لجريدة عمان:
2025-03-04@06:21:16 GMT

الانتخابات الأمريكية.. هل يدفع بايدن الثمن؟

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

بدأت حمى الانتخابات الأمريكية تزداد مع القضايا المشتعلة في المنطقة وخاصة حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وكان موقف الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن ليس فقط منحازا بشكل سافر وهو الأمر المتوقع، ولكن شاركت واشنطن في الحرب بشكل فعلي، بل إن الرئيس الأمريكي بايدن شارك في أحد اجتماعات مجلس الحرب في إسرائيل في سابقة غريبة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.

كما أن بايدن تباهى بأنه صهيوني وكذلك فعل وزير الخارجية بلينكن وهو أحد اليهود المتعصبين ومنحاز بشكل سافر.

التمزق السياسي والعسكري الذي يعيشه الكيان الصهيوني خاصة رئيس الوزراء نتانياهو انعكس على الجدل الشعبي الواسع في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية، والتي شكلت مظهرا حضاريا للشباب الأمريكي. ومن هنا بدأت تدب الخلافات العلنية بين بايدن ونتانياهو من خلال التصريحات حول تأخر شحنات الأسلحة الأمريكية إلى الكيان الصهيوني.

ورغم أن الحزب الجمهوري يراقب الأمور عن بعد لكنه أكبر المستفيدين من الجدل السياسي وتدني شعبية بايدن وتقدم الرئيس الأمريكي السابق ترامب في استطلاعات الرأي رغم عدد من القضايا التي تواجهه في المحاكم الأمريكية. ومع بداية الحملات الانتخابية فإن موقف الرئيس الأمريكي بايدن هو في وضع معقد خاصة وأن خطته لوقف الحرب في قطاع غزة باءت بالفشل حتى الآن، وهذا يعود إلى تعنت نتانياهو وحكومته المتطرفة، وكما يبدو أن هناك إستراتيجية واضحة لحكومة نتانياهو وهو إسقاط بايدن في الانتخابات الأمريكية على أمل أن يفوز ترامب وبالتالي يكون الدعم الأمريكي العسكري والاقتصادي بدون حدود نظرا لتطرف سياسة ترامب على صعيد القضية الفلسطينية، وأيضا موقفه المتشدد تجاه إيران وإلغائه الاتفاق النووي الإيراني بل والاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة أبدية للكيان الصهيوني وأيضا ضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة إلى الكيان الصهيوني بشكل دائم.

وعلى ضوء هذا الجدل السياسي المتصاعد بين إدارة بايدن وحكومة نتانياهو المتطرفة بدا السجال هو هدف كل طرف مع قرب حمى الانتخابات الأمريكية، والتي سوف تكون أكثر تعقيدا وقد تفضي إلى مزيد من المشكلات وحتى العنف كما حدث بعد نتائج الانتخابات عام ٢٠٢٠، حيث اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونجرس وقتل عدد من حراس المبنى في مشهد دراماتيكي لم يشهده التاريخ الأمريكي الحديث.

إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وأيضا المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية قد فرضت واقعا سياسيا واستراتيجيا جديدا في المنطقة في ظل الحصار البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وفي ظل التصعيد في الهجمات ضد قوات الاحتلال الصهيوني من قبل حزب الله مما جعل المشهد الجيوسياسي ينعكس على المنطقة والعالم خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية خاصة وأن شعوب تلك الدول خرجت في مظاهرات عارمة منددة بالإبادة الجماعية والتي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني.

الرئيس الأمريكي بايدن سوف يدفع الثمن في الانتخابات الأمريكية في ظل موقفه السلبي الحالي تجاه جرائم حكومة نتانياهو المتطرفة وفي ظل تنامي العداء الشعبي الأمريكي لتلك المجازر التي يراها المواطن الأمريكي كل يوم من خلال الهواتف الذكية وأيضا من خلال منصات التواصل الاجتماعي. كما أن نتانياهو وحكومته المتطرفة لديهم إستراتيجية واضحة وهو إسقاط الحزب الديموقراطي في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم وهناك تحليلات متعمقة داخل الدوائر الحكومية الأمريكية وأجهزة الاستخبارات. ومن هنا يمكن تفسير السجال السلبي بين البيت الأبيض وحكومة نتانياهو علاوة على الانتقاد العلني من قبل عدد من المسؤولين في إدارة بايدن لنتنياهو ومواقفه المتشددة.

