ألفونس مورا يكتب: ترامب أم دوسانتيس؟.. 2024 سيكون عامًا حاسمًا للولايات المتحدة
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
سيكون عام ٢٠٢٤ عامًا حاسمًا للولايات المتحدة.. هل سيحتفظ الديمقراطيون بالبيت الأبيض أم سيستعيده الجمهوريون؟ إن مستقبل الكوكب يتعلق بالخيارات الأمريكية.. السباق إلى اليمين مستمر واثنان من المرشحين الأقوياء يتنافسون بالفعل على جذب انتباه مواطنيهم.. الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
عودة ترامب
كان ينبغى إستبعاده وعقابه ونسيانه؛ ولكن لم يحدث أى شيء من ذلك؛ فقد أصيب دونالد ترامب ولكنه لم يمت واعتقد الكثيرون أن الفجوة الزمنية بين ٢٠٢٠ و٢٠٢٤ ستكون كافية لليمين الأمريكى للمضى قدمًا ولكن كانوا مخطئين ولا شك أن استمرار تردد اسم ترامب لا يختصر فى مجرد جاذبيته وصراحته ولكن ترامب يتطرق لأكثر الملفات التى تؤرق المجتمع الأمريكى وتصيبه بالضيق.
ولا تزال المشاكل التى ندد بها فى عامى ٢٠١٥ و٢٠١٦ قائمة، فهناك مشكلة الحدود مع المكسيك المليئة بالثغرات ودمار المخدرات وتزايد انعدام الأمن فى جميع أنحاء أمريكا.
وفى الحقيقة، خلال الفترة الماضية تطور المشهد الدولى بطريقة مواتية تمامًا للخطاب الترامبى. وصحيح أن الناخب العادى لا يعرف العالم خارج حدود الولايات المتحدة ولكن من الصحيح أيضًا أنه يعلم أن أمريكا فى عهد بايدن سمحت بالغزو الروسى لأوكرانيا وأن الخروج من أفغانستان كان أمرًا لا يصدق.
فى حين أنه من الصحيح أن ترامب كان سيواجه صعوبة فى إيقاف روسيا إلا أنه من الأصح أنه كان سيتعامل مع أفغانستان بشكل مختلف. وبالنسبة لناخبيه، سيكون ذلك كافيًا لمواصلة ما قاله بالفعل: رئاسة بايدن لم ترق إلى مستوى بلادنا وأمريكا أقل احترامًا، أما هنتر - ابن جوبايدن - فهوصورة مخزية لأمتنا.
وأجرت ماريا بارتيرومو مؤخرًا مقابلة مع ترامب.. وبدأت المقابلة بالتطرق لملف الصين ليشرح ترامب للصحفية أنه يعرف شى جين بينج جيدًا وسرعان ما أدخل روسيا فى الموضوع فنراه يقارن الوضع التايوانى بالوضع الأوكرانى وهو بذلك يقدم تعهدات إلى المتطرفين فى السياسة الخارجية ويقترح أن أمريكا لن تسمح بسيناريو أوكرانى فى تايوان.
وفى الحقيقة، فإنه يستخدم روسيا بذكاء لاستهداف الصين ولكنه يلقى كل الذنب فى الملف الأوكرانى على خليفته ويستغل غيابه عن الأعمال ومقاليد الحكم لاستعادة مكانته لدى الناس.. إنه بالفعل ماهر فى قلب الأمور ويعرف جيدا ما يفعله.
دوسانتيس وولاية فلوريدا
من المرجح أن يكون حاكم فلوريدا هو الخصم الأكثر شراسة الذى سيقابل ترامب فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى. وقد يبدو هذا التأكيد سابقًا لأوانه عند كتابة هذه السطور فى أغسطس ٢٠٢٣؛ فربما سيدحضها المستقبل ولكن فى الوقت الحالى يبدوأنه غير قابل للكسر.
رون ديسانتيس هو شاب مهذب، غير مضطرب ومقاتل.. يدرك ديسانتيس أنه ليس المرشح المفضل ولكن هدفه فى الوقت الحالى هو توسيع نطاق رسالته وعلى عكس ترامب، لا يعرف ديسانتيس على المستوى الوطنى فهو لا يزال شخصية إقليمية.
إنه يحتاج إلى الوصول إلى مستوى أعلى بصورة أسرع ويفضل أن يكون ذلك فى عام ٢٠٢٣. الخطر بالنسبة لديسانتيس هو موطنه وفلوريدا هى أكبر حليف له وفى نفس الوقت هى الفخ الذى يجب تجنبه.
