سياسيون أمريكيون: ليس لدينا إرادة سياسية لملاحقة الحوثيين ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية إليهم
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
قال سياسيون أمريكيون إن إدارة الرئيس جو بايدن تفتقر إلى الإرادة السياسية لملاحقة الحوثيين ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية إليهم.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست، الجمعة، عن السيناتور مايك راوندز، عضو لجنتي المخابرات والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في مقابلة صحفية قوله: "ببساطة ليس لدينا الإرادة السياسية لملاحقة الحوثيين"، فيما نقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن، جيرالد فايرستاين قوله إن الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين العسكرية لم تتمكن من إضعاف قدرتهم على مهاجمة السفن وتهديد الملاحة البحرية كونهم يستبدلون ما يتم تدميره عن طريق ما يصلهم من أسلحة مهربة من إيران.
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى تحايل إيران على حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على اليمن، وإرسالها سراً أسلحة ومعدات من الموانئ الإيرانية إلى بحر العرب، أو براً من سلطنة عمان. فيما علق فايرستاين بالقول: "لقد زادت قدراتهم بالتأكيد وما دام لديهم حافز لمواصلة هذه الهجمات دون ردع فسوف يستمرون بشنها".
وأوضح أن التصاعد الأخير في نشاط مليشيا الحوثي يؤكد أنها جماعة تشكل تهديدا مستداما على التجارة العالمية، خاصة مع اعتمادها على التدفق المستمر للأسلحة والخبرة الإيرانية لمقاومة الضربات الأمريكية والبقاء في وضع الهجوم. كما أكد التقرير أن الجهود الأمريكية المتعثرة لوقف هجمات الحوثيين وحماية الشحن العالمي، أثارت نقاشات بين أعضاء الكونجرس، حيث يقول المشرعون إن إدارة بايدن لم تبذل ما يكفي لتحقيق الردع.
وفي نفس السياق، نقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي مارك كيلي قوله إن المدمرات البحرية الأمريكية ومجموعات حاملات الطائرات القتالية في المنطقة كانت "ناجحة إلى حد ما" في تعطيل الهجمات. "لكن إذا لم نحمِ هذا الشحن، فسنشهد زيادة في مشكلات سلسلة التوريد".
وقال كيلي، وهو من قدامى المحاربين في البحرية ويعمل في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إنه راجع للتو معلومات استخباراتية سرية حول هذه القضية ولا يمكنه التعليق بالتفصيل على الجهود المبذولة لعرقلة شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين. لكنه أقر بأن الحوثيين مستمرون في الحصول على أسلحة متقدمة من إيران.
وأضاف: "أعتقد أنهم عندما يحصلون على الذخائر من الإيرانيين يشعرون أنه من مصلحتهم استخدامها في إثارة الاضطراب في البحر الأحمر".
وعن إصرار الحوثيين على مواصلة التصعيد في البحر الأحمر والبحر العربي، قالت هانا بورتر، الباحثة في الشأن اليمني لدى مجموعة ARK، وهي منظمة تنمية دولية مقرها المملكة المتحدة: "هذه محاولة لإثبات أن الحوثيين لاعب إقليمي خطير". وبعد الانخراط في قتال مباشر مع الجيش الأمريكي، قالت بورتر إن الحوثيين "يمكنهم الآن تصوير أنفسهم كلاعب قوي"، واستخدام ذلك لتشديد قبضتهم محليًا أو في محادثات السلام الجارية مع المملكة العربية السعودية.
ونوهت الصحيفة إلى ما تمارسه مليشيا الحوثي على أرض الواقع بالفعل، حيث تستخدم المليشيا صور الصراع -بما في ذلك وسائط الميديا- لقيادة حملات التجنيد وقمع معارضيها، مشيرة إلى ما يتناقله الإعلام الحوثي عن تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين الإضافيين إلى صفوفهم منذ بدء هجمات البحر الأحمر.
من جانبها أشارت ندوى الدوسري، الباحثة اليمنية المقيمة في الولايات المتحدة لدى معهد الشرق الأوسط، إلى الطبيعة الانتهازية للمليشيا الحوثية، حيث قالت إن السلوك الحوثي خلال المرحلة الراهنة يدل على أن الجماعة تستخدم هجمات البحر الأحمر للتحضير للتصعيد في اليمن.
واستدلت الدوسري في تحليلها بحملة القمع والاختطاف التي شنتها المليشيا الحوثية في وقت سابق من يونيو الجاري، ضد العاملين في منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، بمن فيهم موظفون لدى الأمم المتحدة. وقالت إن الاعتقالات تهدف إلى القضاء على الجيوب الصغيرة للمعارضة التي لا تزال موجودة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية.
وأضافت: "لقد تم قمع هذه الأصوات، لكن الحوثيين الآن يريدون القضاء عليها بالكامل".
تصريحات السياسيين الأمريكيين عن عدم وجود إرادة سياسية لدى حكومتهم لملاحقة الحوثيين ومنع تدفق الأسلحة الإيرانية إليهم، تشير إلى الثغرات الكبيرة في السياسة الدولية والتي تمكّن مليشيا الحوثي من التسلل عبرها للإضرار بمصلحة اليمن ومصالح دول المنطقة، وحتى المصالح الأمريكية والبريطانية نفسها.
ويرى مراقبون محليون أنه من الصعب تصديق عجز الولايات المتحدة بترسانتها العسكرية الهائلة والقدرات المتطورة لأسلحتها، أمام أسلحة مليشيا بدائية، مشيرين إلى أن هذه التصريحات الناقدة للإرادة السياسية الأمريكية تفسّر استمرار المليشيا الحوثية في شن الهجمات على الملاحة البحرية ومحاولة إعادة تفجير الوضع عسكريا في اليمن.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الأسلحة الإیرانیة ملیشیا الحوثی البحر الأحمر تدفق الأسلحة
إقرأ أيضاً:
الخارجية الإيرانية تحمل الحكومة السورية الإنتقالية مسئولية مقـ.تل أحد موظفي سفارتها بدمشق
أعلنت إيران مقتل أحد موظفي سفارتها في العاصمة السورية دمشق متأثراً بجروح أصيب بها عقب إطلاق النار على سيارته الأحد الماضي.
وحمّلت الخارجية الإيرانية الحكومة الانتقالية في دمشق "مسؤولية التعرف على منفذي الهجوم على موظف سفارتنا ومحاكمتهم".
وأضافت الخارجية، في بيان، أن طهران ستتابع قضية مقتل الموظف "بجدية عبر القنوات الدبلوماسية والدولية".
وفي وقت سابق قال السفير الإيراني في لبنان، إن الولايات المتحدة اشترطت على ممثلين لزعيم "هيئة تحرير الشام" السورية عدم إعطاء دور لطهران التي كانت تدعم نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وفي تغريدة عبر منصة "إكس"، كتب أماني: "اشترطت الولايات المتحدة، بعد لقاء ممثلها بالجولاني، على الحكومة السورية الجديدة عدم إعطاء أي دور لإيران من أجل إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة".