موقع النيلين:
2024-06-29@10:11:12 GMT

أهلاً برؤوت .. وداعاً بورتسودان

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

لم يكن السودان مستعمرة مثل بقية الدول التي احتلتها الإمبراطورية البريطانية وحكمتها واستغلت خيراتها في آسيا وأفريقيا وإنما كان له وضع مختلف وفق اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا. مكثت بريطانيا أقل من ستة عقود فقط وخرجت على عجل لأسباب كثيرة ومختلفة.

خرج الإنجليز بسرعة من السودان فيما تباطأوا في الخروج من بقية دول أفريقيا حتى الثمانينيات من القرن الماضي تاركين الكثير من العلامات والأسماء والإرث الثقيل.


صاحب خروج الاستعمار من غالب الدول الأفريقية والآسيوية إحساساً متعاظماً بالكبرياء والهوية الوطنية في البلدان التي نالت استقلالها حديثاً وبدأت النخب السياسية والثقافية مشروعات هائلة لاستعادة التاريخ والجغرافية من التشوهات التي اصابتها حتى بلغ الأمر بالبعض أن امتنعوا عن استخدام لغة المستعمر كوسيط في الكتابة والتخاطب.

ضمن تلك العملية ألغت الحكومة الوطنية الجديدة فور الاستقلال الاسم الاستعماري روديسيا الشمالية واتخذت اسم زامبيا عام ١٩٦٤م، وأسقطت جارتها اسم روديسيا الجنوبية واتخذت اسم زيمبابوي عام ١٩٨٠م ثم غيرت اسم العاصمة سالزبوري إلى هراري ثم انطلقت في حملة ماجدة لتغيير أسماء المدن والشوارع محواً لإرث الاستعمار والتفرقة العنصرية البغيض.
في الهند استعادت مدينة مومباي الساحرة اسمها وتناقش الدولة الكبرى هذه الأيام فكرة استعادة اسمها التاريخي بْهارات، وفي الغرب الأفريقي استعادت بنين اسمها من داهومي وساحل العبيد، وبوركينا فاسو اسمها من فولتا العليا، وناميبيا من جنوب غرب افريقيا الألمانية، وهكذا تعبر الشعوب عن اعتزازها بتراثها وثقافتها.

ستحل العام المقبل الذكري ال١٢٠ لتأسيس الميناء وبناء مدينة (برؤوت) الجديدة في العهد الإنجليزي المصري تحت اسم بورتسودان ولعل في هذه المناسبة فرصة تاريخية لاستعادة الاسم التاريخي للمدينة تخلصاً من إرث الاستعمار وافتخاراً بأحد الملامح الرمزية للهوية الوطنية.

لقد ظلت المدينة منذ تأسيسها موطناً رحباً تقاسم فيه سكان الشرق الأسبق حضوراً من بداوييت وتقراييت وسواكنية المكان المبارك مع شركائهم في تأسيس المدينة وصناعة هويتها من حضارمة ويمانية في طردونا وشايقية وتناقسة في أبوحشيش وسلبونا وترب هدل، ودناقلة وجعليين ورباطاب في ديم مدينة وسكة حديد، وهوسا وبرنو وفلاتة في دار السلام، ونوبة في فيليب، وفور وزغاوة في الرياض ودار النعيم، وعموم أهل السودان في جميع أحياء المدينة.

لقد ظلت مدينة (برؤوت) منذ بنائها عاصمة اقتصادية وتجارية وسياحية مهمة للسودان، وبعد هذه الحرب اللعينة التي تستهدف الأرض والوحدة والتراب الوطني والتاريخ والثقافة والحضارة صارت عاصمة سياسية، وليس أفضل من الحفاوة بها، بشكل رمزي معبر، وطنياً وقومياً في ذكرى تأسيسها من التخلص من الإرث الاستعماري البغيض وإلباسها هويتها الوطنية.

محمد عثمان إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء تفقد مدينة المطلاع:تسريع إجراءات طرح المباني العامة والأسواق المركزية والحدائق والزراعات التجميلية لخدمة السكان

قام وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزير الدولة لشؤون الإسكان د محمود بوشهري برفقة مدير عام المؤسسة بالتكليف م راشد العنزي صباح اليوم الجمعة بزيارة تفقدية ثانية لمدينة المطلاع السكنية لمتابعة الموقف التنفيذي لمشاريع المؤسسة والتطورات التي تمت بشأنها.

وقد التقى الوزير على هامش زيارته مجموعة من المواطنين الكرام ساكني المدينة الذين نقلوا له احتياجاتهم والتحديات التي تواجههم كقاطني المدينة.

وأكد الوزير أن كل القضايا التي تم الإشارة إليها من قبل المواطنين جار العمل على تنفيذها وفقاً لجدول زمني محدد، وأهمها الانتهاء من محطة تعبئة المياه وإنارة الطرق في القريب العاجل، إضافة إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي بعد ان تم التنسيق والتعاون بشأنها مع وزارة الأشغال العامة.

‏وأوضح أنه وجه القائمين على المؤسسة على ضرورة التسريع في إجراءات طرح مشاريع المباني العامة والأسواق المركزية والحدائق العامة والزراعات التجميلية التي تخدم سكان المدينة في جميع ضواحيها وذلك بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات المعنية في الدولة.

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء تفقد مدينة المطلاع:تسريع إجراءات طرح المباني العامة والأسواق المركزية والحدائق والزراعات التجميلية لخدمة السكان
  • 6 مرشحين.. البرهان يقترب من تسمية رئيس وزراء ويتشاور مع قيادات سياسية سودانية
  • الرقيق: حكومة الدبيبة تشن حربًا عرقية وقبلية على مدينة زوارة وأهاليها.. ونطالب مجلس الأمن بحماية أبنائنا
  • تفقد المشروعات الخدمية المنفذة في درنة
  • وزير الطاقة و النفط المكلف يعلن تحسينات لزيادة ساعات الكهرباء ببورتسودان
  • الموت يغيب الزميلة عصمت مكداشي.. وشلالا والجميل يستذكرانها: وداعاً
  • الحقوق تدفع سامرائيين الى التحرك ومسؤولون مهددون بالإقصاء
  • والي سنار يعلن إحباط هجوم للدعم السريع ويؤكد استقرار المدينة
  • "قطار الذاكرة" يصل إلى بطرسبورغ (فيديو)
  • حركة مناوي: هناك مُخطّطٌ جنجويدي استيطاني للقضاء على كل الإثنيات المكونة للنسيج الاجتماعي في دارفور