الوطن:
2025-02-16@14:51:53 GMT

مارجريت عازر تكتب: صوت الشعب واستعادة الهوية

تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT

مارجريت عازر تكتب: صوت الشعب واستعادة الهوية

 فى صيف عام 2013، شهدت مصر واحداً من أكثر الأحداث السياسية تأثيراً فى تاريخها الحديث، وهو ثورة 30 يونيو. لم تكن هذه الثورة مجرد احتجاج شعبى، بل كانت حركة جماهيرية واسعة استهدفت تصحيح مسار البلاد واستعادة الهوية الوطنية بعد فترة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية.

أسباب الثورة، وأحداثها، ونتائجها كان لها أكبر تأثير على المشهد المصرى.

بعد ثورة 25 يناير 2011، التى أطاحت بنظام الرئيس حسنى مبارك، دخلت مصر مرحلة انتقالية مليئة بالتحديات. فى هذه الفترة، تصاعدت التوترات السياسية والاجتماعية نتيجة لتنامى الفجوة بين تطلعات الشعب وسياسات الحكم. وفى عام 2012، انتُخب محمد مرسى رئيساً للجمهورية، وهو مرشح جماعة الإخوان المسلمين. ومع ذلك، سرعان ما ظهرت الخلافات والصراعات بين مرسى وأطياف الشعب المختلفة.

كانت هناك عدة أسباب رئيسية دفعت الشعب المصرى للخروج إلى الشوارع فى 30 يونيو 2013، ومنها:

1- الإدارة الاقتصادية الفاشلة، والتى شهدت خلال فترة حكم مرسى تدهوراً اقتصادياً ملحوظاً، حيث ارتفعت معدلات البطالة والتضخم، وتفاقمت أزمة الكهرباء والوقود.

2- التفرد بالسلطة، حيث قام «مرسى» وجماعة الإخوان المسلمين، بأكثر من شكل، بالسيطرة الكاملة على مفاصل الدولة وتهميش القوى السياسية الأخرى. وإصدار الإعلان الدستورى فى نوفمبر 2012، الذى منح مرسى سلطات واسعة، كان أحد أبرز الأمثلة على ذلك ضياع الأمن والأمان.

3- التدهور الأمنى، فزادت حدة التوترات الأمنية فى البلاد، وشهدت مصر ارتفاعاً فى معدلات الجريمة والاعتداءات الإرهابية، مما أثار مخاوف المواطنين بشأن سلامتهم.

4 - القضايا الاجتماعية، شعرت فئات واسعة من الشعب بالإحباط من عدم تحقيق الأهداف الاجتماعية للثورة الأولى، كالمساواة والعدالة الاجتماعية.

بدأت أحداث ثورة 30 يونيو 2013، عندما احتشد ملايين المصريين فى ميادين القاهرة والمدن الكبرى مطالبين برحيل مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ورفعت المظاهرات شعار «تمرد»، وهو اسم الحركة التى نظمت الاحتجاجات وجمعت ملايين التوقيعات لسحب الثقة من محمد مرسى.

فى 1 يوليو، أصدرت القوات المسلحة بياناً أمهلت فيه الأطراف السياسية 48 ساعة للتوصل إلى حل للأزمة، وإلا ستتدخل لتنفيذ «خارطة مستقبل». لم يتم التوصل إلى حل، وفى 3 يوليو، أعلن وزير الدفاع حينها، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، عزل مرسى وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلى منصور رئاسة البلاد بشكل مؤقت.

أحدثت ثورة 30 يونيو تغييرات جذرية فى المشهد السياسى المصرى، من أبرزها:

تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة لإدارة شئون البلاد حتى إجراء انتخابات جديدة. وركزت هذه الحكومة على استعادة الأمن والاستقرار وتنفيذ إصلاحات اقتصادية.

إجراء انتخابات رئاسية جديدة فى مايو 2014، وأسفرت عن انتخاب عبدالفتاح السيسى رئيساً للجمهورية، بعد حصوله على دعم شعبى واسع.

إجراء تعديلات دستورية فى 2014، هدفت إلى تعزيز مؤسسات الدولة وضمان فصل السلطات وتوسيع حقوق المواطنين.

إجراءات أمنية صارمة ركزت عليها الحكومة الجديدة حينذاك لاستعادة الأمن، وقيامها بتنفيذ عمليات واسعة لمكافحة الإرهاب والجريمة.

إصلاحات اقتصادية، بدأتها الحكومة فى حينها لتنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، بما فى ذلك خفض الدعم على الوقود والكهرباء، وتحرير سعر الصرف، وإطلاق مشاريع تنموية كبرى مثل مشروع قناة السويس الجديدة.

رغم الدعم الشعبى الكبير الذى حظيت به ثورة 30 يونيو، روّج أتباع جماعة الإخوان العديد من الشائعات والانتقادات للتشكيك فى الدولة. من أبرز الانتقادات كان جمود العمل السياسى، حيث شهدت البلاد موجة من القبض والمحاكمات لكل من تورط فى أى أعمال إرهابية، وهو ما استغلوه للترويج له باعتباره قمعاً للحريات، وليس على حقيقته باعتباره جريمة إرهابية مجرّمة دولياً. كذلك عانى المواطنون من آثار الإصلاحات الاقتصادية التى أثرت على مستويات المعيشة وزادت من الأعباء المالية.

