بوابة الوفد:
2024-06-29@14:30:16 GMT

الحكومة الرشيدة ( ٢ )

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

فجأة.. انقطع التيار الكهربى.. وليست المفاجأة فى انقطاعه.. ولكن المفأجاة أنه انقطع للمرة الثالثة بعد ١٠ دقائق من عودته بعد انقطاعه المعتاد والمحدد له بثلاث ساعات متواصلة استنفدنا فيها كل صبر الحياة والآخرة وأحاط بنا البؤس واليأس والقهر والذل حتى أعيانا الإحباط بشكل كامل، فجلست أبكى بمرارة وقهر حتى اختلطت الدموع بالعرق الذى يتصبب كما السيل حتى وصل للحلقوم وسيطر الانكسار والمهانة على كل أحاسيسى ووصل خفقان القلب لمرحلة الإجهاد المميت وزادت دقاته لمستوى الوجع المستعصى الذى يفوق الاحتمال.


ولم أجد ملجأ إلا بالنظر إلى السماء بألم وحسرة أناجى إلهى لعلى أجد فى مناجاته الرحمة والسكينة فهى الملاذ وعطاؤه فهو الرجاء.. نجوته أبكى وأتخيل مصير ابنى الوحيد سندى فى الحياة بعد أن خرج منذ أيام من معهد القلب القومى فقد أعاد الله له الحياة مرة أخرى بعد أن أجرى عملية قلب مفتوح قام فيها بتغيير عدد ٢ صمام فى القلب بالإضافة إلى تسليك عدد من الشرايين المسدودة بشكل شبه كلى، بالإضافة إلى ضعف حاد فى عضلة القلب التى تعمل بنسبة ٣٠٪ أدعو الله ليل نهار أن يشفيه ويرحمنى من ذلك الفراق لابنى الوحيد الذى يرقد طريح الفراش قفصه الصدرى شق نصفين ولم يلتئم حتى هذه اللحظة يرتدى حزاما طبيا بكامل النصف العلوى من الجسم.
كل يوم منذ أنا عاد من المستشفى وأنا أبكى بحسرة وألم على المعاناة التى يمر بها يوميًا بسبب انقطاع الكهرباء فلا يستطيع التنفس والجروج التى بجسمه تتقيح بسبب درجة الحرارة والعرق وليس بيدى شيء أفعله سوى الدعاء والبكاء وزاد الوجع بزيادة عدد ساعات انقطاع الكهرباء الذى انقطع معه كل خيوط الأمل.
كل يوم تمر علىَّ لحظات من الحزن وذل يسيطر على كل جوارحي
أتوارى بأحزانى بعيدا عن ابنى المسكين المريض الذى لا حول له ولا قوة فى شرفة منزلى أبكى ابنى الذى لا يستطيع الحركة أو التنفس فى درجة حرارة قاتلة وانقطاع الكهرباء بالساعات التى تتسبب فى قتل كل مظاهر الحياة.. دعوت ربى أن يرحم وجعى وذلى على وجع ابنى المريض ويستحيب دعائى ويجبر بخاطرى ويلهمنى الصبر الذى نفد.
يا رب ليس لى أحد أدعوه وأشكو إليه حالى الذى هو بين يديك لا يخفى عليك قهرى ومرارة ذلى؛ الدنيا تقسو علينا يومًا بعد يوم فقدنا فيها كل أسباب التمنى والعين فقدت كل سبل الأمل الذى تحول إلى ظلام وسيطر علينا شعور باليأس والضياع.
يا رب ماليش غيرك يا رب ماليش غيرك.. وهنا تجرى مسرعة نحو ابنها وهى تقول له «أيوة يا حازم أنا هنا فى البلكونة يا حبيبى أنا جايلك».
صدمت مما سمعت من وجع الست أم حازم الذى تجاوز عمرها الستين؛ وجلست أنظر للسماء وأحدثها فى سرى.. متسائلًا ماذا اقترفنا حتى نصل إلى هذه المرحلة من العقاب الشديد.
هل تعى الحكومة الرشيدة وتستوعب آهات المرضى والعجائز بسبب قراراتها الفاشلة.
هل تعى الحكومة الرشيدة أن العائد من وراء انقطاع الكهرباء عائد سلبى ومدمر لكل معانى الحياة.
هل تسمع الحكومة الرشيدة أنات المقهورين والبائسين البكاءيين الصامتين الصامدين أمام جبال الألم والذل.
ماذا تفعل الحكومة الرشيدة حتى تتجنب دعوات وسخط حازم وأمه العجوز الذى ململها الوجع على قلب ابنها الموجوع.
ماذا تفعل الحكومة الرشيدة أمام دعاء أم مقهورة دعت ربها فى لحظات ضعف وهوان وشعور بظلم لو وزع على قلوب المظلومين لكفى الوجع وزاد
أخيرًا.. هل ستصل الحكومة الرشيدة إلى رشدها قبل فوات الأوان..
وجلست أدعو الله بدلا من الست أم حازم التى هرولت لابنها المريض الذى ينتظر الرحمة وعودة الكهرباء.. واستكملت دعاءها لعل الله يرحمنا ويرحمها ويشفى ابنها وسندها الوحيد فى هذه الدنيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: انقطاع الكهرباء الحكومة الرشيدة ٢ رادار الحکومة الرشیدة

