حكم شراء مصادرات الجمارك.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن البضائع المصادرة آلَت مِلكيتها للدولة بصورة صحيحة شرعًا وقانونًا، ويحقُّ للدولة أن تتصرف فيها بكافة أنواع التصرفات المشروعة، من بيع وغير ذلك، ويجوز للأفراد شراؤها، ولا حرج عليهم في ذلك شرعًا.
أوضحت الإفتاء، أن الجمارك من المؤسسات الرقابية التي تقوم بمجموعة من الوظائف والمهام، والتي منها إتمام الإجراءات الجمركية للتخليص والإفراج عن البضائع الواردة والصادرة والعابرة، وتحصيل الضريبة الجمركية وجميع الضرائب والرسوم الأخرى المستحقة عليها، هذا بالإضافة إلى قيامها بعدة مهام والتي منها حماية إيرادات الدولة، عن طريق منع ومكافحة التهريب، سواء إلى داخل أو إلى خارج البلاد عبر المنافذ الجمركية، سواء البحرية أو الجوية أو البرية.
وتابعت الإفتاء: ومن سمات الشريعة الإسلامية أنَّها اهتمت بتحقيق مصالح الناس، ووضعت الضوابط التي بمراعاتها تستقر المجتمعات والشعوب وتنعم بالأمن والرخاء، ومن أولى هذه الضوابط: ضرورة وجود سلطة حاكمة تختص بمسؤولية تدبير شؤون الأمة وسياستها وإرساء قواعد العدل بين أفرادها، وتحقيق مصالحها الدينية والدنيوية.
وقد أوجب الله تعالى على الناس طاعة ولي الأمر لكي يتمكَّن من القيام بدوره من تدبير شؤون العامة وتحقيق مصالحهم، فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 59].
كما ورد في السنة المطهرة وجوب طاعة ولي الأمر حفاظًا على النظام العام وتثبيتًا لمبادئ الاستقرار، فقد أخرج الشيخان في "صحيحيهما" عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «السَّمعُ والطَّاعةُ على المَرءِ المُسلِمِ فيما أَحَبَّ وكَرِهَ ما لم يُؤمَر بمَعصِيةٍ، فإذا أُمِرَ بمَعصِيةٍ فلا سَمعَ ولا طاعةَ» واللفظ للإمام البخاري.
وأردفت الإفتاء: وذلك لأن طاعة أولي الأمر سببٌ لاجتماع الكلمة وتوحيد الصف وانتظام المعاش، وهذا حاصلٌ في ظلِّ الدولة الحديثة فيما يُسمى بالنظام العام، ويُقصد به: مجموعة القواعد التي يقوم عليها كيان وأساس مجتمع من المجتمعات، والتي يترتب على تخلفها والخروج عليها الانهيار وشيوع الفوضى وعموم الفساد في الأرجاء. ينظر: "الوسيط في شرح القانون المدني" للعلامة عبد الرزاق أحمد السنهوري.
فتدبير شؤون الخلق والعمل على توفير ما يستقيم به دينهم ودنياهم من واجبات أولي الأمر.
قال العلامة الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير": [أولو الأمر مِن الأمَّة ومِن القوم هم الذين يُسنِد الناسُ إليهم تدبير شؤونهم ويعتمدون في ذلك عليهم، فيصير الأمر كأنَّه مِن خصائصهم].
ومن المهام والواجبات الأولية لولي الأمر: حماية الخلق مما يضيرهم، بالإضافة إلى الذب عن المرؤوسين، وتحصين الثغور، وحماية الحدود، وقد قرر ذلك جمع من العلماء.
قال الإمام الماوردي عند ذكره لمهام ولي الأمر في "الأحكام السلطانية": [الثالث: حماية البيضة والذب عن الحريم؛ ليتصرف الناس في المعايش، وينتشروا في الأسفار آمنين من تغرير بنفس أو مال... والخامس: تحصين الثغور بالعدة المانعة والقوة الدافعة حتى لا تظفر الأعداء بِغِرَّةٍ ينتهكون فيها محرمًا، أو يسفكون فيها لمسلمٍ أو معاهدٍ دمًا].
