بوابة الوفد:
2024-12-25@04:33:27 GMT

الحكومة الرشيدة ( ٢ )

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

فجأة.. انقطع التيار الكهربى.. وليست المفاجأة فى انقطاعه.. ولكن المفأجاة أنه انقطع للمرة الثالثة بعد ١٠ دقائق من عودته بعد انقطاعه المعتاد والمحدد له بثلاث ساعات متواصلة استنفدنا فيها كل صبر الحياة والآخرة وأحاط بنا البؤس واليأس والقهر والذل حتى أعيانا الإحباط بشكل كامل، فجلست أبكى بمرارة وقهر حتى اختلطت الدموع بالعرق الذى يتصبب كما السيل حتى وصل للحلقوم وسيطر الانكسار والمهانة على كل أحاسيسى ووصل خفقان القلب لمرحلة الإجهاد المميت وزادت دقاته لمستوى الوجع المستعصى الذى يفوق الاحتمال.


ولم أجد ملجأ إلا بالنظر إلى السماء بألم وحسرة أناجى إلهى لعلى أجد فى مناجاته الرحمة والسكينة فهى الملاذ وعطاؤه فهو الرجاء.. نجوته أبكى وأتخيل مصير ابنى الوحيد سندى فى الحياة بعد أن خرج منذ أيام من معهد القلب القومى فقد أعاد الله له الحياة مرة أخرى بعد أن أجرى عملية قلب مفتوح قام فيها بتغيير عدد ٢ صمام فى القلب بالإضافة إلى تسليك عدد من الشرايين المسدودة بشكل شبه كلى، بالإضافة إلى ضعف حاد فى عضلة القلب التى تعمل بنسبة ٣٠٪ أدعو الله ليل نهار أن يشفيه ويرحمنى من ذلك الفراق لابنى الوحيد الذى يرقد طريح الفراش قفصه الصدرى شق نصفين ولم يلتئم حتى هذه اللحظة يرتدى حزاما طبيا بكامل النصف العلوى من الجسم.
كل يوم منذ أنا عاد من المستشفى وأنا أبكى بحسرة وألم على المعاناة التى يمر بها يوميًا بسبب انقطاع الكهرباء فلا يستطيع التنفس والجروج التى بجسمه تتقيح بسبب درجة الحرارة والعرق وليس بيدى شيء أفعله سوى الدعاء والبكاء وزاد الوجع بزيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء الذى انقطع معه كل خيوط الأمل.
كل يوم تمر علىَّ لحظات من الحزن وذل يسيطر على كل جوارحي
أتوارى بأحزانى بعيدا عن ابنى المسكين المريض الذى لا حول له ولا قوة فى شرفة منزلى أبكى ابنى الذى لا يستطيع الحركة أو التنفس فى درجة حرارة قاتلة وانقطاع الكهرباء بالساعات التى تتسبب فى قتل كل مظاهر الحياة.. دعوت ربى أن يرحم وجعى وذلى على وجع ابنى المريض ويستحيب دعائى ويجبر بخاطرى ويلهمنى الصبر الذى نفد.
يا رب ليس لى أحد أدعوه وأشكو إليه حالى الذى هو بين يديك لا يخفى عليك قهرى ومرارة ذلى؛ الدنيا تقسو علينا يومًا بعد يوم فقدنا فيها كل أسباب التمنى والعين فقدت كل سبل الأمل الذى تحول إلى ظلام وسيطر علينا شعور باليأس والضياع.
يا رب ماليش غيرك يا رب ماليش غيرك.. وهنا تجرى مسرعة نحو ابنها وهى تقول له «أيوة يا حازم أنا هنا فى البلكونة يا حبيبى أنا جايلك».
صدمت مما سمعت من وجع الست أم حازم الذى تجاوز عمرها الستين؛ وجلست أنظر للسماء وأحدثها فى سرى.. متسائلًا ماذا اقترفنا حتى نصل إلى هذه المرحلة من العقاب الشديد.
هل تعى الحكومة الرشيدة وتستوعب آهات المرضى والعجائز بسبب قراراتها الفاشلة.
هل تعى الحكومة الرشيدة أن العائد من وراء انقطاع الكهرباء عائد سلبى ومدمر لكل معانى الحياة.
هل تسمع الحكومة الرشيدة أنات المقهورين والبائسين البكاءيين الصامتين الصامدين أمام جبال الألم والذل.
ماذا تفعل الحكومة الرشيدة حتى تتجنب دعوات وسخط حازم وأمه العجوز الذى ململها الوجع على قلب ابنها الموجوع.
ماذا تفعل الحكومة الرشيدة أمام دعاء أم مقهورة دعت ربها فى لحظات ضعف وهوان وشعور بظلم لو وزع على قلوب المظلومين لكفى الوجع وزاد
أخيرًا.. هل ستصل الحكومة الرشيدة إلى رشدها قبل فوات الأوان..
وجلست أدعو الله بدلا من الست أم حازم التى هرولت لابنها المريض الذى ينتظر الرحمة وعودة الكهرباء.. واستكملت دعاءها لعل الله يرحمنا ويرحمها ويشفى ابنها وسندها الوحيد فى هذه الدنيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انقطاع الكهرباء الحكومة الرشيدة ٢ رادار الحکومة الرشیدة

