بين براثن الفقر والبطالة: الأكراد يبحثون عن ملاذ آمن على متن قوارب الموت
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
25 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تشهد ظاهرة الهجرة من العراق، وخاصة من إقليم كردستان، ازدياداً مقلقاً في الآونة الأخيرة، مدفوعةً بعوامل متعددة، اقتصادية وسياسية وأمنية.
و أعلن جهاز أمن إقليم كردستان مؤخرًا عن القبض على 4 من مهربي البشر المتورطين في غرق قارب كان يقلّ مهاجرين عراقيين قبالة السواحل الإيطالية، مما أسفر عن مصرع أكثر من 64 شخصاً.
ويُرجع كثيرون ازدياد معدلات الهجرة إلى تفاقم الأوضاع المعيشية في الإقليم، حيث يعاني الشباب من قلة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة، ناهيك عن تفشي الفساد وسوء الأوضاع الأمنية.
ويؤكد عضو حزب العدل الكردستاني ريبوار محمد أمين على أن “حكومة الإقليم تتحمل مسؤولية هذه المأساة”، مشيراً إلى “أنّ الفساد والبطش من قبل حكومة البارزاني يدفعان الشباب إلى الهجرة بحثاً عن حياة كريمة”.
وتشير الإحصائيات إلى ازدياد ملحوظ في أعداد المهاجرين العراقيين خلال فصل الصيف، حيث يسلكون طرقاً محفوفة بالمخاطر عبر البحر أو البر، بحثاً عن مستقبل أفضل.
إنّ مأساة غرق قارب المهاجرين قبالة إيطاليا تُلقي الضوء مجدداً على معاناة العراقيين، وتُظهر الحاجة المُلحّة لمعالجة جذور الأزمات التي تدفعهم إلى الهجرة، بدءًا من مكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وصولاً إلى توفير فرص عمل مناسبة للشباب، وتعزيز الأمن والاستقرار.
إنّ إنقاذ الأرواح ومنع تكرار مثل هذه المآسي يتطلب جهداً دولياً وإقليمياً مُضافاً، إلى جانب مسؤولية حكومة إقليم كردستان في معالجة الأزمات الداخلية التي تُجبر أبناء شعبها على الهجرة.
وتتدفق موجات من الأكراد تبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن موطنهم في إقليم كردستان العراق، مدفوعةً بآمالٍ عريضة بحياة أفضل، لكنّ رحلتهم محفوفة بالمخاطر وتنطوي على مخاطر جسيمة.
يُغادر شباب كردستان، مُحملين بأحلامهم وطموحاتهم، وطنهم الذي يعاني من ويلات الفقر والبطالة وقلة فرص العمل، تاركين وراءهم عائلاتهم وأصدقائهم بحثاً عن مستقبل يضمن لهم حياة كريمة.
يُساهم الفساد المستشري في مؤسسات إقليم كردستان وتردّي الأوضاع الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي في دفع المزيد من الأكراد إلى الهجرة.
ويُعاني الإقليم من صراعات سياسية داخلية تُعيق تقدّمه وتُثبط الاستثمار، ممّا يُقلّل من فرص العمل المتاحة فيما يُطالب العديد من الأكراد بالاستقلال عن العراق، ممّا يُؤدّي إلى توترات مع الحكومة العراقية، ممّا يُؤثّر سلباً على الاستقرار في المنطقة.
وتُمارس حكومة الإقليم القيود على الحريات المدنية، ممّا يدفع بعض الأكراد إلى الهجرة بحثاً عن مجتمعات أكثر انفتاحاً وديمقراطية، كما أنّ التمييز على أساس العرق أو الدين أو المذهب يُجبر بعض الأكراد على الهجرة بحثاً عن مجتمعات أكثر عدلاً ومساواة.
و شهد إقليم كردستان العديد من الحروب والصراعات خلال العقود الماضية، ممّا دفع العديد من الأكراد إلى النزوح والهجرة.
