الحرة:
2024-06-29@21:46:32 GMT

سياسة تركيا تجاه سوريا.. حيثيات موقف لم يتغير

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

سياسة تركيا تجاه سوريا.. حيثيات موقف لم يتغير

رغم أنها ضربت على وتر "حساس" لدى الكثير من المعارضين السوريين لم تحمل تصريحات وزير خارجية تركيا، حقان فيدان جديدا على صعيد سياسة بلاده تجاه الملف السوري بحسب خبراء ومراقبين، وإنما على العكس أعطت صورة أوضح لخارطة طريق طويلة يتطلب المضي بها اتخاذ "خطوة تلو خطوة".

وخلال لقاء متلفز على قناة "خبر تورك"، مساء الاثنين، قال فيدان إن تركيا تريد من النظام السوري استغلال حالة الهدوء ووقف إطلاق النار الحاصل "لحل المشكلات الدستورية" و"تحقيق السلام مع معارضيه".

وبعدما أشار إلى أن أنقرة لا ترى أن النظام "يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية" أكد على أهمية "توحيد سوريا حكومة ومعارضة"، "من أجل مكافحة الإرهاب في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني".

الموقف التركي الجديد يأتي في ظل انسداد أفق التطبيع بين أنقرة ونظام الأسد، وبالتزامن مع إصرار الأخير على شرط مسبق لدفع عملية الحوار، يتمثل بانسحاب ما يعتبره "الاحتلال التركي من البلاد".

ولا تزال أنقرة ترفض انسحاب قواتها من سوريا، وتقول إن وجودها في البلاد يرتبط بدفع الخطر الذي يشكله "حزب العمال الكردستاني" على أمنها القومي.

ورغم انخراطها في سلسلة لقاءات استخباراتية ودبلوماسية سابقة مع نظام الأسد لم يتمخض عن تلك الخطوات خلال السنوات الماضية أي نتائج، وأشارت تصريحات المسؤولين الأتراك مؤخرا إلى غياب أي تطور يذكر.

وروسيا وإيران هما الراعيتان لمسار "بناء الحوار" بين أنقرة ودمشق.

وأعلن العراق قبل أسابيع نيته الدخول على الخط، لكن حتى الآن لم يتضح ما إذا كانت بغداد ستحدث انعطافة في الطريق الذي بدأه حلفاء الأسد، وفشلوا في الدفع به إلى الأمام.

ومع ذلك، يشير الجو العام السياسي والإعلامي على خط أنقرة-دمشق إلى وجود تحركات لا تعرف ماهيتها، سعيا لإعادة استئناف مسار "بناء الحوار" كما يطلق عليه الجانب التركي.

وبينما يصر النظام السوري على شرطه المسبق، وتؤكد أنقرة على رؤيتها للحل في سوريا ككل، تثار تساؤلات عما ستؤول إليه العلاقة في المرحلة المقبلة، وعن الأسباب التي دفعت بأنقرة، للمرة الثانية، للتأكيد على "توحيد الحكومة والمعارضة" أو بمعنى آخر "تحقيق المصالحة".

"بين جاويش أوغلو وفيدان"

وسبق أن أثار سلف فيدان، وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو، ذات الفكرة في أغسطس 2022، مما أشعل في تلك الفترة حالة غضب واسعة في شمال سوريا، وتمت ترجمتها بمظاهرات شعبية.

جاويش أوغلو اعتبر حينها أنه "من الضروري تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا، بطريقة ما"، وقال إنه "لن يكون هناك سلام دائم في سوريا دون تحقيق المصالحة".

وعاد فيدان، الاثنين، ليشير إلى النقطة ذاتها لكن بتركيبة أخرى.

وأوضح بالقول: "ما نريده أن يقيّم النظام السوري هذه الفترة من حالة عدم الصراع بعقلانية، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشكلاته الدستورية".

كما تابع: "وتحقيق السلام مع معارضيه، وإعادة الملايين من اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد إلى بلدهم، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها".

ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي، عمر كوش، أن التصريحات التركية الحديثة المطلقة تندرج في الإطار العام للسياسة التركية، والنهج الذي تتولاه "الخارجية"، وتحديدا مع الجانب الروسي.