على صعيد الداخل الإسرائيلي فإن نتانياهو نفسه يواجه مأزقا معقدا بعد أكثر من ثمانية أشهر من عدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واستشهاد ما يقارب ٤٠ ألف إنسان معظمهم من الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية من مستشفيات ومنازل بل وأحياء سكنية كاملة علاوة على قيام الكيان الصهيوني باستهداف عشرات الصحفيين الفلسطينيين والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف في واحدة من أكبر الجرائم الإنسانية في التاريخ الحديث. كما أن تقديم المزيد من الملفات القانونية من عدد من الدول ضد الكيان الإسرائيلي وقيادته وعلى رأسها نتانياهو يجعل الكيان الصهيوني في وضع معقد وبحاجة ماسة إلى رئيس أمريكي مثل ترامب ينقذه من هذا المأزق المخيف في ظل سقوط هيبة وغطرسة جيش الاحتلال منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣. ومن هنا فإن المشهد السياسي الأمريكي يعد على قدر كبير من الارتباك مع زحف الحملات الانتخابية وقرب المناظرات بين مرشحي الحزبين وهما بايدن عن الحزب الديموقراطي وترامب عن الحزب الجمهوري رغم أن هذا الأخير لا يزال يواجه قضايا قانونية في عدد من المحاكم الأمريكية في نيويورك وجورجيا، وعلى ضوء ذلك المشهد تظل المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية وأيضا اليمنية والعراقية هي الرهان الحقيقي على نهاية مشهد الحرب والسلام. والسؤال الأهم هنا هل يجازف نتانياهو وهو يواجه المأزق الداخلي والانتقادات الأمريكية بالدخول في حرب مفتوحة مع حزب الله بهدف خلط الأوراق وجر الإدارة الأمريكية للتدخل في تلك الحرب لصالح الكيان الصهيوني؟ هذا أمر لا يمكن الجزم به وإن كنت ارى أن واشنطن لا تريد توسيع الحرب في المنطقة ليس فقط لأسباب تتعلق بالكيان الصهيوني وعجزه عن مواجهة حزب الله، ولكن لأسباب داخلية يناقشها هذا المقال حول الحدث الانتخابي الأهم في الولايات المتحدة الأمريكية وبأمر يتعلق بمصير الحزب الديموقراطي والرئيس بايدن الذي يواجه قضايا اقتصادية وأيضا يواجه معضلة الحرب الروسية الأوكرانية ودفع عشرات المليارات لأوكرانيا علاوة على الوضع في فلسطين عموما وقطاع غزة.

ومن هنا فإن الأمور تبدو أكثر تعقيدا وقد يكون سقوط نتانياهو سياسيا وإجراء انتخابات مبكرة في الكيان الإسرائيلي قبل الانتخابات الأمريكية هو حبل إنقاذ لإدارة بايدن على ضوء التقديرات والمؤشرات السياسية التي تم الحديث عنها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الانتخابات الأمریکیة الرئیس الأمریکی الکیان الصهیونی فی قطاع غزة ومن هنا عدد من

إقرأ أيضاً:

مخالفًا ترامب .. رئيس النواب الأمريكي: علينا إنهاء الحرب فى أوكرانيا

قال مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي لسي إن إن الإخبارية الأمريكية إنه يأمل أن يعود الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إلى طاولة المفاوضات ويعترف بأن السلام هو الحل.

أضاف جونسون  رئيس مجلس النواب الأمريكي:" علينا إنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي هو المعتدي"، مخالفًا بذلك كل ما يطلقه ترامب من تصريحات.
 

لكن اعتبر جونسون  خلال حديثه لشبكة سي إن إن الأمريكية :بأن “الرئيس الأوكراني تصرف بشكل غير لائق”.

أردف بأن صفقة المعادن بين واشنطن وكييف حل رائع لإنهاء الصراع في أوكرانيا، متهجمًا على الرئيس الروسي بقوله  :" بوتين شيوعي من الطراز القديم ولا ينبغي الوثوق به وهو خطير".

وأردف جونسون بأنه :من مصلحتنا (أمريكا)وأوكرانيا وروسيا وأوروبا التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، مشيرًا إلى إن هذا الأجدر بالإتباع من جانب كافة الأطراف في الصراع والدول ذات العلاقة والتأثير المباشر.

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الصهيوني يهدد مصر ويتوعد غزة: لن نسمح بانتهاك اتفاقية كامب ديفيد
  • ألمانيا تطالب الكيان الصهيوني برفع القيود على دخول المساعدات لغزة
  • اجتماع حاسم لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا
  • انشغال النواب بالانتخابات يؤثر على التشريعات والمواطن يدفع الثمن
  • زيلينسكي يرد على الضغوط الأمريكية: استبدالي لن يكون سهلاً
  • حماس ترفض التمديد الصهيوني للمرحلة الأولى
  • مخالفًا ترامب .. رئيس النواب الأمريكي: علينا إنهاء الحرب فى أوكرانيا
  • للضغط على حماس.. نتانياهو يرفض تطبيق المرحلة الثانية من صفقة الرهائن
  • ترامب يدفع روسيا للخروج من منطقة البحر الأسود.. كيف يجري ذلك؟
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل