فجأة.. انقطع التيار الكهربى.. وليست المفاجأة فى انقطاعه.. ولكن المفأجاة أنه انقطع للمرة الثالثة بعد ١٠ دقائق من عودته بعد انقطاعه المعتاد والمحدد له بثلاث ساعات متواصلة استنفدنا فيها كل صبر الحياة والآخرة وأحاط بنا البؤس واليأس والقهر والذل حتى أعيانا الإحباط بشكل كامل، فجلست أبكى بمرارة وقهر حتى اختلطت الدموع بالعرق الذى يتصبب كما السيل حتى وصل للحلقوم وسيطر الانكسار والمهانة على كل أحاسيسى ووصل خفقان القلب لمرحلة الإجهاد المميت وزادت دقاته لمستوى الوجع المستعصى الذى يفوق الاحتمال.
ولم أجد ملجأ إلا بالنظر إلى السماء بألم وحسرة أناجى إلهى لعلى أجد فى مناجاته الرحمة والسكينة فهى الملاذ وعطاؤه فهو الرجاء.. نجوته أبكى وأتخيل مصير ابنى الوحيد سندى فى الحياة بعد أن خرج منذ أيام من معهد القلب القومى فقد أعاد الله له الحياة مرة أخرى بعد أن أجرى عملية قلب مفتوح قام فيها بتغيير عدد ٢ صمام فى القلب بالإضافة إلى تسليك عدد من الشرايين المسدودة بشكل شبه كلى، بالإضافة إلى ضعف حاد فى عضلة القلب التى تعمل بنسبة ٣٠٪ أدعو الله ليل نهار أن يشفيه ويرحمنى من ذلك الفراق لابنى الوحيد الذى يرقد طريح الفراش قفصه الصدرى شق نصفين ولم يلتئم حتى هذه اللحظة يرتدى حزاما طبيا بكامل النصف العلوى من الجسم.
كل يوم منذ أنا عاد من المستشفى وأنا أبكى بحسرة وألم على المعاناة التى يمر بها يوميًا بسبب انقطاع الكهرباء فلا يستطيع التنفس والجروج التى بجسمه تتقيح بسبب درجة الحرارة والعرق وليس بيدى شيء أفعله سوى الدعاء والبكاء وزاد الوجع بزيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء الذى انقطع معه كل خيوط الأمل.
كل يوم تمر علىَّ لحظات من الحزن وذل يسيطر على كل جوارحي
أتوارى بأحزانى بعيدا عن ابنى المسكين المريض الذى لا حول له ولا قوة فى شرفة منزلى أبكى ابنى الذى لا يستطيع الحركة أو التنفس فى درجة حرارة قاتلة وانقطاع الكهرباء بالساعات التى تتسبب فى قتل كل مظاهر الحياة.. دعوت ربى أن يرحم وجعى وذلى على وجع ابنى المريض ويستحيب دعائى ويجبر بخاطرى ويلهمنى الصبر الذى نفد.
يا رب ليس لى أحد أدعوه وأشكو إليه حالى الذى هو بين يديك لا يخفى عليك قهرى ومرارة ذلى؛ الدنيا تقسو علينا يومًا بعد يوم فقدنا فيها كل أسباب التمنى والعين فقدت كل سبل الأمل الذى تحول إلى ظلام وسيطر علينا شعور باليأس والضياع.
يا رب ماليش غيرك يا رب ماليش غيرك.. وهنا تجرى مسرعة نحو ابنها وهى تقول له «أيوة يا حازم أنا هنا فى البلكونة يا حبيبى أنا جايلك».
صدمت مما سمعت من وجع الست أم حازم الذى تجاوز عمرها الستين؛ وجلست أنظر للسماء وأحدثها فى سرى.. متسائلًا ماذا اقترفنا حتى نصل إلى هذه المرحلة من العقاب الشديد.
هل تعى الحكومة الرشيدة وتستوعب آهات المرضى والعجائز بسبب قراراتها الفاشلة.
هل تعى الحكومة الرشيدة أن العائد من وراء انقطاع الكهرباء عائد سلبى ومدمر لكل معانى الحياة.
هل تسمع الحكومة الرشيدة أنات المقهورين والبائسين البكاءيين الصامتين الصامدين أمام جبال الألم والذل.
ماذا تفعل الحكومة الرشيدة حتى تتجنب دعوات وسخط حازم وأمه العجوز الذى ململها الوجع على قلب ابنها الموجوع.
ماذا تفعل الحكومة الرشيدة أمام دعاء أم مقهورة دعت ربها فى لحظات ضعف وهوان وشعور بظلم لو وزع على قلوب المظلومين لكفى الوجع وزاد
أخيرًا.. هل ستصل الحكومة الرشيدة إلى رشدها قبل فوات الأوان..
