بحسب المديرة التنفيذية لـ (يونسيف) فإن إغلاق المدارس أبوابها منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 أدى لحرمان نحو 19 مليون طفل في عمر الدراسة من التعليم والأمان.

نيروبي: التغيير: أمل محمد الحسن

قالت المديرة التنفيذية لـ (ليونسيف) كاثرين راسل، إن أطفال السودان تأثروا بالحرب الدائرة في البلاد، مشددة على أن عدم اتخاذ اجراءات عاجلة سيضع الدولة في مواجهة كارثة أجيال ومضاعفات بعيدة المدى للصراع ستؤثر على كل الاقليم.

والتقت راسل لأول مرة أطفالا من السودان بالعاصمة الكينية نيروبي الاثنين، ضمن حضورها فعالية “اتحدوا من أجل أطفال السودان” التي نظمتها (يونسيف) بالشراكة مع منظمة (إنقاذ الطفولة) والمعونة الأمريكية.

وأوضحت راسل أنه منذ أكثر من عام على اندلاع الصراع دفعت الحرب البلاد نحو المجاعة وخسائر كارثية في الأرواح خاصة بين 24 مليون طفل سوداني اُجبر قرابة 5 ملايين منهم على ترك منازلهم فيما يواجه 4 ملايين طفل سوء التغذية الحاد خلال هذا العام بينما يتعرض الملايين من الأطفال لتفشي الأمراض القاتلة.

وأشارت المديرة التنفيذية لـ (يونسيف) إلى إغلاق المدارس أبوابها منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 ما أدى لحرمان نحو 19 مليون طفل في عمر الدراسة من التعليم والأمان.

حلم العودة للمنزل

“اريد فقط العودة للمنزل” هذا ما قاله طه 12 (عاماً) من الخرطوم، في فيديو تم بثه خلال الفعالية التي تجمع فيها عشرات الأطفال والفنانين السودانيين في العاصمة نيروبي، حيث قدموا شهاداتهم حول تأثير الحرب على حياتهم في وقت ينادون بإنهاء العنف ويطالبون بالسلام.

وعقدت المديرة التنفيذية لليونسيف عدة لقاءات فردية بالأطفال السودانيين الذين اضطرتهم الحرب للجوء إلى كينيا واستمعت إلى قصصهم حول كيف تركوا منازلهم وحضروا إلى نيروبي وماذا يريدون.

وشارك الأطفال والفنانون السودانيون في تقديم عرض فني للوحات إلى جانب معرض للصور بهدف رفع الوعي بما يدور في السودان والتعريف بأوضاع السودانيين في اللجوء والنزوح وتحفيز المجتمع الدولي على اتخاذ قرارات  لمجابهة اوضاع أزمة الاطفال في السودان.

 

وكجزء من البرنامج تحدث في عرض نقاشي كل من المديرة التنفيذية لـ (يونسيف) كاثرين راسل، ومساعد مدير المعونة الامريكية تايلر بيكلمان، ونائب مدير منظمة (إنقاذ الطفولة) ديفيد بارث، ومنسقة الشؤون الانسانية المقيمة للأمم المتحدة كليمنتين نيكويتا سلامي، وجميعهم طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في السودان وحماية الأطفال وانهاء انتهاكات الحقوق وضمان ايصال المساعدات الإنسانية للأطفال حول السودان.

الوسومآثار الحرب في السودان أنقذوا الأطفال منظمة اليونسيف نيروبي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان أنقذوا الأطفال منظمة اليونسيف نيروبي المدیرة التنفیذیة لـ فی السودان

إقرأ أيضاً:

ما بين جوبا وودمدني، السياسة ووجدان الشعوب

بقلم : محمد بدوي

في مقال سابق حول آثار الحرب في السودان أشرت إلي أن ما يحدث في السودان لن يبقي في السودان، وذلك لعدة اسباب اشرنا إليها في ذاك الحيز، في ربطها بموضوع المقال فإن الاثر الاكبر وقع على دولة جنوب السودان، لتوقف الخط الناقل للبترول حينها نتيجة للحرب، فانعكس في تراجع إقتصادي بجوبا لإعتمادها على البترول كمصدر يساهم ٩بنسبة % في الموازنة العامة.
ضرورة الفقرة الاولي واقترانها بموضوع المقال المخصص لعلاقات الشعوب علي خلفية التطورات التي برزت عقب إعادة الجيش السيطرة على ولاية الجزيرة بوسط السودان، بعد عام من الانسحاب وسيطرة الدعم السريع عليها، تمثلت جملة التطورات في الانتهاكات التي طالت المدنيين، بما شمل الجنوب سودانيين وفقا للخارجية الجنوب سودانية التي إستدعت السفير السوداني بجوبا لإبلاغة بإحتجاج الدولة على ما تم.