والجمارك بمعناها المؤسسي ومواقعها على الحدود بريةً كانت أو جويةً أو بحريةً هي: وسيلة من وسائل تحقيق هذه المهام والمقاصد العظيمة التي هي حماية البلاد وتحصين الثغور والدفاع عن المواطنين وتوفير الأمن والأمان لهم، ومما تقرر في القواعد الفقهية أن "الوسائل تأخذ حكم المقاصد"، فما يتوصل به إلى الواجب فهو واجبٌ، وما يتوصل به إلى محرم فهو محرمٌ، كما في "الفروق" للإمام القرافي، و"قواعد الأحكام" للإمام العز بن عبد السلام ، و"ترتيب الفروق واختصارها" للإمام البقوري.
هذا بالإضافة إلى أنَّه في إطار سعي الشرع الشريف لإقرار الأمن المجتمعي والحفاظ على الأرواح خوَّل للحاكم أن يتخذ من التدابير والإجراءات واللوائح ما يمكنه من تحقيق مقاصد حفظ النفس والعقل والعرض والمال والدين، فالأمر بتحقيق هذه المقاصد أمرٌ بتحصيل وسائلها، والتي منها الجمارك، فوجود مؤسسة الجمارك من الأمور الواجبة؛ لتحقيق ما تقوم به من المهام والوظائف بالمشاركة مع المؤسسات الرسمية الأخرى في الدولة، ومن المقرر أن "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، كما في "المحصول" للإمام الرازي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء مصلحة الجمارك طاعة ولي الأمر الشريعة الإسلامية ولی الأمر
إقرأ أيضاً:
المفتي: العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الإسلام تكاملية أكثر من مجرد طاعة
كتب- حسن مرسي:
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الإسلام تقوم على التكامل والتعاون والتعاضد، حيث ينظم الدين طبيعة هذه العلاقة لتحقيق التوازن بين شؤون الدين والدنيا.
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: "طبيعة هذه العلاقة متكاملة، تؤكد أن الدين ليس بمعزل عن واقع الحياة أو عن شؤون الدنيا، بدليل أن هذا الدين ينظم أطر وشكل طبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، بين الراعي والرعية".
وتابع: "ذلك لأن الحكم في الإسلام يُنظر إليه من خلال هذا الحاكم على أنه الشخص الذي يسوس أمور الدين وأمور الدنيا، فهي رئاسة عامة، القصد منها العمل على الموازنة بين هذين الجانبين، بين ما يتعلق بأمور الله تعالى وحقوقه، وبين ما يتعلق بشؤون الدنيا. وبالتالي، يمكن إدراك عمق هذه العلاقة من خلال طبيعة أصحاب النبي ﷺ، إذ كان الواحد منهم إذا أُسند إليه الأمر أو وُكل إليه هذا الجانب، كان حريصًا على أن يجمع بين الجانبين معًا، ولعلنا نذكر مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده، لو عثرت دابة في بغداد، لخشيت أن أسأل عنها: لماذا لم تمهد لها الطريق؟".
وأَضاف: "عند الحديث عن هذه الأبعاد، لا بد أن يستقر في الذهن أن العلاقة التي تربط بين الطرفين، أعني الحاكم والمحكوم، هي علاقة تكامل وتعاون وتعاضد وأداء للأدوار، ولذا قال النبي ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، مما يدل على أن هذه القضية تتعلق بالتكليف، وهي أمانة ومسؤولية، وفي المقابل، لا بد أن تكون الرعية على قدر المسؤولية، من خلال الالتزام بالحقوق والوفاء بالواجبات والموازنة بين أمور الدين وأمور الدنيا، لأن الاقتصار على الجانب الديني فقط دون الجانب الدنيوي يؤدي إلى نوع من الترهل، والعزلة، وعدم القيام بعمارة الأرض، والبعد عن الواقعية، وعدم الوفاء بمتطلبات الخلافة أو الإيمان".
واستكمل: "وفي المقابل، الجنوح إلى الدنيا فقط أو التركيز على الجانب المادي وحده يؤدي إلى موت الروح وفساد القلب، مما قد يؤدي إلى ظهور سلوكيات وأفعال غير متوافقة مع الدين، وحصر الدين في العبادات داخل المساجد فقط هو تصور بعيد عن الواقع، لأن الدين هو الميزان، والضابط، والبوصلة التي تقود الإنسان إلى التوازن والاعتدال، ليحقق الخير للفرد والمجتمع في صورة متناسقة متكاملة، تحقق رضوان الله تعالى، وفي الوقت ذاته لا تعطل المسيرة الإنسانية التي خلق الله الناس لها".
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
نظير عياد الحاكم والمحكوم طاعة الحكامتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
المفتي: العلاقة بين الحاكم والمحكوم في الإسلام تكاملية أكثر من مجرد طاعة
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
16 11 الرطوبة: 39% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك