رحّل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بوزارة الداخلية الليبية 174 مهاجرا مخالفين من نيجيريا إلى بلادهم بشكل طوعي عبر مطار معيتيقة الدولي.

وقال محمد بريدعة، مساعد الشؤون الأمنية بجهاز مكافحة الهجرة الشرعية في حديثه لـ RT إن المجموعة المترحلة تشمل أطفالا ونساء ورجالا.

وأشار بريدعة إلى أن "عملية الترحيل تمت ضمن إطار التعاون المستمر بين ليبيا والسلطات النيجيرية وذلك لتسهيل العودة الطوعية للمهاجرين غير القانونيين إلى بلدانهم".

وأكد أن "عمليات الترحيل الطوعي ستظل مستمرة في المستقبل القريب بهدف التعامل مع مشكلة الهجرة غير الشرعية بشكل فعال وتقديم الدعم اللازم للمهاجرين الراغبين في العودة إلى أوطانهم".

وأوضح بريدعة أن "هذه الخطوة تأتي ضمن جهود ليبيا المستمرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها نتيجة تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين وسعيها لتحسين الأوضاع الإنسانية للمهاجرين وتوفير بيئة آمنة لهم حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بسلام".

وفي سياق منفصل، شارك وفد رسمي من وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية بصفة مراقب وبدعوة من وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء في المؤتمر الإقليمي الثاني لكبار المسؤولين بعنوان "تعزيز نهج تعاوني للحماية الدولية للأشخاص المستضعفين على طول طرق الهجرة بمن فيهم النساء والأطفال" والذي عقد في لاهاي هولندا خلال الفترة من 25 إلى 27 يونيو الجاري.

وركزت جلسات المؤتمر على "تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية ودول شمال إفريقيا لإيجاد أفضل السبل لتوفير الحماية للمهاجرين القصر غير المصحوبين بذويهم عبر طرق الهجرة، ويأتي هذا المؤتمر ضمن المشروع التجريبي الإقليمي لوكالة الاتحاد الأوروبي للجوء لدول شمال إفريقيا والنيجر (RPP).

وتأتي مشاركة ليبيا من منطلق "أهمية التفاعل الإيجابي مع المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية المعنية بظاهرة اللجوء والهجرة".

وتولي وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية أهمية بالغة لمتابعة هذه الظاهرة إقليميا ودوليا بهدف التأكيد على "رؤية الدولة الليبية المستندة إلى تشريعاتها وقوانينها بما في ذلك القانون رقم (5) لسنة 1997 بشأن حماية الطفولة" على الرغم من اعتبار الأطفال الأجانب غير المصحوبين بذويهم والذين دخلوا ليبيا بطرق غير شرعية كمهاجرين غير قانونيين تتعامل الدولة الليبية معهم بمنظور إنساني وفقا للمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقعتها وصادقت عليها ليبيا بشأن حماية الطفل.

ونظم المؤتمر بالتعاون بين الحكومة الهولندية والحكومة المصرية، وشاركت فيه دول عديدة من بينها مصر، المغرب، تونس، الجزائر، إيطاليا، النمسا، هولندا، ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، مالطا، تشيكيا، والدنمارك، إلى جانب ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة المتخصصة ووكالة الاتحاد الأوروبي للجوء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المهاجرين غير الشرعيين مكافحة الهجرة غير الشرعية الداخلية الليبية مطار معيتيقة الدولي

إقرأ أيضاً:

ترقية أبناء حفتر.. هل يمهد المشير للتوريث في ليبيا؟

يثير صعود ثلاثة من أبناء المشير خليفة حفتر (81 عاما) الستة إلى مناصب قيادية بشرق ليبيا، تكهنات بشأن الخطط المستقبلية للمشير القوي، فبينما يرى مراقبون أن توسع نفوذ أبنائه يعكس رغبته في تأسيس حكم وراثي، يؤكد آخرون أنه يُجهز نفسه للتقاعد.

ففي الآونة الأخيرة، شهدت البلاد ترقيات عسكرية لافتة لأبناء حفتر، إذ تم تعيين ابنه الأصغر، صدام، رئيساً لقواته البرية المسيطرة على الشرق والجنوب، بينما منح نجله خالد، منصب رئاسة الوحدات الأمنية بصلاحيات واسعة داخل "الجيش الليبي". ويترأس ابنه الآخر، بلقاسم حفتر - المعين من قبل البرلمان في فبراير 2024 - صندوق إعادة إعمار ليبيا.

ويُفسر مراقبون ترقيات أبناء حفتر على أنها "خطوة مدروسة" من قبل المشير لتجهيزهم لخلافته، مُتوقعين حدوث سلسلة من إقالات تطال كبار قيادات الجيش التابع له، في حين يرى آخرون أن هذه الترقيات تُمثل "استمرارا لظاهرة توارث المناصب القيادية قبل التقاعد"، والتي تُلاحظ منذ تأسيس المملكة الليبية في الخمسينيات من القرن الماضي.

"توريث.. لا تقاعد"

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي، إبراهيم بلقاسم، إن "برنامج توريث القيادة العسكرية في الشرق الليبي جارٍ منذ فترة، مع ترجيح استمرار الجنرال حفتر في منصبه على المدى القصير، فعلى الرغم من تدهور صحته فإنه لا توجد مؤشرات على نيته التقاعد من الحياة السياسية". 

واشنطن "تأخذ التهديد بجدية"... تفاصيل خطة حفتر وبوتين في شرق ليبيا نشرت وكالة بلومبرغ تفاصيل اتفاق دفاعي تتم صياغته بين روسيا والقائد العسكري الليبي، خليفة حفتر، يسمح بزيادة التواجد العسكري الروسي في ليبيا

ويُشدد المحلل الليبي، في اتصال مع "أصوات مغاربية"، على أن "مستقبل الشرق الليبي مرهون بمدى سلاسة عملية انتقال القيادة العسكرية، ففي حال عدم حدوث عملية انتقال سلسة للسلطة، تلوح في الأفق مخاطر نشوب صراعات على السلطة".

