هناك فرق بين القبيلة والقبلية
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
هناك فرق بين القبيلة والقبلية — القبيلة مؤسسة اجتماعية تجد نفسك فيها دون اختيار ، يكون الإنتساب إليها بالميلاد — تبقى فيها أو تنتقل الى قبيلة أخرى تفضلها أو تفرض عليك بحكم التحالف و التربية —
القبلية هى النظر إلى المجتمع من منظور قبيلتك و تقييم الآخر تقديراً او إحتقاراً حسب قربه أو بعده من قبيلتك ، وأن تظن أن قبيلتك أفضل قبيلة خلقها الله أو أن تظن أن قبيلتك ومعها قبائل معينة هى القمة وعداها قبائل منبوذة لا تستحق الإحترام , أو أن تشعر بأنك تنتمي إلى قبيلة منحطة تتبرأ منها بتزوير معطيات التاريخ و القفز فوق الواقع الإجتماعي و التماهي مع الآخر و جلد الذات و تبنّي مواقف من ترى بأن قبيلته أفضل من قبيلتك لتتمكن من التسلل إلى هرم السلم الإجتماعي و ربما للتمكّن من ممارسة ذات الممارسات العنصرية و الإقصائية التي تُمارس على قبيلتك إن وُجدتْ –
القبلية مرفوضة – هي مرض يجب التخلص منه لأنها هي سبب الحروب والفتن في في أفريقيا –
هناك من النخب السودانية من يعلن بأنه ضد القبيلة و القبلية ككيان اجتماعي وأخشى ما أخشى أن أصحاب هذه الدعوة هم من المنتمين إلى قبائل معينة مستفيدة من الوضع ، يتظاهرون برفض القبيلة والقبلية من الوضع المريح لقبيلتهم بينما يطلق العنان لغيره من نفس قبيلته ممن يعشق ضرب الآخر المختلف ليمارس أبشع أنواع التمييز و الإستعلاء على القبائل الأخرى – هذه خدعة كبرى فيها تقييد لأيدي الآخرين حتى يظل الوضع قائماً كما هو ليحافظ هو على وضعه المميز – في هذه الحالة تكون دعوته لرفض القبيلة و القبلية كلمة حق أريد بها باطل –
وهناك من يسعى إلى وضع كل قبائل السودان في بوتقة إنصهار يسعي بهذه العملية إلى تحويل الكل إلى قبيلته هو حتى يكون الآخرون ضمن قبيلته ليستمتع بهذا الوضع – و ليتم وضع المنسلخ من قبيلته في وضع إجتماعي معين بتخطيط مسبق و عمل ممنهج تجري دائماً محاولة إخفاء معالمه –
لا للقبيلة نفسها في مستقبل السودان – على الدولة أن تعمل بكل تصميم على التخلص من القبلية و لن يتحقق هذا إلا بإشتراطات معينة و بالتدرج و في بيئة ديمقراطية – الاشتراطات هي وجود أوعية اجتماعية بديلة كالأحزاب الصحيحة و النقابات غير المسيسة و الجمعيات و المنظمات الخدمية – منظمات مجتمع مدني صحيحة كبديل للقبيلة حينها ستبقى القبيلة و لكن ككيان إجتماعي عادي و مظهر من مظاهر التنوع و التعدد الصحي –
اي حديث عن تبرؤ من القبيلة في هذه المرحلة من اوضاع السودان دون هذه الاشتراطات هو كمن يضربك بعصا و يدعو إلى إخفاء العِصي و تجريم استخدامها – لا يزال الدرب طويلاً في السودان للتخلص من القبلية ، أما القبيلة فهي واقع اجتماعي علي المثقفين العمل على تهذيبها و معالجة سلبياتها و تنظيمها لتكون مخرجاتها في صالح المنتمين اليها و في إطار المصلحة الوطنية – من المفارقات أن مهمة إدارة هذه الأزمة ” التوظيف الصحيح للقبيلة ” تقع على النخبة ، هذه النخبة للاسف والغة إلى أذنيها في المعالجات الخاطئة لسلبيات الإنتماء القَبَلي –
عبدالحسيب الشريف عبدالله
.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: