يحيط الغموض بعجلة "عين دبي" بعد توقفها عن الدوران منذ أكثر من عام وسط تكتم رسمي على سبب استمرار إغلاق المعلم السياحي الإماراتي الذي يصنف بأكبر عجلة مشاهدة في العالم.

وكانت العجلة البالغ ارتفاعها 250 مترا -ما يوازي ضعف حجم عجلة "لندن آي" تقريبا- توقفت منذ الصيف الماضي، دون وجود أفق بإعادة تشغيلها قريبا.

وفي أبريل/ نيسان الماضي أكد الموقع الإلكتروني للعجلة أنها مغلقة "لاستكمال أعمال التحسينات التي بدأت خلال الأشهر الماضية"، وجاء ذلك بعد إعلان إغلاقها لبضعة أشهر وتمديد المدة مرات عديدة.

وبحسب الموقع الرسمي، سيتم الإعلان عن تاريخ إعادة الافتتاح "في حينه"، واعدا بـ "تقديم عروض جديدة ومميزة للزوار عند إعادة فتحها".

وتبدو أبواب المعلم السياحي موصدة والأنوار مطفأة على جزيرة "بلو واترز" الاصطناعية، حيث تتربع العجلة التي يقول المعنيون إن بناءها استغرق أكثر من 9 ملايين ساعة عمل، فلا موظفين يبيعون تذاكر، ولا زوارا ينتظرون دورهم للصعود. فقط بعض المارة يلتقطون صورا للألعاب الضوئية التي تظهر على الدولاب العملاق وتلون السماء.

السائح المصري مروان محمد قال لوكالة الصحافة الفرنسية: "سألت عنصر أمن هنا، أجابني: كلا لا تعمل. سألته عن السبب لكنه لم يعطني جوابا".

وروى مروان، وهو مستشار أعمال (33 عاما)، أنه ركِب العجلة في السابق "وكان المنظر جميلا جدا من فوق"، مع أنه شعر "ببعض القلق" آنذاك لأنها كانت تدور ببطء شديد.

اقرأ أيضاً

واشنطن بوست: عين دبي تواجه مصيرا غامضا بعد توقفها عن الدوران

وتستغرق كل دورة من العجلة حوالي 38 دقيقة، وهي تضم 48 مقصورة بين عادية وفاخرة، تتسع كل منها لـ 40 شخصا كحد أقصى، لتصل السعة الإجمالية إلى 1750 شخصا في آنٍ. وتتراوح أسعار بطاقة الصعود بين 100 درهم (نحو 27 دولارا) و4700 درهم (نحو 1280 دولارا).

وحسب "فرانس برس" لم يرد مالكو العجلة وشركاؤهم على طلبات بالتعليق على سبب توقفها، كما رفض معظم العاملين على جزيرة "بلو واترز" الذين حاولت الوكالة التواصل معهم، التحدث، أو شاركوا ما سمعوه، لكن اشترطوا عدم كشف أسمائهم.

وأعطى عدد منهم سيناريوهات مختلفة عن سبب الإغلاق، فقال أحدهم إن فيها تصدعا من الداخل، في حين أكد آخر أن الجزيرة الاصطناعية تغرق بسبب وزن العجلة، وأجمعوا على أن هناك "مشاكل تقنية".

وتقع جزيرة "بلو واترز" الاصطناعية التي افتتحت أواخر العام 2018، في منطقة مرسى دبي، وتضم شققا سكنية فخمة ومتاجر ومرافق ترفيهية، إضافة إلى فنادق 5 نجوم ومنتجعات سياحية. ويربطها بالساحل جسر مروري وجسر للمشاة بطول 265 مترا.

وذكر نادل من جنسية آسيوية في مطعم مجاور أنه كان يسمع أصواتا عندما كانت تدور "وكأن شيئا ما ينكسر في الداخل".

اقرأ أيضاً

دبي.. السياحة تتراجع 56% في 4 أشهر

ويتفاخر الموقع الإلكتروني للعجلة بأنها "تحفة تتخطى الأرقام القياسية.. وتُعيد تحديد المفاهيم في الهندسة والتقنية والسلامة".

والعجلة العملاقة التي تم تشييدها بالاستعانة "بأضخم رافعتين في العالم"، مصنوعة من حوالي 11 ألفا و200 طن من الفولاذ، أي ما يزيد بنسبة 33% على كمية الفولاذ المستخدم في بناء برج "إيفل" في العاصمة الفرنسية باريس.