إقرأ أيضاً:

رسالة مفتوحة الى مرتضى الغالى، رشا عوض وفائز سلك ومن لف لفهم

صلاح محمد احمد

1. مقدمة:
لاشك ان الخالق رب العالمين قد حباكم بالقدرة على التعبير' لتأتى مقالاتكم او حتى احاديثكم مقروءة و مسموعة؛ ولاشك ان لكم ولامثالكم الذين يحذون حذوكم درجات كبيرة فى التأثير على افكار النخب شيبا وشبابا؛ ولا انكر باننى اتطلع على ما تجودون به قراءة لما تكتبون او تتفوهون به؛ واستفيد _كغيرى- من بعض الاراء التى تترى؛ (ولكن) اسمحوا لى بان اقول بان شعورا طاغيا يأتينى كلما قرأت ماتكتبون او سمعت ما تتحدثون به بأن هناك رهابا يطغى على مجمل افكاركم اسميه ( الكوزنفوبيا)، وهذا الرهاب يتماثل ويتداخل مع ما عرف(بالاسلاموفوبيا) الذى يجد ترحيبا فى العالم الغربى، ويعتبر (الكوزنفوبيا)نهجا سودانيا اصيلا خلقناه من خلال تجربة خاصة لها صفاتها ومنطلقاتها.
2. اولا اود ان ابدأ رسالتى لكم؛ بالحديث عن نفسى، وما ابغض الحديث عن الأنا؛ ولكنى اضطررت على ذلك حتى لا اوضع تحت طائلة اتهام جاهز ومعلب من شاكلة(كوز مختبىء)-(انتهازى مثبط للهمم)-(غير ثورى..)الخ الخ -لاقول بأننى من اؤلئك للذين تضرروا من سياسات التمكين؛ ومن اكثر المنتقدين لتجربة اقحمت الدين الحنيف وباسمه تمت مجزرة اعدام نفر عزيز من اصلب عناصر قواتتا المسلحة ؛ ومنهم صديق شفاف واصيل وهو الفريق طيار خالد الزين ورفقائه.؛ وما اورده هنا ليس دفاعا عن بيوت الاشباح والتجريف الذى شهدته الخدمة المدنية و القوات النظامية تحت شعار التمكين؛ ولكن مداخلتى تهدف لاخراج الوطن من وهدته؛ وابعاده من ان لايقع مرة اخرى تحت قوة سلطوية تفرض رأيها بالقوة سواء تحت سلطة عسكرية او مدنية !......
3. وبمتابعتى لكل التطورات التى مرت على الوطن منذ انقلاب ١٩٩٨ ؛ وحتى (ثورة الشباب)..جاءنى اليقين بأن الذين اصطفوا تحت الشعار المبهم ( الاسلام هو الحل).. تاهوا حول الشعار؛ بين الخيار التربوى المتدرج والمتمشي مع مزاج الاغلبية الغالبة من مواطنى البلد؛ وبين اخرين اثروا التحكم فى مقود الحكم بالبلاد دونما دراسة واعية لطبيعة التكوينات الاثنية والاجتماعية فى قطر يمثل قارة بتنوعه؛ وتعرضت التجربة لهزات و مطبات كان ابرزها ما سميت بالمفاصلة بين عراب الحركة وتلاميذه..وكل متابع ..عاش كيف نمت الخلافات وتشعبت وتعقدت؛ ليصف عراب الحركة بأن التاريخ الاسلامى اتسم بالدموية !! واتجهت السلطة الى سيطرة عسكرية قابضة مع محاولة بعض المدنيين المؤدلجين للتاثير وقيادة دفة البلد الى ما يظنونه الطريق القويم ...واتسمت هذه المحاولات بسعى البعض ان يكونوا فى صدارة المشهد ولو على حساب اخرين..!! وكانت التصفيات بينهم!!!.
