ما حدث فى الأراضى المقدسة للحجيج يستحق الوقوف على أسبابه ومسبباته..المئات الذين لاقوا حتفهم لا يجب أن يمر أمرهم مرور الكرام.. لا تحدثنى عن تصاريح حج أو مخالفة تعليمات أو عدم اتباع إجراءات فهذا على العين والرأس ولكن حدثنى عن مصرع هؤلاء الذين راحوا وزهقت أرواحهم بسبب إهمال هنا أو تقصير هناك.. لا تحدثنى عن كونهم مخالفين بل حدثنى عن روح التعامل والرحمة وتقدير الظروف وتحمل المسئولية بغيه الحفاظ على أرواح بشر عجزوا عن حماية أنفسهم والحفاظ على حياتهم بعدما اوقعتهم رغبتهم وعشقهم للذهاب إلى بيت الله الحرام وتلبية لدعوة ونداء سيدنا إبراهيم «وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ.
.. نعم راحوا ضحايا بعدما عقدوا النية على أداء الفريضة طمعًا فى مغفرة من الله وأملًا فى عفوه وغفرانه.. ملبين «لبيك اللهم لبيك» حفظ الأرواح وحماية الأنفس مقدم عن أى تصريح أو إجراء.. لا أحد ينكر ما تقدمه المملكة العربية السعودية لخدمة الحجيج وما يبذلونه من جهود لأمن وسلامة ما يزيد على مليون حاج لأداء مناسكهم فى وقت معلوم ومكان محدود.. لا أحد ينكر ما تقوم به المملكة العربية السعودية لتطوير وتسهيل أداء المناسك من شق طرق وإقامة كبارى وتوفير وسائل مواصلات وتوسعة للحرمين الشريفين.. فهذا لا ينكره سوى جاهل أو حاقد.. ولكن ما حدث من ترك هؤلاء وهم ضيوف الرحمن ليلقوا حتفهم ويتخلى عنهم الجميع وسط هذا الجو الحارق بعدما مُنعت عنهم كل الخدمات اللوجستية سواء مواصلات أو خيام أو إسعافات أو نقل جثث بعدما فاضت ارواحها إلى خالقها بدعوى أنهم مخالفون فهذا عذر أقبح من ذنب..لا أحد ينكر أن هؤلاء كانوا ضحايا لأنفسهم وعشقهم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام بعدما أصبحت تكاليف أداء الفريضة تفوق قدرات وإمكانات الغالبية العظمى من الراغبين فى الذهاب للأراضى المقدسة.. تكاليف لا يصدقها عقل بعدما اتخذ الجميع هذه المناسبة مغنمًا للتربح والثراء.. هؤلاء تناسوا أن الدنيا تغيرت وأن الحال لم يعد كما كان.. صحيح أنهم كانوا ضحايا وتضليل لشركات وكيانات وسماسرة كان كل همهم الكسب السريع والتربح.. صحيح أنهم كانوا ضحايا لغياب الرقابة وانعدام المتابعة وثغرات فى القوانين وتلاعب بالإجراءات من قبل هذه الشركات والكيانات والجهات الرسمية، كان يتطلب أن يكون هناك من يرحم ظروفهم ويقدر ظرفهم الذى وجدوا أنفسهم فيه سواء بالمنع من أداء المناسك حفاظًا على أروحهم أو السماح لهم مع توفير الرعاية لهم شأنهم شأن من أتوا بتصاريح للحج بعدها نتحاسب ونعاقب ونتعقب بدلًا من البكاء على اللبن المسكوب.. على الجميع أن يتعلم الدرس من هذه الأزمة المروعة.. سحب تراخيص الشركات والكيانات التى أسهمت فى صناعة الأزمة وإحالة أصحابها للنيابة العامة قرارات محمودة لرئيس مجلس الوزراء وللجنة خلية الأزمة التى تم تشكليها بتعليمات من الرئيس عبدالفتاح السيسى.. يجب أن تشمل المحاسبة الجميع دون استثناء فأرواح الضحايا فى رقاب المسئولين والمتسببين والمتراخين وكل من أغمض عينه وتقاعس عن إسعاف ونجدة هؤلاء المتجردين من كل متاع الدنيا سوى من إزار ورداء يستر عوراتهم وكانت آخر كلماتهم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».. فحاسبوا أنفسكم ومرؤسيكم قبل أن تُحاسبوا فحساب الدنيا أهون وأخف.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأراضي المقدسة
إقرأ أيضاً:
موقع ريليف ويب : اليمنيون قادرون على استهداف منشأت عسكرية اسرائيلية ذات قيمة عالية
وقال الموقع " عمليات اليمنيين الأخيرة تشير إلى تحول استراتيجي، فهم يسعون بشكل متزايد إلى فرض قوتهم بشكل مباشر ضد البر الرئيسي لـ"إسرائيل"
واضاف .. أظهر "اليمنيون " القدرة والاستعداد لتهديد التجارة البحرية والسفن التي تحمل العلم الأمريكي
وتابع ..التطور المهم من اليمن يشير إلى أنهم لم يعودوا راضين عن مجرد تشكيل بيئة الأمن البحري الإقليمي، بل إنهم يهدفون إلى تحقيق تأثيرات نفسية وعملياتية مباشرة داخل "إسرائيل"
واشار موقع ريليف الى ان زيادة الهجمات البعيدة المدى من اليمن بشكل كبير على "إسرائيل"، تُظهر قدرات اليمنيين المُحسنة في الاستهداف، ومدى وصولهم الموسع، وعزيمتهم
واوضح الموقع ان عدة هجمات بالصواريخ الباليستية من اليمن على "إسرائيل" أظهرت نية "اليمنيين " وقدرتهم على الوصول إلى عمق كبير داخل "إسرائيل"، واستهداف المنشآت العسكرية ذات القيمة العالية
وقال .. " الهجمات من اليمن على"إسرائيل" تسلط الضوء على قدرة "اليمنيين " على التسلل عبر حواجز الاعتراض، وتظهر تعقيدًا أكبر في التخطيط العملياتي لـ"الحوثيون"
واختتم .. رغم توجيه " اليمنيين " ضربات على عمق "إسرائيل"، إلا أنهم لم يتخلوا عن العمليات البحرية، ونشاطهم البحري مستمر ضد السفن الأمريكي