السودان: إنقطاع التيار الكهربائي لأكثر من «40» يوماً يضاعف معاناة سكان مدينة الأبيض
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
فاقم إنقطاع التيار الكهربائي من معاناة سكان مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غرب السودان والتي يسيطر عليها الجيش السوداني منذ إندلاع الحرب الحالية في 15 أبريل من العام الماضي.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
ووفق مصدر بالشركة السودانية للكهرباء بالولاية فإن إنقطاع التيار عن المدينة كان قد بداء منذ صبيحة الخامس من مايو الماضي، بسبب المواجهات العنيفة التى كانت قد دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأوضح المصدر لـ (التغيير) أن التأخير في إصلاح وإعادة التيار الكهربائي الذي تجاوز 40 يوما يعود لعدم توفر الأمن للمهندسيين نتيجة لإنتشار عصابات النهب المسلح في معظم الطرق المؤدية من وإلى مدينة الأبيض و التي تحاصرها قوات الدعم السريع عقب المعارك الأخيرة.
معاناة المرضىويشكو مرضى السكرى بالمدينة من عدم قدرتهم على شراء ” الثلج ” يوميا للحفاظ على دواء الأنسولين خلال فترة إنقطاع الكهرباء.
وقال عبدالرحمن إبراهيم، وهو أحد سكان المدينة لـ (التغيير) إن انقطاع التيار الكهربائي أثر بشدة على القطاع السكني، ما زاد معاناة المرضى الذين يحتاجون إلى درجات حرارة منخفضة للحفاظ الأدوية والأمصال.
وأضاف: “الإنقطاع ايضا أثر على قطاع الإنتاج خصوصا في المنطقة الصناعية، ما أدى إلى هشاشة الوضع الإقتصادي للعاملين في قطاعات الصناعات التحويلية داخل المدينة”.
يذكر أنه قبل مشكلة إنقطاع التيار الكهربائي كانت هناك برمجة للقطوعات تمكن أصحاب المؤسسات من إستخدام الطاقة الشمسية أو مولدات الكهرباء لتسير عملها.
وتابع إبراهيم: “الإنقطاع أدى لتعثر كبير في مصادر المياه البديلة المعنية بتوزيع مياه الشرب، حيث أن تكلفة الوقود و المولدات مرتفعة بالنسبة لأصحاب المصالح الخاصة و العامة داخل المدينة .
تأثر قطاع الأعمالمن جانبه قال عمر بريمة وهو أيضاً من سكان المدينة، أن الإنقطاع أدى لتوقف عمله بنسبة كبيرة مما أثر بشكل واضح على طبيعة عمله التى تحتاج إلى ضرورة ملحة للكهرباء .
وأضاف لـ (التغيير): “إستمرارالإنقطاع أثر بشكل كبير على القطاع الصحي خاصة في مركز غسيل الكلى ومستشفى الأبيض التعليمي لحوادث الأطفال حديثي الولادة”.
وأشار إلى أن الإنقطاع الطويل يتزامن مع إرتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الخريف حيث يزداد تكاثر الباعوض وانتشار أمراض الملاريا و حمى الضنك.
فيما ذكرت عزوان النعيمة لـ (التغيير) أن الحياة داخل المدينة شبه متوقفة بسبب توقف الكثيرين عن العمل نتيجة لارتباط عملهم بعودة التيار الكهربائي.
بدوره قال محمد عبدالله، إن الإنقطاع أدى إلى شلل في بعض الخدمات مما إنعكس بصورة فعلية على سكان المدينة من خلال غلاء الأسعار والإنقطاع المستمر لمياه الشرب داخل الأحياء السكنية.
و اضاف لـ (التغيير) ان سعر لوح “الثلج” تجاوز 16 ألف جنيه سوداني، وشحن الهاتف الجوال اصبح يكلف 500 جنيهاً إلى جانب إرتفاع تكلفة إيجار مولدات الكهرباء والوقود.
عزلة عن العالم
فيما أكدت إيمان ضيين لـ (التغيير) أن الإنقطاع عزلهم عن العالم ومنعهم من متابعة الأحداث الجارية، بالإضافة إلى ظهور أمراض “السخانة” التي تُعرف بـ “حمو النيل” بسبب إرتفاع درجات الحرارة.
وأضافت: “الأطفال يعانون ويبكون طوال اليوم بسبب الحرارة المرتفعة، وأنهم إضطروا للشرب من “الأزيار” الفخارية بسبب ارتفاع سعر” الثلج ” وانعدامه في بعض الأحيان.
عودة متوقعةوبحسب متابعات (التغيير) من المتوقع أن يتم إصلاح عطل إنقطاع التيار الكهربائي وعودته خلال الأيام المقبلة بعد إنقطاع تجاوز 40 يوما عاش فيه سكان المدينة ظلاماً دامساً في ظل إستمرارة معاناتهم بسبب سوء الأوضاع الإنسانية نتاج الحرب الحالية.
وكان التيار الكهربائي قد انقطع في مدينة الأبيض منذ المعارك العنيفة التي دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من جبل كردفان شرقي المدينة في الخامس من مايو الماضي.
الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان إنقطاع التیار الکهربائی مدینة الأبیض سکان المدینة
إقرأ أيضاً:
الإهمال يطارد مدينة سلا.. هل قدم مجلس المدينة استقالته ؟
زنقة 20 ا سلا
في وقت تتجه فيه أنظار العالم نحو المغرب كأحد البلدان الثلاثة المنظمة لكأس العالم 2030، تبدو مدينة سلا وكأنها خارج سياق الاستعدادات، حيث ما زالت مشاريع تنموية حيوية تعاني من التأخر والتعثر، في ظل غياب واضح للتنسيق بين المتدخلين المحليين خاصة الغياب الشبه الكلي للمجلس الجماعي الذي يقوده الإستقلالي عمر السنتيسي.
جماعة سلا، ووكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، ومجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة، كلها مؤسسات يفترض أن تعمل بتناغم من أجل تهيئة المدينة، لكن الواقع يعكس تداخل الاختصاصات وضعف الفعالية في التنفيذ.
كورنيش سلا.. حلم معطل
من أبرز المشاريع المتعثرة التي تعاني المدينة من غيابها، كورنيش ساحل سلا. هذا المشروع الذي طال انتظاره كان سيحوّل الواجهة البحرية إلى فضاء ترفيهي وسياحي، إلا أن الأشغال لم تنطلق فعليًا رغم مرور سنوات على الإعلان عنه.
وما يزيد من خطورة الوضع، هو الانهيار الصخري الذي يهدد أحد المقاطع الساحلية، ما يشكل خطرًا يوميًا على المواطنين ومرتادي المكان، دون أي تدخل فعلي من الجهات المختصة.
البنية التحتية.. واقع هش
الزائر لمدينة سلا يلاحظ بوضوح تردي البنية التحتية، بدءًا من مداخل ووسط المدينة التي تفتقر إلى ممرات تحت أرضية تسهّل حركة السير، وصولاً إلى الشوارع الرئيسية التي تعاني من ضعف في الإنارة العمومية، خصوصًا ليلًا، ما يطرح تحديات أمنية يومية.
أما بعض الطرقات فتعج بالحفر والمطبات التي تهدد سلامة مستعملي الطريق، وتُصعّب التنقل داخل المدينة، خاصة في فترات الذروة أو عند تساقط الأمطار.
مونديال 2030.. فرصة قد تضيع
تُعد استضافة المغرب لكأس العالم 2030 فرصة ذهبية لإعادة هيكلة المدن المغربية وتقديمها كوجهات استثمار وسياحة عالمية، إلا أن وضع سلا الحالي لا يعكس هذا الطموح، بل يُنذر بتضييع هذه الفرصة إذا لم يتم التسريع بتنزيل المشاريع المتأخرة ومحاسبة المتسببين في تعطيلها.
هل تتدارك الجهات المسؤولة الموقف؟
مع تبقي خمس سنوات فقط على موعد الحدث العالمي، لا يزال الأمل معقودًا على أن تتحرك السلطات المعنية، وتخرج المدينة من حالة الجمود التنموي، ليتم وضع سلا على سكة التأهيل الحقيقي.
فهل تستجيب الجهات المسؤولة لنبض المدينة وسكانها؟ أم سيظل التأخر عنوانًا دائمًا لمدينة تستحق أكثر من مجرد الانتظار؟.