وعلى الشاطئ المقابل، تعج المطاعم بالزبائن الذين يتفرجون على العروض الضوئية.

وقال عامل في متجر طلب عدم الكشف عن اسمه "العام الماضي قيل إنه سيُعاد تشغيل العجلة في الشتاء، لكن ذلك لم يحصل… الآن يُقال الأمر نفسه، لكننا لسنا واثقين من ذلك، نحن ننتظر فحسب".

وكان من المفترض أن تكون العجلة مشروعا يدر أموالا طائلة مقابل ركوبها وإقامة الفعاليات داخلها وفي محيطها، وأيضا بفضل إيرادات خدمة إضاءتها بإعلانات.

وفي العام 2022، استقبلت إمارة دبي التي تحتضن أيضا برج خليفة -أطول مبنى في العالم – 14 مليون سائح، بزيادة قدرها 97% مقارنة بالعام 2021 (7,28 ملايين زائر)، العام الذي افتتحت العجلة في أواخره بعد انتشار فيروس كورونا، وفق أرقام رسمية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات فی العالم

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2

يناير 31, 2025آخر تحديث: يناير 31, 2025

محمد الربيعي

بروفسور ومستشار دولي، جامعة دبلن

تعتبر جامعة كامبردج، بتاريخها العريق الذي يمتد لاكثر من ثمانية قرون منذ تاسيسها عام 1209، منارة للعلم والمعرفة، وصرحا اكاديميا شامخا يلهم الاجيال المتعاقبة. تعد كمبردج رابع اقدم جامعة في العالم، وثاني اقدم جامعة في العالم الناطق باللغة الانجليزية، حاملة على عاتقها مسؤولية نشر العلم والمعرفة وخدمة الانسانية. لم تكن كمبردج مجرد مؤسسة تعليمية عابرة، بل كانت ولا تزال محركا رئيسيا للتطور الفكري والعلمي على مستوى العالم، وشاهدة على تحولات تاريخية هامة، ومخرجة لقادة ومفكرين وعلماء غيروا مجرى التاريخ، امثال اسحاق نيوتن، الذي وضع قوانين الحركة والجاذبية، وتشارلز داروين، الذي وضع نظرية التطور، والان تورينج، رائد علوم الحاسوب.

تتميز جامعة كمبردج بمكانة علمية رفيعة المستوى، حيث تصنف باستمرار ضمن افضل الجامعات في العالم في جميع التصنيفات العالمية المرموقة، مثل تصنيف شنغهاي. هذا التميز هو نتاج جهود مضنية وابحاث علمية رائدة في مختلف المجالات، من العلوم الطبيعية الدقيقة كالفيزياء والكيمياء والاحياء، مرورا بفروع الهندسة المختلفة كالهندسة المدنية والميكانيكية والكهربائية، وصولا الى العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعنى بدراسة التاريخ والفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية. تضم الجامعة بين جنباتها العديد من المراكز والمعاهد البحثية المتطورة التي تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي والتكنولوجي، مثل معهد كافنديش الشهير للفيزياء. تعرف كمبردج باسهاماتها القيمة في جوائز نوبل، حيث حاز خريجوها على اكثر من 120 جائزة نوبل في مختلف المجالات، مما يعكس المستوى العالي للتعليم والبحث العلمي فيها. من بين الاسهامات الخالدة لجامعة كامبريدج، يبرز اكتشاف التركيب الحلزوني المزدوج للحامض النووي (DNA) على يد جيمس واتسون وفرانسيس كريك عام 1953. هذا الاكتشاف، الذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1962، غيّر مسار علم الاحياء والطب، وأرسى الاساس لفهم أعمق للوراثة والأمراض، ويعد علامة فارقة في تاريخ العلم.

اضافة الى مكانتها العلمية المرموقة، تتميز جامعة كمبردج ببيئة تعليمية فريدة من نوعها، حيث تتكون من 31 كلية تتمتع باستقلال ذاتي، ولكل منها تاريخها وتقاليدها الخاصة، وهويتها المعمارية المميزة. هذه الكليات توفر بيئة تعليمية متنوعة وغنية، تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات والثقافات من جميع انحاء العالم، مما يثري تجربة التعلم ويساهم في تكوين شخصية الطالب وتوسيع افاقه. توفر الجامعة ايضا مكتبات ضخمة ومتاحف عالمية المستوى، تعتبر كنوزا حقيقية للطلاب والباحثين، حيث تمكنهم من الوصول الى مصادر غنية للمعرفة والالهام. من بين هذه المكتبات، مكتبة جامعة كمبردج، وهي واحدة من اكبر المكتبات في العالم، وتحتوي على ملايين الكتب والمخطوطات النادرة، بالاضافة الى متاحف مثل متحف فيتزويليام، الذي يضم مجموعات فنية واثرية قيمة، ومتحف علم الاثار والانثروبولوجيا.

