بنعليلو: حان الوقت لإعادة هندسة العلاقة بين مؤسسات أمناء المظالم والمنظومة الأممية لحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
أكد وسيط المملكة، محمد بنعليلو، اليوم الثلاثاء بمراكش، على ضرورة الاشتغال على المستوى الأممي لإعادة هندسة العلاقة بين مؤسسات أمناء المظالم والمنظومة الأممية لحقوق الإنسان.
وقال بنعليلو، في كلمة خلال افتتاح أشغال الاجتماع الحادي عشر للمجلس الإداري لجمعية أمبودسمان الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، “حان الوقت للاشتغال على المستوى الأممي لإعادة هندسة العلاقة بين مؤسسات أمناء المظالم والمنظومة الأممية لحقوق الإنسان، ما دام تنفيذ ولايتنا هو عنصر أساسي وجزء لا يتجزأ من الجهود الدولية المتواصلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 16 المتعلق بتطوير مجتمعات مسالمة، ومؤسسات فعالة …”.
وسجل أن المرحلة التي يمر بها العالم تعد “حرجة حقوقيا”، بسبب النزاعات المسلحة، وانعكاسات الذكاء الاصطناعي، معتبرا أن “ذلك ينذر بجيل جديد من الانتهاكات الجسيمة لقيم حقوق الإنسان عبر تمظهرات مستجدة”.
ودعا، في هذا الصدد، إلى ضرورة البحث عن أفضل السبل لمأسسة متطلبات “الحصانة” التي يجب أن يتمتع بها جميع أمناء المظالم في إطار الاضطلاع بولايتهم الحقوقية، ولتوسيع اختصاصاتهم وتطوير تدخلاتهم، ودعم أدوارهم في جميع أنحاء العالم.
وأشار بنعليلو إلى ما يطبع مجال اشتغال مؤسسات أمبودسمان من تطور ودينامية، سيما في ظرفية يواجه فيها العالم تحديات صعبة ومركبة شديدة التعقيد، تؤثر بشكل أو بآخر على فضاء الحقوق والحريات.
وأبرز، من جهة أخرى، أن هذا الاجتماع المنعقد على مدى يومين، يعد ورشا للتفكير ومحطة من محطات التعاون البناء والعمل المشترك بين مؤسسات أمبودسمان، وفرصة لتوطيد العلاقة بين الجمعية ومحيطها الدولي، بما يتيح تقوية تنسيق تدخلاتها في تقاطعاتها وتناغمها وتنوعها في سياق دولي شديد التعقيد، وذلك ضمن رؤية شاملة تساعد على بلوغ الأهداف الموحدة.
وأضاف أن اللقاء يعد أيضا مبادرة تنضاف إلى مبادرات التعاون القائم بين مؤسسات أمبودسمان الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي تتيح تقوية تدخلاتها المشتركة، في إطار فضاء حقوقي يتسع للاشتغال بفعالية ونجاعة لتحقيق النتائج المرجوة، وأيضا فرصة لتقييم برامج عمل الجمعية ورسم خارطة طريق مستقبله.
يشار إلى أن جمعية أمبودسمان الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست في 2014، تهدف إلى دعم وتعزيز المبادئ الأساسية الرامية إلى إقامة مجتمع يسوده العدل والإنصاف باعتبارها مبادئ متجذرة بقوة في كل من التعاليم الإسلامية والمعايير المعترف بها عالميا لحقوق الإنسان.