وكان فيدان التقى قبل أيام بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في العاصمة الروسية موسكو.

ورغم أن تصريحاته ذهبت باتجاه التأكيد على "استغلال النظام السوري لحالة وقف إطلاق النار من أجل تحقيق السلام مع معارضيه" فقد أشارت إلى وجود "شرط"، بحسب كوش، يتمثل بـ"الورقة الكردية".

ومنذ قيام "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لم يعد إسقاط النظام السوري أو "حتى تطبيق قرار مجلس الأمن 2254" أولوية لدى أنقرة، كما يوضح المحلل السياسي لموقع "الحرة".

وفي مقابل ذلك وضعت تركيا "الورقة الكردية" وضرورة منع إقامة أي كيان لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" والميليشيات التابعة له ومخرجاته المدنية على قائمة الأولويات.

وعلى أساس ذلك، يتابع كوش، أن "توحيد المعارضة والنظام يعني مكافحة قسد ومنشئها الأساسي، وهو حزب العمال الكردستاني الذي له تأثير كبير على التشكيلات العسكرية والمدنية بشمال شرق سوريا".

"الموقف لم يتغير"

وتنظر أنقرة منذ سنوات إلى "قسد" على أنها ذراع مرتبط بـ"العمال الكردستاني"، المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا ودول أوروبية.

وأطلقت سلسلة عمليات عسكرية ضدها خلال السنوات الماضية.

وكانت قد اتجهت مؤخرا إلى تنفيذ استهدافات جوية عن طريق الطائرات من دون طيار، مما أسفر عن مقتل الكثير من قادة "قسد" وآخرين يتبعون لـ"العمال الكردستاني" في شمال شرق سوريا.

ولتركيا قوات كثيرة في الشمال السوري، وتنتشر في محافظة إدلب وأرياف حلب وصولا إلى منطقتي تل أبيض ورأس العين، بعدما أطلقت عملية "نبع السلام" في 2019.

وحتى الآن تؤكد أن وجودها خارج الحدود مرتبط بـ"منع التهديدات ومكافحة الإرهاب"، الذي تراه مرتبطا بـ"وحدات حماية الشعب" (عماد قسد العسكري) و"حزب العمال الكردستاني".

كما تدعم أنقرة تحالف "الجيش الوطني السوري" الذي يعتبره النظام السوري "منظمة إرهابية"، يجب تفكيكها.

ويرى النظام أيضا أن انتشار الأتراك في سوريا يعتبر "احتلالا"، بينما يؤكد على ضرورة "إنهائه" كخطوة أولى للمضي بعملية "التطبيع".

ويوضح الباحث السياسي التركي، الزميل غير المقيم في "المجلس الأطلسي"، عمر أوزكيزيلجيك، أن "الموقف التركي من العلاقة بين نظام الأسد والمعارضة السورية لم يتغير وهو على حاله منذ سنوات".

وتريد تركيا حلا سياسيا في سوريا، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، كما يقول الباحث لموقع "الحرة".

وينص هذا القرار على تشكيل حكومة انتقالية ومصالحة بين نظام الأسد والمعارضة السورية. 

لكن، وحتى الآن، لا يرغب نظام الأسد في الدخول في أي حوار بنّاء مع المعارضة السورية. 

وقد ذكر وزير الخارجية التركي هذه النقطة (سلام النظام مع معارضيه) "ليؤكد أن تركيا بنّاءة وداعمة للحل السياسي، لكن المشكلة في دمشق"، وفق أوزكيزيلجيك.

"المصالحة جزء من التسوية"

ويشير الباحث في الشأن التركي، محمود علوش، إلى وجود "3 أهداف وضعتها تركيا لسياستها الحالية في سوريا، من بينها دفع عملية التسوية السياسية للصراع".

ويرى في حديثه لموقع "الحرة" أن "فكرة المصالحة بين النظام والمعارضة تنسجم مع مبدأ التسوية، التي تتطلب من منظور تركي خطوات مُتعددة، مثل إجراء انتخابات نزيهة ووضع دستور جديد، وإعادة تشكيل المؤسسات الأمنية والعسكرية".