وأردف: "لهذا يبرز اسم صدام حفتر، نجل القائد خليفة حفتر، كأقرب المرشحين لتولي القيادة العامة للجيش في المستقبل القريب". 

وأشار المتحدث إلى أن عملية توريث القيادة العسكرية "تتضمن ترتيبات واسعة خلف الستار، بما في ذلك حملة واسعة لإحالة كبار الضباط للتقاعد، ومن بين هؤلاء، الأمين العام للقيادة، ورئيس الأركان، ورئيس الأركان البرية، والمفتش العام للجيش".

وأعرب المحلل الليبي عن اعتقاده بأن "صدام حفتر يرغب في تعيين قادة شباب أصغر سنا في المناصب العليا، خصوصا أن معظم القيادات الحالية وصلت إلى سن التقاعد القانوني". 

وتابع بلقاسم: "برنامج توريث القيادة في شرق ليبيا لن يواجه أية معارضة عسكرية أو اجتماعية، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن خليفة حفتر يحكم بقبضة قوية، إذ نجح في إزاحة العديد من معارضيه، مما أدى إلى إضعاف أية مقاومة محتملة لبرنامج التوريث".

حقيقة فيديو "عملية عسكرية لقوات حفتر" في جنوب ليبيا خلال الأيام الماضية تزامنا مع إعلان قوات المشير خليفة حفتر الأسبوع الماضي عن عملية "عسكرية وأمنية" واسعة النطاق في جنوب ليبيا لطرد مجموعات مسلحة تشادية معارضة، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يوثق هذه العملية. لكن الادعاء خطأ، والفيديو منشور قبل خمس سنوات.

وأضاف أن "الرجل يمتلك أيضا نفوذا كبيرا بين القبائل، مما يمنحه ميزة كبيرة في فرض إرادته، كما أن عملية التخلص من الخصوم متواصلة، إذ لا يتردد في استخدام القوة لإزالة أية معارضة لمشروعه، وهذا يخلق جوا من الخوف يثني الكثيرين عن التعبير عن معارضتهم".

"ترتيبات مفهومة"

من جهة أخرى، اعتبر الإعلامي والمتخصص في الشؤون الليبية، إسماعيل السنوسي، أن "ليبيا في الوضع الحالي تواجه مشاكل أعمق من مجرد توريث المناصب، التي تعد ظاهرة معقدة ذات أبعاد تاريخية وسياسية واجتماعية، لكنها أيضا مفهومة في السياق الحالي".

وأضاف السنوسي، في حديث مع "أصوات مغاربية"، أن "مشاركة أبناء المسؤولين السياسيين والعسكريين في المؤسسات التي يديرها آباؤهم، أو في الحياة العامة الليبية، هو جزء لا يتجزأ من الواقع الليبي منذ تأسيس المملكة، ولا يبدو أن هناك إمكانية لتغيير هذا الواقع المتجذر".

واستطرد قائلاً: "لكن في ظل الوضع الخاص الذي تمر به ليبيا حالياً، وما تواجهه من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية خطيرة تهدد وجود الدولة الليبية نفسها، يمكن تفهم جميع هذه الترتيبات التي يلاحظها المتابعون للشؤون العامة في ليبيا، مثل الترقيات الاستثنائية للضباط ذوي النفوذ أو المقربين من صناع القرار في الشرق والغرب". 

ورأى السنوسي أن التحليلات "ينبغي أن تركز على النتائج العملية لهذه الإجراءات ومدى إسهامها في الحفاظ على مستوى معقول من الاستقرار، بحيث يمكن تنفيذ عملية سياسية توحد مؤسسات الدولة الليبية تحت حكومة واحدة، تكون مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المنشودة وفقاً للقوانين الانتخابية والتشريعات النافذة". 

وبرزت مسألة توريث الحكم في ليبيا خلال عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث تناقلت تقارير غربية عام 2006 أنباء عن قيامه بإعداد أبنائه الثلاثة، سيف الإسلام ومعتصم وخميس، لتولي زمام الأمور في البلاد من بعده. 

ولم تكن هذه الظاهرة حصرية بنظام القذافي، بل سبق وأن شهدت المملكة الليبية نقاشات مماثلة حول توريث العرش خلال الخمسينيات، أي قبل انقلاب القذافي على الملكية عام 1969.

مقالات مشابهة

  • ملف الهجرة والإرهاب… محور لقاء المنفي وجهازي المخابرات الليبية والردع
  • اجتماع موسع بوزارة الداخلية لمناقشة قضايا الهجرة غير الشرعية
  • هل يؤسس حفتر لحكم وراثي بعد ترقية 3 من أبنائه في الشرق الليبي؟
  • مصرع 3 أشخاص من الفيوم في حريق بدولة ليبيا
  • ترقية أبناء حفتر.. هل يمهد المشير للتوريث في ليبيا؟
  • ترقية أبناء حفتر.. هل يُمهد المشير للتوريث في ليبيا؟
  • باحث في شئون الهجرة: ترحيل أغلب اللاجئين حالة عدم تقنين أوضاعهم القانونية
  • بدء جلسات المؤتمر الدولي السنوي لطب وجراحة الفم والأسنان في بنغازي
  • ارتفاع عدد المهاجرين في ليبيا.. 725 ألف مهاجر مسجل في ليبيا
  • وفد أوروبي يزور ليبيا لبحث الهجرة والانتخابات