تعاقب على وزارة الثقافة فى عام الإخوان الأسود 7 وزراء، بدءاً من الدكتور جابر عصفور، ثم محمد عبدالمنعم الصاوى، مروراً بالدكتور عماد أبوغازى، ثم شاكر عبدالحميد، وصابر عرب، الذى تولى ثلاث مرات، وصولاً إلى وزير الجماعة الإرهابية علاء عبدالعزيز، الذى جاء ضمن حكومة هشام قنديل فى 7 مايو 2013، والذى كان تعيينه الطامة الكبرى، إذ بدا شخصاً مجهولاً للحركة الثقافية، حتى للكثير ممن يعملون معه فى أكاديمية الفنون.

وقال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب آنذاك، إنه فى 7 مايو 2023 حلف الوزير الإخوانى علاء عبدالعزيز اليمين الدستورية وبدأ مخططه الظلامى للثقافة المصرية، حيث أعلن فى تصريحات إعلامية أن أول قراراته ستكون «تغيير اسم (مكتبة الأسرة) ليصبح اسمها (مكتبة الثورة المصرية)»، وهو ما رفضته، حيث إن لمكتبة الأسرة لجنة عليا وليس من سلطة الوزير اتخاذ القرار دون الرجوع إليها، وعليه اتخذ الوزير الإخوانى قراراً بإلغاء ندبه فى 11 مايو 2013 أى بعد توليه منصبه بأربعة أيام فقط.

وعلى جانب آخر، بدأت مجموعة الخلايا النائمة والموالين لجماعة الإخوان فى وزارة الثقافة بتنظيم مؤتمر للمطالبة بإقالة الدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، بعد تفجيره مفاجأة كارثية للرأى العام عقب 24 ساعة من حلف اليمين القانونية للوزير الإخوانى، بإعلانه أن هذا الوزير فاشل علمياً، وسبق فصله من أكاديمية الفنون فى التسعينات، وأعيد بحكم قضائى بعد 5 سنوات، وأنه تمت إحالته للعديد من التحقيقات آنذاك أحدها جريمة مُخلة بالآداب.

وقال المخرج عصام السيد: «بدأنا فى التحرك لحماية الثقافة المصرية، وتشاركت مع الدكتور سامح مهران وعدد من المثقفين فى اجتماع، تبعه مؤتمر بالأكاديمية تحت عنوان (ضد العدوان على الثقافة المصرية) فى 13 مايو بمشاركة الفنان حسين فهمى وعدد من الشخصيات، وأعلن خلاله رئيس الأكاديمية أن وزير الثقافة الجديد (فاشل على المستوى الأكاديمى وليس له تاريخ على الإطلاق)، ويقول إنه قدم (سى دى) للرقابة الإدارية يدين وزير الثقافة الجديد، وتبع ذلك تسريب بأنه وقع قراراً بإلغاء انتداب رئيسة دار الأوبرا الدكتورة إيناس عبدالدايم».

وبعد أن ثار بعض العاملين بكلتا المؤسستين ونُظمت بعض المسيرات لوزارة الثقافة، التى تطالب بإقالة هذا الوزير، تراجع عن إلغاء انتداب رئيس دار الأوبرا د. إيناس عبدالدايم حتى تهدأ الأوضاع كما كان يتصور، ولكنه ألغى انتدابها فعلياً فى 28 مايو، وانتدب شخصاً مغموراً من أعضاء هيئة التدريس بأكاديمية الفنون من الموالين للإخوان، وهنا انضم العاملون بدار الأوبرا -الذين أعلنوا توقف جميع أنشطة الدار لحين عودة رئيستها- إلى جموع المثقفين والمبدعين المعارضين لتولى «عبدالعزيز» الموالى لجماعة الإخوان لمنصب وزير الثقافة، وفى اليوم التالى قرر الموسيقار عمر خيرت، والفنان هانى شاكر، والشاعر فاروق شوشة، والفنانة نسمة عبدالعزيز، عازفة الماريمبا، إلغاء حفلاتهم فى الأوبرا، تضامناً مع إيناس عبدالدايم، ورفضاً لقرارات وزير الثقافة.

وفى 30 مايو، نظم عدد من العاملين بدار الأوبرا وعدد من المثقفين والفنانين وقفة احتجاجية، تضم ممثلى القوى السياسية والشخصيات العامة، اعتراضاً على قرارات وزير الثقافة، شارك فيها المخرج خالد يوسف، الدكتور محمد سلماوى، الدكتور محمد أبوالغار، الفنانة آثار الحكيم، العازف طارق سليم، كما شارك عدد من شباب حركة 6 أبريل فى المظاهرة. وفى 5 يونيو توافقت الرؤى على احتلال المحتجين لمقر وزارة الثقافة للمطالبة بإسقاط نظام الإخوان، وهو ما كان نتيجته الأبرز اندلاع ثورة 30 يونيو فى لحظة فارقة فى عمر الوطن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإخوان 30 يونيو الإرهاب وزیر الثقافة

إقرأ أيضاً:

«الجماعة الإرهابية» عمدت إلى محاربة التنوير والثقافة والفن.. وفرض «السمع والطاعة»

حاولت جماعة الإخوان الإرهابية، خلال عام حكمت فيه البلاد، اختطاف الهوية الوطنية، وتفريغ مصر من ثقافتها وفنونها التى اعتبرها التنظيم من المحرمات، فحاول فرض السيطرة على كل أشكالها، فى محاولة منه لجعلها «وطناً بلا روح» وبدون قواه الناعمة المؤثرة فى العالم أجمع، واتخذ لهذا النهج سياسات عديدة ومختلفة، حتى جاءت ثورة 30 يونيو وأنقذت مصر من الدخول فى عصور الظلام التى خططت لها الجماعة الإرهابية.

وطوال عام من حكمهم، مارست «الإخوان» القهر المعنوى على المصريين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، من تهديدات وابتزاز من قبل عناصر التنظيم، بهدف إرهابهم وإجبارهم سواء بالتصويت لقرارات تخدم الجماعة أو الامتناع عن أى شىء ضد مصلحة الجماعة، التى استخدمت وسائل الإعلام التابعة لها لبث الفتنة والتحريض على العنف ضد مؤسسات الدولة والمواطنين، ما أدى إلى زيادة التوتر والانقسام بين أفراد المجتمع.

وأيضاً استهدفت الجماعة الإرهابية الشخصيات العامة والسياسيين والإعلاميين الذين أعلنوا موقفهم المعارض لسياسات محمد مرسى وخاصة سياساته التى تحلل دماء المصريين، من خلال حملات تشهير وتهديدات بالقتل، ما أثر على حياتهم وأسرهم.

وحاولت «الإخوان» خلال فترة حكمها اتباع سياسية «التمزيق» فى العلاقة بين مصر والعالم والدول الأخرى، وكذلك تمزيق الوطن داخلياً وبث الخلافات بين أبناء الشعب، خاصة أن عناصر التنظيم لا يتقبلون الرأى الآخر أو من يعارضهم.

رأت جماعة الإخوان الإرهابية أن الفن المصرى يحتاج إلى تطهير وكذلك حاولوا جاهدين السيطرة على أوجه الثقافة بما فى ذلك وزارة الثقافة، حيث قرر محمد مرسى تعيين علاء عبدالعزيز فى منصب وزير الثقافة، فى ظل عدم وجود أى تاريخ فنى أو ثقافى له، وليس لديه ما يؤهله لذلك، ما أثار غضب الفنانين والمثقفين، بل وأقاموا اعتصاماً فى وزارة الثقافة يوم 4 يونيو 2023 بعد عزل قيادات فى الوزارة من مناصبها فى بداية فترة الوزير الإخوانى، وخاصة بعد موقف عزل الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة السابقة، رئيس دار الأوبرا وقتها، من منصبها.

ولم تسلم الآثار المصرية من محاولات الجماعة، حيث بدأت التصريحات من الإعلام الموالى لها لتحليل سرقة الآثار والاتجار بها، بل والبعض منهم كان يرى أن تحطيم تمثال أبوالهول أمر واجب، خاصة أنه يعتبر «صنماً»، فضلاً عن ارتداء سيدات الأقباط الحجاب بشكل قسرى، بحسب دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.

وعقب فض اعتصام رابعة العدوية، حاولت جماعة الإخوان الإرهابية الانتقام من كل ما هو يخص الهوية المصرية، حيث قاموا بتدمير متحف ملوى بالمنيا، وتهشيم كامل وجهات المتحف وسرقة المئات من القطع الأثرية، الأمر ذاته تكرر فى متحف «روميل» بمرسى مطروح، ومتحف ومخازن البهنسة بالمنيا، فضلاً عن هدم «مدش مرزا» الأثرى فى 2013، والهجوم المسلح على قصرى ثقافة سوهاج والمنيا وسرقة محتوياتها، وأقدمت الجماعة على تدمير معبد سرابيط الخادم بسيناء وطمس نقوشه، فى مايو 2013، وكذلك تحويل جامعة «أون» الأثرية، إلى مقالب للقمامة ورعاية الأغنام، تلك الجامعة التى تعد من أقدم الجامعات التى عرفتها البشرية، وغيرها من الأعمال التى استهدفت تخريب المتاحف وقصور الثقافة فى مصر.

ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، قال لـ«الوطن» إن جماعة الإخوان استغلوا الدين بشكل سيئ للتقرب من المواطن، مؤكداً أنهم فشلوا فى تحقيق التماسك الاجتماعى، وأضاف أن «الإخوان» أدارت الدولة بعقلية التنظيم، مؤكداً أنهم كانوا يستعدون للقيام بما يشبه الحرس الثورى.

وتابع: الجماعة كان هدفها إقامة مشروع الخلافة الإسلامية، لكنها فشلت فى القيام بهذا المشروع، ليس فى مصر فقط، ولكن فى دول الشرق الأوسط.

وقال زكى القاضى، المقرر المساعد للجنة الشباب بالحوار الوطنى، أحد شباب حركة تمرد، إن العام الذى سبق تاريخ 30 يونيو 2013 يعتبر أخطر سنة مرت على مصر، وكان يهدد مستقبل مصر بأكمله، حيث ظهر الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان، فكانت الحرب حينها تمثل حرباً لتغيير الهوية الوطنية للشعب المصرى.

وأضاف: «ظهرت أفكار كانت تدار فى السراديب والغرف المغلقة، وحاول الإخوان جاهدين فرض الهوية الجديدة بالعنف والضغط طوال فترة وجودهم على الساحة، علماً بأن طريقة تعامل الإخوان بالقوة لم تبدأ مع توليهم رئاسة الدولة، بل ظهرت منذ 2011، حيث كان التوجيه الدائم بضرورة تكييف الأحداث واستغلال طاقات وأفكار الشباب لتحقيق مصالحهم الشخصية».

وتابع: فى الفترة بين 30 يونيو و26 يوليو 2013 تشكل لدى المصريين وعى مختلف تماماً، وهو وعى اللحظة، وذلك الوعى كان ضرورياً للغاية فى تأمين مسار الثورة، مشيراً إلى أن شباب حركة تمرد قدموا تضحيات من أجل التخلص من حكم جماعة الإخوان، واستطاعوا مواجهة المخاوف التى واجهتهم مثل استهدافهم على يد عناصر جماعة الإخوان، لافتاً إلى أن وعى الشعب حينها كان العامل الأساسى لحمايتهم، والإيمان بالحركة وأهدافها وجهودها والتى تكللت بالنجاح وبإسقاط حكم جماعة الإخوان.

وقال كريم كمال، الكاتب والباحث فى الشأن السياسى والمسيحى، إنّ من أخطر الأشياء التى حدثت فى فترة حكم الجماعة المحظورة اختطاف الهوية الوطنية، حيث دأب التنظيم منذ اليوم الأول لحكمه على زرع الفرقة والفتن الطائفية بين أبناء الشعب الواحد، ما نتج عنه العديد من الحوادث الطائفية.

وأضاف أن عناصر الجماعة تعمدوا طمس الهوية المصرية من خلال العمل على تغير ثقافة المصريين المعتدلة وزرع الفكر المتطرف بين الأطفال وطلاب المدارس والجامعات وقد فشلوا فى ذلك، لأن الشعب المصرى واعٍ ومثقف ومتدين دون تعصب.

وتابع «كمال»: «كانت هناك خطة ممنهجة لطمس كل شىء من تاريخ وثقافة وفن لتغيير الهوية الثقافية المصرية وقد كان نزول الشعب بالملايين فى الثلاثين من يونيو نهاية لهذه المحاولات غير الناجحة»، مشيراً إلى أن «30يونيو» أنقذت مصر وشعبها من مصير مجهول وحافظت على الهوية الوطنية والتى أهم ركائزها وحدة شعبها وقوة جيشها.

مقالات مشابهة

  • «الفنون التشكيلية» ينظم سلسلة لقاءات مفتوحة بدار الأوبرا المصرية
  • وزير الثقافة الأسبق يكشف كواليس قرار الحكومة بشأن فض اعتصام رابعة(فيديو)
  • وزير الثقافة الأسبق: اعتصام رابعة كان مسلحًا.. ولهذا السبب رفض المشير طنطاوي ترميم المجمع العلمي (فيديو)
  • «الجماعة الإرهابية» عمدت إلى محاربة التنوير والثقافة والفن.. وفرض «السمع والطاعة»
  • اقرأ في عدد «الوطن» الخاص غدا: 30 يونيو.. ثورة بناء وطن 
  • وزير الثقافة الأسبق يكشف كواليس صادمة خلال فترة حكم الإخوان في مصر (فيديو)
  • وزير الثقافة الأسبق: الإخوان طلبوا فتح دار الأوبرا للشيخ محمد حسان لإلقاء محاضرات
  • في ذكرى 30 يونيو.. احتفالية خاصة لتكريم رموز «اعتصام المثقفين» ضد حكم الإخوان
  • الأحد.. تكريم مثقفي اعتصام وزارة الثقافة في احتفالية ذكرى ٣٠ يونيو
  • كنت شاهد عيان على ثورة ٣٠ يونيه