وسبق أن تبنت أنقرة النهج المذكور، منذ أن شرعت في حوار مع النظام قبل أكثر من عام ونصف، بحسب علوش.

ويمكن تلخيص السياسة التركية تجاه سوريا في 3 فئات رئيسية، كما يشرح الباحث التركي أوزكيزيلجيك.

الفئة الأولى هي السعي إلى حل سياسي في سوريا، إذ تريد تركيا أن ينتهي الصراع هناك، وتعتقد أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للمضي قدما. 

أما الفئة الثانية فتتعلق بـ"مكافحة الإرهاب".

ويقول الباحث التركي إن بلاده "لن تسمح بإقامة دويلة للعمال الكردستاني في سوريا"، وتعتقد أن "الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا الحالية تشكل تهديدا لسلامة الأراضي السورية". 

كما تعتقد تركيا أيضا أن "الحفاظ على وحدة الأراضي السورية سيضمن الأمن القومي التركي"، وفق أوزكيزيلجيك.

ويشير إلى أن الفئة الثالثة تتعلق بـ"تركيز تركيا على الهجرة"، ومساعيها لمنع موجات جديدة من سوريا، و"تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم".

"التسوية تكمن عند النظام"

وتتلقى "قسد" دعما من الولايات المتحدة الأميركية، ولم يبد النظام السوري أي بادرة خلال السنوات الماضية لمحاربتها انسجاما مع الإرادة التركية.

وكان المسؤولون في دمشق يصرون على ضرورة انسحاب القوات التركية والإيذان بذلك قبل البدء بأي عملية بناء حوار مع أنقرة.

ويرى الباحث علوش أن "استمرار الصراع السوري أصبح يُشكل عبئا كبيرا على تركيا على مستوى ملفي الأمن واللاجئين".

ويقول إن أنقرة "تُدرك أن إنهاء هذا الصراع يتطلب في نهاية المطاف تسوية سياسية، وهذا ما لا يُمكن تحقيقه من دون أن يقبل النظام بمبدأ التسوية والانخراط في هذه العملية".

وتكمن مشكلة التسوية السياسية في النظام وليس في المعارضة، والأتراك يعرفون ذلك تماما، بحسب علوش.

وبينما تريد تركيا تركيز أولوياتها في سوريا الآن على مكافحة الإرهاب تعرف أن "مُعالجة هواجسها الأمنية إزاء الوحدات الكردية لا يُمكن أن تتحقق تماما دون معالجة الأسباب الجوهرية التي خلقت هذه المشلكة وهي الصراع السوري".

ولا يزال النظام السوري يتهرب من دعوات الدول الغربية، ودول الجوار، للانخراط في قرار مجلس الأمن الخاص بالحل السياسي في سوريا، المعروف برقم 2254.

ورغم أن عملياته العسكرية انحسرت خلال العامين الماضيين، لا تزال نبرة التهديد قائمة لديه، خاصة ضد إدلب التي تضم أكثر من 4 ملايين مدني، ومناطق ريف حلب الشمالي والشرقي.

ويعتقد المحلل السياسي كوش، من جانب آخر، أن "كلام فيدان الجديد موجه بالصورة العامة للأسد والنظام، وبشكل مبطن للروس".

ويبدو أن حديثه وتصريحاته تصب في إطار التحضير للقاء المرتقب في شنغهاي بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

ووفقا لوسائل إعلام تركية فإن "الملف السوري سيكون أحد الملفات الرئيسية على طاولة الرئيسين".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی مکافحة الإرهاب النظام السوری مع معارضیه نظام الأسد فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أردوغان مغازلا الأسد.. تركيا منفتحة على المبادرات لإعادة العلاقات مع سوريا

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انفتاحه على فرص إعادة علاقات بلاده مع النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

وجاء ذلك بعدما أعرب الأسد عن “انفتاحه على كل المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها ومحاربة الإرهاب وتنظيماته”.

وقال أردوغان للصحافيين، بعد صلاة الجمعة: “سنعمل معا على تطوير العلاقات مع سوريا بنفس الطريقة التي عملنا بها في الماضي”.

