جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@06:26:07 GMT

حوار مع مُطَبِّع!

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

حوار مع مُطَبِّع!

 

مدرين المكتومية

بكل واقحة وعنهجية زائفة تحدث بنبرة فارغة من المضمون أو القيمة: "لا بُد أن نكون واقعيين؛ فالافكار القومية والناصرية فشلت وماتت.. الدول اليوم تهتم بمصالحها فقط. وامريكا هي القوة العظمى الوحيدة والتي علينا أن نُرضِيها ونتعاون معها ونستفيد منها ومن تقدمها التكنولوجي، فهي الاقتصاد الاقوى في العالم.

.. وإسرائيل هي جزء من أمريكا والتي لا توجد لدينا القدرة على محاربتها؛ فالافضل ان نكون في صفها...".

بهذه الكلمات المُستفزة والتي تعكس شعورًا مرعبًا بالدونية لدى المتكلم الذي كان يخاطبني أثناء تواجدي بأحد المطارات في انتظار رحلتي الجوية؛ إذ دار بيننا حديث عابر لم أكن أتوقع أن يقودنا إلى هذا الإسفاف الفكري وذلك الطرح العقيم البائس، الذي يعكس ضحالة المُتحدث. لم أكن أعلم أن هذا المسافر الذي التقيته صدفة في صالة الانتظار بالمطار، يؤمن بالتطبيع مع دولة الاحتلال دون حمرة خجل، أو الشعور بالعار، في ظل ما يمارسه جيش العدوان الإسرائيلي من مذابح يومية وجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل. لقد كان من المؤسف أن يتحدث لي هذا المُطَبِّع، ويُعلن بكل وقاحة عن موقفه المؤيد للتطبيع مع قتلة الأطفال؛ بل ويرى في ذلك مكسبًا لحكومة بلاده وأي دولة تنتهج ذات المسار.

فاجأني عندما قال إنه يتعين على كل الدول العربية أن تُبرم اتفاقيات سلام مع إسرائيل وأن تبدأ تطبيع علاقاتها معها كي تستفيد من خبراتها التكنولوجية والمعرفية المتطورة.. في حقيقة الأمر وقع هذا الكلام علي بمثابة الصدمة، فقد هالني ذلك الاحتفاء غير المفهوم بدولة مارقة مُجرمة تقتل الأطفال والنساء والشباب والعجائز العُزل، وتُدمِّر دولة بأكملها تحت زعم "محاربة حماس"، بينما المقاومة لها كل الحق المشروع والمكفول بالقانون الدولي في الدفاع عن نفسها وممارسة كل الأعمال القتالية التي تساعدها على طرد المُحتل، مهما كان وفي أي ظروف.

حديث هذا المُطبِّع لم يختلف للأسف عن أحاديث بعض الحسابات المشبوهة على منصات التواصل الاجتماعي، أو أولئك المتحديث عبر فضائيات إقليمية بعينها تنحاز بسفور إلى المجرم الإسرائيلي، من خلال السماح له بعرض وجهة نظره دون تفنيد أو انتقاد؛ بل تمارس دورها الإعلامي بنوع من غياب المهنية والحياد، فتنخرط في تبني الرواية الإسرائيلية على حساب ما هو ظاهر للجميع من عمليات قتل وتدمير وقصف من كل مكان.

أمثال هؤلاء يعتقدون- من باب الخوف والهلع- أن أمريكا ومن ورائهم إسرائيل، قادرة على حماية بلدانهم وأنظمة الحكم فيها، في حين أن هاتين الدولتين لم يتمكنا من حماية أنفسهما!! ويا لها من مفارقة عجيبة، فكيف يستقوي أحدهم بالضعيف، بحجة أنه يملك السلاح الأقوى؟! وكيف يقبل نظام حكم على نفسه أن يتحالف مع الشيطان الأكبر من أجل ضمان الكرسي الذي يجلس عليه.

أيُ وهم وأيُ جهل سياسي يعاني منه هؤلاء المُطبعُّون؟ لماذا لا ينظرون إلى الاتحاد مع الدول العربية فيما بينها من أجل بناء تحالف استراتيجي سياسي واقتصادي قادر على مواجهة القوى العظمى وفرض شروطه عليها، وترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة، من خلال إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف العدوان الغاشم والبربري على الشعب الفلسطيني الأعزل، ومن ثم إعلان قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف؟! لماذا لا يستفيدون من المقدرات العربية والكوادر العربية التي تحقق النبوغ والتميز في مختلف الأقطار حول العالم، وأن تكون المخرجات العلمية والبحثية لهؤلاء العلماء والباحثين من حق دولهم وليس من حق الغرب الذي استضافهم وفتح لهم المجال، بسبب ضيق الحال في بلدانهم العربية؟!

لقد أنشأ الغرب الكيان الصهيوني كقاعدة عسكرية للغرب بهدف فرض الهيمنة على المنطقة العربية، وهو ما تريده امريكا بالطبع، من أجل تعزيز مبيعات السلاح لديها، وبيعه للعرب بأثمان باهظة يدفعها المواطن العربي من قوت يومه، فبدلًا من إنفاق هذه المليارات من الدولارات على التنمية العربية والوطنية في كل دولة، تتحول إلى الخزينة الأمريكية في صورة صفقات تسليح مليارية، رغم أن هذه الدول تعلم جيدًا أن لن تُطلق رصاصة واحدة، ولن تخوض حربًا أو حتى معركة مع أي عدو!

الخلاصة.. يجب أن يعلم الجميع، وأن نقول لأبنائنا أن التطبيع جريمة في حق الإنسانية، وخيانة عظمى لدماء الشهداء التي سالت وما تزال في أنحاء فلسطين المحتلة، وعلى كل شعوب العالم والعرب تحديدًا، رفض أي مظهر من مظاهر التطبيع مع العدو الصهيوني المُجرم، وتبني موقف صارم تجاه أي محاولات لغرس هذا السرطان في قلب الأمة العربية والإسلامية.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترامب يستعد لحظر سفر جديد يشمل 43 دولة: إليك التفاصيل المدهشة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)

في خطوة مثيرة للجدل، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن تفاصيل خطة الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، التي تهدف إلى فرض حظر سفر جديد يستهدف مواطني 43 دولة.

ووفقًا للمصادر الرسمية التي تم الإشارة إليها في الصحيفة، فإن هذا الحظر يأتي في إطار مسعى لتعزيز الأمن الوطني في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً هل أنت من هذه الفئة؟: 5 عادات يومية قد تدمّر كبدك دون أن تدري 15 مارس، 2025 رسميا: صنعاء تكشف عن الخسائر التي خلفتها الغارات الأمريكية اليوم 15 مارس، 2025

وكشفت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية تدرس هذه الخطة التي تتضمن تصنيف الدول إلى ثلاث فئات رئيسية: "حمراء" و**"برتقاليّة"** و**"صفراء"**، حيث يختلف مستوى القيود المفروضة على مواطني كل فئة حسب تقييم الأمن القومي.

وأضاف المسؤولون المطلعون أن قائمة الدول المستهدفة قد تخضع لتعديلات قبل أن تُعرض على البيت الأبيض للموافقة النهائية. وقد تم إعداد هذه القوائم من قبل وزارة الخارجية الأمريكية قبل عدة أسابيع، ولكن من المتوقع أن يحدث المزيد من التغييرات عليها قبل اتخاذ القرار النهائي.

يُذكر أن هذه الخطوة تأتي بعد إعلان ترامب في يناير الماضي عن أمر تنفيذي يفرض فحصًا أمنيًا مكثفًا على أي أجنبي يسعى للدخول إلى الولايات المتحدة، في إطار جهود الحكومة الأمريكية للكشف عن التهديدات الأمنية المحتملة.

وكانت سياسة حظر السفر هذه قد أثارت الكثير من الجدل في وقتها، إلا أن هذه الخطوة الجديدة قد تتوسع لتشمل المزيد من الدول، مما يجعلها محط اهتمام عالمي.

هل هذه خطوة صحيحة لحماية الأمن القومي، أم أنها ستؤدي إلى تصعيد العلاقات مع دول أخرى؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكشف عن تداعيات كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • ترامب يستعد لحظر سفر جديد يشمل 43 دولة: إليك التفاصيل المدهشة
  • ترامب يدرس فرض حظر سفر جديد يستهدف 43 دولة
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • إدارة ترامب تعتزم حظر السفر لأكثر من 40 دولة بينها اليمن
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • جامعة الدول العربية تنظم مؤتمرًا دوليًا لمكافحة كراهية الإسلام
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!
  • أسطورة برنارد لويس المدينية
  • دولة أوروبية جديدة تؤيد الخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • «تيته» تعقد اجتماعاً مع الأمين العام لـ«جامعة الدول العربية»