وجلست أدعو الله بدلا من الست أم حازم التى هرولت لابنها المريض الذى ينتظر الرحمة وعودة الكهرباء.. واستكملت دعاءها لعل الله يرحمنا ويرحمها ويشفى ابنها وسندها الوحيد فى هذه الدنيا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انقطاع الكهرباء الحكومة الرشيدة ٢ رادار الحکومة الرشیدة
إقرأ أيضاً:
مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
فى حضرة الشاشة الكبيرة تجوب الأنفس أرجاء العالم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حيث تتلاقى الثقافات والفنون والعادات والتقاليد من مختلف دول العالم فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ45، التى تحمل تنوعاً وثراءً فنياً واضحاً من جميع الدول، فى رحلة لا منتهية من السعادة والمتعة، فمن بين الأعمال السينمائية المشاركة والتى تعرض لأول مرة ضمن فعاليات المهرجان، الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، والسورى «سلمى»، كل منهما يحمل قصة ورسالة مختلفة بقضية إنسانية تلمس الوجدان.
«أنا مش أنا» فيلم مغربى مدبلج باللهجة المصريةوقال هشام الجبارى، مخرج ومؤلف الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، الذى جرى عرضه باللهجة المصرية بعد دبلجته، إن الفيلم يعد خطوة فى مسار تعزيز التبادل الفنى بين المغرب ومصر، وبخاصة أن اللهجة المغربية صعبة الفهم، لذا تمت دبلجة الفيلم لكسر الحاجز بين الشعوب العربية حتى يتمكنوا من فهم أحداث العمل.
والأمر نفسه أكده بطل العمل عزيز داداس، الذى أعرب عن فخره وسعادته بمشاركته فى مهرجان القاهرة، قائلاً: «شرف كبير لى عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الأهم والأعرق فى المنطقة العربية، وسعيد بدبلجته إلى اللهجة المصرية».
وشهدت قاعة العرض حالة كبيرة من التصفيق والتفاعل مع الحضور فور انتهاء عرض الفيلم، الذى حرص عدد من نجوم الفن والرياضة المغاربة على دعمه بمشاهدته بالمهرجان، حيث رفع الفيلم شعار كامل العدد قبل أيام من انطلاقه بدور العرض المصرية.
فيلم «أنا مش أنا» من تأليف وإخراج هشام الجبارى، بطولة عزيز داداس، مجدولين الإدريسى، دنيا بوطازوت، وسكينة درابيل، ووِصال بيريز، وإنتاج فاطنة بنكران.
يأتى ذلك كجزء من مبادرة مهرجان القاهرة السينمائى لدعم التجارب السينمائية التى تعزز التواصل الثقافى بين الشعوب، إذ يمكن الجمهور المصرى من التفاعل مع إنتاجات دول أخرى خارج الدائرة المعتادة للسينما العالمية.
وذكر مهرجان القاهرة السينمائى، فى بيان، أنه فخور بهذه التجربة التى تسعى إلى تقديم صورة جديدة للإبداع السينمائى، من خلال التفاعل بين الصورة والصوت والتجارب الثقافية المختلفة، وهو ما يعكس التزامه بدعم التنوع السينمائى عالمياً.
«سلمى» يسلط الضوء على معاناة الشعب السورىأما الفيلم السورى «سلمى»، الذى يشارك فى مسابقة آفاق للسينما العربية، فهو من بطولة الفنانة السورية سولاف فواخرجى، التى أعربت عن سعادتها بالعرض العالمى الأول لفيلمها بمهرجان القاهرة السينمائى، موضحة فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الفيلم يتناول قضية إنسانية رغم المآسى التى يتطرق إليها وتعبر عن واقع الشعب السورى إلا أنها حاولت أن يكون الفيلم رسالة قوية للقدرة على المواصلة فى تجاوز الصعاب بالإرادة.
«سولاف»: رسالة لتجاوز الصعاب بالإرادةوقال جود سعيد، مخرج «سلمى»، الذى يشارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى للمرة السادسة، منذ عام 2009، إنه كان يشعر بالحزن عندما لا يشارك بأفلامه ضمن المهرجان، مشدداً على رفضه لفكرة حمل الفيلم رسالة محددة، وأن كل مشاهد هو صانع العمل بعينه ويراه حسبما يشاء تبعاً لثقافته وما يشعر به.
وأضاف «سعيد» أنه مهووس بالقصص والحكايات الحقيقية وتحويلها لعمل فنى يتفاعل ويستمتع معه الجمهور، لافتاً إلى أنه تجمعه علاقة صداقة قوية مع «سولاف»، أفضت إلى مزيد من التعاون بينهما وحالة من الشراكة انعكست على الشاشة.
من جانبه، أعرب الفنان السورى ورد، الذى يجسد دور شقيق بطلة العمل «سولاف» بالأحداث، أن مشاركة «سلمى» بالمهرجان حلم بالنسبة له وطموح لكل من يعمل فى صناعة السينما، معرباً عن فخره بفكرة الفيلم التى تنتمى إلى الكوميديا السوداء.