فاقم إنقطاع التيار الكهربائي من معاناة سكان مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غرب السودان والتي يسيطر عليها الجيش السوداني منذ إندلاع الحرب الحالية في 15 أبريل من العام الماضي.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

ووفق مصدر بالشركة السودانية للكهرباء بالولاية فإن إنقطاع التيار عن المدينة كان قد بداء منذ صبيحة الخامس من مايو الماضي، بسبب المواجهات العنيفة التى كانت قد دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأوضح المصدر لـ (التغيير) أن التأخير في إصلاح وإعادة التيار الكهربائي الذي تجاوز 40 يوما يعود لعدم توفر الأمن للمهندسيين نتيجة لإنتشار عصابات النهب المسلح في معظم الطرق المؤدية من وإلى مدينة الأبيض و التي تحاصرها قوات الدعم السريع عقب المعارك الأخيرة.

معاناة المرضى

ويشكو مرضى السكرى بالمدينة من عدم قدرتهم على شراء ” الثلج ” يوميا للحفاظ على دواء الأنسولين خلال فترة إنقطاع الكهرباء.

وقال عبدالرحمن إبراهيم، وهو أحد سكان المدينة لـ (التغيير) إن انقطاع التيار الكهربائي أثر بشدة على القطاع السكني، ما زاد معاناة المرضى الذين يحتاجون إلى درجات حرارة منخفضة للحفاظ الأدوية والأمصال.

وأضاف: “الإنقطاع ايضا أثر على قطاع الإنتاج خصوصا في المنطقة الصناعية، ما أدى إلى هشاشة الوضع الإقتصادي للعاملين في قطاعات الصناعات التحويلية داخل المدينة”.

يذكر أنه قبل مشكلة إنقطاع التيار الكهربائي كانت هناك برمجة للقطوعات تمكن أصحاب المؤسسات من إستخدام الطاقة الشمسية أو مولدات الكهرباء لتسير عملها.

وتابع إبراهيم: “الإنقطاع أدى لتعثر كبير في مصادر المياه البديلة المعنية بتوزيع مياه الشرب، حيث أن تكلفة الوقود و المولدات مرتفعة بالنسبة لأصحاب المصالح الخاصة و العامة داخل المدينة .

تأثر قطاع الأعمال

من جانبه قال عمر بريمة وهو أيضاً من سكان المدينة، أن الإنقطاع أدى لتوقف عمله بنسبة كبيرة مما أثر بشكل واضح على طبيعة عمله التى تحتاج إلى ضرورة ملحة للكهرباء .

وأضاف لـ (التغيير): “إستمرارالإنقطاع أثر بشكل كبير على القطاع الصحي خاصة في مركز غسيل الكلى ومستشفى الأبيض التعليمي لحوادث الأطفال حديثي الولادة”.

وأشار إلى أن الإنقطاع الطويل يتزامن مع إرتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الخريف حيث يزداد تكاثر الباعوض وانتشار أمراض الملاريا و حمى الضنك.

فيما ذكرت عزوان النعيمة لـ (التغيير) أن الحياة داخل المدينة شبه متوقفة بسبب توقف الكثيرين عن العمل نتيجة لارتباط عملهم بعودة التيار الكهربائي.

بدوره قال محمد عبدالله، إن الإنقطاع أدى إلى شلل في بعض الخدمات مما إنعكس بصورة فعلية على سكان المدينة من خلال غلاء الأسعار والإنقطاع المستمر لمياه الشرب داخل الأحياء السكنية.

و اضاف لـ (التغيير) ان سعر لوح “الثلج” تجاوز 16 ألف جنيه سوداني، وشحن الهاتف الجوال اصبح يكلف 500 جنيهاً إلى جانب إرتفاع تكلفة إيجار مولدات الكهرباء والوقود.

عزلة عن العالم

فيما أكدت إيمان ضيين لـ (التغيير) أن الإنقطاع عزلهم عن العالم ومنعهم من متابعة الأحداث الجارية، بالإضافة إلى ظهور أمراض “السخانة” التي تُعرف بـ “حمو النيل” بسبب إرتفاع درجات الحرارة.

وأضافت: “الأطفال يعانون ويبكون طوال اليوم بسبب الحرارة المرتفعة، وأنهم إضطروا للشرب من “الأزيار” الفخارية بسبب ارتفاع سعر” الثلج ” وانعدامه في بعض الأحيان.

عودة متوقعة

وبحسب متابعات (التغيير) من المتوقع أن يتم إصلاح عطل إنقطاع التيار الكهربائي وعودته خلال الأيام المقبلة بعد إنقطاع تجاوز 40 يوما عاش فيه سكان المدينة ظلاماً دامساً في ظل إستمرارة معاناتهم بسبب سوء الأوضاع الإنسانية نتاج الحرب الحالية.

وكان التيار الكهربائي قد انقطع في مدينة الأبيض منذ المعارك العنيفة التي دارت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من جبل كردفان شرقي المدينة في الخامس من مايو الماضي.

 

الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع مدينة الأبيض ولاية شمال كردفان إنقطاع التیار الکهربائی مدینة الأبیض سکان المدینة

إقرأ أيضاً:

السودان: تعتيم إعلامي في «أم روابة» و مصادر تؤكد لـ «التغيير» حدوث تصفيات واسعة وسط المدنيين

 

أكد مصدر لـ «التغيير» وقوع عمليات تصفية واسعة في مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان عقب إعلان الجيش السوداني استعادته للمدينة.

التغيير _ كمبالا

و قال المصدر إن عمليات التصفية استهدفت عدداَ من المواطنين و تمت وفقا لقوائم أسماء كانت بحوزة كتائب البراء.

و أوضح المصدر أن المستهدفين كانوا من سكان المنطقة وجهت إليهم اتهامات بالتعاون مع قوات الدعم السريع خلال فترة سيطرتها السابقة.

و تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر أن كتائب الحركة الإسلامية بالتعاون مع الجيش أقدمت على ذبح مدير المنطقة التعليمية بريفي وسط أم روابة الأستاذ الطيب عبد الله عقب دخولها المدينة كما منعت الاقتراب من جثته لساعات.

و قال الناشط محمد خليفة في منشور على صفحته في “فيسبوك” إن عمليات التصفية شملت عدداً من الأشخاص الذين اتهموا بالتعامل مع قوات الدعم السريع.

كما أشار إلى أن الجيش كان قد قصف المدينة في وقت سابق مما دفع عددا كبيرا من المواطنين إلى التظاهر احتجاجا على القصف إلا أن كل من ظهر في مقطع الفيديو الذي وثّق الاحتجاجات تم تصفيته لاحقا.

وفي السياق ذاته كشف أحد سكان الأبيض في حديث لـ «التغيير» أن هناك تعتيما إعلامياً كاملاً على ما يجري في أم روابة منذ سيطرة الجيش خاصة مع استمرار انقطاع خدمات الاتصالات ما يصعّب الحصول على معلومات دقيقة حول الأوضاع في المنطقة.

من جهة أخرى لا تزال المعلومات حول هذه الوقائع شحيحة وسط صعوبة الوصول إلى تفاصيل موثوقة بشأن دور كتائب البراء التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني في المدينة.

و كان قد حذر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من خطورة استهداف المدنيين بتهم الانتماء أو التعاون مع قوات الدعم السريع مشددين على ضرورة تجنب الزج بالسكان في المواجهات العسكرية.

وتتصاعد المخاوف بين أهالي أم روابة من احتمال تنفيذ الجيش عمليات انتقامية لا سيما ضد الشباب تحت ذريعة التعاون أو التخابر مع قوات الدعم السريع وهو سيناريو سبق أن تكرر في مدن أخرى، مثل ود مدني وبحري، عقب سيطرة الجيش عليهما.

وتعد أم روابة من المدن الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان حيث تبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي “301” كيلومتر وتعتبر مركزاً تجارياً مهما خاصة في تجارة الحبوب الزيتية  كما أنها ملتقى طرق حيوية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالعاصمة الخرطوم وميناء بورتسودان.

ومنذ اندلاع الصراع منتصف أبريل الماضي ظلت شمال كردفان تشهد معارك بين عنيفة متكررة، فيحاول الجيش فرض سيطرته على الولاية بينما الدعم السريع يهاجم من أجل انتزاعها مثل ما حدث في ولايات دارفور والجزيرة وسنار.

الوسومأم روابة الجيش تصفية شمال كردفان كتائب البراء بن مالك مدنيين

مقالات مشابهة

  • أضرار سرقة التيار الكهربائي على المرافق العامة للدولة
  • مواعيد فصل التيار الكهربائي عن محطة محولات ميت غمر القديمة
  • فصل التيار الكهربائي عن هذه المناطق غدا
  • السودان: تعتيم إعلامي في «أم روابة» و مصادر تؤكد لـ «التغيير» حدوث تصفيات واسعة وسط المدنيين
  • كان حاضراً في وصية الباقر العفيف الأخيرة … علم السودان بين التاريخ و السياسة متى أوان «التغيير» ؟
  • خريطة فصل التيار الكهربائي عن عدة مناطق بالغردقة لأعمال الصيانة غدا
  • تداعيات الحرب السودانية تفاقم معاناة جبال النوبة
  • معاناة سكان دير الزور في التنقل بين ضفتي نهر الفرات
  • قطع التيار الكهربائي عن 4 مناطق في فوه بكفر الشيخ غدا للصيانة
  • مضاعفة عقوبة سرقة التيار الكهربائي بهذه الحالة طبقا للقانون.. تعرف عليها