نداء عالمي لحماية المجتمعات من خطر المخدرات
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
رغم الجهود العالمية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية إلا أن هذه الآفة ما زالت تنتشر وتتزايد في العالم وتنهدم بسببها مجتمعات لا أسر. ورغم الوعي العالمي بخطر المخدرات إلا أن تحويلها إلى تجارة مربحة وسلاح من أسلحة السياسة في العالم يعقد الجهود العالمية لمكافحتها.
ويحتفل العالم غداً باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وهذا اليوم يذكر العالم أجمع بالمعركة الكبيرة التي تخوضها المجتمعات في مختلف بقاع العالم مع المخدرات، كما أنه يذكر الجميع بأهمية التعاون والتكاتف من أجل القضاء على هذه الآفة التي تتسبب في تعطيل عقول كان يمكن أن يكون لها دور أساسي في بناء المجتمعات وتطوير الإنسانية.
لا يزال إدمان المخدرات أحد أكبر التحديات التي تواجه الدول في جميع أنحاء العالم، حيث يؤثر بشكل عشوائي على الأفراد بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ونشر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) أن ما يقرب من 269 مليون شخص في جميع أنحاء العالم تعاطوا المخدرات في العام الماضي، وأن أكثر من 35 مليونًا يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات. وهذه الأرقام خطيرة جدا وتكشف عن المساحة الكبيرة التي ينتشر فيها تعاطي المخدرات في العالم وتأثيرها الكبير على الصحة والأمن في العالم.
يركز موضوع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات لهذا العام على «الأدلة واضحة.. لنستثمر في الوقاية»
وتعكس دلالة شعار «الأدلة واضحة.. لنستثمر في الوقاية» رؤية عميقة تركز على أهمية الاستثمار في تدابير الوقاية لمواجهة مشكلة المخدرات بشكل فعال. ويظهر الشعار أن الجهود المبذولة في التعليم والتوعية العامة والبرامج الوقائية يمكن أن تكون أدوات قوية للحد من الانتشار المستمر لتعاطي المخدرات والآثار المدمرة المرتبطة به.
وتُعتبر الوقاية أكثر فعالية وأقل تكلفة مقارنة بالعلاج. من خلال التركيز على الوقاية، تُظهر الدول التزامها بالتصدي لجذور المشكلة قبل تفاقمها. الاستثمار في التعليم والبرامج التوعوية يمكن أن يساعد في تشكيل سلوكيات واتجاهات الأفراد تجاه المخدرات، مما يقلل من احتمالية الإدمان والتعاطي في المستقبل.
إن الاستثمار في الوقاية يُعتبر استثماراً في المستقبل. ومن خلال بناء مجتمعات مُحصنة ضد التأثيرات السلبية للمخدرات، تسهم في تعزيز الصحة العامة والأمن الاجتماعي. وهذا يُعطي الأولوية للعمل على الأجيال الجديدة، مما يُعزز الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل.
إن الصرخات التي تطلقها أمهات المدمنين تستحق أن تُسمع وأن تدرس، ومكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لا تقتصر على إنفاذ القانون فحسب؛ يتعلق الأمر بإنشاء مجتمع داعم لعملية تأهيل المدمنين وقادر على الأخذ بيدهم. ويتعين على الدول في كل مكان أن تعمل على تشكيل تحالفات أقوى لحماية مجتمعاتنا وتعزيز إمكانات الأجيال القادمة من التأثير المدمر لهذه الآفات الخطيرة الآخذة في الانتشار.
إن هذا اليوم يستحق أن يكون منارة أمل ودعوة الجميع للعمل والمساهمة في بناء عالم خالٍ من المخدرات. معًا، يمكننا حماية مجتمعاتنا وضمان رفاهية جميع الأفراد.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی العالم
إقرأ أيضاً:
أمين مجمع البحوث: مكتبة الأزهر نموذج عالمي لحفظ التراث ونشر المعرفة
شارك د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في مؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات بمدينة الأقصر، حيث أكد خلال كلمته أن مكتبة الأزهر الشريف تعد واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في العالم العربي والإسلامي، لما تضمه من مقتنيات نادرة ومخطوطات قيمة في مختلف العلوم والفنون.
وأشار الجندي إلى أن المكتبة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 900 عام، تحتوي على أكثر من 46,715 مخطوطًا في علوم الفقه والتفسير والطب والفلك والتاريخ، بالإضافة إلى 970 مصحفًا مخطوطًا، وأقدمها يعود للقرن الرابع الهجري. كما تمتلك المكتبة أكثر من 302,212 كتابًا مطبوعًا و145 خريطة نادرة.
وأضاف أن المكتبة نجحت في رقمنة 90% من مقتنياتها، ضمن خطة طموحة لإتاحة التراث العلمي إلكترونيًا، تماشيًا مع رؤية الأزهر الشريف والدولة المصرية 2030 في التحول الرقمي. كما أوضح أن المكتبة تستعد للانتقال إلى مقرها الجديد المجهز بأحدث التقنيات، بهدف تعزيز خدماتها البحثية والعلمية للطلاب والباحثين من مختلف دول العالم.
وأكد الجندي أن مكتبة الأزهر تمثل كتابًا مفتوحًا يضم بين دفتيه كنوز العلم والمعرفة، مشددًا على أن الأزهر، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، حريص على تطوير المكتبة لمواكبة التطورات التكنولوجية وتحقيق أقصى استفادة من التراث الإسلامي العريق.