كاتب إسرائيلي: كيف سنواجه حزب الله بعد غرق جيشنا في غزة؟
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالا افتتاحيا للكاتب عوفر شيلح، تحدث فيه عن المواجهة المفتوحة المحتملة مع حزب الله في شمال فلسطين المحتلة.
وتساءل شيلح عن كيفية مواجهة جيش الاحتلال لحزب الله وفي حالة عدم جهوزية، بسبب "الغرق" في قطاع غزة منذ ثمانية شهور، بحسب وصفه.
وتاليا الترجمة الكاملة للمقال:
من يوم إلى يوم، تصعيد واسع حيال حزب الله في لبنان يبدو كسيناريو محتم، وان كان احد لا يشر بعد الى أي ميزة ستنشأ عنه: لا يوجد سيناريو نهاية معقول يتيح تغيير الوضع من أساسه وعودة سكان الشمال إلى بيوتهم.
إن السير الأعمى هذا إلى تبادل للضربات على نطاق لم نشهده من قبل، سيلحق دمارا هائلا عندهم وكثيرا جدا عندنا، وفي نهايته مشكوك لاي شيء ان يتغير تشارك القيادة السياسية وجهاز الأمن كله – أحد لا يطرح مقابل هذا بديلا، كون البديل الوحيد يستوجب وقف الحرب في غزة – وكذا القيادة العسكرية، الجمهور والاعلام. هذه ليست مسيرة سخافة، بل شيء ما أسوأ بكثير.
لم يعد لمعظمنا منذ الآن أمل حقيقي من الساحة السياسية، من الجيش (الذي عرف مسبقا الحقيقة أيضا بالنسبة للإنجازات المحدودة بالضرورة للمعركة في غزة، بنى ونفذ خطة تضمن ألا يكون أكثر من إنجاز محدود والآن يحاول أن يسوق هناك نصرا كبيرا أساسا كي لا يقولوا له اذهب إلى لبنان)، أو من وسائل الإعلام. وعليه فمشوق على نحو خاص موقف الجمهور. في الاستطلاع الأخير لمعهد بحوث الأمن القومي قالت 46 في المئة من المستطلعين إن على إسرائيل أن تبادر إلى عمل عسكري واسع في الشمال، حتى بثمن حرب إقليمية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها استطلاع للمعهد اغلبية لمؤيدي التصعيد الواسع. في نفس الوقت، انخفض عدد المؤمنين بإنه إذا كانت حرب كهذه، سيعرف الجيش الإسرائيلي كيف ينتصر فيها من 91 في المئة في تشرين الأول الماضي إلى 67 في المئة فقط – درك اسفل تاريخي في الثقة بقدرة الجيش على الإيفاء بأهدافه. كما أن معدلات الثقة برئيس الأركان وبتقارير الناطق العسكري هبطت إلى درك أسفل غير مسبوق.
هذا التناقض الظاهر لا يشهد على جمهور اختفى فهمه بل على الترنح والإحساس بانعدام المخرج. نصر حقيقي في غزة لن يكون، صفقة مخطوفين (كفيلة بان تكون أيضا مخرجا لوقف الحرب) تبتعد من يوم إلى يوم، القيادة تعمل بشكل يتعارض والمصلحة الإسرائيلية (لكن لا يعرض لها أي سياسي بديلا فكريا)، أداء الجيش مخيبة للآمال وضائقة سكان الشمال المجليين من بيوتهم منذ ثمانية أشهر، تفطر القلب. وبالتالي إذا كان هكذا هو الحال، فهيا نقاتل ونرى إذا كان سيحصل شيء ما، حتى إذا كنا نقدر بأنه لن يحصل أي شيء طيب، ونعرف أننا سيكون لنا أنفسنا شر – وانظروا إلى فزع شراء المولدات بعد تصريحات مدير عام شركة إدارة شبكة الكهرباء.
يجدر بنا أن نتوقف عند كلمات "حتى بثمن حرب إقليمية" – وبالذات في جانب جاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب كهذه. يمكن أن نجادل في أهلية الجيش للمعركة في لبنان، بعد ثمانية اشهر من القتال في غزة والتي افرغت مخزونات الجاهزية في جوانب الأدوات والذخيرة، عصرت قوات النظامي والاحتياط بشكل غير مسبوق وافرغت الشرعية في العالم لعمل إسرائيل. اؤمن بان للجيش الاسرائيلي على تنفيذ خطوة هجومية، والتي كما أسلفنا المشكلة معها هي أولا وقبل كل شيء في جدواها المشكوك فيها وفي أضرارها المؤكدة. لكن حرب إقليمية؟ هل كرس أحد ما ذات مرة تفكيرا في كيف ستبدو هذه؟
في آذار 2023 نشر في "بين الأقطاب"، النشرة المركزية الناطقة بلسان مركز ددو – مركز التفكير الأساس للجيش الإسرائيلي – مقال بقلم قائد الذراع البري اللواء تمير يداعي والعميد عيران اورتال، يعرفان فيه على النحو التالي "المفتاح للتصدي لإيران": "بناء قدرة بث قوة إسرائيلية مباشرة (وان كانت محدودة) في ايران وفي المنطقة وقدرة عملياتية لإزالة تهديد حزب الله وحماس في حدود إسرائيل في حرب قصيرة وحاسمة. في أسوأ حالات الحرب، ستتحقق هذه القدرة وسيزال تهديد حزب الله في لبنان بشكل يقطع ذراع الردع الإيراني، الأساس تجاه إسرائيل... حجر الرحى هو وجود قوة ردع مصداقة، في نظر الطرفين، حيال جيوش الإرهاب في الدائرة الأولى".