يعود تاريخ جامعة كمبردج العريق الى عام 1209، عندما تجمع مجموعة من العلماء في مدينة كمبردج. لم يكن تاسيس كمبردج وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لهجرة مجموعة من العلماء والاكاديميين من جامعة اكسفورد، بحثا عن بيئة اكاديمية جديدة. هذا الاصل المشترك بين كمبردج واكسفورد يفسر التشابه الكبير بينهما في العديد من الجوانب، مثل النظام التعليمي والهيكل التنظيمي، والتنافس الودي بينهما، الذي يعرف بـ “سباق القوارب” السنوي الشهير. على مر القرون، شهدت جامعة كمبردج تطورات وتحولات كبيرة، حيث ازدهرت فيها مختلف العلوم والفنون، واصبحت مركزا مرموقا للبحث العلمي والتفكير النقدي، ولعبت دورا محوريا في تشكيل تاريخ الفكر الاوروبي والعالمي.

كليات الجامعة هي وحدات اكاديمية وادارية مستقلة، تشرف على تعليم طلابها وتوفر لهم بيئة تعليمية فريدة من نوعها، تساهم في خلق مجتمع طلابي متنوع وغني، حيث يتفاعل الطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة، مما يثري تجربتهم التعليمية ويساهم في تكوين شخصياتهم وهي ايضا مراكز اقامة للطلاب. هذا النظام الفريد للكليات يعتبر من اهم العوامل التي تميز جامعة كمبردج، ويساهم في الحفاظ على مستوى عال من التعليم والبحث العلمي.

تقدم جامعة كمبردج تعليما متميزا عالي الجودة يعتمد على اساليب تدريس متقدمة تجمع بين المحاضرات النظرية والندوات النقاشية وورش العمل العملية، مما يتيح للطلاب فرصة التعمق في دراسة مواضيعهم والتفاعل المباشر مع الاساتذة والخبراء في مختلف المجالات. يشجع نظام التدريس في كمبردج على التفكير النقدي والتحليل العميق، وينمي لدى الطلاب مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات. هذا التنوع يثري تجربة التعلم بشكل كبير، حيث يتيح للطلاب فرصة التعرف على وجهات نظر مختلفة وتبادل الافكار والمعرفة، مما يساهم في توسيع افاقهم وتكوين صداقات وعلاقات مثمرة. كما توفر الكليات ايضا انشطة اجتماعية وثقافية متنوعة تساهم في خلق جو من التفاعل والتواصل بين الطلاب، مثل النوادي والجمعيات الطلابية والفعاليات الرياضية والفنية.

تخرج من جامعة كمبردج عبر تاريخها الطويل العديد من الشخصيات المؤثرة والبارزة في مختلف المجالات، الذين ساهموا في تغيير مجرى التاريخ وخدمة الانسانية، من بينهم رؤساء وزراء وملوك وفلاسفة وعلماء وادباء وفنانين.

باختصار، تعتبر جامعة كمبردج منارة للعلم والمعرفة، وتجمع بين التاريخ العريق والمكانة العلمية المرموقة والتميز في مجالات متعددة، مما يجعلها وجهة مرموقة للطلاب والباحثين من جميع انحاء العالم.

 

مقالات مشابهة

  • أكبر 5 شركات اتصالات في العالم.. تحول رقمي وذكاء اصطناعي
  • بيونغ يانغ: أمريكا أكبر تاجر حرب في العالم
  • أسرار التطبيق الصيني الذي أودى بأسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم
  • ما هي شركات الطيران التي ألغت أكبر عدد من الرحلات الجوية في 2024؟
  • 471 مشاركًا من 45 دولة.. مصر تنظم أكبر بطولة لناشئي سلاح سيف المبارزة
  • “يفوق البنتاجون 10 مرات”.. الصين تبني أكبر منشأة عسكرية في العالم
  • 10 أضعاف حجم «البنتاغون».. الصين تبني أكبر «مركز قيادة عسكري» في العالم
  • 10 أضعاف حجم البنتاغون .. الصين تشيد أكبر مركز قيادة عسكري في العالم
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • ‎الصين تشيد أكبر مركز قيادة عسكري في العالم