وتتمثل مهمة الجمعية في الالتزام القوي بالدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيزها وضمان العدالة الإدارية وتعزيز السلام الاجتماعي من خلال نشر قيم الإدارة العادلة ضمن السياقات الحكومية والتنظيمية المختلفة مدعومة بالعدالة الإجرائية والمساءلة، كما تطمح إلى إنشاء مجتمع متناغم يعيش فيه الأفراد في سلام مع حماية ودعم حقوقهم المتأصلة.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: أمناء المظالم لحقوق الإنسان العلاقة بین بین مؤسسات
إقرأ أيضاً:
المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
عبد الله علي إبراهيم
(جريدة الخرطوم 11 ديسمبر 1988)
(لا يرى الحاملون على دولة 1956 سوى مفردة الحكومة فيها. وهي مفردة قصوى لا جدال. ولكن غفلتهم عن مفردات غراء لهذه الدولة لم يرمهم في غيظ ضرير على هذه الدولة فحسب، بل اعتزلوا أيضاً هذه المفردات الغراء التي تركوها لتستوحش تحت شرور نفس الحكومة. وهذه مقالة من أخريات حاولت فيه لفت نظر كتائب استئصال دولة 56 أن لهم، كما يقول المثل، حبان في بيت العدا. وبلغ من فساد هذا الغيظ المحض الضرير انتداب حميدتي دعمه السريع للقضاء المبرم على هذه الدولة. وقعد "فراجة" الليبرويساريون الذين جعلوا من القضاء المبرم على هذه الدولة ثقافة شاعت حتى انتهزها البطلق أماتكم كما في مثل ورد في كتاب لبابكر بدري).
لولا ملابسات الحجز بقطار كريمة يوم الجمعة الماضية لكنت قد شاركت في احتفال نقابة السكة حديد باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي نظمته اللجنة السودانية لحقوق الإنسان.
وجدت في حضور احتفال عطبرة لحقوق الإنسان مزايا عديدة علاوة على أنه فرصة سانحة لزيارة أخرى لمدينتي الأولى. فقد أثلج صدري أن ترمي نقابة السكة الحديد بثقلها في حركة حقوق الإنسان بعد أن ظلت قاصرة على صفوة خيرة من المتعلمين منذ تأسيس حركتها في 1985. وقد شاب أداء هذه الصفوة خلل في التركيز حين رجحوا الضغط العالمي الجاهز لنصرة قضيتهم دون حفز الضغط الشعبي المحلي وإلهامه في سياقاته السياسية والاجتماعية الصعبة. ولذا بدا مفهوم حقوق الإنسان كطارئ وقع لنا من اهتمام العالم بنا لا كأصل قديم في مشروعنا الاجتماعي والنقابي والسياسي.
ساءني دائماً الاتهام المعمم الذي يطلقه بعض المتحدثين من المتعلمين بأن بيئتنا العربية المسلمة مسكونة بالاضطهاد العنصري وغير مواتية لحقوق الإنسان. وغالباً ما استدلوا على ذلك بأبيات من المتنبي عن كافور، أو ممارسات للزبير باشا، أو مبدأ الكفاءة في الزواج في عقد زواج شهير من الثمانينات. وهذا انتقاء عشوائي للاستدلال على عدم سماحتنا استدلالاً لن تسلم معه أي جماعة من الاتهام بالاضطهاد العنصري مهما بلغت من آيات السماحة والإنسانية.
لقد جادلت هؤلاء الإخوة طويلاً الفت انتباههم إلى أن إنسانيتنا العربية الإسلامية لم تتجمد في التاريخ لأنها فعل في التاريخ تتجدد به وتجدده.
وكنت أشير عليهم بدراسة مفهوم "النقابة" الذي هو من أفضال مدينة عطبرة السياسة على وطننا. فتعريف النقابة أنها تنظيم يضم عمال أو موظفي المؤسسة بغير اعتبار للعرق أو الدين أو القبيلة أو النوع. ومن فوق صفاء هذه المفهوم ونبله ازدهرت الحركة النقابية السودانية التي ظلت تحرس مجتمعنا وإنسانيتنا بعين ساهرة.
في وقت باكر أهدتنا عطبرة "النقابة": هذه الأداة التي اشتد عودها من تخطيها للحزازات العرقية والقبلية والدينية التي تمنع الممارسة الحرة للحقوق الإنسانية. وأتمنى أن يكون احتفال نقابة عمال السكة الحديد باليوم العالمي لتلك الحقوق مناسبة لتتصل النقابة بالإطار التنظيمي للحركة العالمية لحقوق الإنسان.
أما عن التزامنا بمبدأ حقوق الإنسان فالنقابة ذاتها شاهد كبير على بعد المدى الذي قطعناه في هذا السبيل.
ibrahima@missouri.edu