موقع النيلين:
2025-03-03@11:15:06 GMT

أهلاً برؤوت .. وداعاً بورتسودان

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

لم يكن السودان مستعمرة مثل بقية الدول التي احتلتها الإمبراطورية البريطانية وحكمتها واستغلت خيراتها في آسيا وأفريقيا وإنما كان له وضع مختلف وفق اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا. مكثت بريطانيا أقل من ستة عقود فقط وخرجت على عجل لأسباب كثيرة ومختلفة.

خرج الإنجليز بسرعة من السودان فيما تباطأوا في الخروج من بقية دول أفريقيا حتى الثمانينيات من القرن الماضي تاركين الكثير من العلامات والأسماء والإرث الثقيل.


صاحب خروج الاستعمار من غالب الدول الأفريقية والآسيوية إحساساً متعاظماً بالكبرياء والهوية الوطنية في البلدان التي نالت استقلالها حديثاً وبدأت النخب السياسية والثقافية مشروعات هائلة لاستعادة التاريخ والجغرافية من التشوهات التي اصابتها حتى بلغ الأمر بالبعض أن امتنعوا عن استخدام لغة المستعمر كوسيط في الكتابة والتخاطب.

ضمن تلك العملية ألغت الحكومة الوطنية الجديدة فور الاستقلال الاسم الاستعماري روديسيا الشمالية واتخذت اسم زامبيا عام ١٩٦٤م، وأسقطت جارتها اسم روديسيا الجنوبية واتخذت اسم زيمبابوي عام ١٩٨٠م ثم غيرت اسم العاصمة سالزبوري إلى هراري ثم انطلقت في حملة ماجدة لتغيير أسماء المدن والشوارع محواً لإرث الاستعمار والتفرقة العنصرية البغيض.
في الهند استعادت مدينة مومباي الساحرة اسمها وتناقش الدولة الكبرى هذه الأيام فكرة استعادة اسمها التاريخي بْهارات، وفي الغرب الأفريقي استعادت بنين اسمها من داهومي وساحل العبيد، وبوركينا فاسو اسمها من فولتا العليا، وناميبيا من جنوب غرب افريقيا الألمانية، وهكذا تعبر الشعوب عن اعتزازها بتراثها وثقافتها.

ستحل العام المقبل الذكري ال١٢٠ لتأسيس الميناء وبناء مدينة (برؤوت) الجديدة في العهد الإنجليزي المصري تحت اسم بورتسودان ولعل في هذه المناسبة فرصة تاريخية لاستعادة الاسم التاريخي للمدينة تخلصاً من إرث الاستعمار وافتخاراً بأحد الملامح الرمزية للهوية الوطنية.

لقد ظلت المدينة منذ تأسيسها موطناً رحباً تقاسم فيه سكان الشرق الأسبق حضوراً من بداوييت وتقراييت وسواكنية المكان المبارك مع شركائهم في تأسيس المدينة وصناعة هويتها من حضارمة ويمانية في طردونا وشايقية وتناقسة في أبوحشيش وسلبونا وترب هدل، ودناقلة وجعليين ورباطاب في ديم مدينة وسكة حديد، وهوسا وبرنو وفلاتة في دار السلام، ونوبة في فيليب، وفور وزغاوة في الرياض ودار النعيم، وعموم أهل السودان في جميع أحياء المدينة.

لقد ظلت مدينة (برؤوت) منذ بنائها عاصمة اقتصادية وتجارية وسياحية مهمة للسودان، وبعد هذه الحرب اللعينة التي تستهدف الأرض والوحدة والتراب الوطني والتاريخ والثقافة والحضارة صارت عاصمة سياسية، وليس أفضل من الحفاوة بها، بشكل رمزي معبر، وطنياً وقومياً في ذكرى تأسيسها من التخلص من الإرث الاستعماري البغيض وإلباسها هويتها الوطنية.

محمد عثمان إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

التربية والتعليم تعلن هويتها المرئية الجديدة

أعلنت وزارة التربية والتعليم، عن هويتها المرئية الجديدة، وذلك ضمن احتفائها باليوم الإماراتي للتعليم.

وتعكس الهوية الجديدة مسارات التطوير الجوهرية، التي تعمل عليها الوزارة، بما يتماشى مع تطلعات الإمارات وطموحاتها في قطاع التعليم، وترسخ الطابع الوطني لقطاع التعليم العام بأسلوب يعكس تطلعات المستقبل.