دون الخوض في التفاصيل وأشكال الانتهاكات لأنها ليست بجديدة في السجل السوداني لما بعد الاستقلال لكن الجديد هو اتساع نطاقها وتوثيقها من قبل مرتكبيها، وياتي التوثيق كجزء من سلسلة إقتران الانتهاكات بخطاب الكراهية الذي يمثل التوثيق والنشر جزء من الانتهاك الذي في اختلاف طبيعته يخلص إلي إشباع رغبة المنتهكين في التشفي والشماتة المرضيتان، لأن مفعول خطاب الكراهية يكتمل عند المنتهك الا بمعاملة الضحايا كالحيوانات، وهذا يكشف لماذ الذبح احد أشكال الانتهاكات .

عطفا علي ما سبق فإن ما حدث في مدني استهدف المدنيين بناء على العرق قبل الانتماء بالجنسية أو للسودان أو جنوب السودان، هذا يقود إلي أن ما تم ينتهك الكرامة الانسانية ويختلف الضمير الإنساني والوجدان السليم.

جاءت بيانات الشجب والتضامن مع الضحايا من قطاعات واسعة خارجية وداخلية ربط بينها احترام الحق في الحياة واحترام حقوق الانسان، ولعل غزارة البيانات والمواقف المعلنة تجاوزت ما صدر في اي حدث اخر خلال هذه الحرب.

في تطور لاحق جاء رد فعل بعض الفئات بجنوب السودان تدعوا للتصعيد والنظر بالمقابل تحريضا ضد المدنيين السودانيين السودانيين بجنوب السودان، يمكن فهم ما حدث في سياق أن ما تم جاء نتيجة لاعادة ذاكرة الحرب الاهلية، لكن بالنظر الي الاصوات التي نشطت في التحريض فهم يمثلون فئات عمرية لم تشهد عمق وفظاعة الحرب الاهلية، ليرتبط الأمر بسؤال جوهري حول الأسباب التي دعت تلك الاصوات للنشاط للتحريض، لعل جزء من الإجابة يمكن الوقوف عليها بالنظر الي اتفاق إعادة ضخ بترول جنوب السودان عبر السودان في ٨ يناير ٢٠٢٥ بعد توقف دام لما يقارب ال١١ شهرا .

ما يحدث في جوبا في تقديري يتطلب النظر بروية والاستفادة من ما يحدث في السودان، وعلى إنها حرب سلطة وموارد، فانتقالها مظاهرها إلي اي مكان آخر يحمل ذات جينات الأسباب بما فيها نسق عدم الاستقرار.

أن العنف وتوجيهه نحو المدنيين في جنوب السودان، لن يحل الازمة لأنهم ليسوا طرفا في الصراع،في الغالب تواجدهم بجوبا ناتج من أسباب مختلفة منها رفضهم للحرب أوهربا منها أو بحثا عن العيش الاقتصادي الكريم

ظلت الحرب بين السلطات السودانية والحركة الشعبية بفتريتها مرتبطة بطبيعة سياسية، حتي جاء الانفصال / الاستقلال أيضا كقرار سياسي مرتبط باتفاق السلام الشامل ٢٠٠٥، في هذا الخضم ظلت علاقات الشعوب السودانية لا مجال لها لتعبر عن مواقفها في ظل الهينمة السلطوية، بما يتطلب النظر مليا إلي علاقات الشعوب بعيدا عن العلاقات الرسمية للحكومات التي تتاثر سلما وتوترا، لأن ما يربط بين الشعوب تواريخ مشتركة، و ذاكرة السلم غيبت قسرا وحسن الجيرة، والملاذات حين تعمل آلة الحرب في اي من الجغرافيا.

الخلاصة : تراخينا في التوحد كمدنيين في وقف الحرب في السودان، بما يجعل هذه التطورات تعيد تذكيرنا بذلك وتفرض واجب العمل المشترك بين شعوب الدولتين لتفويت الفرص على زعزعة الاستقرار، غياب العدالة والمحاسبة تاريخيا حتي في بنود اتفاق السلام الشامل ٢٠٠٥ ستظل الحلقة المفقودة لضمان الاستقرار في السودانيين

badawi0050@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الشهادة السودانية كرقصة التانغو (1-2)
  • ما بين جوبا وودمدني، السياسة ووجدان الشعوب
  • زيارة وزير الخارجية المصري لبورتسودان… سر التوقيت وحقيقة الأهداف
  • الدور على السودان وليبيا واليمن
  • صفحات بيع الأطفال في مصر.. مفاجأة بعد القبض على متورطين
  • يونيسف تخصص 1.5 مليون دولار لتعليم أطفال النازحين السودانيين في ليبيا
  • أطفال غزة كشفوا الإفلاس الأخلاقي
  • طبيب أطفال بالرباط يثير إستياء الأسر بأضعف تقييم على محركات البحث
  • تحقيق للجزيرة يكشف مصير أبناء معتقلين في عهد نظام الأسد
  • السودان: مقتل 5 أطفال في ودمدني بسبب ذخائر غير منفجرة