هل الجيش الاسرائيلي اليوم، الذي يغرق في غزة منذ ثمانية أشهر، هو في نظر العدو قوة حسم مصداقة قادرة على إزالة تهديد حزب الله وحماس في حرب قصيرة وحاسمة؟ هل الجيش الإسرائيلي نفسه يؤمن بذلك؟ هل كان بث لقوة إسرائيلية مباشرة في ايران وفي المنطقة، فيما أن – ردا على تصفية منفعتها مشكوك فيها لكبير إيراني، وبخلاف التقدير الاستخباري المسبق – أطلقت إيران ووكلاؤها مئات الرؤوس المتفجرة إلى إسرائيل في هجوم منسق؟ هل بنينا بأي شكل كان، ليس فقط في الجيش الإسرائيلي بل في أحلاف إقليمية، في علاقة شجاعة وتفاهمات مفصلة مع الولايات المتحدة وباقي الأطراف، شيئا من القدرة التي يؤمن كبار رجالات الجيش الإسرائيلي أنفسهم لأنها ضرورية؟
إن الطريق الوحيد ليس فقط الامتناع عن استمرار الضرر لامن إسرائيل، بل وأيضا البدء ببناء القدرات اللازمة لأجل الخروج كمنتصرين من المواجهة مع محور المقاومة الذي تقوده إيران، هو وقف الحرب في غزة (إذا كان ممكنا في صفقة مخطوفين)؛ الوصول إلى تسوية في الشمال والتي إضافة الى الانتشار الدفاعي ستتيح عودة السكان إلى بيوتهم؛ والبدء ببناء القوة بكل عناصرها – سياسية، إقليمية، عسكرية وغيرها – استعدادا للمعركة الحقيقية. كل شيء آخر هو مثابة سخافة عظيمة الضرر، ثمة من يسير اليها بعيون مفتوحة وباعتبارات غريبة، وثمة من ينجر اليها انطلاقا من الترنح ورفع الأيدي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية حزب الله فلسطين جيش الاحتلال لبنان لبنان فلسطين حزب الله جيش الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی حزب الله إذا کان فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
القاهرة - رويترز
قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة فيما يخشون أن يكون جزءا من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في معسكر ضخم على الأرض القاحلة.
ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع.
واستأنفت إسرائيل حملتها العسكرية في منتصف مارس آذار، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها والتي تشكل نحو 20 بالمئة من مساحة القطاع.
وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) يوم السبت أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح حيث سيتم نقل المدنيين بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي حماس من دخولها. وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات.
لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب رويترز للتعقيب.
وقال سكان إن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع من المنطقة المدمرة التي كان يقطنها سابقا 300 ألف نسمة.
وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالا لرويترز عبر رسالة نصية "الانفجارات ما بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتا في رفح، رفح انمسحت".
وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات.
وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، لرويترز عبر رسالة نصية "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك ويسكروا علينا زي القفص أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم".
وتقول إسرائيل، التي تفرض حصارا مطبقا على غزة منذ الثاني من مارس آذار، إن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، ومن ثم فإنها لا تعتقد أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو حماس.
وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على شفا تفش واسع للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مقاتلو حماس تجمعات سكنية إسرائيلية.
وأعلن مسؤولو الصحة في غزة اليوم الاثنين مقتل 23 شخصا على الأقل في أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع.
وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم أطفال في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، إلى جانب ستة آخرين في غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى.
* يأكلون العشب والسلاحف
لم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 رهينة فيما أفرجت إسرائيل عن مئات المعتقلين.
ولا يزال 59 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هدن مؤقتة ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.
وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري أمس السبت إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة نفاد مخزوناته الغذائية في غزة بعد أطول حصار يفرض على القطاع على الإطلاق.
وجاب بعض السكان الشوارع بحثا عن الأعشاب التي تنمو طبيعيا على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها.
وقالت امرأة من مدينة غزة لرويترز طالبة عدم نشر اسمها خشية الانتقام "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم".
وأضافت "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة".
واندلعت حرب غزة بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي أسفر حسبما تشير الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 51400 فلسطيني.