4. بناء على ما قلت اعلاه. اخلص للقول ان التجربة لايمكن وضعها فى (سلة واحدة ) ؛ وتصنيف المنتمين لذاك الخيار يتراوح بين من يظن ان بيضة الدين فى خطر و عليه حماية الدين من اعداء..فى تصوره!!_و اطياف تجتزء من الدين بعضا من مباحاته كالتعدد فى الزواج او البحث عن الرزق الذى يمنحه الخالق لمن يحب وقبوله سبحانه الاستغفار!! ومنهم الانتهازى الذى تجدهم فى دهاليز اى نظام وتوجه؛ همهم الوظيفة والعيش فى الظلال.
5. عاش الوطن بين مد وجزر؛ فئة تتغلب على فئة اخرى؛ تماما كما يحدث فى كل الانظمة المؤدلجة التى تقوم على فكر يعتقدونه احاديا (قس على ذلك التجارب الشيوعية:بول بوت فى كمبوديا- كيم ايل سونغ فى كوريا الشمالية ؛ انور خوجة فى البانيا ومن قبلهم الديكتاتور ستالين الذى حكم الاتحاد السوفييتى من ١٩٢٣ حتى موته فى ١٩٥٣..الخ+تجارب البعث القطرى فى سوريا و ما سمى بالبعث القومى بالعراق...!! ).. 6- من الاسباب التى عمقت موجات الكراهية وسدت ابواب الحوار..تلك التجارب الفطيرة التى نمت وترعرعت فى منصات المعاهد والجامعات..وخلقت الظاهرة التى اسميها الهلالريخية...انا مع الهلال اكره المريخ والعكس ايضا. وهذه الجزئية تحتاج الى اعادة النظر فى التجربة برمتها؛ فالامم لاتبنى برفع الاصوات وكيل السباب..بل الخروج من تلك التجارب كلية ومحاولة فهم اشواق واهداف ثورة الشباب والذى اخال ان معظمهم لم يعايشوا او يتماهوا مع هذه الاستقطابات المرضية..ونشدوا سودانا جديدا .سودانا خاليا من عصابات احتلت بيوتنا و محطات الخدمات وسرقت ممتلكاتنا . الخ. اما لو جاء الحديث عن من خلق ظاهرة المليشيات فالامر معروف و مرصود و مشاهد....وبعد سردى المقتضب هذا ..ياليتكم اقتديتم بما قام به المحبوب عبد السلام حين زار الراحل المقيم كمال الجزولى برفقة الكاتب الواعى الواثق كمير واشاد بمجاهدات كمال فى مجال الادب والسياسة...؛ باسلوب فتح ابواب الحوار بين النخب المتنوعة فكريا...يمكن الوصول الى نقاط التقاء ..وتحجيم بؤر الاختلاف التى تؤجج نيران الفتن. اما اذا ظللنا نردد الكيزان الله لا كسبكم والاخر ردد العلمانيين لعنة الله عليهم سنظل ندور فى دائرة الفتن التى تزداد يوما اثر يوم والوطن يتسرب من بين ايدينا لاننا لم نلتزم باهم شرط من شروط الديمقراطية التى تعلى قيم الحوار ..وبالله التوفيق.صلاح محمد احمد  

مقالات مشابهة

  • دورنا فى مواجهة التطرف وأشكاله
  • أبعد من مسألة «تتلظى»
  • التوحيدى معالجًا فلسفيًا
  • صراحة رئيس الوزراء
  • رسالة مفتوحة الى مرتضى الغالى، رشا عوض وفائز سلك ومن لف لفهم
  • حلم شاب.. والحكومة الرشيدة (٣)
  • مركز شباب المراشدة
  • نهاية نتنياهو
  • نصر إسرائيل الزائف!
  • العقول المعتمة لن تولد الكهربا!