لم يتردد ترامب فى إتخاذ دوسانتيس هدفًا جيدا حيث يرى الرئيس السابق الأشياء بطريقة بسيطة أو مبسطة: هو من صنع دوسانتيس، إذن هو يستطيع هزيمته. وبدون دعم ترامب، ستكون مغامرة ديسانتيس السياسية بلا شك أقل ذكاءً.
ولكن الادعاء بأن حاكم فلوريدا اليوم فى عام ٢٠٢٣ هو من صنع ترامب فهذا يعد إساءة فهم عميق لإنجازاته وتم استلام أوراق اعتماد رون فى منطقة مهمة للغاية أو أحد المجالات التى نجرؤ على القول إنه يتفوق على ترامب فيها. ترامب يستطيع كسر الجليد فى المكان الذى لا تتوقعه فيه.
لقد فاز على هيلارى كلينتون بفضل Rust Belt ولم يصدق أحد تقريبًا هذا الاحتمال. أما دوسانتيس فهو أكثر قدرة على التنبؤ بالأمور ومعسكره أكثر تحديدًا من مساعدى ترامب. أدى الخلاف الكلاسيكى بين التقدميين والمحافظين إلى صعود ديسانتيس، لا سيما فى المعركة ضد أيديولوجية النوع.
وعلى الرغم من ذلك، فإن أمريكا هى دولة فيدرالية. من المستحيل أخذ تجربة ولاية فيدرالية مثل فلوريدا والقيام بتقليدها على نطاق وطنى. ومع ذلك، يمكن لديسانتيس أن يجرب شيئًا ما، إن لم يكن قابلًا للنعميم فى الأمة بأكملها، فعلى الأقل يتم تعميمه فى الولايات الجمهورية. ينظر المحافظون بشكل إيجابى إلى القوانين التى تحمى الأطفال من العروض الجنسية وغيرها من أمور الشذوذ، ومع ذلك، فإن هذه القوانين تجد أكبر نجاحاتها فى فلوريدا.
تحدى التواصل
فى ظل التطور التكنولوجى الأخير، غيرت شبكات التواصل الإجتماعى اللعبة كما نعلم. لقد طرح نيال فيرجسون فى كتابه الطموح The Square and the Tower فكرة أن أحد المميزات الرئيسية لترامب ضد كلينتون هوتفوقه العددى. يعتقد فيرجسون أن ترامب تفوق على هيلارى كلينتون فى معركتين رئيسيتين - تويتر وفيسبوك. ثم أضاف قائلا أنه بدون هذه المنصات كان ترامب سيضطر إلى اللجوء إدارة حملة تقليدية وأن كلينتون- التى أنفقت أكثر من ضعف ما أنفقه ترامب- كانت ستتمتع بميزة وتقدم حاسم.
سيتعين على ديسانتيس التقليدى أن يحسن وضعه ويتكيف مع العصر ويحافظ على مظهره ولكن فى نفس الوقت يصبح أكثر حداثة وأكثر عصرية. ومع ذلك، فإنه يخاطر بالضياع فى ساحة مجهولة وقاسية حيث يشعر منافسه بأنه فى أرضه.
أفاد موقع Axios مؤخرًا فى أوائل يونيو، أن موقع YouTube الذى يعد ساحة معركة رئيسية أخرى، قد تخلى عن مقاطع الفيديوالمعتدلة لإنكار الانتخابات. وهى رسالة لم يلاحظها أحد تقريبًا فى أوروبا. ونتسأل هنا: ما هو إنكار الانتخابات؟ بكل بساطة أقول أن انتخابات ٢٠٢٠ قد تم سرقتها أوأنها كانت ضحية مخالفات كبيرة أوأن الآلات الانتخابية كانت غير موثوقة.
غالبًا ما يكون وادى السيليكون متقدمًا على البشر بخطوة واحدة. فهوعلى الأرجح يعرف أشياء لا نعرفها. يشير هذا القرار إلى اتجاه واحد: إن رئاسة أخرى لترامب هو أمر ممكن تمامًا. ويخشى لافالى أن يكون ترامب أقل استيعابًا فى المرة الثانية، لذا فهو يحاول تخفيف التوترات من خلال الاستعداد للأسوأ.
ومن المحتمل جدًا أن يواصل ترامب تصوير ديسانتيس على أنه شخص مستعد لتسليم كل شيء إلى الأقوياء بما فى ذلك القوى الرقمية. سيتم فتح خيارين أمام حاكم فلوريدا: إما أن يترك نفسه فيأكل الطعم ويدين تجاوزات ترامب، أو أنه يحاول فعل ما هو أكثر من ترامب.
من السابق لأوانه بعد تحديد المسار الذى سيقوم باتباعه. ومع ذلك، يبدوأن هناك شيئًا واحدًا نهائيًا، ألا وهوأنه سيكون له حليف قوى مثل إيلون ماسك الذى أعلن عن نيته فى التصويت.
حدود الرئاسة
يبدو ترامب ودوسانتيس بمفردهما. وهما أقوى المرشحين إلى حد بعيد ولكنهما ليسا كذلك؛ فنائب الرئيس ترامب مايك بنس هو أيضا مرشح والرجل الرابع هوفيفيك راماسوامى، هذا الغريب الشهير من أصول هندية. وسينضم الآخرون إلى الهدف النهائى المتمثل فى رغبتهم أن يشغلوا منصب الرئيس الجديد للولايات المتحدة، ذلك المكان الأسطورى – الذى يقطنه زعيم العالم الحر!
فى الحقيقة، يعد الرئيس الأمريكى مقيدًا للغاية، ليس بالضرورة من الناحية القانونية ولكن من الناحية السياسية؛ فخارج المحيط الأطلسى، لا يتمتع الرئيس بنفس القوة التى يتمتع بها فى روسيا أوفرنسا حيث يتم وضعه فى نظام الضوابط والتوازنات لتخفيف قوته.. لقد أثبتت العقود الماضية ذلك الأمر؛ لكن التاريخ الذى لا يمكن التنبؤ به دائمًا يمكن أن يقودنا إلى عالم يتم البحث فيه عن رئيس أكثر قوة.
معلومات عن الكاتب:
ألفونس مورا.. خبير فى القضايا الاستراتيجية والجيوسياسية، وقبل كل شىء عالم سياسة برتغالى ومؤرخ يتابع بجدية السياسة الفرنسية والأوروبية وتطور العالم متعدد الأقطاب فى مواجهة العولمة الغربية.. يتناول رؤيته للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البيت الأبيض الرئيس السابق دونالد ترامب ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
اكاتب أمريكي: عام 2025 سيكون استمرارا للمأساة الإنسانية
نشرت صحيفة "أي نيوز" مقالا لمايكل بورلي، الزميل الأول في مركز "LSE Ideas"، وهو مركز فكري تابع كلية لندن للاقتصاد والسياسة، تناول الأحداث التي جرت هذا العام واستشرف الأحداث المتوقعة لسنة 2025.
وقال، إن المراسلين الغربيين ولأسباب مفهومة ينجرفون بسرعة في نشوة الحشود التي تحتفل بسقوط الأنظمة الاستبدادية، سواء كان ذلك حسني مبارك ومعمر القذافي في عام 2011 أو بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024.
وأضاف، أن التقارير التي تتناول المصلحة الإنسانية تعني أيضا شهادات فردية مؤثرة، وخاصة من أولئك الذين تم تحريرهم من السجون الكابوسية أو الذين يتحدثون من وراء القبر مثل الناشط السوري المسكين مازن الحمادة.
وأوضح، أنها "ليست هذه هي الطريقة التي ينظر بها القادة إلى العالم، على الرغم من أنهم يستهلكون الأخبار العالمية أيضا، ويصدرون تعليقاتهم الحكيمة. بدلا من ذلك، فإنهم ملزمون بالتفكير في كيفية ارتباط هذه الدراما بألعاب الشطرنج الضخمة حيث تتحرك القطع الكبيرة باستمرار على اللوحة".
وبين المقال، أن من الواضح أن روسيا وإيران لا تجيدان تقييم دور السياسة في الشارع، ولا تهتمان كثيرا بمصير بائع خضار تونسي واحد في عام 2011 أو بكيفية توحد حركات المعارضة.
وكان سقوط سلالة الأسد بعد 54 عاما في السلطة، وتفكيك حزب البعث، بمثابة انتكاسة كبرى لكل من روسيا وإيران، اللتين استثمرتا بكثافة في بقاء بشار وهو يترنح من العواقب المحلية للربيع العربي، أعارته روسيا قوة قاذفة لتدمير حلب، في حين نشرت إيران حزب الله كقوات مشاة خفيفة لتكملة جيش كان يعتمد بشكل كبير على الآلات.
وتابع بورلي، قد كان لدى كل من روسيا وإيران دوافع خفية. في الحالة الأولى، كان الهدف هو كبح الجهادية المتطرفة قبل أن تتسرب شمالا إلى القوقاز وإبراز القوة في أفريقيا. وفي حالة إيران، كان الهدف هو تشغيل جسر بري إلى مشروع طهران الأول الذي أصبح وكيلا لها ــ وكان خط الدفاع الأول للملالي ضد إسرائيل، ذلك هو حزب الله في لبنان.
وفي حين يتشبث الروس بقواعدهم السورية، نجحت إسرائيل في قطع رأس حزب الله، وسحقت الوجود الإيراني الغامض في سوريا والبحرية والقوات الجوية وأنظمة الصواريخ ومرافق أبحاث الأسلحة للنظام السابق. ومع تزايد عدم الليبرالية في الداخل، أصبحت إسرائيل أشبه بأسبارطة من الخارج، بحسب الروس.
وبحسب بورلي، فإن التوتر الإسرائيلي بشأن طبيعة النظام الذي سيحل محل الأسد، لأنه على الأقل كان يعرف قواعد اللعبة، وفي عالم مثالي، سينجح الجهاديون السابقون في هيئة تحرير الشام في الحفاظ على سوريا كدولة موحدة، مما يتيح الانتقال إلى نظام أفضل حيث سيكون لجميع الفصائل العرقية والدينية السورية المتعددة صوت.
وأوضح الكاتب، أنهم يعرفون أيضا أن الاسم الحركي لزعيم هيئة تحرير الشام كان (أبو محمد) "الجولاني"، وهو ما يشير إلى موطنه الأصلي في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل. الواقع أن الإسرائيليين قلقون من أن يحل محل دكتاتور يمكن التنبؤ بسلوكه ــ كان الموساد يتجسس على هواتفه حتى عندما كان مجرد طالب طب في لندن ــ متطرفون إسلاميون، أو على قدم المساواة، دولة تفككت إلى صراع إقليمي داخلي، مع استثمار القوى الخارجية في الفصائل المتنافسة. وربما نطلق على هذا النتيجة الليبية.
وفيما يتصل بليبيا، فإن الفائزين الخارجيين الواضحين في سوريا هما الحليفان الوثيقان تركيا وقطر.
وعلى النقيض من دول الخليج الأخرى، دعمت قطر باستمرار المعارضة ضد الأسد، ورفضت إعادته إلى الحظيرة العربية الاستبدادية الأوسع نطاقا كما كان الإماراتيون والسعوديون حريصين على القيام بذلك، وفقا لوجهة نظر كاتب المقال.
وأوضح بورلي، أن لتركيا عملاءها داخل المقاومة المسلحة السورية للأسد، وتتمثل وظيفتهم الرئيسية في منع المحاولات الكردية لإنشاء دويلة تسمى روج آفا على طول الحدود الجنوبية لتركيا ــ وهي نقطة انطلاق لمزيد من فظائع حزب العمال الكردستاني داخل تركيا ــ وتوسيع نفوذ الرئيس أردوغان إلى عمق العالم العربي.
وأردف، أن هناك يتمتع بميزة كبرى تتمثل في كونه سنيا متدينا، لأن ممارسة النفوذ الإيراني كان يعتمد دائما على الأقليات الشيعية الأصغر. وكنوع من المكافأة، يمكن لـ 3.5 مليون لاجئ سوري في جنوب تركيا العودة إلى ديارهم إذا عاد الاستقرار، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تغيير التركيبة السكانية في شمال سوريا ضد الأكراد.
ولكن في ظل الدمار الذي لحق بمساحات كبيرة من سوريا بسبب الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان، فمن المرجح أن يلعب الجمع بين الثروة القطرية والخبرة التركية في البناء دورا كبيرا في إعادة البناء، بحسب بورلي.
وتابع، "أما بقيتنا نحن فمجرد متفرجين مقارنة بهؤلاء اللاعبين ذوي الخبرة. فالطبقة السياسية البريطانية تثرثر عن أحداث لا تملك أي تأثير عليها، في حين يتردد توني بلينكن بلا جدوى في الوقت الذي لا يزال جو بايدن رئيسا. وتركز الولايات المتحدة بشكل أساسي على حملتها طويلة الأمد في الشمال الشرقي ضد بقايا داعش، وعلى ضمان بقاء أعداد كبيرة من أنصارها الأسرى في معسكرات يديرها عملاء أميركا الأكراد المسلحون. إن الأمن يتفوق على ما يعتبر استراتيجية أمريكية".
وحتى الآن من وجهة نظر التقرير اقتصر دونالد ترامب على القول بأن الولايات المتحدة يجب أن تترك الأحداث في سوريا وشأنها. فمهما حدث في أرض "الرمال والموت" هذه "ليست معركتنا"، كما أعلن ترامب في باريس. ويمكنه بسهولة سحب 900 جندي من سوريا، وترك القتال ضد داعش لتركيا، ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف شمال الأطلسي.
في حين أن هناك العديد من الصقور المؤيدين لإسرائيل والمناهضين لإيران في الإدارة القادمة، فإن قاعدة Maga [جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى] متمسكة بعدم رغبتها في تورط الولايات المتحدة في حروب مكلفة في الشرق الأوسط.
ويرى أن ماركو روبيو ومايك والتز قد يرغبا في قصف إيران نيابة عن نتنياهو، لكن ترامب قد يتخيل بسهولة صفقة تاريخية مع آية الله. سيكون على دراية بالنجاح الأخير الذي ترعاه الصين في التوفيق بين المستبدين في الخليج وإيران، والتي تنتهك بشكل مباشر اتفاقيات إبراهيم التي صاغها في إدارته الأولى. إنهم لا يريدون الحرب والفوضى في محيطهم، خاصة وأنهم يديرون التحولات المحلية المعقدة من اقتصادات الهيدروكربون، نحو الترفيه والتكنولوجيا المالية والرياضة والسياحة.
في حين يكثر المؤيدين البارزين لإسرائيل بالقرب من ترامب - ابنته تيفاني لديها والد زوجة لبناني مؤثر وسفير ترامب الجديد في أنقرة، الملياردير توم باراك، لبناني أيضا ويعود تاريخه إلى ترامب لفترة طويلة.
كما أن ترامب وأردوغان لديهما علاقة قوية. ترامب منبهر أيضا بثروة محمد بن سلمان. إن المبدأ الجيد لمراقبة الإدارة الجديدة هو "تتبع المال".
وكانت منظمة ترامب وابناه دون جونيور وإيريك نشطين بشكل مفرط في مشاريع التطوير العقاري الكبرى في السعودية والإمارات وسلطنة عمان، في حين أن السعوديين والقطريين والإماراتيين هم من المستثمرين الكبار في صندوق جاريد كوشنر أفينيتي. وسوف تنعكس كل سياسة الشرق الأوسط من خلال هذه المخاوف المادية، بغض النظر عن أي شيء تتخيله وكالة المخابرات المركزية أو البنتاغون أو وزارة الخارجية.
وقال، "إذا كان فريق ترامب قد يتفق مع أصدقائه الخليجيين في عدم رغبته في أن تتسبب إسرائيل في المزيد من الفوضى في المنطقة بأكملها، فإن نتيجة أخرى للأحداث الأخيرة في سوريا قد تسبب صداعا كبيرا لجميع اللاعبين".
وكما شاهد معظم العرب الأهوال في غزة وجنوب لبنان، والآن الغارات الجوية المتعمدة في سوريا، فسوف يشهدون أيضا السهولة التي تم بها عزل الأسد. وقد يؤدي هذا إلى إثارة مخاوفهم النهائية، كما حدث في الربيع العربي، من أن الاحتجاجات الإسلامية الشعبية أصبحت معدية.
وأوضح، أنه "إذا كانت أحداث اليوم تشبه الاحتجاجات المناهضة للشيوعية التي اجتاحت شرق ووسط أوروبا في عام 1989، كما يزعم البعض، فهل قد يشهد عام 2025 ثورات مماثلة ضد الأنظمة التي تعاني اقتصاديا والتي تعاني من انتفاخات شبابية كبيرة؟ فقبل أسبوع أو أسبوعين فقط، كان المستبدون في الخليج وغيرهم يرحبون بالأسد".
وأخيرا، قد تتخيل إسرائيل أنها برزت كقوة مهيمنة إقليمية بعد حروبها المتعددة في عامي 2023 و2024، على الرغم من التآكل والتلف الذي لحق بقواتها والضرر الذي لحق بمكانتها الدولية، بحسب بورلي.
وأوضح، "بين مثوله أمام المحكمة بتهمة الفساد، قد يشعر نتنياهو أن الوقت قد حان لمواجهة نهائية مع طهران، وخاصة بعد أن انتقلت الدولتان إلى شن هجمات مباشرة، وقد يقرر شركاؤه السياسيون المتطرفون أن الوقت قد حان لاستبدال سكان غزة والفلسطينيين في الضفة الغربية بالمستوطنين اليهود. ويمكن طرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن".
وختم بورلي قائلا، إن هذا وحده كفيل بضمان أن يكون عام 2025 عاما آخر من الحرب والمأساة الإنسانية في الشرق الأوسط.