كما أدّت الحرب في سوريا إلى نزوح ملايين السوريين إلى إقليم كردستان، ممّا فاقم من الضغوط على الموارد والخدمات، ممّا دفع بعض الأكراد إلى الهجرة.
و هجرة الأكراد من كردستان العراق ظاهرة مأساوية لها أبعاد إنسانية واقتصادية وسياسية واجتماعية خطيرة.
ومعالجة هذه الظاهرة تتطلب جهداً مُنّظّماً من قبل حكومة الإقليم والحكومة العراقية والمجتمع الدولي، من خلال معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الأكراد إلى الهجرة، وخلق فرص أفضل للحياة الكريمة لهم في وطنهم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: إقلیم کردستان من الأکراد
إقرأ أيضاً:
تفكيك شبكة لتهريب المهاجرين المغاربة إلى اسبانيا عبر قوارب مسروقة
تمكنت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية، من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في تهريب المهاجرين المغاربة من سبتة المحتلة إلى الجزيرة الخضراء، باستخدام قوارب ترفيهية مسروقة، وذلك في عملية أسفرت عن توقيف 12 شخصًا، من بينهم خمسة وُضعوا رهن الاعتقال الاحتياطي، بأمر من محكمة الجزيرة الخضراء، إضافة إلى استرجاع ستة قوارب مسروقة كانت تُستخدم في عمليات التهريب.
وأوضحت تقارير إعلامية إسبانية، نقلا عن مصادر أمنية، أن التحقيقات انطلقت في يوليوز من العام الماضي، بعد وصول قارِب ترفيهي إلى شاطئ “خيتاريس” (الجزيرة الخضراء)، وعلى متنه قاصران مغربيان غير مصحوبين، ليتبين عقب ذلك، أن القارب سُرق قبل أيام من ميناء ترفيهي بالمنطقة، مما دفع الشرطة إلى تعميق البحث، ليتم اكتشاف نمط متكرر لسرقة القوارب من موانئ جنوب إسبانيا، قبل استخدامها لنقل مهاجرين من سبتة المحتلة إلى البر الإسباني، ثم التخلي عنها لاحقًا.
واعتمدت الشبكة المفككة على موظفين في أندية بحرية لتحديد القوارب المناسبة للسرقة، وتجنب الرقابة الأمنية، إذ كانت، بعد سرقتها، تُنقل إلى مدينة سبتة، حيث يتم تحميل المهاجرين المغاربة، قبل تهريبهم إلى السواحل الإسبانية.
وكشفت التحقيقات أن الشبكة استخدمت قاصرين مغاربة كقادة للقوارب، مستغلةً ضعف المسؤولية القانونية بحقهم في حالة توقيفهم، بينما تمت هذه الرحلات في ظروف بالغة الخطورة، حيث كانت القوارب تُحمَّل بأعداد كبيرة، دون توفير تدابير أمان كافية، مما كان يعرض حياة المهاجرين للخطر.
ووفق تقديرات الشرطة، فقد نجحت الشبكة في تهريب 40 مهاجرًا مغربيًا إلى إسبانيا، حيث كان يُدفع ما بين 4000 و4500 يورو عن كل رحلة، ما مكّن التنظيم من جني حوالي 180 ألف يورو من نشاطه الإجرامي.
وإلى جانب تهريب البشر، كانت الشبكة متورطة في تزوير الوثائق، ما يعكس مستوى عالٍ من التنظيم والاحترافية، إذ بفضل هذه العملية الأمنية، نجحت الشرطة الإسبانية في تفكيك إحدى أخطر شبكات تهريب المهاجرين المغاربة، وقطع أحد المسارات المستخدمة في الهجرة غير النظامية من المغرب إلى إسبانيا.
كلمات دلالية الشرطة الإسبانية تفكيك شبكة إجرامية تهريب المهاجرين المغاربة قوارب مسروقة مدينة سبتة موانئ جنوب إسبانيا