تظل ثورة 30 يونيو حدثاً مفصلياً فى تاريخ مصر الحديث، إذ كانت تعبيراً عن إرادة شعبية عارمة لتصحيح المسار واستعادة الهوية الوطنية. على الرغم من التحديات والانتقادات التى واجهتها، إلا أنها أرست أسساً جديدة للعمل السياسى والاجتماعى فى مصر، وفتحت الباب أمام مرحلة جديدة من الإصلاحات والتطوير. تبقى الدروس المستفادة من هذه الثورة حاضرة فى الأذهان، حيث تظهر أهمية الاستماع لصوت الشعب وتلبية تطلعاته فى الحرية والعدالة والكرامة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 25 يناير 30 يونيو

إقرأ أيضاً:

16.3 مليار جنيه حجم الاستثمارات بـ«العبور» منذ نشأة المدينة حتى يونيو 2024

قال المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، إن حجم الاستثمارات التي تم ضخها بعدة قطاعات في مدينة العبور منذ نشأة المدينة حتى يونيو الماضي بلغ 16.3 مليار جنيه، بجانب مليار و100 مليون جنيه بخطة العام المالي الحالي 2024/ 2025، لافتاً إلى أن ما تم ضخه من استثمارات في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بمدينة العبور منذ 2014 حتى يونيو الماضي نحو 11.37 مليار جنيه.

متابعة مبيعات الأراضي والوحدات بالمدينة

وتابع المهندس شريف الشربيني، اليوم، سير العمل في مشروعات الإسكان والمرافق والخدمات بمدينة العبور، حيث اطَّلع وزير الإسكان على الموقف المالي للإيرادات والمصروفات بالمدينة، والذي يشمل مبيعات الأراضي والوحدات بالمدينة، والإيرادات الذاتية (تحصيل مياه - مخالفات - إعلانات - مقابل انتفاع - مقابل إشغال .. )، بجانب موقف المصروفات.

كما اطَّلع وزير الإسكان، على سير العمل بمنظومة مياه الشرب والصرف الصحي بمدينة العبور، وكميات المياه المنتجة بالمدينة، وموقف محطات محولات الكهرباء بمدينة العبور بإجمالي قدرة 650 م.ف.أ.

وتابع وزير الإسكان، موقف مشروعات رفع كفاءة الطرق والتي تشمل رفع كفاءة الطرق لمناطق الإسكان العائلي (3-4-6-8-7) بالمدينة، ورفع كفاءة طرق الإسكان العائلي (1-2-5)، وعائلي الحيين ( الثاني والثالث ) بالمدينة، ورفع كفاءة طرق الحي الرابع، ورفع كفاءة طرق الحي الخامس، ورفع كفاءة طرق وأرصفة المنطقة الصناعية ب ، ج مرحلة أولى، ورفع كفاءة طرق وأرصفة للحي التاسع، ورفع كفاءة طرق وأرصفة للامتداد الشمالي والغربي للمنطقة الصناعية (أ)، ورفع كفاءة طرق وأرصفة بالمنطقة الصناعية ( أ ).

مشروعات الخدمات بمدينة العبور

واطَّلع وزير الإسكان على موقف مشروعات الخدمات بمدينة العبور، والتي تشمل مشروع المستشفى الجديد بمنطقة التبة بين الحيين الثالث والثامن بسعة 189 سريرا، بجانب مشروعات الإسكان الجاري تنفيذها، ومنها مشروع إسكان روضة العبور، والذي يضم 134 عمارة سكنية بالأرض المخصصة بحي السلام ثان كمشروع إسكان بحي السلام طريق بلبيس الصحراوي، حيث أن هناك 90 عمارة مخصصة كإسكان بديل للمناطق العشوائية، و44 عمارة مخصصة استثماري بإجمالي 4171 وحدة سكنية و475 وحدة إدارية و283 وحدة تجارية.

كما تابع وزير الإسكان مشروعات الخدمات بموقع المشروع، والتي تضم مدرسة تعليم أساسي سعة 66 فصلا تم تشغيلها، ومدرسة تعليم ثانوي 33 فصلا تم تسليمها إلى مديرية التضامن بديلاً عن مدرسة الطفولة السعيدة بنطاق محافظة القاهرة، والمخابز تم تسليمها إلى مديرية حي السلام ثان محافظة القاهرة، والحضانة جار تسليمها لمديرية التضامن، والمركز الطبي جارٍ تسليمه إلى مديرية الصحة، وتم تسليم وحدتين إداريتين لمديريتي التضامن والثقافة، بجانب الخدمات الدينية.

وتابع المهندس شريف الشربيني، مشروع الغلق الآمن لمقلب السلام العمومي، حيث وجه الوزير بإعداد تصور للمنطقة واستغلالها كمتنزهات وطرحها للمستثمرين، وإعادة تأهيل المشروع وإنشاء البنية التحتية للاستثمار، ويقع المشروع فى مدينة السلام، القاهرة بين عمارات المحروسة وعمارات روضة العبور، بمساحة إجمالية 72 فدانا.

مقالات مشابهة

  • فرص عمل واعدة للشباب.. ملتقى توظيفي بقرية الستمائة بالبحيرة الخميس
  • لجنة الحوار السوري تؤكد مشاركة أطياف المجتمع كافة
  • إلهام أبو الفتح تكتب: كلنا وراءك يا سيسي
  • 16.3 مليار جنيه حجم الاستثمارات بـ«العبور» منذ نشأة المدينة حتى يونيو 2024
  • برلماني يطالب بالاصطفاف خلف القيادة السياسية لمقاومة المخطط الأمريكي الصهيوني
  • بيع السجاد لأول مرة في معرض «أهلا رمضان» بالبحيرة.. تخفيضات تصل إلى 70%
  • محلل سياسي: تصريحات وزير الخارجية الأمريكي تكشف الضغوط السياسية على المنطقة
  • الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط : المسيحية المصرية جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية
  • رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس: غزة لن تكون للاحتلال وليس أمامه إلا الالتزام بوقف النار
  • مدبولي: نتابع تطورات العمل في حقل ظهر واستعادة المعدلات الطبيعية للإنتاج