بوابة الوفد:
2025-03-16@23:48:37 GMT

توقفنا فيما هم يهرولون «1»

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

فى بلدنا سوق نخاسة للألقاب، فما أيسر المسميات والألقاب أو حتى الأوصاف التى نطلقها على بعضنا البعض، مسميات هائلة عالية راقية اذا ما كان الرضا وتبادل المصالح أساس التسمية، ومسميات بشعة ما انزل بها من سلطان إذا كان الغضب والاختلاف منطلق التسمية، وللتوضيح أكثر، سهل أن نلقب احدهم بالدكتور، مفكر، خبير استراتيجي، مستشار، مؤرخ، متخصص، ناشط، وغيرها فى حال وجود استفادة ما من تعلية ألقاب هذا الشخص، للأسف يلعب الصحفيون والإعلاميون دورًا كبيرًا فى هذا باستضافة شخص ما نكرة أو غير ذى صفة أو أهمية حقيقية، ويتم إضفاء الألقاب عليه فى سخاء، لتعلية قيمة الموضوع أو البرنامج أو للاستفادة من هذا الشخص بشكل أو بأخر.

وكثيرًا ما يكون المقابل المادى هو الثمن من اجل إطلاق هذه الألقاب واستضافة هؤلاء وتعلية قيمتهم ونفخهم كالبالونات، حتى تصدق البالونات نفسها وتصبح طافية على سطح المجتمع ومنتشرة فى كل الصحف والبرامج، إلى يحدث تأثير كرة الثلج، ويصدق الناس بالفعل تلك الألقاب الوهمية التى تم خلعها على هذ المذكور، ولا ننكر انه بعد ثورة 25 يناير طفرت علينا جمعيات ومؤسسات واتحادات ما أنزل الله بها من سلطان، تمنح الشهادات والأوسمة مدعمة بمسميات ثقافية وعلمية وفكرية هائلة، وكلما ارتفع المبلغ الذى يدفعه الشخص كلما حصل على لقب ووسام وشهادة تقدير أعلى.

ولا تستحى شلة المنتفعين من القائمين على هذه الجمعيات والمؤسسات أن يقيموا احتفالية سنوية أو نصف سنوية لتوزيع الأوسمة والشهادات والميدليات الذهبية، على أن يدفع كل من سيتم تكريمه مبلغًا محددًا وفقًا لمستوى التكريم أو مسمى اللقب، وتبدأ المسميات والألقاب من ثلاثة آلاف جنيه وتصل إلى عشرة آلاف أو أكثر، وهو المبلغ الذى يمكن أن يجعل من شخص لا يجيد كتابة الإملاء شاعرًا مهولًا وكاتبًا عربيًا أول، وقد يكون الشخص راسب ابتدائية قديمة وثقافته صفر، لكنه سيحصل بموجب ما يدفعه على لقب رائد الأدب العربي، والفائز الأول بالميدالية الذهبية فى مجال القصة، الشعر، والمؤثر الأول فى الفكر والثقافة العربية، والتقدير لدوره فى إحياء موات الأمة وإنقاذها من التخلف.

وهناك مؤسسات تحدد اشتراكات سنوية لمن سيتم تكريمهم بالتناوب كل مرة، وعندما تبحث وراء هذا الشخص أو ذاك، ستتوالى الصدمات والخيبات لأنهم ليسوا سوى بالونات فارغه، وستشعر بالإحباط لأن الفكر والأدب أصبح يباع علنا وجهارًا نهارًا فى سوق للنخاسة، ستصدم لأنك لن تجد لهؤلاء بصمة ولا أى وجود على ساحة الأدبية والثقافية، وتتأكد أن ما يحدث هو «قلة أدب».

وعلى النقيض نجد أن الألقاب والأوصاف السلبية تلصق فى شخص ما، حتى لو كان هذا الشخص ذا أهمية حقيقية وله قيمته ومكانته الفكرية، العلمية، الثقافية السياسية، ويستحق الشهرة والتعلية لقيمته، ولكن لأنه غير مهضوم، دمه ثقيل، جاد أكثر من اللازم، لا يدفع مالًا ولا يقدم هدايا، فيتم الإلقاء به فى الظل، وملاحقته إذا استوجب الأمر بالألقاب والأوصاف البشعة، كالعميل، الخائن، المأجور، منفذ أجندات، إمبريالي، إخواني، شيوعي، وغيرها الكثير.

وأكاد أجزم انه لا يوجد شعب فى العالم تفتق ذهنه عن كم الألقاب إيجابًا وسلبًا بقدر الشعب المصري، وهو ما جعلنا نتوقف عن العمل الحقيقى المستحق لهذه الألقاب، فيما العالم فى الدول المتقدمة يهرول للأمام بلا ألقاب، حتى شملت فوضى الألقاب الفئات «القذرة» فى مجتمعنا وأعنى بهم تجار المخدرات، تجار السلاح، تجار الأجساد وكل الممنوعات، فأصبح يطلق على أى منهم « رجل أعمال»، بما يسيء بشكل فاضح إلى رجال الأعمال الحقيقين من المحترمين فى المجتمع.

الألقاب خاصية مصرية، تم توارثها منذ المصريين القدماء، فقد كانوا يطلقون لقب «حور» على الملك بمجرد اعتلائه عرش الملك وتعنى أن هذا الملك صورة حية من الإله تعيش على الأرض، وفى عهد الحكم الرومانى، كان يطلق على الملك لقب «ابن الشمس»، وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد الصحفيون هذا الشخص

إقرأ أيضاً:

مؤلف «الكابتن»: العمل يتناول 18 شخصية من عالم الأرواح.. ويمزج بين الرعب والكوميديا

قال أيمن الشايب، مؤلف مسلسل «الكابتن»، إن فكرة المسلسل بدأت في عام 2022 بعد نجاح مسلسله الأول «حلوة الدنيا سكر»، الذي تم عرضه في دولة هنا الزاهد، وأوضح أنه بدأ التعاون مع المنتج كريم أبو زيد لتطوير فكرة المسلسل منذ ذلك الوقت.

وذكر أن العمل يتناول 18 شخصية من عالم الأرواح، وهي فكرة مثيرة للجدل لأنها تمزج بين الرعب والكوميديا بشكل غير تقليدي.

وأضاف «الشايب»، خلال لقائه عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن العمل الرسمي على المسلسل بدأ في يوليو الماضي مع الفنان أكرم حسني، حيث عقدا عدة جلسات عمل مع المنتج كريم أبو زيد لتطوير الفكرة.

وأشار إلى أنه كان لديه بعض المخاوف بشأن تنفيذ العمل، خاصة مع تطوير شخصيات المسلسل التي تم تصميم كل واحدة منها لتتحدث بطريقة فريدة، تتماشى مع الثقافات والعادات المصرية والأجنبية، ولا سيما في شخصية الخواجة.

وأكد أن التعامل مع عالم الأرواح يتطلب توازنًا دقيقًا بين رغبات الشخص واحتياجات الآخرين.

وأوضح أن المسلسل يعتمد على مفاهيم مألوفة للجمهور المصري، حيث تؤمن الثقافة المصرية بأن الأرواح تبقى في المكان الذي قُتل فيه الشخص.

اقرأ أيضاًمسلسل المؤسس عثمان الحلقة 185.. هل تجتمع بالا بابنتها حليمة؟

مسلسل الكابتن الحلقة 14.. ومواعيد العرض والقنوات الناقلة

رمضان 2025.. أبرز أحداث الحلقة الـ 10 لـ مسلسل الكابتن

مقالات مشابهة

  • سمر كشك: الأصدقاء الصالحين مثل المدخرات المالية تطمن وقت الأزمات
  • هل صيام الشخص المتنمر مقبول؟.. هبة النجار تجيب
  • هل يُقبل صيام الشخص المتنمر؟.. الأزهر يجيب
  • فيما ورد خبر من هيئة البث الإسرائيلية ذو صلة بالانفجارات … هذه هي المناطق التي استهدفها الطيران في العاصمة صنعاء ” صور ” 
  • أغرب اسم .. محمد رمضان يهدي 100 ألف جنيه لهذا الشخص
  • كاريكاتير .. فيما 2 مليار مسلم يتفرجون .. غزة تجوع في رمضان !
  • مؤلف «الكابتن»: العمل يتناول 18 شخصية من عالم الأرواح.. ويمزج بين الرعب والكوميديا
  • ساكو يدعو إلى منح الشخص الحرية في اختيار دينه بعد بلوغ سن الرشد
  • مؤلف مسلسل الكابتن: العمل يتناول 18 شخصية من عالم الأرواح
  • هؤلاء أكثر عرضة للمرض .. كل ما تريد معرفته حول السعال الديكي