تمكين الأجيال

وترمز الهوية الجديدة إلى مفهومي العراقة والمواكبة، وذلك انسجاماً مع التزام الوزارة الراسخ بإعداد أجيال الإمارات وتمكينها معرفياً وثقافياً ومهارياً، لتكون متمسكة بموروثها وثقافتها الوطنية الأصيلة.

وتعكس الهوية الجديدة سعي الوزارة الرامي إلى استدامة عراقة رؤية الإمارات التربوية، وقدرتها على مواكبة اتجاهات المستقبل في مجال التعليم، في إطار من التأكيد على شراكة جميع مكونات المجتمع في تخريج أجيال واعدة مرتبطة بهويتها الوطنية الجامعة.
وأكدت سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن "منظومة التعليم الوطنية أسست منذ قيام دولة الإمارات على قيم راسخة تجمع ما بين إعداد أجيال الإمارات للمستقبل وتمكينهم إلى جانب تعزيز سمات هويتهم الوطنية في مختلف مراحل تطورهم المعرفي"، موضحة أن الهوية الجديدة تمثل بما فيها من معان دور قطاع التربية والتعليم في الماضي والحاضر والمستقبل ومحورية تأثيره في مختلف مراحل بناء المجتمع وأجياله المتعاقبة.

#فيديو| ضمن الاحتفاء بـ #اليوم_الإماراتي_للتعليم.. وزارة التربية والتعليم تطلق هوية مرئية جديدة للقطاع التعليمي تجمع بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر وتطلعات المستقبل#كلنا_نُعلِّم_وكلنا_نَتعلَّم pic.twitter.com/pAOPOw04pv

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 28, 2025 استراتيجية متكاملة

وأوضحت أن "الهوية الجديدة تعتبر جزءاً من استراتيجية متكاملة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في قطاع التعليم الحكومي بما يعزز من المساحة المشتركة مع جميع أفراد المجتمع ومؤسساته في عملية إعداد الأجيال المقبلة، وبما يضمن أدواراً فاعلة للجميع في مسيرة التنمية المشهودة التي يشهدها قطاع التعليم الوطني"، لافتة إلى أن الهوية الجدية تمثل التزام الوزارة بتطوير هوية تعليمية موحدة تدعم ترسيخ القيم التربوية في المدارس الحكومية لتعكس التميز والجودة والابتكار في بيئة المدارس لتكون مراكز حاضنة للإبداع.
وتتضمن الهوية الجديدة شعاراً جديداً مكوناً من كلمتي "تربية وتعليم" بالإضافة إلى قائمة ألوان مستوحاة من بيئة الإمارات كالأحمر والأصفر في دلالة على الصحراء والأخضر رمزاً لشجرة الغاف وغيرها من الألوان التي تجسد التراث الإماراتي الأصيل.
ويعكس إطلاق الهوية المرئية الجديدة توجهات الوزارة نحو بناء نظام تعليمي أكثر شمولية واستدامة، وتؤكد الوزارة من خلال هذا التحديث، التزامها بترسيخ منظومة تعليمية متكاملة تعزز القيم التربوية، إلى جانب المعرفة الأكاديمية، ومواكبة التحولات العالمية في قطاع التعليم.

مقالات مشابهة

  • رمطان الرمدان !
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • فوازير سمير غانم .. سحر رامي تكشف عن انطلاقتها الفنية الحقيقية
  • عبد الله: ودعنا اليوم رفيقنا علي عويدات الذي تشهد له الساحات والمواقف
  • تحالف «تأسيس» ينتقد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ويصف موقفه بالمنحاز لـ «حكومة بورتسودان»
  • تعرف على الأغنية التي تسببت في شهرة عبد المطلب بأولى حلقات «رمضان المصري وأصحابه»
  • قوات الأمن تنتشر في مدينة بانياس لحفظ استقرار المدينة والحفاظ على السلم الأهلي
  • توتر في مدينة جرمانا بريف دمشق والأمن العام ينصب حواجز على جميع مداخل المدينة ومخارجها
  • وداعا لرسائل SMS.. جوجل تبتكر نظاما أكثر أمانا لمستخدمي Gmail
  • التربية والتعليم تعلن هويتها المرئية الجديدة