الخميس.. مناقشة «اسمي ليلى» للكاتبة إلهام الكردوسي
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
تنظم الهيئة العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين حفل توقيع وندوة لمناقشة المجموعة القصصية «اسمي ليلى» للكاتبة إلهام الكردوسي في المركز الدولي للكتاب، خلف دار القضاء العالي، يوم الخميس المقبل في السادسة مساء ، ويناقش الكتاب الدكتور رضا عطية الناقد الأدبي.
صدرت «اسمي ليلى» عن هيئة الكتاب خلال الدورة الماضية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومن أجواء المجموعة في قصة بعنوان "أم توبة": "أمام اللجنة رقم ( 74 ) على مرأى من أم توبة، يقف زوجها فردا ضئيلا في طابور الرجال، ينتظر دورا كغيره من الذين لا حول لهم ولا حيلة، أتى ليقول كلمته، فاتر الهمة، هو في الأصل فقد حماسه لفعاليات الحياة من زمن، وكأنه شاخ قبل موعد شيخوخته، حاول أن يتشاغل عما يعتمل بباطنه من هموم، بمتابعة زوجته خلسة، يصب كل تركيزه على بطنها المنتفخ وجسدها المتورم، ورغم كل هذه الدلائل فهو غير موقن أنها تحمل في بطنها جنينا، ولا يصدق حتى كلام الشيخ حسن الذى يبشره بقرب قدوم ولد صالح معافى هذه المرة، ليحمل اسمه ويشدد به ظهره، وعقله لا يقتنع أن زوجته أم توبة يمكن أن تكون حبلى كبقية النساء، بعدما تهدلت أعضاؤها وانحنت أثداؤها، وشاب شعر رأسها وتشقق باطن كفيها وكعوب قدميها فقرا وعجزا"
يذكر أن إلهام الكردوسي كاتبة صحفية وقاصة ومسؤول الملف الثقافي بجريدة الوطن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اسمي ليلى هيئة الكتاب إلهام الكردوسي المركز الدولي رضا عطية
إقرأ أيضاً:
إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقلب المارة تراب الأرض بين أقدامهم في الشارع القديم. محاصرون ضمن الحارة الشعبية، حيث تجاري تعابيرهم رتابة الأيام. يسعى بين أيديهم طفل في السابعة، بملامح المتوسل وخطوات التائه.
اخترقت الحشود وخطوتُ فوق كل بائع افترش الأرض وصولا له. كان انتهاك حقوق الطفل يؤلمني «لقد أنقذت الكثير، لكنهم يتزايدون»، هكذا كنت أردد وكل دائرة حول نفسي تعيدني طفلاً. أفتش عنه، وأغرق في شعور التوسل للملاحظة. صوتي يختنق وسط الزحام وجدال البيع والشراء، لا أحد يراني.
فجأة لمسني من يدي، ثم شدّ كمّي يرجو شراء بضاعته. نزلت إلى مستوى عينيه وبلغته بخطورتها وبقدرتي على المساعدة. فهم أنني أرغب بشرائها فتهلل وجهه. لكنني، بعد إيماءة رفض حازم، عرّفته بنفسي، وقصصت قصتي من طفل مشرّد الى شرطي في مكافحة المخدرات.
تفحص وجهي بعينيه البنية، ثم تحسس ذقني بيده الملوثة. قربته، وبجملة وعود، زرعت الأمان في نفسه. شعرت بالانتماء لرائحة الضياع التي تفوح منه. احتضنته وملئت صدري من قوته وصبره.
كان هادئاً مطيعاً، طلبت عنوانه وأجاب برفع بضاعته مرة أخرى يريد بيعها. شعرت بالسوء من إصراره هذا ونهرته. وضع يده في صدره، ومن جيبٍ جانبي مرقوع، أعطاني قطعة نقود خشبية مصنوعة يدويا، عرفتها لمّا أخرجت مثلها من جيبي.
إنها ذاكرتي! تجترّ كل ما يؤلمني، وتمثله حياَ أمامي. فهمت أن الماضي لا يغادرنا بالنسيان، ويرحل للأبد بالتقبل والتشافي.