بـ 450 كيلوغراماً من المتفجرات لاستهداف ناقلة نفط روسية يُعتقَد أنها تحمل الوقود للجيش الروسي أثناء مرورها تحت جسر مضيق كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
وأعلنَ فاسيل ماليوك، رئيس جهاز الأمن الأوكراني، مسؤوليته عن الواقعة، وقال إن قوات بلاده ستُهاجم أي سفينة تدعم الجهود الحربية الروسية.
وجاء نصرا أوكرانيا بعد المحاولة التي زعمت موسكو فشلها الثلاثاء الماضي وأقدمَت عليها قوات كييف إذ شنت هجوماً على سفينتين روسيتين في البحر جنوب غرب سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
وردّت روسيا في اليوم التالي بشن هجوم بطائرة مُسيرة على منشآت الحبوب في منطقة أوديسا، مما تسبب في اندلاع حريق مهول وأضرار جسيمة.
ما السرُّ وراء أهمية البحر الأسود الآن؟ يتساءل معد التحليل ويقول: يبدو أن تصعيد كييف للهجمات على أهداف روسية في البحر الأسود كان نتيجة انسحاب الكرملين الشهر الماضي من اتفاق يضمن المرور الآمن للسفن المُصدِّرَة للحبوب من أوكرانيا.
ويزعم مسؤولون أوكرانيون أن 200 ألف طن من الحبوب المُخصصة للتصدير أصابها الدمار منذ ذلك الحين في هجمات بطائرات مُسيرة على أوديسا وميكولايف وعلى البحر الأسود وريني وإزمائيل وعلى نهر الدانوب.
Kyiv’s stepping-up of attacks on Russian targets in the Black Sea appears to have been triggered by the Kremlin’s withdrawal last month from a deal guaranteeing safe passage to ships exporting grain from Ukraine https://t.co/TeA7Cxra9B
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) August 6, 2023
وتزامناً مع الهجوم الأخير الذي شنته أوكرانيا، فقد أثبتت أن بوسعها مهاجمة أي سفينة من أسطول البحر الأسود الروسي، بغض النظر عن المسافة التي تفصلها عنها، بحسب تصريح رومان سفيتان المحلل العسكري الأوكراني لوكالة "أسوشيتد برس".
وظلَّ البحر الأسود يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة منذ قرون، وتحديداً منذ أن كان شرياناً حيويّاً للتجارة لليونان القديمة وروما. وفي الحرب العالمية الأولى، قُتِلَ آلاف الجنود البريطانيون في معركة غاليبولي على يد العثمانيين الذين سعوا إلى تأمين المضائق العثمانية التي تُعدُّ مدخلاً إلى البحر الأسود من البحر الأبيض المتوسط.
وتأكدت الأهمية الاستراتيجية للبحر الأسود بعد أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا عندما استغلت تركيا سلطاتها بموجب اتفاقية مونتيرو لعام 1936 لإغلاق المضائق بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود أمام السفن الحربية للبلدان التي لا تملك موانئ في البحر الأسود.
وفيما يتعلق بالأسلحة البحرية التقليدية، يبدو أن كييف لديها فرصة محدودة أمام غريمتها. فأسطول البحر الأسود الروسي قوامه نحو 50 سفينة حربية وسبع غواصات وعدد كبير من سفن الدعم، مقارنةً بأوكرانيا التي فقدت أكثر من 80% من أصولها البحرية نتيجة ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
وانقلبَ الوضع بسبب استخدام أوكرانيا المُتزايد للطائرات البحرية المُسيرة التي ابتكرها مهندسوها منذ بداية الغزو الروسي. فقد وصفَ مراسل لشبكة "سي إن إن" حصلَ على الإذن بالاطلاع على موقع سري لتطوير تلك الطائرات البحرية المسيرة الطائرة بأنها "أشبه بقارب صغير عريض" يعمل باستخدام وحدة تحكم متعددة الشاشات يمكن أن تُوضَع داخل حقيبة سوداء طويلة.
اجتماع جدة
ورجّح التحليل أن يُراقب الحرب المُستعرة في البحر الأسود عن كثب كبار المسؤولين من 40 دولة ممن حضروا اجتماع عطلة نهاية الأسبوع الذي بدأ في ميناء جدة السعودي أمس لمناقشة سبل إنهاء الحرب.
وتَعْقِد أوكرانيا الآمال على أن يفضي الاجتماع إلى قمة سلام يلتئم فيها شمل قادة العالم خريف العام الجاري، على أن تستند تلك القمة إلى صيغة كييف للسلام المكونة من 10 نقاط لإنهاء الصراع.
ووفق التحليل، خابَ أمل الحكومة الأوكرانية بسبب تردد كثير من الدول النامية في انتقاد الغزو الروسي، ولو أن هناك مؤشرات على أن هذا الوضع يمكن أن يتغير نتيجة التبعات الاقتصادية المدمرة لقرار بوتين الانسحاب من اتفاقية الحبوب.
جدير بالذكر أن موسكو ترفض صيغة أوكرانيا للسلام وليس لها أي تمثيل في اجتماع جدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية البحر الأسود جزیرة القرم فی البحر م سیرة
إقرأ أيضاً:
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 76 مقذوفا في غضون 24 ساعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفادت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية، بأن القوات الأوكرانية قصفت أراضي الجمهورية 27 مرة خلال يوم أمس، وأطلقت 76 مقذوفا من عيارات مختلفة.
وجاء في بيان المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية على "تلجرام": "خلال الـ 24 ساعة الماضية، سجلت الممثلية 27 حالة قصف من قبل القوات الأوكرانية على محور غورلوفكا".
وأشار البيان إلى أن القوات الأوكرانية أطلقت ما مجموعه 76 مقذوفا من مختلف العيارات، وبحسب المكتب التمثيلي، وردت أنباء عن وقوع 10 إصابات في صفوف المدنيين، بينهم طفل.
يذكر أنه تم الإعلان في اليوم السابق عن 22 حالة قصف من جانب التشكيلات المسلحة الأوكرانية لجمهورية دونيتسك الشعبية.
وتستهدف القوات الأوكرانية بشكل يومي البنى التحتية والمدنيين في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، متبعة أساليب إرهابية، بدعم من قوات حلف "الناتو".
فيما يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها بحماية المدنيين الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف لمدة ثماني سنوات، ونزع سلاح أوكرانيا والقضاء على التوجه النازي فيها، وسوق جميع مجرمي الحرب المسؤولين عن "الجرائم الدموية ضد المدنيين" في دونباس إلى العدالة.