هآرتس: أي حرب شاملة في لبنان ستعرّض إسرائيل لهزيمة كاملة
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
جاء في مقال بصحيفة "هآرتس" أن صناع القرار في إسرائيل لم تكن لديهم أي نية حقيقية خلال الأشهر الثمانية الأولى من الحرب في قطاع غزة للتورط في حرب برية أخرى في لبنان، وأنه من الصعب على إسرائيل شن حرب على جبهتي غزة وجنوب لبنان في آن واحد.
وأفاد الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رفيف دروكر في المقال بأنه كان من الواضح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والقيادة العسكرية أنه لا جدوى من مثل هذه الحرب مع الجماعة اللبنانية لأنها لن تحقق ما لا يمكن تحقيقه عبر الوسائل الدبلوماسية، ومن المحتمل أن يكون الثمن باهظا بشكل لا يطاق.
لكنه يستدرك قائلا إن الأمور تغيرت قليلا في الآونة الأخيرة بعد أن تجاوز "إذلال" حزب الله للإسرائيليين الحد، إذ تعطلت عجلة الحياة في الشمال، واستباحت الطائرات المسيرة "أجواءنا"، وانكشفت هشاشة إسرائيل وضعفها، في حين يواجه نتنياهو صعوبة في استيعاب كل ذلك.
بضعة كيلومترات فقطوهكذا برزت حرب من لا شيء تقريبا على حد تعبير دروكر الذي يعمل صحفيا في القناة الـ13 الإسرائيلية، زاعما أن إسرائيل لن تعيد لبنان إلى العصر الحجري ولن تغزو جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، بل سيقتصر الأمر على مناورة برية محدودة لن تتغلغل فيها القوات الإسرائيلية سوى بضعة كيلومترات.
وأضاف أن الهدف الرئيسي سيكون إخبار سكان الشمال بأن التهديد بشن هجوم بري عبر الحدود مثل ذلك الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول قد زال، وعليهم العودة إلى ديارهم.
وقال الصحفي الاستقصائي في المقال إنه على الرغم من أن اتفاقا دبلوماسيا كان قد أُبرم بالفعل فإنه لن يتسنى وضعه موضع التنفيذ، ذلك لأنه كان مشروطا منذ البداية باتفاق في غزة، وهو ما لا يلوح في الأفق.
يحيى السنوار
وذكر دروكر أن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بات مستحيلا، وأن الأمور تتجه على ما يبدو نحو حرب استنزاف في قطاع غزة، حيث يحدو إسرائيل أمل "غير واقعي" بأن يقع زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار في يدها يوما ما "حتى نكون قادرين على القول إننا انتصرنا".
ويعتقد الصحفي الاستقصائي أن كل هذه العوامل تجعل إجراء مناورة برية في الشمال ممكنة، لكن ذلك سيكون قرارا سيئا، وقد يجعل الوضع "الصعب والمهين" أصلا أسوأ.
تكاد تكون مستحيلةوهناك مشكلة أكبر أيضا -بحسب المقال- إذ من المرجح ألا تكتفي هجمات حزب الله على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بإلحاق أضرار مؤلمة، بل قد تحول الحرب "الصغيرة" إلى حرب شاملة، وفي هذه الحالة لن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي إنما سترد بقوة أشد على انقطاع التيار الكهربائي وتعرّض منشآتها الإستراتيجية للهجوم، وفق الكاتب الذي يضيف أن ردا من هذا النوع يواجه صعوبة يكاد يكون مستحيلا التغلب عليها.
ويخلص المقال إلى أنه ليست هناك خيارات أمام إسرائيل في الشمال سوى خيار واحد يعتبره دروكر أقلها سوءا، وهو انسحاب أحادي الجانب من غزة مع الإعلان أن الحرب ضد "حماس" سوف تستمر، والاحتفاظ بما ادعاه "حق العودة" إلى القطاع كلما رأت إسرائيل ذلك مناسبا.
ويختم بأن هذا الخيار إذا ما تحقق سيكون أبعد ما يكون عن "نصر تام"، لكنه لا يعد على الأقل "هزيمة كاملة نتجه نحوها حاليا".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
FT: هكذا يحاول حزب الله تعزيز سلطته بعدما ضعُف بفعل الحرب
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الضوء على محاولات حزب الله اللبناني لتعزيز سلطته، بعدما ضعُف بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن "الحزب يستخدم شبكة واسعة من الرعاية لتعزيز قاعدته"، متطرقة إلى قصص مرتبطة بعائلات لبنانية فقدت أبنائها المقاتلين، وتلقت رعاية واهتمام من الحزب.
وذكرت الصحيفة أن "حزب الله الذي كان القوة السياسية والعسكرية الأكثر قوة في لبنان، يترنح من أسوأ هزيمة تعرض لها في تاريخه"، معتبرة أن "الحرب تسببت في دمار هائل في المجتمعات ذات الأغلبية الشيعية والتي يعتمد عليها الحزب"، وفق تقديرها.
ولفتت إلى أن الحزب يحاول الحفاظ على ولاء أنصاره، ويركز في جهوده على شبكة واسعة من المنظمات الاجتماعية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وجناحه الإنشائي، الذي نشر مئات المهندسين لمعاينة المنازل المتضررة وبدء إصلاح مناطق نفوذه.
وذكرت الصحيفة أنها تحدثت مع أكثر من 20 شخصا حول كيفية تعزيز حزب الله لقاعدته، بما في ذلك مسؤولين في لبنان وسكان يستفيدون من نظام الرعاية الاجتماعية للحزب، إلى جانب أشخاص على دراية بتفكير الحزب.
ولفتت إلى أنه "بعد حرب 2006 عزز حزب الله دعمه من خلال الوفاء بوعد قائده حسن نصر الله، بإعادة البناء أفضل من قبل، وباستخدام أموال إيرانية، ومشاريع تجارية خاصة بالحزب (..)".
واستدركت: "لكن اليوم يواجه الحزب دمارا كبيرا، وهو بدون نصر الله، ومع ذلك فإن نظام الإصلاح بعد الحرب مستمر داخل الحزب"، موضحة أنه "تم تعيين لجنة من حوالي 12 مهندسا لكل أربعة أو خمسة قرى في جنوب لبنان، لمعاينة أكثر من 270 ألف منزل حتى أواخر الشهر الماضي".
ونوهت إلى أنه "بمجرد مراجعة التقييمات في بيروت، يُطلب من السكان استلام شيكات التعويضات الخاصة بهم وصرفها في فرع محلي لمؤسسة التمويل الصغير التابعة لحزب الله (القرض الحسن)، والتي تعرض أكثر من 30 من فروعها للضربات الإسرائيلية".
وتطرقت "فايننشال تايمز" لما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، بشأن توزيع الحزب لتعويضات تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار على حوالي 140 ألف شخص، مشيرة إلى أن الحزب وزع ما بين 12 ألف و14 ألف دولار لأصحاب المنازل المدمرة بالكامل، وهي مخصصة لتغطية إيجار سنة وتعويض لأثاثهم المدمر.