إقرأ أيضاً:

الغاية تبرر الوسيلة

لم يرَ «محمد على باشا» والى مصر أن ما جاء فى كتاب الأمير الذى وصفه «ميكافيلى» ليس جديدًا، وأمر وزيره أن يتوقف عن استكمال ترجمة الكتاب وقال إن المبدأ الذى جاء فى الكتاب من أن الغاية تبرر الوسيلة ليس جديدًا، فإن الحيل والمكر والدهاء الذى يلجأ إليه بعض الحكام للمحافظة على حكمهم هى رسائل معروضة منذ الأزل سوف تستمر إلى يوم الدين، فالعالم به هؤلاء الانتهازيون والوصوليون الذين لديهم القدرة على الخداع. إن الحيل متجددة لكل عصر حيلة وأسلوبه سواء كانت ذات تأثير مباشر أو غير مباشر على الناس، رغم أن ميكافيلى لم يقصد من كتابة هذا المبدأ «اللأخلاقى» إنما كان قصده أن الأمير الذى يتواصل مع شعبه بشكل مستمر ويتعهد بحبه لهم، فإن الشعب سوف يسانده بكل ما يملك من قوة، وإن لم يفعل ذلك سوف يصاب بخيبة أمل. ولكن للأسف انحصر فهم العديد من الناس فى الكتاب فى هذا المبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» وأصبح اسم ميكافيلى نعتاً لكل شخص وصولى وانتهازى. وللأستاذ محمد حسنين هيكل الصحفى الكبير رأى فى المبدأ فهو مرة يرى المبدأ لا أخلاقى ومرة أخرى يرى أنه أخلاقى، ففى الحالة الأولى يرى أن استعمال هذا المبدأ فى التعامل بين الأفراد عمل لا أخلاقى، ولكن إذا استعمله الحاكم لصالح وطنه فهو عمل أخلاقى لأنه يدافع عن حقوق شعبه.
لم نقصد أحدًا!!

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يلتقي عددًا من المستثمرين عقب اجتماع الحكومة اليوم
  • القمامة تهزم الحكومة فى شوارع القاهرة
  • نهب 35 مليار جنيه من المال العام سنويًا .. حرامية الكهرباء
  • الغاية تبرر الوسيلة
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • الغدر الصهيونى
  • مدبولي يترأس اجتماع الحكومة غدا.. ويلتقي عددا من المستثمرين
  • اتحاد الغرف السياحية يشيد بجهود الحكومة لدعم القطاع
  • دوبلير «الجولانى»
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات