موقع النيلين:
2024-12-26@03:55:48 GMT

أهلاً برؤوت .. وداعاً بورتسودان

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

لم يكن السودان مستعمرة مثل بقية الدول التي احتلتها الإمبراطورية البريطانية وحكمتها واستغلت خيراتها في آسيا وأفريقيا وإنما كان له وضع مختلف وفق اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا. مكثت بريطانيا أقل من ستة عقود فقط وخرجت على عجل لأسباب كثيرة ومختلفة.

خرج الإنجليز بسرعة من السودان فيما تباطأوا في الخروج من بقية دول أفريقيا حتى الثمانينيات من القرن الماضي تاركين الكثير من العلامات والأسماء والإرث الثقيل.


صاحب خروج الاستعمار من غالب الدول الأفريقية والآسيوية إحساساً متعاظماً بالكبرياء والهوية الوطنية في البلدان التي نالت استقلالها حديثاً وبدأت النخب السياسية والثقافية مشروعات هائلة لاستعادة التاريخ والجغرافية من التشوهات التي اصابتها حتى بلغ الأمر بالبعض أن امتنعوا عن استخدام لغة المستعمر كوسيط في الكتابة والتخاطب.

ضمن تلك العملية ألغت الحكومة الوطنية الجديدة فور الاستقلال الاسم الاستعماري روديسيا الشمالية واتخذت اسم زامبيا عام ١٩٦٤م، وأسقطت جارتها اسم روديسيا الجنوبية واتخذت اسم زيمبابوي عام ١٩٨٠م ثم غيرت اسم العاصمة سالزبوري إلى هراري ثم انطلقت في حملة ماجدة لتغيير أسماء المدن والشوارع محواً لإرث الاستعمار والتفرقة العنصرية البغيض.
في الهند استعادت مدينة مومباي الساحرة اسمها وتناقش الدولة الكبرى هذه الأيام فكرة استعادة اسمها التاريخي بْهارات، وفي الغرب الأفريقي استعادت بنين اسمها من داهومي وساحل العبيد، وبوركينا فاسو اسمها من فولتا العليا، وناميبيا من جنوب غرب افريقيا الألمانية، وهكذا تعبر الشعوب عن اعتزازها بتراثها وثقافتها.

ستحل العام المقبل الذكري ال١٢٠ لتأسيس الميناء وبناء مدينة (برؤوت) الجديدة في العهد الإنجليزي المصري تحت اسم بورتسودان ولعل في هذه المناسبة فرصة تاريخية لاستعادة الاسم التاريخي للمدينة تخلصاً من إرث الاستعمار وافتخاراً بأحد الملامح الرمزية للهوية الوطنية.

لقد ظلت المدينة منذ تأسيسها موطناً رحباً تقاسم فيه سكان الشرق الأسبق حضوراً من بداوييت وتقراييت وسواكنية المكان المبارك مع شركائهم في تأسيس المدينة وصناعة هويتها من حضارمة ويمانية في طردونا وشايقية وتناقسة في أبوحشيش وسلبونا وترب هدل، ودناقلة وجعليين ورباطاب في ديم مدينة وسكة حديد، وهوسا وبرنو وفلاتة في دار السلام، ونوبة في فيليب، وفور وزغاوة في الرياض ودار النعيم، وعموم أهل السودان في جميع أحياء المدينة.

لقد ظلت مدينة (برؤوت) منذ بنائها عاصمة اقتصادية وتجارية وسياحية مهمة للسودان، وبعد هذه الحرب اللعينة التي تستهدف الأرض والوحدة والتراب الوطني والتاريخ والثقافة والحضارة صارت عاصمة سياسية، وليس أفضل من الحفاوة بها، بشكل رمزي معبر، وطنياً وقومياً في ذكرى تأسيسها من التخلص من الإرث الاستعماري البغيض وإلباسها هويتها الوطنية.

محمد عثمان إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لماذا قرر إحسان عبدالقدوس مقاضاة نادية لطفي بسبب اسمها؟

منذ أن ظهرت على شاشة السينما، خطفت نادية لطفي الأنظار بجمالها وأدائها المميز، لكن القليل يعرف أن وراء هذا الاسم الفني الشهير قصة طريفة ومليئة بالمفاجآت، ففي كتاب «اسمي بولا» للكاتب أيمن الحكيم، كشفت النجمة الكبيرة عن سبب تغيير اسمها مع دخولها الوسط الفني، وكيف أنَّ الاسم سبب لها المتاعب.

وقالت نادية لطفي: «عندما أراد الأستاذ رمسيس نجيب أن يوقع معي عقد احتكار ظهرت مشكلة غريبة، فقد صارحني بأن اسمي (بولا) غير فني وسيعطي انطباعاً بأنني غير مصرية، ولذلك يجب البحث عن اسم فني جذاب يليق بنجمته الجديدة، وبالنسبة لي كان هناك سبب آخر شخصي يدفعني للبحث عن اسم جديد، وهو أن والدي لم يكن راضياً عن اتجاهي للتمثيل، وكنوع من الرفض المستتر ألمح إلى رغبته في عدم استخدامي لاسم العائلة إذا صممت أن أكون ممثلة».

كلمة السر فاتن حمامة

ومضت «ذهبية الشعر» لتقول: «بدأنا رحلة البحث عن اسم فني، واقترحوا عليّ أسماء لم أسترح لها مثل (سميحة حسين) أو (سميحة حمدي)، وفي لحظة إلهام قفز إلي خاطري اسم (نادية لطفي) بطلة رواية إحسان عبدالقدوس الشهيرة (لا أنام)، فقد جذبتني الشخصية وشعرت أنها قريبة مني، خاصة عندما جسدتها نجمتي المفضلة فاتن حمامة في الفيلم المستوحى عن الرواية، ثم إن اسم نادية من الأسماء التي تمنيت أن أحملها لو لم يختر لي والدي اسم بولا».

إنذار قانوني بسبب اسم «نادية لطفي»

وواصلت عن الأزمة التي سببها لها الاسم قائلة: «لما اقترحت الاسم على الأستاذ رمسيس تحمس له ورأى أنه يليق بنجمته الجديدة، كما أن إيقاعه جذاب ومريح للأذن وسهل الحفظ، وفعلا بدأت حملة تسويق صحفية بالاسم الجديد، لكن لم يفسد فرحتنا به سوى اعتراض إحسان عبدالقدوس، إذ اتهمنا بالسطو على اسم بطلة روايته، ولم يكن اتهاماً شفاهياً بل أرسل إلينا إنذاراً قانونياً، ولم تطل الأزمة فقد صحبني الأستاذ رمسيس ذات يوم وزرنا الأستاذ إحسان وصفينا المشكلة ودياً».

واختتمت النجمة الكبيرة: «الطريف أنني استغرقت فترة حتى أعتاد على اسمي الجديد، وعندما كان يناديني أحد باسم نادية لم أكن أرد».

مقالات مشابهة

  • ???? بنك “زراعات كاتيليم” التركي في السودان .. ما القصة؟
  • سفير أنقرة يؤكد أهمية وجود مؤسسات تركية في السودان
  • تامنصورت المدينة النموذجية التي أبعدوها عن الحضارة بسبب التهميش المتعمد من شركة العمران بجهة مراكش
  • رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم
  • أهلا بالعالم في السعودية (3-2)
  • ( تقدم) تُدين قرار انسحاب السودان من تصنيف انعدام الأمن الغذائي
  • نبيل الحلفاوي.. وداعا.. في العدد الجديد لجريدة مسرحنا
  • في أولى رحلاته .. قطار عطبرة ــ بورتسودان يخرج عن مساره
  • لماذا قرر إحسان عبدالقدوس مقاضاة نادية لطفي بسبب اسمها؟
  • رئيس مدينة بورفؤاد يتفقد مقابر المدينة ويوجه بتنفيذ حملة مكثفة لرفع كفاءتها