لست كسولا.. لكن 6 أسباب تجعلك فوضويا
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
قد تتأخر عن موعد، لأنك لم تجد فرشاة أسنانك وملابسك التي يجب أن ترتديها، مما قد يعطل نشاطا من أنشطتك اليومية، "ويسبب لك الضيق وعدم الرضا عن حياتك؛ أو يضر بعلاقاتك أو رفاهيتك بشكل عام"، وفقا للأبحاث.
لكنك لست وحدك، فقد أخبر عالم النفس الأميركي مايكل تومبكينز، صحيفة "هافبوست"؛ أن "قلة قليلة من الناس، يعيشون حياة خالية من الاضطراب أو الفوضى".
ورغم أن معظمنا ينظر إلى الفوضى باعتبارها "علامة على الكسل"، يؤكد تومبكينز أن هناك أسبابا أخرى غير متوقعة قد تجعل الشخص فوضويا؛ بدءا من مراحل الحياة، إلى السمات الشخصية، وحتى الصحة العقلية.
وهو ما يجعلنا نعود إلى الخبراء، لمعرفة الفرق بين الفوضى العابرة، والفوضى الضارة التي يمكن أن تتحول إلى مشكلة تسبب لنا الضيق؛ من خلال استعراض الأسباب الخفية الستة التي قد تجعل الشخص منا فوضويا.
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباهتقول المؤلفة والمختصة النفسية، تيري ماتلين؛ إن الفوضى وانعدام التنظيم، من الأعراض المميزة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث تكون القدرات التنفيذية لدماغ الشخص، ضعيفة بشكل ملحوظ. وهو ضعف يشمل: انعدام التخطيط، واستثقال بدء المهام وإكمالها، وصعوبات في الذاكرة؛ بحسب تومبكينز، الذي يُضيف أن "مواجهة الشخص صعوبات في الذاكرة، قد يجعل من الصعب عليه متابعة مهام معينة من بدايتها إلى نهايتها؛ وهو ما يشتت الانتباه بسهولة".
ويضرب مثالا على تسبب هذه الحالة في "اتخاذ قرارات فوضوية أو غير واعية"، بتشتت انتباه أحدهم لمجرد تحية حيوانه الأليف له أثناء دخوله إلى المنزل، وهذا ما يجعله يضع مفاتيحه على الكرسي، بدلا من وضعها في الوعاء المخصص لها. ويعقب تومبكينز قائلا: "إن الفوضى هنا يمكن أن تحدث بسبب نقص الانتباه، حيث يجد الشخص صعوبة في الالتزام بوضع الأشياء في مكانها".
حالتنا الذهنية، يمكن أن تحدد شكل المكان الذي نعيش فيه (بيكسلز)كما توضح ماتلين أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، "قد يشعرون بالإرهاق من الخطوات التي يتطلبها إكمال المهام، وهو ما قد يؤدي إلى التوقف وعدم القدرة على إنهاء الفوضى". وتضرب مثالا بسيدة منهمكة في قراءة مجلة، تلاحظ أنها نسيت غسل صحون العشاء، وأن هناك ملابس في الغسالة منذ أيام؛ فتتساءل في حيرة: من أين تبدأ؟ ثم تقرر تجاهل الأمر.
وهو ما تفسره عالمة النفس والمدربة في كلية الطب بجامعة هارفارد، ناتالي داتيلو؛ بأن المهام البسيطة أو التي ليس لها موعد محدد -مثل الأعمال المنزلية، وطي الغسيل، أو إعادة الأطباق إلى مكانها- "تكون أكثر صعوبة على الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه".
الاكتئاب و/ أو القلقتؤكد داتيلو أن "حالتنا الذهنية، يمكن أن تحدد شكل المكان الذي نعيش فيه"، فقد يكون منزلنا مزدحما وفوضويا، لأننا مُرهقون للغاية وغير منظمين ذهنيا، لدرجة تجعلنا لا نستطيع التأكد من أن كل شيء في مكانه.
وتفسر الأمر بأن دوافعنا تأتي من جزء في الدماغ يتوقع المكافأة، وعندما نشعر بالاكتئاب، يتوقف هذا الجزء عن العمل بشكل فعال؛ وهو ما قد يخلق شعورا باللامبالاة.
الاكتئاب والقلق يمكن أن يسببا أيضا صعوبة في التركيز، وهو ما قد يجعل المهام الصغيرة مرهقة (بيكسلز)لذا، من المرجح أن يشعر الشخص الذي يعاني من الاكتئاب بانخفاض الطاقة ونقص الحافز، وهو ما يزيد من صعوبة قيامه بمهمة صعبة مثل التنظيم أو التنظيف أو الترتيب.
ويُضيف تومبكينز أن "الاكتئاب والقلق يمكن أن يسببا أيضا صعوبة في التركيز، وهو ما قد يجعل المهام الصغيرة مرهقة".
كما تُشير داتيلو، إلى أن "الدراسات أظهرت أن الفوضى في منازلنا ترتبط بمستويات عالية من هرمون التوتر (الكورتيزول)"؛ لذلك، لا يؤثر الشعور بالاكتئاب أو القلق على عملنا فحسب، "بل يمكن أن يجعلنا المنزل الفوضوي نشعر بمزيد من التوتر والإرهاق".
المراحل الانتقالية المُرهقةفالمراحل الانتقالية والتغييرات الكبيرة في الحياة يمكن أن تكون مُرهقة، لدرجة قد تؤثر على قدرة البعض على منع الفوضى، "حتى بالنسبة لشخص كان بطبيعته مرتبا"؛ كما يقول تومبكينز، موضحا أن الإنسان عندما يعاني من "ضغوط نفسية اجتماعية"، قد تضعف قدرته على التأقلم.
فإنجاب الأطفال وما يترتب عليه من بكاء متواصل وطلبات كثيرة وفوضى شاملة، يمكن أن يشكل مرحلة انتقالية مرهقة، خصوصا بالنسبة للآباء الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويعتبرون الاعتناء بأنفسهم أمرا صعبا.
بالإضافة إلى بعض التحولات الحياتية الأخرى التي قد لا تقل صعوبة؛ كالزواج أو الطلاق؛ أو فترة ما قبل انقطاع الطمث، وانقطاع الطمث.
تقول ماتلين: "إن مثل هذه التجارب الانتقالية، تجعل من يمرون بها متوترين ويميلون إلى التقليل من إنجاز الأمور في المنزل".
المصاعب العاطفيةيقول جوزيف فيراري، أستاذ علم النفس في جامعة ديبول الأميركية: "قد يكون التخلص من الفوضى أمرا مرهقا عاطفيا، لأنه قد يُشكل حافزا لإثارة ذكريات الماضي"؛ وخصوصا عند القيام بتنظيم عناصر مثل الأكواب أو الأواني المتوارثة، أو تذاكر الحفلات والرحلات، أو الهدايا التذكارية.
قد يكون التخلص من الفوضى أمرا مرهقا عاطفيا، لأنه قد يُشكل حافزا لإثارة ذكريات الماضي (بيكسلز)حيث نلتقط الأشياء ونقول: كم أتذكر تلك الرحلة، أو ما زلت أعتز بهذا الشخص؛ وهكذا، "مما قد يجعل الشيء المراد التخلص منه يجلب مشاعر إيجابية، فنقرر الاحتفاظ به؛ أو يُعيد مشاعر سلبية، فنتحاشى التعامل معه"، بحسب الدكتور فيراري.
الشخصية اللامباليةيمكن للشخصية أن تلعب دورا في مدى اهتمام المرء بالتنظيم والترتيب، "خاصة عندما يتعلق الأمر بالضمير"، كما تقول داتيلو؛ موضحة أن "أصحاب الضمائر الحية يميلون لإظهار الحرص على النظام والإخلاص والانضباط الذاتي". أما ذوو الضمير المنخفض، "فيميلون إلى أن يكونوا غير منظمين، وأكثر استسهالا وأقل اهتماما".
ذوو الضمير المنخفض يميلون إلى أن يكونوا غير منظمين، وأكثر استسهالا وأقل اهتماما (بيكسلز)وتُضيف أن "معظم الناس يكونون في منطقة وسط بين هاتين الحالتين"، لكن الأشخاص من ذوي الضمير المنخفض، قد يجدون صعوبة في الحفاظ على مساحة منظمة من حولهم، بل إنهم لا يبالون بوجود الفوضى أصلا.
عدم الحسمفي إحدى حلقات برنامج تدوين صوتي تقدمه جمعية علم النفس الأميركية، قال الدكتور فيراري إن الأشخاص الأقل حسما والأكثر ترددا وتسويفا، هم الأكثر فوضى، موضحا أن هذا النوع من الأشخاص لا يتخذون قرارا أو يحددون خيارا في كثير من الأحيان، تجنبا لإلقاء اللوم عليهم، بسبب نتائج قراراتهم أو اختياراتهم.
فمن يتهرب من اتخاذ قرار بشأن وضع أشياء معينة في مكان معين، أو التخلي عنها، أو الاحتفاظ بها؛ "غالبا ما ينتهي به الأمر إلى تجنب الأمر تماما، حتى لو بقيت الفوضى في مكانها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فرط الحرکة ونقص الانتباه صعوبة فی قد یجعل یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مراحل الحزن السبع وتأثيرتها 1-2
الحزن تجربة يواجهها الجميع تقريبًا في أي مرحلة ما من الحياة، يمكن أن يأتي الحزن بأشكال ودرجات مختلفة، كوفاة أحد الوالدين، أو الانفصال عن أحد أفراد أسرتك، أو تغيير في العلاقة مع الشريك، أو دورك في الحياة، أو عند حدوث مرض خطير علي سبيل المثال لا الحصر،
الشعور بالحزن أمر طبيعي، ولكنه عملية يمكن أن تطغى علينا ببعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الحزن الذي لم يتم حله إلى سلوكيات غير صحية، فكل شخص يحزن بشكل مختلف، فقد يحاول العديد من الناس إظهار وجه شجاع أمام الآخرين، وذلك لأن حزنهم مجرد تجربة شخصية، بغضّ النظر عن الطريقة التي يواجه بها الحزن، أعراض الحزن تظهر بشكل مختلف علي الجميع سواء عاطفياً أو جسدياً أو اجتماعياً، فقد يبكي شخص، وآخر قد يجد صعوبة في التعبير عن مشاعره لفظيًا، إذا كان مصدر الحزن مرتبطًا بحدث مفاجئ، وغير متوقع، فقد يعاني الفرد من اضطراب ما بعد الصدمة، وقد يلجأ الذين يعانون من أعراض الحزن العاطفي الشديدة، إلى تعاطي الكحول، أو المخدرات للتأقلم، وقد تظهر الأعراض الاجتماعية على شكل رغبة بالعزلة عن الآخرين، مع صعوبة في التركيز على المهام اليومية ومشاكل صحية عديدة، للحزن سبع مراحل الأولي هي الصدمة والإنكار، وهذه المرحلة عندما تكون مشاعر عدم التصديق أكثر حضوراً، فهي تحدث نتيجة تغيير غير متوقع، أو وفاة ليترك شعوراً من صدمة الحدث، وهو شعور أشبه بالشلل العاطفي، كما لو أن الشخص يعرف ما حدث، ولكن لا يشعر بحقيقة الموقف، المرحلة الثانية هي الشعور بالذنب والألم، وتبدأ عندما تبدأ الصدمة الناتجة عن فقدان الحزن في التراجع، وغالبًا ما يتم استبدال تلك المشاعر بالشعور بالألم والندم، وفي خلال هذا الوقت من المهم السماح لنفسك بتجربة الألم، وعدم إخفائه، على الرغم من صعوبة التعامل معه، إلا أنه جزء طبيعي من الشفاء، المرحلة الثالثة هي مرحلة الغضب والمساومة، وتبدأ عندما يبدأ الشعور بالذنب في التراجع، حيث يبدأ الكثير من الناس في الشعور بالغضب خلال هذه المرحلة، بل ومن الشائع أن يقوموا بمهاجمة الآخرين، على سبيل المثال: بعض الناس يلومون الشخص الذي مات، ويتساءلون كيف يمكن أن يتركهم؟ أو قد يشعر شخص ما بالغضب تجاه رئيسه، أو مالك العقار لأنه لم يكن أكثر مراعاة له، أو لم يمنحه فرصة أخرى، وهذه مرحلة حزن متوقعة، فمن المهم أن تتذكّر أن السلوك السيئ الذي قد يؤدي إلى الإضرار بالعلاقات الأخري الشخصية والمهنية.
وهنا، تعلم كيفية إطلاق المشاعرالمكبوتة بشكل صحي، أمر بالغ الأهمية.
NevenAbbass@