وأضاف: “لا يمكن أن يكون لدينا أبدا اهتمام أو هدف للتدخل في شؤون سوريا الداخلية، لأن الشعب السوري مجتمع نعيش فيه معا كشعوب شقيقة”.

الرئيس التركي أشار إلى الاجتماعات التي عقدها مع الأسد في الماضي “بما فيها الاجتماعات العائلية”.

وتابع مردفا: “من المستحيل تماما أن نقول إن ذلك لن يحدث غدا، بل سيحدث مرة أخرى. ليس لدينا أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”.

ومن جانبه قال الرئيس السوري بشار الأسد إن “سوريا منفتحة على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى”، وفق ما أفادت وكالة سانا الرسمية.

وشدد على أن “تلك المبادرات تعكس إرادة الدول المعنية بها لإحلال الاستقرار في سوريا والمنطقة عموماً”.

وأشار الأسد خلال لقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف إلى أن “سوريا تعاملت دائماً بشكل إيجابي وبنّاء مع كل المبادرات ذات الصلة، لافتاً إلى أن نجاح وإثمار أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها”.

من جهته أكد لافرنتييف دعم بلاده لكل المبادرات ذات الصلة بالعلاقة بين سوريا وتركيا من كل الدول المهتمة بتصحيح تلك العلاقة مشدداً على أن الظروف حالياً تبدو مناسبة أكثر من أي وقت مضى لنجاح الوساطات، وأن روسيا مستعدة للعمل على دفع المفاوضات إلى الأمام، وأن الغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سوريا وتركيا.

وبعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العراق في نيسان/أبريل الماضي، والتي تلتها زيارة رئيس “هيئة الحشد الشعبي”، فالح الفياض، إلى دمشق، ولقاؤه الأسد، أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في مقابلة نشرت في أيار مايو أن حكومته تعمل على المصالحة بين أنقرة ودمشق.

وقال السوداني لقناة خبر تورك التركية الخاصة عبر مترجم: “إن شاء الله، سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريبًا”، مضيفًا أنه على اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن جهود المصالحة.

ونقلت وكالة “شفق نيوز” العراقية عن مصدر حكومي مطلع لم تسمّه، قوله إن مساعي العراق لإذابة الجليد بين سوريا وتركيا وإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها أثمرت اجتماعاً ثنائياً في بغداد خلال الفترة المقبلة.

وأضافت الوكالة في تقرير نشرته الأربعاء 5 حزيران (يونيو) الجاري، أن السوداني اتفق مع مسؤولين من النظام السوري وتركيا على الجلوس إلى طاولة الحوار في بغداد، مشيرة إلى ترحيب كبير من دمشق وأنقرة بوساطة بغداد. كما توصل السوداني وفريقه الحكومي خلال الفترة الماضية “إلى نتائج إيجابية في هذه الوساطة عبر اتصالات ولقاءات ثنائية غير معلنة”.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة التركية يكشف موعد اعتزامه اللقاء بالأسد.. تواصل من وراء الأبواب
  • أردوغان:أنقرة منفتحة لتطبيع العلاقات مع دمشق
  • وصولا للقاءات العائلية.. ماذا وراء التحولات النوعية بخطاب أردوغان حول التطبيع مع الأسد؟
  • وصولا للقاءات العائلية.. تحولات نوعية في خطاب أردوغان حول التطبيع مع الأسد
  • أردوغان يؤكد استعداد بلاده للتطبيع مع النظام السوري.. "يمكننا اللقاء مع الأسد"
  • أردوغان مغازلا الأسد.. تركيا منفتحة على المبادرات لإعادة العلاقات مع سوريا
  • أردوغان: تركيا منفتحة لتطبيع العلاقات مع سوريا
  • أردوغان يؤكد استعداد بلاده للتطبيع مع النظام السوري.. يمكننا اللقاء مع الأسد
  • إردوغان يغازل الأسد.. انفتاح على إعادة العلاقات التركية السورية
  • أنقرة تبث مشاهد من تدريب الجيش التركي للجنود الصوماليين (شاهد)